خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
الدرس الأهم الذى نتعلمه من مدينة العلمين الجديدة أن أى محنة يمكن أن تصبح منحة، وأن العمل الجاد قادر على تحويل الأحلام إلى حقيقة.. هكذا تحولت مدينة العلمين التى كانت أرض الألغام التى زرعتها الحرب العالمية الثانية فى وادينا الطيب إلى واحة الأحلام وقبلة السياحة العربية والعالمية.
والأهم أنها مدينة لن تنطفئ أنوارها مع وداع فصل الصيف، لكنها ستظل الفنار الذى يضىء سماء البحر المتوسط على مدار العام.
فى أول مارس ٢٠١٨ كان لى شرف الوجود مع زملائى الصحفيين مع زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يضع حجر أساس العلمين الجديدة.. من قلب الصحراء الجرداء وقتها المحاطة بالخطر والألغام من كل جانب، استمعنا للرؤية المتكاملة لتحويل العلمين إلى مدينة المدائن وزهرة الساحل الشمالى وقبلة العالم.. لم نتعجب ولم نتساءل كثيراً، فقد تعلمنا من الرئيس أن السواعد المصرية قادرة على تحدى التحدى وتحقيق النجاح مهما بدا مستحيلاً، والوصول للأحلام مهما كانت تبدو بعيدة كنجوم السماء.
اليوم أكتب من العلمين وقد تحولت خلال سنوات ست إلى عروس البحر المتوسط النابضة بالبهجة والحياة، مع رائحة البحر نشم نسيم النجاح ونعيش الفخر.
فى السنوات القليلة، وبسواعد مصرية فتية، تحولت الصحراء إلى مدينة البهجة والفرحة، السياح من كل الدول العربية والعالمية جاءوا يتلمسون المتعة ويتنفّسون الجمال والهواء النقى.. أجمعوا على أنها المدينة الأجمل على شاطئ المتوسط، حيث سحر المكان وروعة الطبيعة والأمان والسلام، من قلب مدينة الألغام خرجت مدينة السحر والسلام.. كل من زارها أقسم أن يعود إليها مع كل معارفه وأقاربه ليعيشوا روعة المكان الذى أصبح قبلة الجمال ونبض الحياة.
والأهم أن العلمين ليست مجرد قبلة السياحة فقط، بل هى مدينة متكاملة الأركان كاملة الأوصاف.. هنا الشواطئ الأروع والفنادق الأفخم والأضخم بجوار الممشى الرائع على البحر الأجمل المتاح للجميع بلا استثناء، هنا الأبراج الضخمة تعانق السحاب مع القصور والفيلات الفخمة الضخمة إلى جوار العمارات التى تناسب كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية، هى ليست مدينة للأغنياء فقط، هنا كل المستويات فى تناغم وتناسق وجمال وروعة التصميم.
فى العلمين جامعة أهلية نجحت من أول انطلاقة، وتجذب الطلاب من كل المحافظات، والسكن متاح لهم بما يناسب دخلهم، هنا مطار عالمى وطرق حريرية وتصميم يكشف الإتقان والجمال.. هنا مصانع تنطلق وتجمعات إدارية تجذب رواد الأعمال من كل المستويات.
هذه مدينة متكاملة الأركان.. خرجت للنور فى شهور لتجذب المصريين للعمل والإقامة بها طوال العام وتجذب السياح من كل بقاع الأرض على مدار العام.. هى ليست مدينة لشهور الصيف وإن كانت شهور الصيف بها هى الأروع فى عالمنا، لكنها مدينة ستظل أنوارها ساطعة على مدار العام.
ومع بداية كل صيف نجحت الشركة المتحدة فى أن تضع بصمتها التى لا تغيب، مهرجان العلمين تحول إلى صك نجاح ومفتاح حياة، أنشطة فنية ورياضية واجتماعية ناجحة وهادفة تجذب الملايين فى شهور الصيف لزيارة المدينة أو المتابعة عبر الشاشات، أنشطة تجمع كل النجوم وسحر الفنون.
زعماء العالم يتسابقون لزيارة المدينة الأجمل، والرئيس السيسى هناك مع كل صيف وضيوفه الكرام يستمتعون بالوجود فى أجمل بقاع الأرض.. وجاء معرض الطيران بمطار العلمين ليفتح الباب لمدينة تحتضن المؤتمرات والمعارض العالمية فى أناقة ودلال، والنجاح مضمون.
ست سنوات من العمل فتحت أبواب الأمل والنجاح، الإرادة المصرية قهرت الألغام وزرعت الحياة على شاطئ المتوسط الأجمل، المحنة التى كانت توجع القلوب تحولت إلى منحة تهفو إليها الأفئدة من كل بقاع الأرض.. قصة نجاح تثبت من جديد أننا قادرون وأن النجاح حق لهذا الشعب.. تكشف عن حكمة صاحب القرار ورؤيته وأننا على طريق الخير والمستقبل نسير.. جمهوريتنا الجديدة تتفتح فوق كل بقعة من أرض وطننا الغالى.
ميلاد الحبيب:
نسمات الإيمان تدخل القلوب وتحفها بالطمأنينة فى ذكرى مولد سيد الخلق، سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.. نتذكره ونصلى عليه مع كل أنفاسنا، نتذكر الرحمة المهداة للأرض صاحب الخلق العظيم.. نتذكر سيدنا الذى تحمَّل ما لا يتحمله بشر لتصل الرسالة إلينا كاملة.. نتذكر صاحب الهداية والرسالة وإليه تتجه قلوبنا نصلى عليه ونسلم، يا خير خلق الله كلهم نصلى ونسلم عليك.. يوم مولدك يوم مولد الحق والنور والهداية، نجدد معك العهد ونصلى عليك ونسلم، فيا سيدنا وحبيبنا كُن لنا شفيعاً، نحبك يا سيدى، وحبك نور للقلوب، صلى عليك الله وسلم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين الجديدة أرض الألغام
إقرأ أيضاً:
في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني
مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.
نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.
كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.
هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.
ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.