الثورة نت:
2025-01-30@00:55:17 GMT

الربيع المحمدي.. وعزة الأمة

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

الربيع المحمدي.. وعزة الأمة

 

كتب /دينا الرميمة
يوم فقط يفصلنا عن الربيع المحمدي المناسبة التي يحييها محبو النبي المصطفى من شعوب العالم العربي والإسلامي وفي المقدمة اليمنيون الذين يستقبلونها بشغف كبير وقلوب تتسامى على جراحات الحرب الرعناء وبكل شوق ولهفة يعدون ويستعدون لاستقبالها، بما يليق بصاحب المناسبة عليه أفضل الصلاة والسلام، فيقضونها وما قبلها وما بعدها من أيام في رحاب النبي الكريم تلبية وصلاة عليه، وبين محطات سيرته وسنته يتنقلون بحثا عما يحيى قلوبهم ويزكي انفسهم ويزيدهم تقى وتقوى وتأوي أفئدتهم في محراب الحمد والشكر لله على الرحمة المهداة وتجديد العهود لنبيهم أنهم على نهجه ماضون وبهديه متمسكون ولآل بيته مناصرون، وتشاركهم أرضهم المتفردة بالعشق المحمدي، فتبدو كماسة خضراء تنير وجه هذا العالم المظلم بخرافات الصهيونية المعادية لله ورسوله وكل قوانين العدالة التي حققها النبي الكريم على الأرض، نالت استحسان الكثير وشعر بعضهم بالخجل وهم يرون اليمن الواقعة تحت نيران الحرب والحصار تباهي الأرض بحبها المحمدي حتى أنه اتجه الكثير من أبناء الأمة لمحاكاة هذه الاحتفالات وإحياء هذا اليوم الذي حاول العدو طمسه من ذاكرة الأمة لأهداف تخدم مخططاتهم العدائية للنبي المصطفى ودينه الذي أظهره الله على الدين كله.


