صحيفة الاتحاد:
2025-04-01@10:11:23 GMT

عزيزي المشاهد.. أنت مُرَاقب أيضاً

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

علي عبد الرحمن

أخبار ذات صلة «النخلة المباركة» ثمرتي السينمائية الأولى سردية الاغتراب «الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة»

تسير المخرجة الأميركية الشابة إيشانا نايت شيامالان، على خطى والدها، وتقدم في فيلمها «المراقبون» عملاً سينمائياً يدمج بين الإثارة النفسية والرعب الوجودي، عن رواية «إيه. إم. شاين»، حول مجموعة من الغرباء الذين يجدون أنفسهم محاصرين في مكان منعزل، تحت تهديد قوى غامضة تراقبهم، بأسلوب بصري مكثف وموسيقى تصاعدية، في رحلة مليئة بالتوتر والخوف، متجاوزاً الرعب التقليدي.


تدور الأحداث في منزل وسط غابة كثيفة، يجد أربعة أشخاص أنفسهم في حالة من العزلة التامة، وتتفاقم الأمور عندما يدركون أنهم ليسوا وحدهم، ومراقبون من كيانات غير مرئية تطاردهم، ويتجاوز التهديد الغامض الخطر ليصبح تجسيداً لمخاوفهم النفسية العميقة.
تأخذ الحبكة مشاهد الفيلم في رحلة من التوتر والخوف، في تصاعد متواصل للأحداث، يظهر من خلال التفاعل بين الشخصيات والظروف المحيطة، ما يجعل المشاهدين يشعرون بأنهم جزء من التجربة، وتتعامل الحبكة مع موضوعات مثل الخوف من المجهول والعزلة، وتكشف عن كيفية تأثير هذه المشاعر الإنسانية.
الفيلم يتجاوز الحدود التقليدية للرعب من خلال التركيز على الجانب النفسي، مع استعراض تأثير المراقبة المستمرة على الشخصيات وكيفية تعاملهم مع التهديد غير المرئي، ويساهم هذا التناول العميق للرعب النفسي في جعل الفيلم تجربة سينمائية تغوص في أعماق النفس البشرية. 
تجسيد الرعب
يتألق طاقم العمل بأداء قوي، ويقدم الممثلون تجسيداً عميقاً للشخصيات وصراعاتها وأبعادها النفسية المعقدة، التي تتناسب مع طبيعة الرعب النفسي الذي يعيشونه، فيما تعكس الممثلة الأميركية داكوتا فانينغ، التي تلعب الدور الرئيس، الصراع الداخلي والخوف بواقعية وعمق، مما يعزز من مصداقية القصة. ويعزز هذا الأداء من تجسيد الرعب النفسي، ويعكس هذا التفاعل بين الشخصيات والأحداث بشكل واضح مدى تأثير الرعب على النفس البشرية، كما ساهم في جعل الفيلم أكثر إثارة وتعقيداً، مما يجعله تجربة سينمائية تثير التأمل والتفكير.
تميز الفيلم بإخراج دقيق، يظهر قدرة مخرجته على استخدام الإضاءة والزوايا لخلق إحساس دائم بالقلق والتوتر، واعتمد التصوير السينمائي بشكل كبير على الإضاءة الخافتة والظلال لخلق جو مظلم وكئيب، يعزز الشعور بالتهديد الغامض الذي يحيط بالشخصيات. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الزوايا غير التقليدية واللقطات القريبة، ساهم في تعزيز حالة التوتر، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه مراقب من الكائنات الغامضة نفسها التي تراقب شخصيات الفيلم، هذه التفاصيل البصرية أضافت طبقة إضافية من العمق إلى تجربة المشاهدة، حيث تصبح الصورة وسيلة لاستكشاف الفلسفة الكامنة وراء القصة.
الإغلاق والغموض
اختلفت نهاية فيلم «المراقبون» بشكل ملحوظ عن نهاية الرواية الأصلية للكاتب إيه. إم. شاين، رغم أن كليهما يتشاركان في الجوهر الفلسفي والمواضيع الرئيسية المتعلقة بالخوف والمراقبة.
في الرواية، تميل النهاية إلى تقديم نوع من الإغلاق، حيث يكشف الكاتب عن الطبيعة الحقيقية للمراقبين والدوافع التي تقف وراء أفعالهم، وتنتهي الرواية بنبرة تجمع بين الرعب والإثارة، لكنها تمنح القراء بعض الإجابات حول مصير الشخصيات والغموض المحيط بهم، ورغم كونها مظلمة ومعقدة، إلا أنها تقدم نوعاً من التفسير أو الفهم للأحداث التي مرت بها الشخصيات، مما يمنح القراء شعوراً بالإشباع الأدبي والفكري. بينما يتبنى الفيلم نهاية مفتوحة، تثير التساؤلات أكثر مما تقدم إجابات.
فلسفة الغموض 
يقول الناقد الفني أحمد شعراني، إن الاختلاف الرئيس بين نهايتي الرواية والفيلم يكمن في تعامل كل منهما مع مفهوم الغموض والإجابات، بينما تسعى الرواية إلى تقديم نوع من التفسير والتوضيح، وفضّل الفيلم إبقاء الأمور غامضة ومفتوحة، ما أضاف بعداً فلسفياً أعمق إلى تجربة المشاهدة، هذا التباين عكس اختلافاً في الرؤية الفنية بين المؤلف والمخرجة، حيث اختارت الأخيرة أن تترك الجمهور مع أسئلة أكثر من الإجابات، مما عزز الشعور بالرهبة وعدم اليقين.
وأثنى شعراني على الفيلم لقدرته على الجمع بين عناصر الرعب والإثارة مع الطرح الفلسفي، مما جعله تجربة سينمائية متميزة وذات عمق، وأن النهاية المفتوحة تركت مجالاً للتأويل الشخصي وتدفع المشاهد للتفكير فيما وراء الأحداث وما تعنيه الكائنات المراقبة في سياق أعمق.
وأوضحت الاختصاصية النفسية أميرة ألبير، أن «المراقبون» يستعرض ستة أبعاد نفسية معقدة تعمق تجربة الرعب النفسي والفلسفي، مما يجعله أكثر من مجرد فيلم رعب تقليدي، تبدأ هذه الأبعاد بـ«الخوف من المجهول»، أحد المحاور الرئيسة، مما يبرز عمق القلق الناتج عن عدم معرفة ما يهددهم، هذا الخوف يعكس القلق الوجودي الأساسي الذي يعاني منه الإنسان عند مواجهة أمور لا يمكن فهمها أو السيطرة عليها.
والمفهوم الثاني «القلق الوجودي»، الذي يظهر من خلال شعور الشخوص بالعزلة والانفصال عن العالم الخارجي، والتهديد المستمر من الكيانات غير المرئية، هذا القلق يجسد حالة عدم الأمان والخوف من العزلة التي يعاني منها الأفراد، مما يعزز تأثير الرعب النفسي.
أما «الترقب والمراقبة»، فيزيد شعور الشخصيات بعدم الراحة والقلق، ويظهر تأثير المراقبة المستمرة على النفس البشرية، وكيف تؤدي إلى تأجيج المخاوف الداخلية وتعميق مشاعر القلق.
وفيما يتعلق بـ«صراع الهوية»، تتفاعل الشخصيات مع الضغوط النفسية بطرق متعددة، مما يظهر كيفية تأثير الرعب والخوف على الهوية الداخلية للفرد، هذا الصراع يطرح تساؤلات حول ماهية الذات وكيفية مواجهتها في أوقات الأزمات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السينما المصرية الرواية الرعب التصوير السينمائي السينما

