انخفاض كبير في أعداد الطلاب المتقدمين للالتحاق بالتعليم الجامعي في جامعة عدن
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
شمسان بوست / عدن:
أكد مصدر مسؤول في جامعة عدن بأن هناك انخفاض كبير في أعداد المتقدمين للالتحاق بالتعليم الجامعي لهذا العام الدراسي ٢٠٢٥/٢٠٢٤م في جامعة عدن، مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال المصدر إن هذا الانخفاض يُعزى إلى عدة عوامل مجتمعة تؤثر على الطلاب والأسر بشكل عام، حيث أصبح الوصول إلى التعليم الجامعي تحديا كبيرا للكثيرين.
وأشار إلى الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه اليمن في الفترة الحالية له تأثير مباشر على القدرة المالية للطلاب وأسرهم، مما يجعل العديد من العائلات تتردد في تحمل تكاليف التعليم الجامعي.
كما أكد أن للارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات الأساسية دورًا كبيرًا في تقليص ميزانيات الأسر التي كانت سابقا مخصصة لدعم تعليم أبنائها، حيث أصبح التركيز أكثر على تلبية الاحتياجات الأساسية.
تأثير جامعتي أبين ولحج
وأوضح أن الظروف الأمنية والسياسية المضطربة تساهم بشكل كبير في هذا الانخفاض، لاسيما افتتاح جامعتي لحج وأبين اللذان يعدان من أسباب انخفاض أعداد الطلاب المتقدمين في جامعة عدن أيضا.
وبين أن جامعتي لحج وأبين أصبحا يستوعا المتقدمين للدراسة الجامعية من أبناء تلك المحافظات، علاوة على ذلك، الهجرة الداخلية والخارجية المستمرة للشباب بحثا عن فرص أفضل للعمل أو التعليم في الخارج تضع ضغطا إضافيا على مؤسسات التعليم الجامعي المحلية، مما يؤدي إلى نقص في أعداد المتقدمين.
وأردف قائلًا: “التوجه المتزايد نحو التعليم الفني و المهني بدلا من التعليم الأكاديمي التقليدي يمكن أن يكون عاملا آخر في هذا التراجع، حيث يرى بعض الشباب أن الحصول على مهارات مهنية عملية قد يوفر فرصا أفضل للتوظيف في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.
وأضاف: “إلى جانب العوامل الاقتصادية والأمنية هناك شعور بالإحباط بين بعض الشباب نتيجة لتراجع فرص التوظيف بعد التخرج، حيث بات الكثيرون يرون أن الشهادات الجامعية لم تعد تضمن لهم وظائف مستقرة أو برواتب مجزية، هذه النظرة السلبية للتعليم الجامعي تجعل البعض يتردد في الاستثمار في سنوات طويلة من الدراسة دون تأكيدات على مردود اقتصادي مستقبلي”.
وتابع: “كما أن هناك تأثير واضح لنقص التوجيه والإرشاد الأكاديمي في المرحلة الثانوية، حيث يفتقر العديد من الطلاب للدعم الكافي في اتخاذ قراراتهم بشأن الالتحاق بالتعليم الجامعي. هذا النقص في التوجيه يمكن أن يجعل البعض يختار التخلي عن فكرة التعليم الجامعي تماما أو تأجيله.
معالجة ظاهرة الانخفاض
لمعالجة ظاهرة انخفاض أعداد المتقدمين للتعليم الجامعي في الجامعات الحكومية، يجب اتخاذ عدة إجراءات شاملة تستهدف الأسباب المتعددة لهذا التراجع من الضروري تحسين الوضع الاقتصادي من خلال توفير منح دراسية ودعم مالي للطلاب المحتاجين، مما يخفف من الأعباء المالية عن الأسر ويشجع على الالتحاق بالتعليم الجامعي. كما يجب على الحكومة والجهات المعنية التعاون لخفض تكاليف التعليم، سواء من خلال الدعم المباشر أو تقديم تسهيلات في دفع الرسوم.
تعزيز البنية التحتية الجامعية يُعد أمرا حاسما. من الضروري تحسين جودة المرافق التعليمية، بما في ذلك المختبرات وقاعات المحاضرات والمرافق الخدمية، لضمان بيئة تعليمية مريحة وجاذبة. يمكن الاستفادة من الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية لدعم مشاريع تطوير الجامعات.
أيضا، يجب تحسين فرص التوظيف للخريجين من خلال التنسيق بين الجامعات وسوق العمل يعد خطوة هامة. يجب توفير برامج تدريبية عملية مرتبطة بسوق العمل، وتقديم إرشادات مهنية للطلاب لضمان توافق مؤهلاتهم مع احتياجات السوق. دعم التعليم الفني و المهني كخيار متكامل إلى جانب التعليم الجامعي التقليدي قد يسهم أيضا في تقليل الفجوة بين التعليم والوظيفة.
وأخيرا، تعزيز التوجيه والإرشاد الأكاديمي للطلاب في المرحلة الثانوية يُعتبر مفتاحا لتشجيعهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الالتحاق بالتعليم الجامعي.
د/ عارف محمد عباد السقاف
استاذ اقتصاد الأعمال المشارك
كلية المجتمع/ عدن
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: بالتعلیم الجامعی التعلیم الجامعی فی جامعة عدن کبیر فی
إقرأ أيضاً:
نهاد أبو غربية فلسطيني قاوم الاحتلال بالتعليم
نهاد أبو غربية مُعلم ومناضل فلسطيني وُلِد عام 1913 في مدينة القدس، وكرس حياته من أجل الارتقاء بالمستوى التعليمي فيها، وهو من أبرز رجالات التربية والتعليم في فلسطين منذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى وفاته.