غير أن هذا العام تأتي فيه هذه المناسبة وحجم وجع القلوب قد تضاعف بسبب ما تعيشه غزة من حرب إبادة وتدمير لم تشهدها أرض في سبيل المشروع التوسعي للصهاينة الذي حدوده كامل الأرض العربية في ظل خذلان من قبل الأمة المحمدية التي لم يستفزها نزيف الدم المسلم وانتهاك المساجد وهدمها على رؤوس المصلين وتمزيق القرآن الكريم وإحراقه والتي جميعها أثبتت أن الحرب على غزة هي حرب دينية عقائدية بامتياز، أمامها انكشفت حالة الذل والهوان التي وصلت إليها الأمة التي اكتسحها صمت مخز تجاه كل ما يرتكبه الصهاينة من استهانة بالدين، ما جعل وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير يتجرأ للإعلان عن عزمهم بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى الذي قد أحاطوه بعشرات الكنائس والمتاحف اليهودية وباتت تقام فيه الصلوات التلمودية!! وقد يكون له ما أراد طالما وأمة محمد قد أصابها مس التطبيع وثقافة التسامح بين الأديان المستوحاة من الإسلام الوهابي الذي صنعته بريطانيا مع صناعتها دولة إسرائيل وحرفت من خلالها أصول الإسلام الحقيقية وقيمه واستبدلتها بسنن تنافي آيات القرآن الكريم كتلك التي تدعي مصالحة النبي لليهود ومهادنتهم واستدانته منهم وأنه عند يهودي رهن درعه لتكون مبرراً للتطبيع ووصفه بالأمي ونعته بالتخلف واتهام دينه بالرجعية والوقوف في وجه الحضارة الغربية بهدف إضعاف شخصية النبي وإبعاد الأمة عن دينها وجعلها لاهثة وراء الهش من منتجات حضارتهم التي تهدف لسلب الروحية الإيمانية الجهادية وإشغالها بالفتاوى الفقهية في أمور الوضوء والصلاة والنكاح وغيبت أمور الجهاد وكل ما يرتقي بها ويزرع فيها روح المسؤولية تجاه دينها وضد أعدائها.
وفي ذات الوقت الذي كانوا هم يبحثون في القرآن الكريم ويدرسون تعاليمه التي أدركوا أنها ترتقي بالعقل البشري وتؤسس لحضارة تجعل صاحبها يمسك زمام هذا العالم.
وإذا ما أتينا لنبحث في تاريخ الحرب الدينية والعداء للإسلام وأمته، سنجد أنها ليست وليدة حرب غزة أو وليدة دولة إسرائيل وإنما بدأت مع بشارة أنبيائهم موسى وعيسى بالرسالة الخالدة ونبوة محمد النبي العربي الخاتم، ومن حينها وهم يتربصون بالنبي كيد المنون ويتتبعون يوم ولادته الذي فيه تحطم إيوان كسرى وانطفأت نار الروم التي لم تنطفئ منذ الف عام وهزم جيش أبرهة الأشرم وفيلهم بطير أبابيل وحفته عناية وحالت بينه وبين معرفة اليهود له، إلى حين بزوغ فجر دعوته التي صدع بها وسط مجتمع متخلف وعلى أرض تعج بالظلم وتسلط الطغاة على المستضعفين وخرافات دفن البنات وعادات القمار وشرب الخمور وأكل الميتة وجاهلية فيها تعددت الآلهة كالوثنية واليهودية والنصرانية المحرفتين! فجاءت دعوته كالغيث المنهمر على أرض عطشى، غيرت واقع الأمة ووحدت الناس تحت عقيدة التوحيد وساوت بينهم، فلا اختلاف قبلي ولا عنصريّ ولا فضل بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى تحت ظل عدالة الدولة الإسلامية.
وعبر القرآن الكريم فضح النبي سلوك اليهود والنصارى في مجادلة ربهم وقتلهم أنبياءهم وتحريف كتبهم وبينت آياته العداء الشديد للإسلام ونبيه وامته وحرمت التولي لهم وكشفت سعيهم الكبير لجعل البشرية وبالذات المسلمين منها يكفرون كما كفروا فيكونون سواء والى اليوم وهم يعملون على ذلك!
وعلى الرغم من أن الدعوة الإسلامية واجهت إرهاصات وتعرضت لحروب ومعاداة وبالذات من قريش واليهود الذين تحركوا ضدها للقضاء عليها ووأدها وحاولوا لمرات قتل النبي الكريم، كما حاولت قريش من قبل وجادلوه لإطفاء نور الله، إلا أنها انتصرت وظهرت للعالم أجمع وأصبحت الأمة المحمدية خير أمة أخرجت للناس وواجهت خلال العصور الكثير من التحديات والانحرافات التي أوصلتها إلى ماهي عليه اليوم من التبعية والذل لأعدائها الذين عملوا على تبديع إحياء المناسبات الدينية وعلى رأسها مناسبة المولد النبوي بهدف قطع أواصر العرى الوثقى بين الأمة ونبيها وجعلها هائمة على وجهها مقتدية بشخصيات عملوا على صناعتها لتزداد ضلالا وبعدا عن ربها!!
لذلك اليوم ومع انفضاح اليهود وظهور حقيقتهم العدائية على أنقاض الركام الذي صنعوه بغزة طيلة أحد عشر شهرا منها أربعة حرم، يجب علينا كأمة ومع ظهور معالم الربيع المحمدي في هذه الأثناء أن نجعل من هذه المناسبة محطة للعودة لقيم الإسلام الزاكيات والأخلاق المحمدية وربيعا يحيى قلوبنا ويغسلها من رين الدين الوهابي ونفايات الغزو الفكري ويعزز ارتباطنا بالنبي الذي رفع الله ذكره وفضله على بقية الأنبياء وبه اقسم دونا عنهم قائلا «لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعهمون»، ولم يخاطبه باسمه وإنما بالنبي والرسول ووصفه بالقمر والسراج المنير وصاحب الخلق، نبينا الذي يعز عليه أن يرانا على مانحن عليه، في رسالة للأعداء تعبر عن عظمة نبينا الكريم ورسالته الخالدة حتى قيام الساعة، يومٌ يوحد الأمة ويطغى على كل الاختلافات والشقاق ويدحض المخططات التي عمل الأعداء عليها منذ أربعة عشر قرناً، ومحطة للعودة لسابق عهدنا من العزة والكرامة، لنعد كما تركنا النبي «خير أمة أخرجت للناس» وبذلك فلنفرح.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية يتفقد اختبارات نهاية المستوى برواق القرآن الكريم

تفقد اليوم الدكتور عبد العزيز أبوخزيمة، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسكندرية الأزهرية، اختبارات نهاية المستوى لدارسي أروقة القرآن الكريم بالمنطقة؛ حيث تُجرى الاختبارات لمن أتموا حفظ القرآن الكريم برواقي الأطفال والكبار، وكذلك من أتموا برنامج الإتقان، ويبلغ عدد الدارسين الذين لهم حق تأدية الاختبار 60 دارسًا من الأطفال والكبار.

و صرح الدكتور عبد العزيز أبو خزيمة أنه تتم الاختبارات في ضوء توجيهات  الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في إطار عناية الأزهر الشريف بدراسة القرآن الكريم تحفيظًا وتلاوة وإتقانًا، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.

وأفاد الشيخ محمود ماهر، مدير إدارة الرواق أنه انعقدت الاختبارات بمبنى إدارة الرواق بسموحة، لمدة يومًا، وجه خلاله أعضاء الإدارة لمتابعة سير عملية الاختبارات والتعامل الفوري مع ما يطرأ من صعوبات.

من جانبها، أفادت المهندسة وفاء جويد، مدير إدارة الكمبيوتر التعليمي بأنه تم التجهيز التام لـعدد ٣ لجان بالأجهزة المثبت عليها برنامج التسجيل، ومشتملاتها من كاميرات وميكروفونات لتوثيق المسابقة لضمان الحيادية والموضوعية في التقدير.

تابع  الدكتور عبد العزيز أبو خزيمة، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسكندرية الأزهرية، يرافقه الدكتور إبراهيم الجمل، مدير عام الوعظ ورئيس لجنة الفتوى،  فعاليات التصفيات الثانية لمسابقة "حفظ القرآن الكريم السنوية"، التي انطلقت بمشاركة 798 متسابقًا ومتسابقة من طلاب منطقة الإسكندرية الأزهرية ومكاتب التحفيظ الأهلية في المنطقة.

تستمر المسابقة لمدة خمسة أيام،  بتنظيم مشترك بين إدارة شؤون القرآن الكريم برئاسة الشيخ محروس شرف، وإدارة الكمبيوتر التعليمي برئاسة المهندسة وفاء جويد.

ويشارك في تقييم المتسابقين 16 من أعضاء شؤون القرآن الكريم بمنطقتي الغربية والبحيرة، على 8 لجان. وتأتي هذه التصفيات في إطار اهتمام الأزهر الشريف برعاية حفظة القرآن الكريم، وتحفيز الطلاب على الإتقان والتميز في تلاوة وحفظ كتاب الله.

وفي سياق مختلف، وقع الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية والدكتور محمد عبدالله العلي؛ الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين مكتبة الإسكندرية ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، وذلك بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية بالقرية الذكية، بحضور وفد رفيع المستوي من مسؤولي الجانبين.

وتهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون والشراكة في المجالات البحثية والعلمية والمعرفية والتكنولوجية وفتح آفاق جديدة للابتكار وتبادل المعرفة والخبرات؛ إلى جانب تطوير مشروعات وبرامج بحثية وتدريبية مشتركة وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا؛ فضلا عن التعاون في التطوير المستدام والاستشارات الأكاديمية والبحثية المتخصصة.

وقال الدكتور أحمد زايد إن مذكرة التفاهم ستساهم في التعاون  المشترك في الأنشطة الثقافية بما يتضمن تنظيم فعاليات وتبادل الخبرات والمطبوعات، والقيام بأنشطة بحثية مشتركة، على نحو يعزز الاستنارة ويدعم حركة التنوير والثقافة العلمية، والعلوم والآداب.