إقرأ أيضاً:

مشاهد حميمية في فيلم "رحمة" تثير جدلا والناقد واكريم يعتبرها عادية

أثارت بعض المشاهد « الجريئة » بين شخصية « ثرية » و »عيسى » في مسلسل « رحمة » جدلا  في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ووجهت بانتقادات مختلفة رافضة تمرير مشاهد لا تصلح للمشاهدة بين العائلات.

وفي هذا الصدد، قال الناقد الفني المغربي عبد الكريم واكريم، في تصريح لـ « اليوم 24 »: « يجب التأكيد على أن التلفزيون ليس هو السينما، فهذه الأخيرة نذهب إليها عن طيب خاطر ونختار الأفلام التي نريدها، ونقتني التذكرة وندخل لمشاهدتها عن اقتناع، والأفلام المعروضة في القاعات السينمائية التجارية تكون في الغالب أو المفروض أن تكون خاضعة لتصنيف عمري »

وأضاف واكريم: « … هناك أفلام أقل من 13 سنة، وأقل من 16 سنة، وأقل من 18 سنة. لكن في التلفزيون الأمر يختلف لأن الأعمال الدرامية تدخل إلى منازل الناس وتقتحم عليهم حميميتهم ولماتهم العائلية، ولذلك فيجب أن تراعى فيها اعتبارات خاصة بخصوص تقديم مشاهد جريئة ».

وكشف الناقد واكريم في تصريحه أن ما تعلق بمسلسل « رحمة » لا يستحق كل هذه الضجة، وأن المشاهد كانت عادية، حيث قال: « المشاهد التي تعرضت للانتقاد في المسلسل كانت عادية، ولم يكن فيها تجاوز بالشكل الذي بالغت به التدوينات والتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصفتها بعضها بكونها مشاهد جنسية خادشة لـ »الأخلاق الحميدة ». كانت هناك مبالغة في هذا الوصف ».

وأشار إلى أن: « الذي لا يعرفه أغلب المنتقدين، أن مثل هذه الانتقادات تخدم العمل من ناحية الدعاية والإشهار له وليس العكس، وسنجد الآن أصحابه مسرورين بهذه الضجة التي أتت في لحظة كان فيها المسلسل قد بدأ يخفت وهجه، ولم يعد المشاهدون متابعين له، ولا مهتمين به، كما كان الأمر في بدايته ».

كلمات دلالية جرءة فن مسلسل رحمة مشاهير ناقد واكريم

مقالات مشابهة

  • مختصّون تربويون يطلقون حملة “وفا” للدعم النفسي عبر الإنترنت
  • أشرف عبد الباقي يكشف عن المشاهد الصعبة فى قلبي ومفتاحه.. خاص
  • مشاهد حميمية في فيلم "رحمة" تثير جدلا والناقد واكريم يعتبرها عادية
  • معركة الدوائر الانتخابية.. من يخشى اكتساح الشخصيات الشعبية؟
  • الإنسان العراقي.. حروب وأزمات مستمرة تدخله مرحلة الانفجار النفسي
  • صاروخ يمني يثير الرعب في كيان العدو
  • قاتل متسلسل يثير الرعب في العراق بجرائم مروعة باستخدام المطرقة
  • فيلم الصرخة 7 هل ينجح في الحفاظ على سحره بعد أكثر من عقدين؟
  • مدحت العدل ينتقد قرارات المنع: المشاهد حر والفن مرآة المجتمع
  • العراق: قاتل متسلسل يثير الرعب بالمطرقة والشرطة تتدخل