موقع 24:
2025-03-04@10:39:51 GMT

الاحتفاء بالمولد.. الثقافة بالسيرة ومدارستها

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

الاحتفاء بالمولد.. الثقافة بالسيرة ومدارستها

تعظيم يوم مولده ، هو شكر لله تعالى على نعمته



الاحتفاء بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، والاحتفال بسيرته، هو تطبيق عملي لمدى المحبة الكامنة في النفوس، وكيف لا يكون يوم مولده انعطافًا تاريخيًا لكل مسلم، فقد بدأت قصة خلاص البشرية من ظلام الكفر والشرك والفجور والعصيان، فهو رحمة للعالمين على امتداد التاريخ، وهو حريص علينا بأن نهتدي، وبالمؤمنين رؤف رحيم.


القرآن الكريم عبّر عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن مقتصرة على زمن وقت مبعثه، بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره كما قال تعالى " وآخرين مِنهم لمَّا يَلحَقوا بِهم"،
كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ ، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الولادة وأيامُ الفتح والخير.
والاحتفال بيوم المولد واستدعاء هذه الأيام أمر مستحسن من قبل العلماء والاستحسان تسعة أعشار العلم، فطريقة إظهار المحبة إما بالشعر أو التماس التذكير بنهجه أو الاحتفال وإظهار البهجة أو بقراءة شمائله، إجمالاً لا يشوبه بدعه أو يُلتمس بقربه معصيه، والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين من أفضل القربات، لأنها تُعبر عن المحبة له، وكان يعظم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام، كما إن محبته أصل من أصول الإيمان، وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أجمعين )
إنّ تعظيم يوم مولده ، هو شكر لله تعالى على نعمته، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام، فقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: ((فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) .. وأكثر من الصلاة عليه، كي تحظى بمعيّته، أو بقراءة سيرته، أو بالصدقة والإحسان، وفعل الخيرات، فإحياء سنّته يجب أن يكون إحياءً عمليًا حقيقيًا، لا أصوليا أو شكليًا؟!
الإسلام السلفي الداعشي خرج من رحم مسلمين غلب عليهم الجفاء مع الرسول وسيرته ،وإلصاق التهم والبدع والشرك والتكفير بالآخرين في يوم الاحتفال بمولده..بالرغم فبدعة الضلال عرفها العلماء بأنّها طارئ فيه إماتة سنّة، أو ضلال وإفساد فما غير ذلك فهو مباح.
وأحوج ما نكون الى هديه في هذا العصر التي كثرت فيه الغلظة والتطرف، والقسوة والتكفير، وتم اختطاف الدين، وبدأ يعيش المسلم في غربة، وكُثر أعدائه، لا طريق إلى الخلاص من كل ذلك إلا بأتباع "نهج المحبة" التي تلطف الأجواء وتعزز من أدبيات التدين الصحيح.
استشعار الاحتفاء بالمولد رسالة ذات مغزى تربوي وأخلاقي وروحي، وذلك بقراءة السيرة ومدارستها من باب الأسوة الحسنة، فهي فضيلة في هذا الشهر، إن رحلة مولد الرسول الكريم يمكن أن يضيء للعقل المسلم آفاقاً جديدة من الوعي والفهم والتبصُّر، إن هذه المعجزة الفريدة تحمل الكثير من الدروس المستفادة، ولكن تفعيلها والنهل من إرثها هو الذي يعمق أثرها في النفوس، والنفاذ بسهولة إلى مختلف الأزمان والأجيال.
منذ بزوغ فجر الأسلام، ظهر إبداع شعري قيمي، فكان نشأة "المديح النبوي" مع الدعوة النبوية والفتوحات الإسلامية، وهو حي عليه الصلاة والسلام قائم بين ظهراني أصحابه – فما بال الذين لم يرونه- وهم مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم الّذين كانوا يُعرفون بالفصاحة والبلاغة "حسان بن ثابت" و"كعب بن مالك" و"كعب بن زهير" و"عبد الله بن رواحة"، فقد كانوا يكتبون الشعر في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم- فكان هذا فن من فنون المحبة والشوق، والشغف بمدح خصائصه وخصائله عليه الصلاة والسلام.
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وآله وسلم- من أحسن الأعمال وأجلّها في النفس ولا يكمل إيمان المرء إلا بها، لأن هذه الشخصيّة حالة فريدة في الإنسانيّة، حيث لم يشهد التاريخ شخصيّة قد امتلكت كلّ هذه السجايا الكاملة، والنَّفس الكريمة، والروح الإنسانية الرفيعة، الرسول الأكرم قد ملك مكارم الأخلاق؛ كما وصفه الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وثقافة السيره ضرورة ملحة لرفع القيم الأخلاقية، فحياته إسوة والتأصيل لمحبة الرسول عليه الصلاة والسلام واجب شرعي، وإظهار الوقار لقدره صلى الله وعليه وسلم وغض أصواتنا وخفضها عندما نزوره أمر رباني، أولئك المؤمنين الذين اختبر الله قلوبهم للإيمان، بل لهم المغفرة وفضل جزيل، فالمفارقة المهمة القابلة للتأمل فى حديث -البخاري- قيل أنه يخفّف عن أبى لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لمّا بشرته بولادة النبي صلى الله وعليه وسلم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المولد النبوي علیه الصلاة والسلام الله تعالى علیه وسلم یوم مولده الله علیه صلى الله