شغل مناصب عدة، وكان عضوا في الكثير من المؤسسات، وهو مؤسس الكلية الإبراهيمية في القدس الشرقية عام 1931.
المولد والنشأةوُلِد نهاد عليان عبد العزيز عليان أبو غربية عام 1913 بالقدس، وهو ابن عائلة فلسطينية عريقة تعود جذورها إلى مدينة الخليل.
والده هو عبد العزيز عليان أبو غريبة، ووالدته فكرية حسن، وهي من أصول تركية هاجرت برفقة عائلتها إلى فلسطين، واستقرت في مدينة الخليل.
تزوجها والده عام 1900 وأنجبت منه نهاد وإخوته صبري ورشاد وبهجت، الذي كان أحد قادة جيش الجهاد المقدس، ولُقب بـ"شيخ المناضلين الفلسطينيين".
تزوج نهاد أبو غربية بالسيدة نذيرة أبو غزالة، وقد تأثر كثيرا بتربية عائلته، التي زرعت فيه روح المقاومة والتوعية بمخاطر الاستعمار والاحتلال.
تعلّم نهاد أبو غربية في مدينة الخليل ومدارس القدس، وأنهى دراسته الثانوية عام 1929، ونال إجازة من الكلية العربية عام 1931.
واصل تعليمه الجامعي فحصل على درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة لندن عام 1955.
أنشأ نهاد في عام 2002 جائزة "وجدي نهاد أبو غربية" للإبداع الأدبي، وهي جائزة سنوية للإبداع الأدبي، يتبارى فيها طلبة مدارس القدس الثانوية، وقد سماها على اسم ابنه وجدي الذي كان تُوفي عام 1999 وعمره 38 عاما.
إعلان التجربة الوظيفيةعمل نهاد أبو غربية عام 1931 مدرسا في المدرسة الإبراهيمية بمدينة القدس، ثم تسلم لاحقا رئاسة المدرسة الإبراهيمية من 1931 إلى 1945، وأصبح مالكها الوحيد، وطورها من مدرسة إلى كلية عام 1945 وأصبح رئيسها.
وأثناء نكبة فلسطين عام 1948 انتدبته الحكومة الأردنية للعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في مدينة أريحا، ومنها واصل متابعة سير الكلية حتى عام 1952، عندما أنهى انتدابه مع الصليب الأحمر وعاد لمزاولة عمله.
عمل مديرا للمزارع العربية وكان عضوا في المجلس الإسلامي منذ عام 1967 وحتى 1973، وعضوا في جمعية الشبان المسلمين في الفترة نفسها، ورئيسا للجنة المدارس الخاصة في القدس منذ عام 1991 حتى وفاته.
كما كان عضوا في مجلس أمناء كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس والكلية المهنية التابعة للجنة اليتيم العربي، وكان رئيس مجلس أمناء الكلية الإبراهيمية منذ عام 1983 حتى وفاته.
اعتُقل مرات عدة على عهد الانتداب البريطاني في سجني عكا والقدس، كما اعتُقل عام 1958 ونفي إلى سجن الجفر (سجن صحراوي في الأردن) في العهد الأردني، وفي المرة الرابعة اعتقله الاحتلال الإسرائيلي في سجن القشلة بالقدس، وتولت آنذاك زوجته السيدة نذيرة أبو غزالة إدارة الكلية الإبراهيمية في فترة اعتقاله.
ومن أبرز مواقفه الوطنية رفضه تطبيق المنهاج الإسرائيلي بعد الاحتلال عام 1967، إذ فرضت إسرائيل تطبيق منهاجها التعليمي على مدارس القدس، لكنه تصدى لهذا الإجراء مع عدد من زملائه مديري المدارس الخاصة في القدس وأفشلوا المخطط الإسرائيلي، وواصلوا تطبيق المنهاج الأردني قبل أن يتحولوا فيما بعد إلى المنهاج الفلسطيني.
اعتقل نهاد أبو غربية عام 1985 في سجن المسكوبية بعد أن اقتحم الجيش الإسرائيلي مباني الكلية، وبعد انتهاء التحقيق معه رفض أن يغادر المعتقل قبل أن يتم الإفراج عن جميع الطلبة والموظفين، الذين اعتقلهم الاحتلال بتهم الانتماء لخلية عسكرية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتحريض على تنظيم المظاهرات.
إعلانساند نهاد أبو غربية في مسيرته النضالية شقيقه بهجت أبو غربية، وكان له دور كبير أثناء النكبة مع كل من الراحلين أنور نسيبة وأنور الخطيب وعدنان التميمي وسعيد متولي حين شارفت القدس على السقوط في أيدي المحتلين.
وفاتهتُوفي نهاد أبو غربية في 26 أبريل/نيسان عام 2009 عن عمر ناهز 96 عاما، وقد صُلي عليه في يوم جمعة في المسجد الأقصى المبارك، ودفن في مقبرة باب الأسباط بالقدس المحتلة.
نعته أسرة التربية والتعليم العالي وعمادات الكليات والمعاهد العليا في فلسطين، ووصفته بـ"عميد رجالات التربية والتعليم العالي في فلسطين".