انطلقت قافلتان دعويتان مشتركتان بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي أسيوط (أبو تيج)، وسوهاج (طهطا)، اليوم الجمعة، وتضم (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع:  "اسم الله الولي".

علماء الأزهر والأوقاف : المؤمن الحق يستشعر ولاية الله

وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.


وقد أكد علماء الأزهر والاوقاف أن الله (عز وجل) ولي الذين آمنوا، يتولاهم بعونه وتوفيقه وإحسانه وإكرامه، ويتولى أمرهم كله: نصرهم وهدايتهم ومكافأتهم، فهو السميع دعاءهم المجيب لهم، حيث يقول الحق سبحانه على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم): "‌إِنَّ ‌وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"، ويقول سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ‌فَاطِرَ ‌السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، ويقول تعالى على لسان سيدنا موسى (عليه السلام): "أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ"، ويقول تعالى في أهل الجنة: "لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يدعو ربه سبحانه، فيقول: (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّمَا قْضَيْتَ، إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ).


وإذا كان اللهُ وليَّك وناصرَك ومعك، فلا يضرك بعد ذلك من عليك ومن معك، حيث يقول الحق سبحانه: "‌أَلَيْسَ ‌اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ"، ويقول سبحانه: "وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا"، ويقول تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ"، وأولياء الله تعالى هم محبوه ومتبعو سبيله، حيث يقول سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ‌لَا ‌خَوْفٌ ‌عَلَيْهِمْ ‌وَلَا ‌هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".


وبين علماء الأزهر أن من صفة الولي من عباد الله أنه يحب الله (سبحانه وتعالى)، ويحب رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويحب مَن يحب الله (عز وجل)، ويحب من يحب رسوله (صلى الله عليه وسلم)، يعمل بطاعة الله (عز وجل) فيجده حيث أمره، وينتهي عن معصيته فلا يجده حيث نهاه، فلا تنال الولاية إلا بالإيمان الصادق والعلم الراسخ والعمل الصالح، والاهتداء بهدي الكتاب والسنة، حيث يقول سبحانه: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ".


وتابعوا: الولي الحق مؤدٍّ للطاعات، وقَّاف عند حدود الله، لا يأكل إلا حلالًا، ولا يُطعم أهله إلا حلالًا، فولاية الله تقتضي أن تحب الله، وأن تحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حتى يحبك الله ورسوله، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَــا، وَأَنْ يُحِبَّ المَـرْءَ لاَ يُحِبُّـهُ إِلَّا لله، وَأَنْ يَكْـرَهَ أَنْ يَعُـودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ).

واعظات الأوقاف: أولياء الله تعالى محبوه ومتبعو سبيله خطبة الجمعة اليوم| علماء الأوقاف: الولي الحق مؤدٍّ للطاعات وقَّاف عند حدود الله لا يأكل إلا حلالًا


وقالوا إن ولاية الله تعالى تتسع لتشمل جميع خلقه رزقًا وتدبيرًا وإحاطة علم، يقول الحق سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ"، ويقول سبحانه: "ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ"، ويقول تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"، ويقول سبحانه: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".


ولا شك أن المؤمن الحق الذي يستشعر ولاية الله تعالى له، يرضى بقضائه سبحانه وقدَره، فيطمئن قلبه، ويسكن فؤاده، حيث يقول الحق سبحانه: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".


