الوطن:
2025-04-11@06:10:00 GMT

د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة

 النقطة الأولى.. «العدالة الاجتماعية»

الاقتصاد الحديث وبناؤه لا يتأتى إلا من قرارات حكيمة للاقتصاديين وآراء سديدة للساسة، ومن بين هذا وذاك يتحقق المناخ الطبيعى الذى ينبت فيه الاقتصاد الأكثر ثباتاً واستدامة، وإحدى قواعد النمو المستدام هى تحقيق العدالة الاجتماعية، وهنا لدىّ ما أود أن أقوله حول عبارة أو مصطلح أتصور أنه كان الباب الخلفى والخط الذى سهّل للجميع العبور إلى عالم الفوضى والطبقية، وهو مصطلح «طبيعة عمل» أو «بدل طبيعة عمل»، وهنا لنا وقفة ودراسات ومقارنات عديدة عقدناها بين اقتصاديات دول ناشئة وأخرى تحت الإنشاء وتبتغى النمو، ودول أخرى تحاول أن تنمو لكن النمو يواجه مقاومة شديدة عاتية، لأن النمو لن يتأتى إلا من باب تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد والبيروقراطية، وحقيقة الأمر تؤكد أن الباب العالى الذى فتح الطريق للفساد هو ما أُطلق عليه «بدل طبيعة عمل»، وأتعجب من هذه الفوارق الطبيعية الرهيبة الموجودة فى دخول موظفى الجهاز الإدارى للدولة، وهذا التفاوت الرهيب الموجود بين نفس الأعمار ونفس التخصصات ونفس سنوات الخبرة لا تجده إلا فى دول تصارع البقاء لكن تجد باب الأجور والرواتب فى الموازنة العامة للدولة يمثل ٣٠٪ من إجمالى المخصصات والإنفاق، وتجد أن ٥٪ فقط من كادر بعض الدول يتقاضى ٢٢٪ من الـ٣٠٪ و٩٥ ٪ يحصلون على ٨٪ من إجمالى هذا المخصص فى الموازنة العامة، وهذا يفتح الباب الخلفى للفساد والرشوة والطبقية والمحسوبية والوساطة والتسلق، ويبدأ الفساد فى الترعرع فى رحلة البحث عن الطبقية فى ظل انهيار طبقات متوسطة هى دوماً تكون عنوان الاستقرار وعنواناً لانعكاسات التوزيع العادل لنواتج التنمية فى الدول الناشئة ومن ثم الصاعدة والتى تبنى اقتصاداً قادراً على الصمود.

النقطة الثانية.. الأمن والأمان

لا يمكن على الإطلاق أن يتصور من يتابع حركة الأحداث محلياً أو إقليمياً أو دولياً، إمكانية بناء أى اقتصاد أو حدوث أى حالة رواج تجارى فى منظومة تجارة دولية أو زيادة فى الاستثمارات البينية، سواءً بالدخول أو الخروج أو النمو أو التنقل دونما أن تكون هناك حالة استقرار وثبات وأمن وأمان وطمأنينة، ولا يمكن أن يتصور أحد من كل المفكرين أو الخبراء الاقتصاديين أنه يمكن بناء اقتصاد مهما كانت قدرة ومكونات هذا الاقتصاد وأنظمته وعلاقاته السياسية دونما وجود قوة فاعلة تحميه، ومن هنا تحاول الدول والحكومات من أصحاب الخبرات المتراكمة، والتى تمتلك جيوشاً وخطوطاً نظامية وسلطات متعددة تحفظ الأمن والعدل أن تعمل جاهدة على توفير مخصصات جيدة متوازنة لتطوير منظومة الأمن، سواءً بالتسليح بالعتاد والمعدات والأسلحة المتطورة أو السواعد أو مراكز البحث العلمى، ومن هنا تستطيع الدول أن تستخدم هذا الاستقرار الأمنى كورقة جذب للاستثمارات، وكذلك تطوير المنظومة الجمركية والحدودية ووسائل النقل البحرى والجوى والعابر والبرى، مما يساهم أيضاً فى توسيع وتنمية الدخل السياحى، وهو قطاع مهم جداً فى بناء أى اقتصاد وتحديداً فى الدول التى تملك مخزوناً وبرامج سياحية جاذبة، لذا نوصى دائماً بضرورة استحداث معادلة بين الإنفاق العادل لتوفير «سلعة» الأمن والأمان التى تخدم الاستقرار، حتى يتم توفير البنية الأمنية التى تحقق مناخاً آمناً للاقتصاد، شريطة ألا تتخطى هذه المنظومة عنصر الوقت فى مراجعة الإجراءات أو البيروقراطية فى تدقيق المستندات أو المبالغة فى التكاليف الخاصة بهيكلها الثابت فى التأسيس أو التشغيل أو تمتلك زمام الاقتصاد، وتتغلب فيها الأيديولوجية الأمنية على مجريات الأمور وعلى قواعد اللعبة الاقتصادية، ولذلك على المخططين ومتخذى القرار محاولة ضبط هذه المعادلة من أجل تحقيق اقتصاد آمن مستدام فعال يحقق البعد البيئى والاقتصادى والأمنى وهذا ما تبحث عنه الشعوب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاقتصاد الحديث القضاء على الفساد تحقيق العدالة الاجتماعية التنمية المستدامة

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد يشارك باجتماعات الوزراء العرب في القاهرة

شارك وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية، محمد الحويج، في أعمال الاجتماع غير العادي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء العرب، الذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، خلال يومي الأحد والإثنين الموافقين 6-7 أبريل  2025.

ويأتي هذا الاجتماع “في إطار التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية العادية في دورتها الخامسة والثلاثين، والقمة العربية التنموية في دورتها الخامسة، والمقرر انعقادهما بالعاصمة العراقية بغداد”.

وناقش المجلس خلال اجتماعاته “عدداً من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المدرجة على جدول أعمال القمتين، والتي تهدف إلى تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي العربي المشترك، ومن أبرزها تطوير منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال متطلبات إقامة الاتحاد الجمركي العربي الموحد، وتنمية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية، وضع خطة شاملة لتطوير منظومة التعليم الفني والمهني في الدول العربية، كذلك إعداد استراتيجية عربية لتطوير الصحة المدرسية والجامعية”.

كما تم التأكيد على “أهمية الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي للفترة 2025-  2035 ، ودعم جهود التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية”.

وتأتي مشاركة ليبيا في هذا الاجتماع ”في إطار حرصها الدائم على المساهمة الفاعلة في دعم جهود العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية و دولة ليبيا، بما يحقق التنمية المستدامة ويلبّي تطلعات دولة ليبيا نحو مستقبل أفضل”.

مقالات مشابهة

  • حرب اقتصادية شاملة .. هكذا وصفت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.. وهذا موقف مصر
  • معاهد اقتصادية ألمانية تتوقع انكماش الاقتصاد خلال 2025
  • العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة
  • مختصون: الإعلام الرياضي .. أداة اقتصادية واستثمارية ترفع قيمة الاقتصاد الرياضي
  • جناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة
  • النصيري يؤكد مشروع الاصلاح المصرفي الشامل الذي اعلنه البنك المركزي سيثمر نتائج واعدة
  • وزير الاقتصاد يشارك باجتماعات الوزراء العرب في القاهرة
  • منال الشرقاوي تكتب: ضحكنا فجرحناهم
  • التكبالي: الاقتصاد الليبي وصل مرحلة “مزرية” في ظل استمرار الفساد 
  • أبو بكر الديب يكتب: "أسهم الدفاع" سلاح المستثمرين في مواجهة "ترامب"