صحيفة الاتحاد:
2024-09-18@13:15:44 GMT

عزيزي المشاهد.. أنت مُرَاقب أيضاً

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

علي عبد الرحمن

أخبار ذات صلة «النخلة المباركة» ثمرتي السينمائية الأولى سردية الاغتراب «الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة»

تسير المخرجة الأميركية الشابة إيشانا نايت شيامالان، على خطى والدها، وتقدم في فيلمها «المراقبون» عملاً سينمائياً يدمج بين الإثارة النفسية والرعب الوجودي، عن رواية «إيه. إم. شاين»، حول مجموعة من الغرباء الذين يجدون أنفسهم محاصرين في مكان منعزل، تحت تهديد قوى غامضة تراقبهم، بأسلوب بصري مكثف وموسيقى تصاعدية، في رحلة مليئة بالتوتر والخوف، متجاوزاً الرعب التقليدي.


تدور الأحداث في منزل وسط غابة كثيفة، يجد أربعة أشخاص أنفسهم في حالة من العزلة التامة، وتتفاقم الأمور عندما يدركون أنهم ليسوا وحدهم، ومراقبون من كيانات غير مرئية تطاردهم، ويتجاوز التهديد الغامض الخطر ليصبح تجسيداً لمخاوفهم النفسية العميقة.
تأخذ الحبكة مشاهد الفيلم في رحلة من التوتر والخوف، في تصاعد متواصل للأحداث، يظهر من خلال التفاعل بين الشخصيات والظروف المحيطة، ما يجعل المشاهدين يشعرون بأنهم جزء من التجربة، وتتعامل الحبكة مع موضوعات مثل الخوف من المجهول والعزلة، وتكشف عن كيفية تأثير هذه المشاعر الإنسانية.
الفيلم يتجاوز الحدود التقليدية للرعب من خلال التركيز على الجانب النفسي، مع استعراض تأثير المراقبة المستمرة على الشخصيات وكيفية تعاملهم مع التهديد غير المرئي، ويساهم هذا التناول العميق للرعب النفسي في جعل الفيلم تجربة سينمائية تغوص في أعماق النفس البشرية. 
تجسيد الرعب
يتألق طاقم العمل بأداء قوي، ويقدم الممثلون تجسيداً عميقاً للشخصيات وصراعاتها وأبعادها النفسية المعقدة، التي تتناسب مع طبيعة الرعب النفسي الذي يعيشونه، فيما تعكس الممثلة الأميركية داكوتا فانينغ، التي تلعب الدور الرئيس، الصراع الداخلي والخوف بواقعية وعمق، مما يعزز من مصداقية القصة. ويعزز هذا الأداء من تجسيد الرعب النفسي، ويعكس هذا التفاعل بين الشخصيات والأحداث بشكل واضح مدى تأثير الرعب على النفس البشرية، كما ساهم في جعل الفيلم أكثر إثارة وتعقيداً، مما يجعله تجربة سينمائية تثير التأمل والتفكير.
تميز الفيلم بإخراج دقيق، يظهر قدرة مخرجته على استخدام الإضاءة والزوايا لخلق إحساس دائم بالقلق والتوتر، واعتمد التصوير السينمائي بشكل كبير على الإضاءة الخافتة والظلال لخلق جو مظلم وكئيب، يعزز الشعور بالتهديد الغامض الذي يحيط بالشخصيات. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الزوايا غير التقليدية واللقطات القريبة، ساهم في تعزيز حالة التوتر، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه مراقب من الكائنات الغامضة نفسها التي تراقب شخصيات الفيلم، هذه التفاصيل البصرية أضافت طبقة إضافية من العمق إلى تجربة المشاهدة، حيث تصبح الصورة وسيلة لاستكشاف الفلسفة الكامنة وراء القصة.
