سردية الاغتراب «الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة»
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلةضمن الكتب الجديدة التي أصدرتها دار فضاءات للنشر والتوزيع بالأردن، صدر الكتاب الجديد للناقد المغربي عبدالمالك أشهبون بعنوان «صورة الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة»، والذي يتناول قضايا جديدة في سردية الخطاب الروائي العربي، ويتعلق الأمر هنا بموضوع الهجرة الذي بات موضوعاً قائم الذات في أدبنا العربي المعاصر عموماً، وفي الرواية بشكل خاص، حيث باتت هذه الروايات، تمثل شهادة حية عن ظاهرة مجتمعية ما فتئت تزداد جيلاً بعد جيل.
سيرة السفر
يُعَدُّ هذا الكتاب نافذة مهمة للإطلالة على طبيعة تمثيل الروائي العربي لقضايا الهجرة، إذ إن فن الرواية بات اليوم، بما حققه من تراكم كمي ونوعي، من الفنون التعبيرية الأنسب لسرد سيرة السفر بمختلف مراحلها (قبل السفر، في أثناء السفر، محطة الوصول والاستقرار، والعودة)، لأن رحابة فضاء الرواية تتسع لسرد مغامرة المهاجر في بلاد المهجر، ورصد تفاصيل الحياة هناك بكل حقائقها وأوهامها، بما في ذلك طبيعة علاقته بالآخر.
كما يبتغي هذا الكتاب، أيضاً، تسليط الضوء على تطور هذا النوع الأدبي في المشهد الروائي العربي، واستجلاء بعض موضوعاته التي تعددت وتنوعت من قبيل: الهجرة الاختيارية، الهجرة القسرية، إضافة إلى الهجرة السرية.
واختار الناقد مفهوماً مركزيّاً يُعَد العنصر الناظم لكل هذه الروايات، ألا وهو مفهوم «الصورة» في روايات الهجرة، وذلك من خلال تحققاته وتجلياته وتمظهراته في المتون المدروسة، سواء تعلق الأمر بالشخصيات الذكورية أو الأنثوية التي سافرت إلى الغرب (أوروبا وأميركا)، وما واجهته تلك الشخصيات من إشكالات حضارية متعددة، وكان الهدف من خلال ذلك كله البحث عن الجديد في ما وصلت إليه روايات الهجرة، سواء على مستوى الدلالة أو البناء.
ارتحال واغتراب
وبحسب الدكتور والناقد والأكاديمي المغربي عبدالمالك أشهبون، فلا مراء في أن روايات الهجرة في العصر الحديث صارت من أهم أغصان دَوْحةِ أدبنا العربي إثارة وجذباً وتلقياً، خلالها يُرَكَّز على سرد عملية تنقل الشخصية من الوطن الأم إلى بلدان المهجر، سواء أكانت دوافع هؤلاء المهاجرين بحثاً عن حياة أفضل في مختلف مجالات الحياة، أم اضطروا إليها اضطراراً، نجاة بحياتهم، أو فراراً بمعتقداتهم وأفكارهم، بكل ما يترتب على ذلك التنقل والارتحال من انقطاع المهاجر عن لغته وثقافته وعاداته وتقاليده، وهو في تأرجح مستمر بين بندول القيم الثقافية الشرقية الأصيلة، والقيم الثقافية الغربية الجديدة، وما ينتج عن ذلك الصراع أو التفاعل من فعل، وما يترتب عن هذا الفعل من ردود أفعال، قد تنعكس سلباً على وجود تلك الشخصيات المهاجرة، بل قد تُطَوِّحُ بها في عوالم التيه والضياع والاغتراب الذي قد تكون نهايته مأساوية في بعض الأحيان.
غنية وقيّمة
سبق للدكتور أشهبون أن أغنى المكتبة النقدية العربية بعدد من الكتب القيمة نذكر منها: «البداية والنهاية في الرواية العربية»، «الحساسية الجديدة في الرواية العربية»، «من خطاب السيرة المحدود إلى عوالم التخييل الذاتي الرحبة»، و«العنوان في الرواية العربية» وغيرها، كما توج بعدد من الجوائز العربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النشر الأردن الهجرة الرواية فی الروایة
إقرأ أيضاً:
أبو العينين يفضح روايات الاحتلال الكاذبة أمام برلمان البحر المتوسط ويؤكد: لا سلام دون استعادة حقوق الشعب الفلسطيني
أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، والرئيس الشرفي للجمعية البرلمانية لدول البحر الأبيض المتوسط، إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار المعاناة لسكان قطاع غزة، ملقيا الضوء على هذه البقعة الهامة والساخنة الواقعة على البحر المتوسط.
وأكد أبو العينين، إدانة العنف المستمر في قطاع غزة والمعاناة الهائلة للشعب التي يعانيها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى العواقب الاقتصادية المدمرة لهذا الصراع وتأثيره على الشرق الأوسط ودول العالم .
جاءت تصريحات أبو العينين خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ19 للجمعية البرلمانية لدول البحر الأبيض المتوسط .
وأشار "أبو العينين" إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية والحاجة الملحة إلى حلول دبلوماسية، مؤكدا على ضرورة بناء مستقبل أفضل للدول الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وأن هذا الأمر يتطلب أدوات ملموسة وجهوداً جماعية.
وأشاد أبو العينين بالمبادرات الدبلوماسية المصرية، إلى جانب مبادرات الدول المتوسطية والعربية الأخرى، في تعزيز عملية السلام من أجل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأشار أبو العينين إلى مبادرة السلام العربية، وهي إطار دبلوماسي رئيسي يهدف إلى تحقيق حل شامل وعادل للصراع، مؤكداً على أهميتها المستمرة في تأمين السلام الدائم.
وخلال الجلسة التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، لقن أبو العينين، مندوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، درسًا عنيفًا بشأن الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ورفضها لمساعي السلام.
وأطلق أبو العينين تصريحات مدوية، ضد المندوب الإسرائيلي وحمل الاحتلال مسئولية التصعيد المستمر في المنطقة، رافضًا محاولات تزييف الحقائق والترويج لروايات غير حقيقية حول القضية الفلسطينية. وأكد أن العالم لم يعد يقبل بممارسات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني.