يربط كثيرون بين انخفاض الطلب على النفط -بما في ذلك الطلب على البنزين والديزل- وانتشار السيارات الكهربائية بصورة كبيرة، على الرغم من وجود علامات عديدة تكشف أن هذا الارتباط ضعيف للغاية.

ويرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن شيوع فكرة أن انتشار السيارات الكهربائية سيؤدي إلى وصول الطلب على البنزين إلى ذروته، وأن استعمال الشاحنات للغاز المسال سيخفّض الطلب على الديزل، لا تدعمها البيانات.

وأضاف: “سأذكر كثيرًا من البيانات التي تكشف أن هناك عديدًا من الأشياء الخاطئة المتعلقة بالطلب على النفط والسيارات الكهربائية، التي يجري ذكرها سواء من الصينيين أو الأميركيين، ومزيدًا من المعلومات المغلوطة؛ ضمن عملية واسعة تقودها وكالة بلومبرغ الأميركية”.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة“، قدّمها الدكتور أنس الحجي على مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، التي جاءت تحت عنوان “انخفاض أسعار النفط لا علاقة له بالسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة”.

انخفاض الطلب على النفط في الصين

ضرب مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي مثالًا بالمعلومات المغلوطة بشأن الطلب على النفط وارتباطها بانتشار السيارات الكهربائية، فيما يتعلق بالصين.

وقال: “منذ بداية 2024 وحتى الآن، انخفض الطلب على النفط في الصين بمقدار 3.2 مليون برميل يوميًا، وبمقارنة الطلب الصيني في يوليو/تموز الماضي 2024 بمستوياته في الشهر نفسه من 2023، نجد الفرق 1.7 مليون برميل يوميًا، وهذا انخفاض كبير”.

وأضاف: “الفرق في الأشهر الـ7 الأولى من 2024 -لو أخذنا المتوسط- مقارنة بالمدة نفسها من 2023، يبلغ نحو 810 آلاف برميل يوميًا، ولو أخذنا الفرق بين التوقعات المسبقة للنمو الاقتصادي في الطلب على النفط بالصين والوضع الحالي لوجدنا الفرق 800 ألف برميل يوميًا”.

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن الـ800 ألف برميل يوميًا هذه في الأشهر الأولى من العام تعني 195 مليون برميل، فإذا انخفضت المخزونات العالمية بمقدار 195 مليون برميل لارتفعت أسعار النفط إلى 90 دولارًا، ولأصبحت دول أوبك+ تتزاحم لزيادة الإنتاج.

لذلك، وفق الحجي، الفارق كبير، وكل العوامل الداعمة لأسعار النفط تُعد ضئيلة أمام الأرقام القادمة من الصين، لهذا فإن المشكلة كبيرة، وتُضاف إليها أميركا والهند، ليتضح أن هناك ضغوطًا ضخمة تعادل كل الأمور الإيجابية الداعمة لأسعار النفط.

المبالغة في مبيعات السيارات الكهربائية

أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي أنه بالنظر إلى أثر السيارات الكهربائية وأثر الشاحنات -كي نعرف ما سبب هذا الانخفاض- فإن الإعلام اليساري في أوروبا وأميركا خاصة بلومبرغ دائمًا يتكلم عن نسبة مبيعات هذه السيارات من إجمالي مبيعاتها، إذ يقول بلغت نسبة المبيعات في النرويج 90%، وفي الصين 50%”.

ولكن، بحسب الحجي، إذا أراد أحدهم أن يدرس أثر هذه المبيعات في الطلب على النفط، فإن النسبة لا تهم، بل المهم هو عدد السيارات الكهربائية الموجودة على أرض الواقع، وهم لا يذكرون العدد، لأنه في النهاية يتضح أنه بسيط للغاية.

وأردف: “ما يزيد الطين بلة، ويكشف مدى انحياز الإعلام اليساري، أنه عندما تصدر شركات السيارات تقاريرها المالية الربعية، تخرج تفاصيل مملة عن كل نوع وعدد مبيعاته ونسبتها ونسبة النمو، فينقل الإعلام من هذه التقارير كل الأرقام الخاصة بالأعداد والنسب والمبيعات والإيرادات، وعند الوصول إلى قسم السيارات الكهربائية يذكر النسب فقط ولا يذكر الأرقام”.

كما ضرب الدكتور أنس الحجي مثالًا وصفه بأنه “تاريخي”، خاصًا بشركة فورد في 2023، عندما قالت إن شاحنتها الكهربائية زادت مبيعاتها في الربع الثاني بمقدار 150%، وبالعودة إلى التقرير اتضح أن الشركة باعت خلال 3 أشهر 900 شاحنة فقط.

وقال إن الإعلام عرض النسبة الكبيرة وهي 150%، ولكنه تجاهل العدد؛ لأنهم عرفوا أنه صغير جدًا، ليقولوا للناس إن من لا يملك سيارة كهربائية يُعد “من أهل الكهف”.

لذلك، وفق الحجي، فإنه بالنظر إلى الأرقام وحساب كل مبيعات السيارات الكهربائية منذ بداية العام يجب تذكر أن الانخفاض في الطلب على النفط من أول العام حتى الآن يبلغ نحو 3.2 مليون برميل، وفي يوليو وحده بلغ 1.7 مليون برميل، وبأخذ متوسط كل 7 أشهر يبلغ 820 ألف برميل.