 شارك في القافلة كل من:
أولًا: مديرية أوقاف أسيوط (أبو تيج)،وبيانها كالتالي:
1. الشيخ/ مختار عيسى دياب - مدير عام الإدارة العامة للدعوة والبر والأوقاف - السلطان الفرغل- أبو تيج
2. الشيخ/ علي محمد حسين - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ منصور- أبو تيج
3. الشيخ/ محمد علي محمود منصور - إمام وخطيب  - النور المحمدي- الأقادمة
4. الشيخ/ عبد العظيم محمود محمد - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - السلام زغلول- أبو تيج. الطريق
5. الشيخ/ رجب عبدالعليم إسماعيل - إمام وخطيب - آل حمد- الفليو
6. الشيخ/ علي محمد جابر - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ عبد الله- الفليو
7. الشيخ/ محمد عبد الله محمد - إمام وخطيب - الكبير- البلايزه
8. الشيخ/ محمد عثمان محمد - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الرحمن مساكن- البلايزه
9. الشيخ/ يونس خلف يونس إسماعيل - إمام وخطيب - الحبيبي- الزرابي
10. الشيخ/ عمرو عبد الرحيم عبد العال - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - عبد المنعم رياض- أبو تيج
ثانيًا: مديرية أوقاف سوهاج (طهطا)، وبيانها كالتالي:
1. - الدكتور/ محمد حسني عبد الرحيم - مدير المديرية - الحاج عبد العال- طهطا 
2. - الشيخ / أحمد محمود كمال الدين - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ رفاعي- طهطا 
3. - الشيخ/ محمد أحمد عبد الحميد - مدير إدارة - آل نفادي- طهطا 
4. - الشيخ / إسلام جاد عبد اللطيف - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الكشاكي- طهطا
5. - الشيخ/ محمد محمد إبراهيم أبو العلا - إمام وخطيب - الرضوان- الساحل
6. - الشيخ / مصطفى ضاحي عبد الرؤوف - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - البريدي- طهطا
7. - الشيخ/ منتصر أحمد عمر عبد المغيث - إمام وخطيب - الحاج إبراهيم- الساحل
8. - الشيخ / محمد أحمد حديوي - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ صالح- طهطا
9. - الشيخ/ أحمد عادل أحمد محمد - إمام وخطيب - العلوية- طهطا
10. - الشيخ / أحمد عمر أبو ضيف - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ عبد الله- طهطا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر علماء الأزهر الشريف وزارة الأوقاف اسم الله الولي صلى الله علیه وسلم علماء الأزهر یقول سبحانه ولایة الله الله تعالى إمام وخطیب

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد الحرام: عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون واتقوا شر ظنون أنفسكم

 أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

حسن الظن بالناس


وقال الدكتور صالح بن عبدالله: «اتقوا الله رحمكم الله، طهروا قلوبكم قبل أبدانكم، وألسنتكم قبل أيديكم، عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون، اسمعوا من إخوانكم قبل أن تسمعوا عنهم ظنوا بإخوانكم خيرًا، واتقوا شر ظنون أنفسكم، ومن أدب الفراق دفن الأسرار، من أغلق دونكم بابه فلا تطرقوه، واكسبوا إخوانكم بصدقكم لا بتصنعكم، وكل ساق سيسقى بما سقى: «وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَعُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوا مُّبِينًا».

الإعمار قربة لله


وأضاف أن الإيمان والعبادة، وعمارة الأرض، وإصلاحها أركان متلازمة، والمسلم يقوم بالإعمار قربة لله ونفعًا لنفسه ولعباده، فيستثمر في كل ما ينفع العباد والبلاد، الإيمان فينا مقرون بالعمل الصالح، والقراءة مقرونة باسم الله مستشهدًا بقوله تعالى «أقرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، والعلم مربوط بخشية الله، والإيمان هو قائد العقل حتى لا يطغى العقل فيعبد نفسه، والإيمان هو الضابط للعلم حتى لا تؤدي سلبياته إلى اضطراب تنهار معه البشرية.

الأمم السابقة في القرآن


وأشار إلى أن القرآن الكريم تكلم عن الأمم السابقة، وما وصلت إليه من القوة، والبناء، والإعمار، ثم بين ما كان من أسباب هلاكها وفنائها من أجل أن نعرف سنته سبحانه، فقد أخبر عن عظمة ما وصل إليه قوم عاد، فقال جل وعلا: «إرم ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البلاد»، مما يدل على عظمتها، وجمالها، وتقدمها، ولكنه في مقام آخر، قال جل وعلا: «فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ»، غرتهم قوتهم وكذبوا رسل الله، وتنكروا لدعوة الإيمان استكبارًا وجحودًا، ومن أعرض عن ذكر الله يبقى مرتكسًا في الظلمات مهما أوتي من العلوم والقوى، حيث خاطب الله نبيه محمدًا- صلى الله عليه وسلم - بقوله: «كِتَبُ أَنزَلْتَهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ».

دعاء يوم الجمعة المستجاب .. ردد أفضل 210 أدعية في ساعة الاستجابةدعاء تحصين المنزل.. من القرآن الكريم والسنة المطهرة

وتابع: قال جل وعلا: «هُوَ الَّذِي يُنزِلُ عَلَى عَبْدِهِ وَايَتٍ بَيِّنَتِ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، فالقوة والعزة بالإيمان والتقوى، والانتصار والبقاء بتعظيم شعائر الله، والعلوم مهما كانت قوتها، والصناعات مهما بلغت مخترعاتها وتقنياتها فإنها لا تجلب حياة سعيدة، ولا طمأنينة منشودة، مبينًا أن الدين الإسلامي ليس ذمًا للعلوم واكتشافاتها، ولا للصناعاتها وأدواتها، ولا للمخترعات وتطويرها، ولا تنقصا من مكانتها وقيمتها، وإنما هو التأكيد على أنه لا بد من نور الوحي لتزكية النفوس، وهداية البشرية، واستنارة الطريق.


ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أن الازدها الذي أحرزته التراكمات المعرفية من بيت اللبن والطين إلى ناطحات السحاب وشاهقات المباني، وما حصل في وسائل النقل عبر التاريخ من التحول من ركوب الدواب إلى امتطاء الطائرات مرورًا بالسيارات والقاطرات، وفي بريد الرسائل: من الراجل والزاجل إلى البريد الرقمي، كل ذلك على عظيم اختراعه وعلى جماله، والراحة في استعماله لكنه لم يقدم البديل عن الإيمان، وتزكية النفس واحترام الإنسان، وتأملوا ذلك -حفظكم الله- في ميدان الأخلاق، وحقوق الإنسان، وضحايا الحروب، والتشريد، والتهجير، والفقر، والتسلط، والاستبداد، واضطراب المعايير.


وأوضح أن القوة الحقيقة هي الربط بين الإيمان والأخذ بالأسباب، وليس التعلق بالأسباب وحدها، لأن الرب سبحانه هو رب الأرباب، ومسبب الأسباب ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، ومن ثم فإن صدق التوكل على الله هو المدد الحقيقي في كل مسارات الحياة ودروبها، بل التوكل عليه سبحانه هو معيار الإيمان «وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»، والعزة الله ولرسوله وللمؤمنين، ونور الوحي أعظم النور وأعلاه وأغلاه، وعلى المؤمن أن يعرف قيمته ومنزلته وقوته، ولا يستصغر نفسه أمام الماديات، أو يشعر بالحرج تجاهها.

الإيمان هو القائد للعقل


وأبان الشيخ بن حميد أن الإيمان هو القائد للعقل، وهو الحامي للعلم، وحين ينفصل العقل عن الإيمان ينهار العمران البشري، وحين يعبث العقل بالعلم تنهار الحواجز بين الحق، والباطل، والصالح، والفاسد، والظلم والعدل، وتضطرب المعايير، وتتحول السياسات من سياسات مبادئ إلى سياسات مصالح، وبالعلم والإيمان يستقيم العمران، وتسير القاطرة على القضبان، والله غالب على أمره.

أسباب تقدم المجتمع


وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام، بأن بناء العمران وانهياره مرتبط بالإنسان، فالله سبحانه استخلف الإنسان ليقوم بعمارة الأرض، ومن ثم فإن أسباب تقدم المجتمع وتأخره يعود -بإذن الله- إلى الإنسان نفسه، فالتغيير في الخارج لا يكون إلا حين يكون التغيير في النفوس «وإِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيْرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»، وسنة الله أن الصالح يبقى لان فيه نفعًا للبشرية، وغير الصالح لا يبقى لأنه لا نفع فيه، واعلموا أن الصلاح لا يكون إلا بالإيمان الصحيح، فهو الذي يطبع النفوس على الصدق، والإخلاص، والأمانة، والعفاف، ومحاسبة النفس، وضبط نوازعها، وإيثار الحق، وسعة النظر، وعلو الهمة، والكرم، والتضحية والتواضع، والاستقامة، والقناعة، والسمع والطاعة، والتزام النظام.

طباعة شارك المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله حسن الظن بالناس خطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الحرام: القوة الحقيقة في الربط بين الإيمان والأخذ بالأسباب
  • خطيب المسجد الحرام: عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون واتقوا شر ظنون أنفسكم
  • دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟
  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • وكيل الأزهر يستقبل رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجيبوتي لبحث سبل التعاون المشترك
  • أمين البحوث الإسلامية يبحث سبل دعم التعاون الأكاديمي مع وفد من بنين
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • د. صلاح البدير يلتقي وزير الشؤون الإسلامية وكبار علماء المجلس الأعلى للإفتاء بالمالديف
  • وزيرا التربية والتعليم والأوقاف يناقشان القضايا المشتركة وأمور التعليم ‏الشرعي
  • البحوث الإسلامية يناقش مع المجلس الفقهي خدمات الجالية فى استراليا