بوتين: حماية حرية التعبير أمر بالغ الأهمية في ظل التعددية القطبية
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
روسيا – أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدفاع عن حرية التعبير والنضال من أجل الحصول على معلومات دقيقة أصبح أمرا مهما بشكل خاص بالفترة الصعبة التي يشهدها العالم في ظل التعددية القطبية.
وقال بوتين في رسالة فيديو مصورة وجهها بمناسبة الذكرى الـ 120 لتأسيس وكالة تاس الروسية للأنباء،: “أصدقائي الأعزاء! أهنئ بصدق فريق تاس بأكمله، وكل من عمل هنا في فترات زمنية مختلفة، بمناسبة الذكرى الـ 120 لتأسيس وكالة الأنباء الإخبارية الروسية”.
وشدد الرئيس بوتين في رسالته على أن حرية التعبير الحقيقية تعكس الآراء المختلفة وتسمح بالبحث عن حلول وسط ومقاربات مشتركة لحل المشاكل العالمية.
وتم عرض الرسالة المصورة للرئيس في أمسية احتفالية خُصصت للاحتفال بالذكرى السنوية لوكالة تاس، في مسرح “البولشوي” في العاصمة موسكو.
المصدر:RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
حرية الرأي.. بين الترهيب والترحيب
خلال النصف الأول من شهر رمضان الكريم، قامت الدنيا ولم تقعد على حلقة في برنامج، من تقديم عمرو متولي، والضيف المخرج عمرو سلامة، إذ ذكر الأخير رأيه بصراحة في كل من إسماعيل ياسين وصلاح أبو سيف وشادي عبد السلام، فوصف الأول بأنه أسوأ ممثل في مصر، والثاني والثالث بأنهما مبالغ في تقديرهما. وقد أثارت هذه الآراء حفيظة الغالبية، وانبرى نفر غير قليل يدافع عن هؤلاء الكبار، وينعت المخرج بأقذع الألفاظ، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي حينها وهي تهاجم المخرج وتوصمه بالفشل، واحتلت هذه الواقعة مساحة غير قليلة من الاهتمام الذي أصبح شغل الناس الشاغل لفترة غير قليلة من الوقت.
وقد ذكرتني هذه الواقعة بواقعة مشابهة في ثمانينيات القرن المنصرم، عندما أبدى عادل إمام رأيه في كل من نجيب الريحاني وفؤاد المهندس، منحازا إلى كوميديا فؤاد المهندس، وزاعما أن الريحاني لا يضحكه. وقد قامت القيامة على عادل، وهوجم بضراوة إلى حد التجريح الشخصي.
وأذكر أيضا رأى عبد المنعم مدبولي الذي انحاز ليوسف وهبي أكثر من زكي طليمات، الأمر الذي أغضب طليمات منه كثيرا.
والمسألة أننا نتعرض للحرية في أبسط صورها، وأعمق دلالاتها، وبالطبع بعيدا عن شخصنة الأمور، فمع احترامنا لكل قاماتنا الفنية المصرية، وامتنانا لما قدموه من فن أمتعنا وأبهجنا، ولكن الحب والاحترام لا يعني تقديسنا لأي منهم، ووارد النقد رغم تحفظي على الرأي السالب الذي ذكر عليهم، لا من باب التقديس، ولكن لتساؤلات سأسوقها لاحقا.
نعود لمفهوم الحرية وأهم دعائمها احترام الاختلاف مع الآخر، سواء كان صحيحا أو خطأ من وجهة نظرنا، ولهذا أجد الزوبعة التي واكبت آراء عمرو وعادل ومدبولي مبالغا فيها، وهناك مبالغة في مسألة الاحترام على نحو ينزلق إلى حد التقديس والتبجيل، وهذا أمر معيب في مجتمع يتخذ من حرية الرأي نبراسا له.
وعليه فلنحترم رأي من نختلف معه، بشرط ألا نقصيه ولا نهمشه بدعوى التجاوز في حق من نحبهم أو من نقدرهم ويحتلون مكانة غير قليلة في قلوبنا.
وبعيدا عن هذه الزوابع، هناك سؤال يلح إلحاحا شديدا، وهو: لماذا لم يدخل يوسف شاهين في دائرة المبالغ في تقديرهم؟! هل لأن يوسف شاهين يقف خلفه جيش كبير، يبدأ بشركته القوية التي يديرها أقرباؤه، وكذلك مريدوه، وهم كثر جدا، ويشكلون رأيا ضاغطا على من يختلف أو يرفض شاهين، بينما شادي وإسماعيل وصلاح هم فلتات فنية نعم، ولكن ليس هناك كيانات ضاغطة تدافع عنهم؟
مجرد سؤال طرأ على بالي بمناسبة هذه الضجة البائسة، وأجدني متعاطفا مع إسماعيل ياسين الذي هاجمه عمر الشريف بقسوة ونعته بأسوأ الألفاظ.
وأرى أن إسماعيل ياسين فنان من طراز خاص، لم ينجح أي فنان للوصول إلى قلوب الجماهير العريضة في العالم العربي كما كان إسماعيل ياسين المتعدد المواهب، من إلقاء المونولوج إلى التمثيل إلى المشاركة في التأليف وهو النجم الوحيد الذي سميت أفلام باسمه (إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في البوليس.. الخ.. الخ)
وعلى أية حال، مع كل ما ذكر لا بد من تعلم احترام قيمة الرأي الآخر سواء اختلفنا معه أم رفضناه برمته، لأن إبداء الرأي يقينا لا يُرهب، ولكن دوما يرحَب به رغما عن اختلافنا معه. هذا هو التحضر والتمدن.