الإغلاق والغموض
اختلفت نهاية فيلم «المراقبون» بشكل ملحوظ عن نهاية الرواية الأصلية للكاتب إيه. إم. شاين، رغم أن كليهما يتشاركان في الجوهر الفلسفي والمواضيع الرئيسية المتعلقة بالخوف والمراقبة.
في الرواية، تميل النهاية إلى تقديم نوع من الإغلاق، حيث يكشف الكاتب عن الطبيعة الحقيقية للمراقبين والدوافع التي تقف وراء أفعالهم، وتنتهي الرواية بنبرة تجمع بين الرعب والإثارة، لكنها تمنح القراء بعض الإجابات حول مصير الشخصيات والغموض المحيط بهم، ورغم كونها مظلمة ومعقدة، إلا أنها تقدم نوعاً من التفسير أو الفهم للأحداث التي مرت بها الشخصيات، مما يمنح القراء شعوراً بالإشباع الأدبي والفكري. بينما يتبنى الفيلم نهاية مفتوحة، تثير التساؤلات أكثر مما تقدم إجابات.
فلسفة الغموض 
يقول الناقد الفني أحمد شعراني، إن الاختلاف الرئيس بين نهايتي الرواية والفيلم يكمن في تعامل كل منهما مع مفهوم الغموض والإجابات، بينما تسعى الرواية إلى تقديم نوع من التفسير والتوضيح، وفضّل الفيلم إبقاء الأمور غامضة ومفتوحة، ما أضاف بعداً فلسفياً أعمق إلى تجربة المشاهدة، هذا التباين عكس اختلافاً في الرؤية الفنية بين المؤلف والمخرجة، حيث اختارت الأخيرة أن تترك الجمهور مع أسئلة أكثر من الإجابات، مما عزز الشعور بالرهبة وعدم اليقين.
وأثنى شعراني على الفيلم لقدرته على الجمع بين عناصر الرعب والإثارة مع الطرح الفلسفي، مما جعله تجربة سينمائية متميزة وذات عمق، وأن النهاية المفتوحة تركت مجالاً للتأويل الشخصي وتدفع المشاهد للتفكير فيما وراء الأحداث وما تعنيه الكائنات المراقبة في سياق أعمق.
وأوضحت الاختصاصية النفسية أميرة ألبير، أن «المراقبون» يستعرض ستة أبعاد نفسية معقدة تعمق تجربة الرعب النفسي والفلسفي، مما يجعله أكثر من مجرد فيلم رعب تقليدي، تبدأ هذه الأبعاد بـ«الخوف من المجهول»، أحد المحاور الرئيسة، مما يبرز عمق القلق الناتج عن عدم معرفة ما يهددهم، هذا الخوف يعكس القلق الوجودي الأساسي الذي يعاني منه الإنسان عند مواجهة أمور لا يمكن فهمها أو السيطرة عليها.
والمفهوم الثاني «القلق الوجودي»، الذي يظهر من خلال شعور الشخوص بالعزلة والانفصال عن العالم الخارجي، والتهديد المستمر من الكيانات غير المرئية، هذا القلق يجسد حالة عدم الأمان والخوف من العزلة التي يعاني منها الأفراد، مما يعزز تأثير الرعب النفسي.
أما «الترقب والمراقبة»، فيزيد شعور الشخصيات بعدم الراحة والقلق، ويظهر تأثير المراقبة المستمرة على النفس البشرية، وكيف تؤدي إلى تأجيج المخاوف الداخلية وتعميق مشاعر القلق.
وفيما يتعلق بـ«صراع الهوية»، تتفاعل الشخصيات مع الضغوط النفسية بطرق متعددة، مما يظهر كيفية تأثير الرعب والخوف على الهوية الداخلية للفرد، هذا الصراع يطرح تساؤلات حول ماهية الذات وكيفية مواجهتها في أوقات الأزمات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السينما المصرية الرواية الرعب التصوير السينمائي السينما