إقرأ أيضاً:

عودة: ندعم العهد الجديد وحكومته من أجل إعادة بناء وطننا

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة قداس الأحد الأخير من زمن التهيئة للصوم، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "وصلنا إلى الأحد الأخير من زمن التهيئة للصوم الكبير، إلى أحد الغفران، أو ما يعرف بأحد مرفع الجبن. وابتداء من الغد ننقطع عن أكل اللحم والسمك وكل مشتقات الحليب، وننصرف إلى الصلاة والتأمل لنصل إلى تنقية القلب والتوبة والرجوع إلى الله. اليوم، تقرأ كنيستنا المقدسة المقطع الإنجيلي الذي يعلمنا أن نغفر زلات الآخرين لكي يغفر لنا أيضا أبونا السماوي زلاتنا التي لا تحصى. لهذا، درجت عادة منذ القديم، بين المسيحيين الأتقياء، أن يطلبوا الغفران في هذا اليوم كما في كل أيام أسبوع مرفع الجبن، بعضهم من بعض عما أخطأوا به. هذا ما نقوم به مساء اليوم في نهاية صلاة الغروب، حيث نطلب الغفران والمسامحة بعضنا من بعض، قبل الشروع في الصوم الأربعيني المقدس غدا. نقبل بعضنا بعضا قبلة مقدسة قائلين: «إغفر لي يا أخي أو يا أختي لأجل المسيح» فيما ترنم الجوقة ترانيم الفصح معلنة أن هدف رحلتنا الروحية في الصوم الكبير هو الوصول إلى القيامة المقدسة. ويوم الفصح نرتل: «اليوم يوم القيامة فسبيلنا أن نتلألأ بالموسم، ونصافح بعضنا بعضا... ولنصفح لمبغضينا» قبل أن ننشد المسيح قام".

أضاف: "في أحد الفريسي والعشار يفتح المسيح أبواب التوبة فندخل الطريق المؤدي إلى الصوم، أي التواضع. وفي أحد الإبن الضال نثبت نظرنا نحو الآب، غاية الصوم. أما في أحد مرفع اللحم، المسمى أحد الدينونة فنعي أهمية القريب الذي معه تتم أعمال المحبة ومن خلاله ندخل الملكوت. اليوم، في أحد الغفران، نقبل القريب قبلة المحبة والمغفرة لندخل الصوم فرحين، متصالحين مع الله والقريب ومع ذواتنا.ما من أحد في الخليقة، مهما علا شأنه ومركزه ومقامه، لا يخطئ تجاه الله وتجاه قريبه ونفسه، قولا أو فكرا أو فعلا، لأننا جميعا عبيد بطالون مجبولون من تراب الأرض وإليها عائدون. وما على المؤمن إلا التحلي بالشجاعة ليطلب الغفران ويعترف بخطئه. طلب الغفران يثبت إيماننا بكلمة الله، ويعكس تواضعنا ووداعتنا ومحبتنا للسلام. في المقابل، عدم الرغبة في طلب الغفران من الذين أخطأنا بحقهم، يكشف في الإنسان رفض السلام، وقلة الإيمان، والكبرياء والغرور وتذكر الشر، وعصيان الوصايا الإلهية، ومقاومة الله والتوافق مع الشيطان".

وتابع: "إن قلب الإنسان غاية في الأنانية وغير صبور وعنيد وخبيث ويستحضر الشر. إنه مستعد لأن يغضب من قريبه لا بطريقة شريرة مباشرة وحسب، بل أيضا عبر مخيلته، وليس عبر كلمة مسيئة فقط، بل أيضا عبر كلمة مزعجة أو قاسية، أو عبر نظرة شريرة أو غامضة أو خبيثة أو متعجرفة، ويكاد يغضب حتى من أفكار الآخرين التي يتخيلها حوله. لقد قال الرب الفاحص القلوب عن قلب الإنسان: «لأنه من الداخل، من قلوب الناس، تخرج الأفكار الشريرة» (مر7: 21-22).   إن التفكير بالشر هو أبشع أنواع الرذيلة، وبقدر ما هو بغيض عند الله هو مؤذ للمجتمع. نحن مخلوقون على صورة الله ومثاله وينبغي أن تكون الوداعة من صفاتنا الثابتة. الله يعاملنا حسب رحمته وطول أناته، ويغفر لنا من دون حساب. لكن علينا نحن أولا أن نغفر لمن يسيء إلينا. علمنا الرب أن نصلي الصلاة الربانية التي غالبا ما نتلوها ببغائيا ولا نتعمق في معانيها. قال الرب إذا صليتم، فصلوا هكذا: «أبانا الذي في السماوات...» إلى أن نقول «... واترك (واغفر) لنا ما علينا كما نترك (نغفر) نحن لمن لنا عليه...». يقول أحد الآباء القديسين أن الرب يدعونا في هذه الصلاة كي نصفح عن ذنوب الآخرين، إذ إنه يريدنا أن نكون رحماء، لنبعد البؤس. حقا، إننا لا نصلي في أية طلبة أخرى أن نعاهد الرب على أن يغفر لنا كما نغفر نحن. إذا نقضنا هذا الميثاق، تكون الصلاة كلها غير مثمرة".

