خالد ناجح يكتب: كل عام ومصر بخير
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
كل عام ومصر بخير، كل عام وحضراتكم طيبون وبصحة وسلام وسعادة.
اليوم ليس يوماً عادياً فى مصر أو فى العالم العربى. نحتفل بذكرى مولد رسول الإنسانية ومعناها -لو تعلمون- عظيم.
فى قريتنا كانت للمولد النبوى طقوس بسيطة وخاصة، حيث كان يتجمع بائعو الحلوى، خاصة عروسة المولد والولد على الحصان. وكانت هذه الحلوى الأكثر مبيعاً من بين أنواع الحلوى الأخرى، حيث يقبل عليها الأطفال والشباب.
كانت المساجد تعج بالمنشدين والمشايخ لقراءة القرآن وإلقاء الدروس عن السيرة النبوية من العصر حتى صلاة العشاء. كانت الزيارات تتم خلال اليوم بين الأهل والأصدقاء حاملين الحلوى فى شنط ورقية مصنوعة يدوياً. ساحة «المندرة» أو المضيفة لكل عائلة تجمع الناس للاستماع إلى المشايخ والإنشاد الدينى، وبين كل «ربع» تجد تجويداً وقصيدة إنشاد وخطبة قصيرة. خلال ذلك، كانت حلاوة المولد والفول السودانى تملأ أطباقاً مرصوصة على طاولات صغيرة مع الشاى واليانسون، الذى كان المشروب الرسمى للمشايخ والمنشدين.
اختفت معظم هذه الطقوس مع انشغال الناس بمشاغلهم اليومية ومشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية. والأهم من ذلك، حتى فى الجلسات العادية التى لا ترتبط بالمناسبات، تجد الجميع مشغولاً بشاشات هواتفهم التى استحوذت عليهم وفصلتهم عن عالم الواقع، وأصبحوا يسبحون فى فضاء مواقع التواصل الاجتماعى.
بل وصل الأمر إلى أن البعض لا يستطيع ترك الشاشة وشرب كوب الشاى أو فنجان القهوة الخاص به، فكيف له أن يركز فى حديث أو مناقشة تدور حوله.
المولد النبوى الشريف هو من المناسبات الدينية الهامة التى تحتفل بها الأمة الإسلامية فى جميع أنحاء العالم، تخليداً لذكرى مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم. يمثل هذا اليوم فرصة للتأمل فى حياة الرسول وأخلاقه وتعاليمه التى شكلت مساراً هادياً للبشرية نحو الخير والعدل والسلام.
يعود تاريخ الاحتفال بالمولد النبوى إلى القرن الثانى عشر الميلادى، حين بدأ المسلمون فى إحياء هذه الذكرى سنوياً من خلال التجمعات والاحتفالات الدينية. أصبح المولد النبوى مناسبة ذات طابع اجتماعى وثقافى، حيث يجتمع الناس لتلاوة القرآن، وإلقاء الأناشيد الدينية، وتنظيم الندوات والاحتفالات التى تمجد حياة النبى الكريم. نهدى بعضنا البعض الحلوى ونتزاور بعد أن أصبحنا ندور فى «ساقية» المشاغل والمشاكل اليومية.
يعد المولد النبوى الشريف فرصة لتجديد الروح الإيمانية، من خلال التأمل فى شخصية الرسول محمد كرمز للتسامح والعدل والرحمة. فى زمننا الحالى، تبرز الحاجة للاقتداء بنهج النبى، خاصة فى التعامل مع التحديات المعاصرة التى تواجه المجتمع الإسلامى، وخاصة ما يحدث من إبادة لإخوتنا فى فلسطين تحت أعين وصمت العالم أجمع.
إن الاحتفال بالمولد النبوى ليس مجرد حدث تاريخى، بل هو تذكير بالرسالة النبوية التى تدعو إلى الأخلاق الحميدة، والتعايش السلمى بين الناس، والإيمان بالتنوع والتسامح. هو فرصة للتأمل فيما حولنا ونحمد الله عز وجل على نعمة مصر والأمن والاستقرار الذى نعيشه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المولد النبوى الشريف حلوى المولد احتفال المصريين احتفال العرب المولد النبوى
إقرأ أيضاً:
سوريا ومصر تعلنان يوم الاثنين أول أيام عيد الفطر المبارك
القاهرة (زمان التركية) – أعلنت كلٌّ من دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السورية، مساء اليوم، أن يوم الاثنين المقبل سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك بعد تعذر رؤية هلال شهر شوال مساء اليوم السبت، الموافق للتاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ.
وأكدت الهيئات الشرعية المختصة في كلا البلدين أنها قامت بتحري الهلال وفق الأسس العلمية والشرعية المعتمدة، وبالاستعانة باللجان الشرعية والفلكية المنتشرة في مختلف أنحاء الدولتين، إلا أن الهلال لم يُرَ بالعين المجردة أو بالوسائل البصرية المقررة، مما يعني أن يوم الأحد سيكون المتمم لشهر رمضان، ويكون يوم الاثنين 1 شوال 1446 هـ، الموافق 31 مارس 2025، هو أول أيام عيد الفطر السعيد.
وفي هذا السياق، هنأت دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السورية الشعوب الإسلامية بهذه المناسبة المباركة، داعية الله أن يعيدها على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وأن يعم الأمن والاستقرار ربوع العالم العربي والإسلامي.
وعلى ضوء هذا الإعلان، بدأت الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر في سوريا ومصر، حيث تشهد الأسواق والمحال التجارية حركة نشطة من المواطنين الراغبين في شراء مستلزمات العيد من الحلويات والملابس، بينما تعمل الجهات الحكومية على تأمين الأجواء الاحتفالية وضمان توفر الخدمات الأساسية خلال أيام العيد.
ومن جهة أخرى، دعت السلطات الدينية في البلدين المسلمين إلى اغتنام الساعات الأخيرة من رمضان في العبادة والدعاء، وحثت على إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، تأكيدًا على قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.
يُذكر أن إعلان موعد العيد يتوافق مع الحسابات الفلكية التي كانت قد توقعت أن شهر رمضان هذا العام سيكون مكتملاً ثلاثين يومًا، وهو ما أكدته الرؤية الشرعية مساء اليوم، ما يعزز من دقة التوقعات الفلكية في تحديد بدايات الأشهر القمرية.
Tags: موعد العيدموعد العيد في سورية ومصرموعد هلال رمضان