صحيفة الاتحاد:
2024-11-24@13:50:12 GMT

«النخلة المباركة» ثمرتي السينمائية الأولى

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

عبد الوهاب العريض 
«الصدفة قادت خطاي إلى مقهى ناءٍ في نهاية طريق موحش» 
إنه الشاعر السعودي عدنان المناوس، يترك نفسه في بحر القصيدة، ويسند أحداثه اليومية إلى بحر الصدفة التي يدين لها بالكثير، على حد تعبيره: «مدينٌ لها لقاءَ كلّ ما تغرسهُ في قلبي… ورداً كان أم خنجراً!».
شخصية عدنان تشبه كتابته، فهو مسكون بأمواج الإبداع، ويترك نفسه للسرد البصري والشعري، فقد أصدر ديوانه الشعري الأول «موتى يحرثون جسدي» عام 2022، ليهرب بعد ذلك نحو السرد البصري والكتابة في السينما، حيث يقول: «كل شيء يبدأ من الشعر وينتهي إليه.

.. هذا ما أؤمن به في رؤيتي للحياة والكتابة. الشعر هو المنظار الذي أسبُر من خلاله أغوار الحياة بكل تفاصيلها، والكتابة بكل أشكالها، لذلك أنا مدينٌ للشعر أيضاً - ولا أعني بذلك القصيدة - بل الشعر كمفهوم ورؤية، أو كما يراه المخرج الروسي تاركوفسكي: «الوعي بالعالم»، لأنه - أي الشعر- فتح لي عوالم جديدة في السينما، فكان من أهم العوامل التي دفعتني للكتابة السينمائية، حيث ولَجتُ بوابة «السينما الشعرية» مكتنزاً بمشاهدات غزيرة طيلة سنوات من السينما الهندية والمصرية، والسينما الهوليوودية بشكل خاص، فشَكَّلتْ أبجديات السينما الشعرية المختلفة عما سبقها من أنواع، صدمة بالنسبة لي».

نخلة مباركة 
ويقول عدنان: «بدافع الفضول الشعريّ، والشغف الفنيّ، ذهبت لقراءة الكتب السينمائية، وفي مقدمتها كتب الأديب والسينمائي البحريني «أمين صالح»، ورحت أطارد المخرجين العاملين في هذا الحقل بالخصوص، وأتعرّف على أساليبهم المختلفة، ورؤاهم حول السينما، فجاءت كتاباتي السينمائية التي بدأتها على حساباتي الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي كنتيجة طبيعية لهذه المشاهدات الغزيرة، والقراءات العديدة، ومن ثم بدأت الكتابات السينمائية الجادة مع منصة «ميم السينمائية»، وكانت المحصّلة أن أثمرت هذه المحاولات كتابي السينمائي الأول، الذي حرّضني على خوض مغامرته الصديق الشاعر أحمد الملا حينما ختمَ رسالة منه لي بعد إعدادي وتقديمي لبرنامج السينما الشعرية - سحر المخيلة - «في الدورة الثامنة من مهرجان أفلام السعودية قبل سنتين، بهذه العبارة (كتابك المنتظر نخلة مباركة)، فكان هذا الكتاب (كيم كي دوك.. مخرج العنف المنبوذ).

أخبار ذات صلة عزيزي المشاهد.. أنت مُرَاقب أيضاً التكنولوجيا.. تعيد تشكيل السرد السينمائي