وقال: "سمعنا قول الرب في إنجيل اليوم: «إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي أيضا، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم فأبوكم أيضا لا يغفر لكم زلاتكم». أحد الغفران هو يوم فحص الذات الدقيق، يوم نتفحص فيه مدى نضجنا الروحي، إن كنا قادرين على اتباع المسيح وطاعة كل وصاياه. لا يمكننا أن نصوم إن لم نبدأ بالغفران للقريب. قد يكون سهلا أن نساعد فقيرا ونحسن إلى إنسان غريب، لكن الأصعب أن نسامح الإنسان القريب. المصالحة هي المحبة التي تفوق محبة الذات. إنها البرهان على أننا وضعنا القريب، أي الآخر، فوق اهتماماتنا وفوق كرامتنا. ليس الصوم فترة تعذيب للذات، ولا فترة معاقبة لها، أو إيفاء ديون لله. إنه الفترة التي تسودها المحبة الأخوية والشعور بمحبة الله وعطفه. الصوم انقطاع عن بعض الأطعمة، إنما أيضا سعي لكي يصبح طعام الملائكة خبزنا الجوهري، أي التسبيح وإطعام الإخوة أي المحبة. لذا، دعوتنا اليوم، في هذا الوقت الحسن القبول، في أوان التوبة، أن نطلب الغفران ونمنحه، حتى نصل إلى بر القيامة يدا بيد، مستحقين أن نصرخ بفرح وسلام حقيقيين: «المسيح قام، حقا قام».

أضاف: "مر وطننا في ظروف صعبة ساد خلالها الخلاف والحقد والتجاوزات وتبادل التهم والشتائم، وأحيانا اللجوء إلى السلاح والقتل، ما خلف جراحا في النفوس وانهيارا في البلد. وقد مرت خمسون سنة على ما سمي الحرب الأهلية أو حروب الآخرين على أرض لبنان، بأدوات لبنانية ودماء لبنانية. يقول بولس الرسول: «الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله». أملنا وصلاتنا أن تطوى هذه الصفحة إلى غير رجعة، وأن تسود المحبة عوض البغض، والوئام والسلام عوض العنف والقتل، وأن نبدأ حقبة جديدة مبنية على الإعتراف بالخطأ، وعلى الغفران الذي تعلمنا إياه أدياننا، وعلى المحبة التي نحن مدعوون إلى اعتناقها سلوكا دائما، فنتكاتف من أجل الخير العام، وندعم العهد الجديد وحكومته، التي نهنئها على نيلها ثقة معظم البرلمانيين، من أجل إعادة بناء وطننا على أسس متينة تقاوم كل الرياح المؤذية. يقول لنا الرسول بولس: «قد تناهى الليل واقترب النهار، فلندع عنا أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلكن سلوكا لائقا».

وختم: "كما سمعنا في إنجيل اليوم: «لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض... لكن اكنزوا لكم كنوزا في السماء... لأنه حيث تكون كنوزكم هناك تكون قلوبكم» و«أبوك الذي يرى في الخفية يجازيك علانية». فليكن كلام الرب، في بداية هذا الموسم الصيامي، نبراسا لنا وهاديا طريقنا إلى الملكوت السماوي".

مقالات مشابهة

  • فضل صيام شهر رمضان.. يغفر لك ما تقدم من ذنبك بـ شرطين
  • المسرح المدرسي ما له وما عليه.. في العدد الجديد لجريدة مسرحنا
  • أزهري: الرسول حذر من البخل.. فيديو
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • صحابيات الرسول| عسراء اللسان.. تعرف عليها
  • علي جمعة يكشف عن قواعد الحب بين الرجال والنساء
  • عودة: ندعم العهد الجديد وحكومته من أجل إعادة بناء وطننا
  • صلاة التراويح في رمضان.. اعرف أحكامها وعدد ركعاتها
  • «رمضان» شهر التقوى والمغفرة
  • مع بداية رمضان 2025.. كيف كان النبي يستقبل الشهر الفضيل؟