أثر السيارات الكهربائية في الطلب على النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه بالنظر إلى كل السيارات الكهربائية المبيعة في 2024، وكل الشاحنات التي تعمل بالغاز المسال، يتضح أن أثرها “المباشر” في الطلب على النفط بالصين بأقصى حد قد يبلغ 250 ألف برميل يوميًا.

لذلك، وفق الحجي، فإن المشكلة ليست في السيارات الكهربائية أو الشاحنات العاملة بالغاز المسال، حتى إذا جرى بيع 150 ألف شاحنة غاز مسال في الصين سنويًا، فأثرها في الطلب على النفط بالصين لا يتجاوز 100 ألف برميل يوميًا، مع أن هذه الشاحنات تمشي مسافات طويلة تستهلك كميات هائلة من النفط وتعمل على مدار العام.

وأضاف الدكتور أنس الحجي: “خلاصة الكلام هنا، أن السبب الرئيس لانخفاض الطلب على النفط في الصين هو الانخفاض الكبير في النمو الاقتصادي، وهناك دور للسيارات الكهربائية وشاحنات الغاز المسال، ولكنه دور بسيط”.

وأوضح أنه في حال جمع كل أنواع السيارات الكهربائية -بما فيها مزدوجة الوقود- في العالم حتى الآن ستكون هناك نحو 50 مليون سيارة، أثرها في الطلب على النفط عالميًا يبلغ 1.23 مليون برميل خلال 10 سنوات، في حين الطلب العالمي على النفط حاليًا 104 ملايين برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة فی الطلب على النفط ألف برمیل یومی ا ملیون برمیل فی الصین

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تدعو الاتحاد الأوروبي والصين للاتفاق بشأن السيارات الكهربائية

دعا روبرت هابيك نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد اليوم الثلاثاء الاتحاد الأوروبي والصين إلى إيجاد حل تفاوضي بشأن فرض الضرائب على السيارات الكهربائية الصينية لتجنب حرب تجارية.

وقال هابيك في بيان بعد اجتماعه في برلين مع وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو "نريد تجنب حرب تجارية مع دوامة من الرسوم الجمركية التي تضر في النهاية بالجانبين".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الشيكل الإسرائيلي يتراجع بعد تفجير أجهزة بيجر في لبنانlist 2 of 2الدولار يقترب من أدنى مستوى بعام والذهب بأعلى مستوىend of list

ومن المقرر أن يتوجه الوزير الصيني إلى بروكسل بعد غد الخميس لمحاولة إقناع المفوض التجاري الأوروبي فالديس دومبروفسكيس بالتخلي عن تطبيق الرسوم الجمركية التي أعلنتها المفوضية الأوروبية.

وتكثف ألمانيا بدورها الضغوط على المفاوضين بعد أن طلبت إسبانيا الأسبوع الماضي -على لسان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز خلال زيارته لشنغهاي- من المفوضية مراجعة موقفها.

ورحبت ألمانيا بالتصريحات قائلة "نحن نتشارك التوجه نفسه".

وقال هابيك اليوم الثلاثاء "إن الصين ذات أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الألماني والأوروبي، ومن جانب آخر للصين أيضا مصلحة كبيرة في التجارة معنا".

وأعلنت المفوضية الأوروبية في 20 أغسطس/آب الماضي قرارها فرض رسوم إضافية لـ5 سنوات على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، بما في ذلك تلك التي تنتجها شركة تسلا الأميركية بمصنعها في شنغهاي.

وتتهم المفوضية بكين بإضعاف المنافسة من خلال دعم الشركات المصنعة على أراضيها على نطاق واسع، مما يسمح لها بعرض سياراتها بأسعار أرخص.

من جانبه، يريد الاتحاد الأوروبي حماية قطاع السيارات الذي يوظف 14.6 مليون عامل.

وردا على ذلك باشرت بكين تحقيقا لمكافحة الإغراق في واردات لحم الخنزير ومنتجاته، والتي تعد إسبانيا أكبر مصدّر أوروبي لها إلى الصين.

وقبل أن تصبح الرسوم الجمركية نهائية يجب أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لكن هذه الدول منقسمة بشأن فرض الضرائب الذي يحظى بدعم واسع داخل المجلس الأوروبي.

ولمواجهة المفوضية يتعين على المعارضين أن يجمعوا أصوات 15 دولة تمثل 65% من سكان الاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • هل ينجح رهان المغرب على السيارات الكهربائية؟
  • سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 84 سنتا ليبلغ 74.54 دولار
  • ارتفاع صادرات النفط العراقي يوم امس الى 3.5 مليون برميل
  • رويترز: أميركا تسعى لشراء 6 ملايين برميل نفط لدعم الاحتياطي
  • ألمانيا تدعو الاتحاد الأوروبي والصين للاتفاق بشأن السيارات الكهربائية
  • 110 الف برميل حجم انخفاض صادرات العراق منذ بداية الشهر الحالي
  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 31 سنتا ليبلغ 73.70 دولار
  • اعرف أهم الاماكن والخريطة الكاملة لـ محطات شحن السيارات الكهربائية في مصر بعدة مواقع استراتيجية
  • الاتحاد الأوروبي يعلن انتهاء مهلة لشركات السيارات الكهربائية الصينية
  • تجار السيارات يطالبون بإعادة النظر بقرار رفع الضريبة على المركبات الكهربائية