السينما الكورية 
وعن سبب اختيار المخرج (كيم كي دوك) كمخرج للكتابة عنه يقول عدنان المناوس: «إن من ألهمني في الواقع فكرة الكتابة عن المخرج الكوري الجنوبي (كيم كي دوك) هو الشاعر والناقد عبد الله السفر. وحينما بدأتُ رحلة البحث الاستقصائية عن هذا المخرج وجدت أن المحتوى العربي الذي يتناول أعماله بالنقد شحيح جداً، حيث إن أعماله التي عبرت التخوم، ولقيت صدى في الأفق العربي قليلة كذلك، فتابعت جلّ أعماله، ووجدتُ فيها ملامح فنية خالصة ونقية، ودهشة شعرية هائلة تتغلغل في معظم أبعاد صوره السينمائية، وغموضاً خلّاقاً يكتنف بناء أبطاله وحكاياتها بشكل عام. كما أنه فنان حقيقي، لأنه يمتلك رؤية ذاتية خاصة للحياة والطبيعة البشرية تبلورت في جلّ أعماله، وهذه الرؤية تتمثل في ثيمة (العنف) الذي يرى أنه غريزة بشرية طبيعية، كما كان يراها (فرويد) و(لورانتس)، وعندما وجدتُ في مرحلة البحث والاستقصاء هذه عن (كيم كي دوك) أن المحتوى العربي الذي يتناول السينما الكورية بشكل عام شحيح أيضاً، وسّعتُ فكرة الكتاب ليضمّ الفصل الأول منه بحثاً استقصائياً عن السياقات التاريخية التي أدّت إلى بروز موجة الهاليو (الموجة الكورية)، وعوامل ازدهارها التي ساعدت على انتشارها في العالم منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، ليكون هذا الفصل مدخلاً مناسباً لي للحديث عن حياة وأفلام (كيم كي دوك)، الذي هو أحد أبناء الجيل المتأخر لموجة السينما المستقلة أو موجة المخرجين الكوريين الجدد في التسعينيات، مختتماً الكتاب بترجمات لحوارات له، وبعض ما كُتب عنه، محاولة منّي لأن يكون هذا الكتاب مرجعاً عربياً شاملاً للتعرّف على السينما الكورية بشكل عام، وعلى كيم كي دوك بشكل خاص». 

عزلة التدوين 
لفترة طويلة ظل الشاعر المناوس حبيس المدونة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت البداية في التدوين من خلال (ظلال)، وهي مدونة بدأها عام 2021، وأتاحت له أن يدون ما يريد بعيداً عن الصحف الرسمية، وهذا ما منحه حرية الاختيار ما بين السرد القصصي، والإبداع الشعري، والقراءات السينمائية، التي برزت كموهبة صقلها بالكثير من المراجع الإبداعية، والقراءات النقدية، وأنفق في دهاليزها الكثير من وقته الخاص، وهو ما دفعه لتبني نظرية خاصة يعبّر عنها بقوله: «لا أؤمن كثيراً بالحدود الفاصلة بين الكتابات في مختلف الحقول الإبداعية، وأرى بأنها تتصل ببعضها بعضاً ويغذي بعضها بعضاً... بدأت بالشعر في شكله اللغوي (القصيدة)، ومن ثمّ اجترحتُ الكتابة النقدية والسردية ذات الفضاء المفتوح، والقصص القصيرة، وفي كل من هذه الحقول وجدتُ بعضاً من ذاتي التي أحاول لملمتها وصقل ملامحها بالكتابة التي يجري سحرها الخفي في دمي، ولأنني أؤمن - كما ذكرت في بداية الحوار- بأن كل شيء يبدأ من الشعر وينتهي إليه، أرى أن الشعر بالنسبة لي هو الجذر الذي تتفرع منه كل أشكال كتاباتي...شئتُ أم أبيت!».
يذكر بأن كتاب «كيم كي دوك.. مخرج العنف المنبوذ»، صدر بدعم من جمعية السينما السعودية ضمن سلسلة الموسوعة السعودية للسينما، منشورات جسور الثقافة للنشر والتوزيع في السعودية في مايو 2024م.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القصيدة السينما الشعر السرد هوليوود

إقرأ أيضاً:

عمرو سعد:" دخلت معهد السينما وسقطت وكان عندي ثقة في نفسي"

انطلقت منذ قليل ندوة خاصة للفنان عمرو سعد ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث توافد محبو السينما والنقاد لحضور هذا اللقاء المميز. تركزت الندوة حول مشوار عمرو سعد الفني وتجربته السينمائية، حيث شارك الجمهور بقصص وكواليس من أعماله الفنية، بالإضافة إلى الحديث عن رؤيته حول السينما المصرية ومستقبلها.