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. مدير النشاط بالاتحاد السكندري: لطبيب النفسي كان له دور بالتتويج بالدوري و الكأس

كشف  كابتن عصام عبد العزيز مدير النشاط الرياضي بالاتحاد السكندري في حوار خاص مع الوفد ، إن فريق السلة بدأ الاستعداد للبطولة العربية منذ فترة، و لعب مباراتين وديتين مع منتخب السعودية، مشيرًا أن الفريق سيسافر يوم الأثنين القادم لأبو ظبي للمشاركة في البطولة الدولية لأندية النخبة بالإمارات، و هذه البطولة استعداد قوي للبطولة العربية للأندية.
و أضاف  أن الفريق سيعود من الإمارات يوم 26 سبتمبر، و سيأخذ راحة يوم واحد فقط، ثم بعد ذلك يدخل الفريق في معسكر مغلق يوم 28 سبتمبر استعدادًا للبطولة العربية.

كما كشف مدير النشاط الرياضي بنادي الاتحاد السكندري، أن الطبيب النفسي كان له دور كبير جدا في التتويج بالدوري و الكأس الموسم الماضي، متابعًا أنه كان له دورًا كبيرًا في تحسين نفسية اللاعبين و عدم تأثرهم باللعب او عدم اللعب او نزول المباراة أوقات قليلة.
و تابع أن الطبيب النفسي جعل الفريق متماسك، و على قلب رجل واحد، مضيفًا أنهم في بداية الأمر لم يكونوا معترفين بالطبيب النفسي و لكنه استطاع عودة بعض اللاعبين إلى مستواهم.
و أكد عبد العزيز، أن الإعداد البدني و النفسي مهم جدًا خاصة أن الموسم طويل جداً، فالإعداد البدني مهم مهم للمحافظة على مستوى اللاعبين من بداية الموسم حتى نهايته و عدم الإصابات.
و أشار أنه متخوف من الإجهاد الموسم القادم بسبب مشاركة الفريق في بطولات كثيرة بالبطولة العربية و البطولة الإفريقية "البال5" و دوري المرتبط و السوبر و كأس مصر، قائلا: "متخوف من الإجهاد و تكرار تجربة الأهلي الموسم الماضي".
و أكمل حديثه، أن الفريق لديه جهاز فني على أعلى مستوى بقيادة المدير الفني كابتن أحمد عمر، و يستطيعوا التغلب على الإجهاد و تقسيم اللعب على مدار الموسم.
و ذكر أن جماهير الاتحاد هي الأساس و اختلفت الجماهير عن زمان، حيث كان يدخل الجماهير 7 الآلاف صالة استاد إسكندرية ،قائلا: "من عمل كرة السلة و جماهيرها في مصر هو فريق السلة بنادي الاتحاد حيث لم يكن هناك جماهير للأهلي أو الزمالك أو هليوبوليس".
و أضاف  أن الأهلي و الزمالك مسيطيرين على جميع الألعاب كرة القدم و اليد و الطائرة و الألعاب الفردية و لكن اللعبة الوحيدة الذي تسبب مشكلة للأهلي و الزمالك هي كرة السلة بنادي الاتحاد، مؤكدًا أن الفريق استطاع ان يحافظ على نفسه و يتوج و ينافس على البطولات طوال 48 سنة.
و وضح أن نظام الدراسة في مصر يؤثر على اللاعبين و لا تصنع بطل، مضيفًا أن في أوروبا و أمريكا الطالب لا يذاكر في البيت و الدراسة شئ و الرياضة شئ، بينما في مصر الطالب يذهب للمدرسة ثم يذهب لتمرينه و ماتشاته و يعود من أجل المذاكرة، و هذا لا يصنع بطل.
و تحدث أنه لإعداد بطل قادر على الإحتراف يجب أن يكون هناك نظام مختلف سواء دراسياً أو على مستوى التغذية و الإعداد البدني و النفسي، متحدثاً أن الأندية الآن تطلب 4 أو 5 مليون دولار من أجل أحتراف اللاعب.
و أضاف عبد العزيز، أن منتخب جنوب السودان سيكون بطل أفريقيا السنوات القادمة لمدة من 7 ل10 سنوات، و لديهم لاعبين محترفين في الخارج على أعلى مستوى.

و بسؤاله حول سبب إلغاء فريقي الأول كرة السلة و الطائرة سيدات أجاب أن ذلك بسبب المصاريف و جلب لاعبات من خارج النادي، مشيرًا أنه في البداية لم يكن هناك فرق بنات بالنادي ثم بعد ذلك تم عمل فرق البنات من أجل الممارسة، و يضم النادي الآن 19 فريق بنات في كرة الطائرة و 21 فريق في كرة السلة.
و اختتم حديثه، أنه سيتم الاعتماد على الناشئات بالنادي و بعد سنتين او ثلاثة سيصبحوا فريق 20 سنة ثم فريق أول، و يكون قوام الفريق من نادي الاتحاد.
و تقام البطولة العربية للأندية رجال بمدينة الإسكندرية، في الفترة من 1 ل12 أكتوبر، و يقع فريق الاتحاد السكندري في المجموعة الأولى بجانب كلا من فريق جمعية سلا المغربي ،و الأنطوني اللبناني، و الوحدة الإماراتي.
لمشاهدة الفيديو اضغط  

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: ناقشنا مع الجانب المصري أيضا الخطط المتعلقة باليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة
  • الجحيم بضغطة زر.. ما هي أجهزة البيجر التي أثارت الرعب في لبنان ؟
  • انقسام حول جُرأة "فعل ماضي"
  • في سوريا أيضاً... إنفجار أجهزة pager بعناصر حزب الله
  • دورة تدريبة في الإرشاد النفسي لأئمة المساجد بجامعة العريش
  • تين هاج عن لقب البريميرليج: الكؤوس مهمة أيضا
  • الإجراءات الجنائية.. تعرف على موقف المريض النفسي المتهم في قضايا أمام المحكمة
  • بالفيديو.. مدير النشاط بالاتحاد السكندري: لطبيب النفسي كان له دور بالتتويج بالدوري و الكأس
  • نحن إخوة للأمريكيين أيضاً..بزشكيان لا يرفض المحادثات المباشرة مع واشنطن
  • تكريم الشخصيات البارزة بمصر والسعودية في ختام اللقاء مع كبار المستثمرين السعوديين