وأضاف أن المنطقة العربية تمر بمنعطف تاريخي يتمثل في تصاعد موجات العنف والتحديات التي تواجهها الشعوب العربية من أجل التقدم والحداثة، الأمر الذي أدى إلى وجود أزمة فكر، تستلزم إنتاجًا فكريًا غزيرًا ومتلاحقًا يجابه التطرف من جانب، ويدفع المجتمع دفعًا على طريق الاستنارة والتقدم من جانب آخر.

وأشار إلى أن العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية والعلمية في العالم العربي وضعت في صدارة اهتماماتها قضايا مواجهة التطرف، وتعزيز حرية التعبير، والتنوع، والتفكير النقدي، وهو ما يتطلب مد جسور التعاون البناء المشترك بين هذه المؤسسات بغية تبادل الخبرات، والإفادة من الموارد البشرية والتقنية والمادية المتاحة.

وأكد الدكتور أحمد زايد على أهمية مراكز الفكر في العالم لافتاً إلى أن تلك المراكز بمختلف أشكالها  تلعب دورا كبيرا في توجيه السياسات المتعلقة بالتعليم والصحة والثقافة والحماية الاجتماعية وكل ما يتصل بما يسمى سياسة اجتماعية أو سياسة عامة.

كما شدد على أهمية التعاون بين مراكز الفكر في الوطن العربي وبناء شراكات مختلفة داخل الدول العربية؛ لافتا إلى أن مصر لديها العديد من المراكز الفكرية المتقدمة، وكذلك دولة الإمارات التي تقدم نموذجا لمراكز الفكر بشكل فاعل بما يفيد السياسات العامة لكلا البلدين.

من جانبه عبر الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي مركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن سعادته بتوقيع مذكرة التفاهم مع مكتبة الإسكندرية، مشيرا إلى اعتزازه بأن يكون طرفا للارتباط مع مكتبة الإسكندرية.

وقال "العلي" إن مصر تجري في شريان كل إماراتي؛ مؤكدا أهمية مصر في نقل خبرات أبنائها المعرفية والثقافية للمنطقة. وأعرب عن تطلعاته بأن يكون التعاون بين الجانبين مثمرا بما يقدم محتوى ثقافي وبحثي يعود بالفائدة على البلدين.

فيما أكد الدكتور محمود عزت؛ القائم بأعمال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، أن توقيع مذكرة التفاهم هو تجسيد للعلاقات الوطيدة عميقة الجذور التي تجمع بين مصر والإمارات والتي تتمتع بالخصوصية والعمق والاحترام المتبادل لاسميا تحت مظلة أواصر الصداقة التي تربط بين البلدين.

وأضاف "عزت" أن الجانب الاستراتيجي لتفعيل التعاون بين الجانبين، يندرج في إطار الوعي والفهم المشترك للمؤسستين لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهو ما يشكل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات بين الأوساط الأكاديمية والبحثية الثنائية.

مقالات مشابهة

  • عبد الشافي الشيخ: القرآن الكريم ثابت لكن فهم التفسير يتغير طبقا للتغيرات الحديثة
  • أستاذ بجامعة الأزهر: تفسير القرآن الكريم لا يعارض الحقائق العلمية
  • أستاذ بجامعة الأزهر: تفسير القرآن الكريم لا يتعارض مع الحقائق العلمية
  • الأزهر يطلق مبادرة لتكريم كبار محفظي القرآن الكريم
  • أستاذ تفسير بجامعة الأزهر: فهم القرآن الكريم يتجدد حسب ظروف كل عصر
  • وفد أزهري يتابع مسابقة حفظ القرآن الكريم السنوية للإمام الأكبر
  • رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية يتفقد اختبارات نهاية المستوى برواق القرآن الكريم
  • إحتفالية لتكريم حفظة القرآن الكريم بمركز أبو المطامير
  • أمير المدينة المنورة: مشروع «على خطاه» يتيح للزوار فرصة مميزة بتتبع خطوات النبي الكريم
  • أكاديمية القرآن الكريم تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد القائد