 

تحدث عمرو سعد عن التحديات التي واجهها خلال مسيرته، وكيفية اختياره للأدوار التي قدمها، خاصة تلك التي تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة.

 كما تناول تطور السينما في مصر، وأهمية المهرجانات السينمائية في دعم صناعة الأفلام المحلية وجذب انتباه الجمهور العربي والدولي.

 

وقال “سعد”: " كان عندي ثقة في نفسي وكان هو قرار يعني لازم تشتغل جامد جدا جدا علشان تعمل حاجة، ولا مره وأنا في الجامعه شكيت أني مش هوصل كان عندي يقين اني هوصل بالرغم أن أنت   شاب فقير بتوفر ثمن المواصلات بصعوبه ومتأكد أنك بطل سينمائي كنت بعدي على سينما كايرو  كل يوم عند السينما دي مترو بوسط البلد واشوف الافيشات وأنزل المترو ويشاء السميع أن أول أفيش يتحط على سينما كايرو أول ما شوفت الأفيش بكيت". 
 

نبذة عن النجم عمرو سعد

عمرو سعد يُعد واحدًا من أبرز نجوم السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي. وُلد في 26 نوفمبر 1977 في القاهرة، وبدأ مشواره الفني في أواخر التسعينيات، حيث عمل في البداية في أدوار صغيرة قبل أن يبرز كواحد من أهم الممثلين الشباب في جيله.


 

تميز عمرو سعد بموهبته الفريدة وقدرته على تقديم أدوار متنوعة تتراوح بين الأدوار الدرامية والاجتماعية، وحتى الأكشن والرومانسية. قدم مجموعة من الأعمال السينمائية التي لاقت نجاحًا واسعًا، مثل “حين ميسرة”، و”دكان شحاتة”، و”مولانا”، وهي أفلام ناقشت قضايا اجتماعية وسياسية جريئة، وأثبتت موهبته وقدرته على تجسيد شخصيات مركبة ومعقدة.


 

عمرو سعد معروف بأدائه الصادق والعميق، ويُشيد به النقاد لقدرته على نقل مشاعر الشخصيات التي يؤديها بواقعية وتأثير. حصل على العديد من الجوائز عن أدواره المتميزة في السينما، وأصبح أحد أبرز الأسماء في صناعة الأفلام المصرية.


 

إلى جانب السينما، شارك عمرو سعد في العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة، مما أكسبه جماهيرية واسعة لدى المشاهدين في مصر والعالم العربي. يتميز أسلوبه بالالتزام بتقديم محتوى يحمل رسائل اجتماعية وإنسانية، وهو ما جعله يحظى بتقدير النقاد والجمهور على حد سواء.


 

يواصل عمرو سعد تحدي نفسه من خلال اختيار أدوار جديدة ومختلفة، وهو معروف بقدرته على التنوع في اختيار الشخصيات التي يؤديها، مما يجعله دائمًا في طليعة نجوم السينما والتلفزيون في مصر.

مقالات مشابهة

  • الحل الطبيعي لتساقط الشعر.. حل يعيد لشعرك قوته ولمعانه
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • مهرجان القاهرة .. تعرف على جوائز آفاق السينما العربية
  • وزير الدفاع الروسي: قواتنا تتحرك بشكل أسرع في أوكرانيا
  • عمرو سعد: السينما تعيش جرأة إنتاجية
  • عمرو سعد يكشف سبب غيابه عن السينما في الفترة الأخيرة
  • عمرو سعد:" دخلت معهد السينما وسقطت وكان عندي ثقة في نفسي"
  • تامر كروان: معرفة الموسيقار بالعناصر السينمائية تجعله قادرا على تحليل رؤية المخرج
  • تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى
  • للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون العميق