موقع 24:
2025-03-11@14:34:43 GMT

الاحتفاء بالمولد.. الثقافة بالسيرة ومدارستها

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

الاحتفاء بالمولد.. الثقافة بالسيرة ومدارستها

تعظيم يوم مولده ، هو شكر لله تعالى على نعمته



الاحتفاء بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، والاحتفال بسيرته، هو تطبيق عملي لمدى المحبة الكامنة في النفوس، وكيف لا يكون يوم مولده انعطافًا تاريخيًا لكل مسلم، فقد بدأت قصة خلاص البشرية من ظلام الكفر والشرك والفجور والعصيان، فهو رحمة للعالمين على امتداد التاريخ، وهو حريص علينا بأن نهتدي، وبالمؤمنين رؤف رحيم.


القرآن الكريم عبّر عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن مقتصرة على زمن وقت مبعثه، بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره كما قال تعالى " وآخرين مِنهم لمَّا يَلحَقوا بِهم"،
كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ ، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الولادة وأيامُ الفتح والخير.
والاحتفال بيوم المولد واستدعاء هذه الأيام أمر مستحسن من قبل العلماء والاستحسان تسعة أعشار العلم، فطريقة إظهار المحبة إما بالشعر أو التماس التذكير بنهجه أو الاحتفال وإظهار البهجة أو بقراءة شمائله، إجمالاً لا يشوبه بدعه أو يُلتمس بقربه معصيه، والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين من أفضل القربات، لأنها تُعبر عن المحبة له، وكان يعظم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام، كما إن محبته أصل من أصول الإيمان، وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أجمعين )
إنّ تعظيم يوم مولده ، هو شكر لله تعالى على نعمته، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام، فقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: ((فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) .. وأكثر من الصلاة عليه، كي تحظى بمعيّته، أو بقراءة سيرته، أو بالصدقة والإحسان، وفعل الخيرات، فإحياء سنّته يجب أن يكون إحياءً عمليًا حقيقيًا، لا أصوليا أو شكليًا؟!
الإسلام السلفي الداعشي خرج من رحم مسلمين غلب عليهم الجفاء مع الرسول وسيرته ،وإلصاق التهم والبدع والشرك والتكفير بالآخرين في يوم الاحتفال بمولده..بالرغم فبدعة الضلال عرفها العلماء بأنّها طارئ فيه إماتة سنّة، أو ضلال وإفساد فما غير ذلك فهو مباح.
وأحوج ما نكون الى هديه في هذا العصر التي كثرت فيه الغلظة والتطرف، والقسوة والتكفير، وتم اختطاف الدين، وبدأ يعيش المسلم في غربة، وكُثر أعدائه، لا طريق إلى الخلاص من كل ذلك إلا بأتباع "نهج المحبة" التي تلطف الأجواء وتعزز من أدبيات التدين الصحيح.
استشعار الاحتفاء بالمولد رسالة ذات مغزى تربوي وأخلاقي وروحي، وذلك بقراءة السيرة ومدارستها من باب الأسوة الحسنة، فهي فضيلة في هذا الشهر، إن رحلة مولد الرسول الكريم يمكن أن يضيء للعقل المسلم آفاقاً جديدة من الوعي والفهم والتبصُّر، إن هذه المعجزة الفريدة تحمل الكثير من الدروس المستفادة، ولكن تفعيلها والنهل من إرثها هو الذي يعمق أثرها في النفوس، والنفاذ بسهولة إلى مختلف الأزمان والأجيال.
منذ بزوغ فجر الأسلام، ظهر إبداع شعري قيمي، فكان نشأة "المديح النبوي" مع الدعوة النبوية والفتوحات الإسلامية، وهو حي عليه الصلاة والسلام قائم بين ظهراني أصحابه – فما بال الذين لم يرونه- وهم مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم الّذين كانوا يُعرفون بالفصاحة والبلاغة "حسان بن ثابت" و"كعب بن مالك" و"كعب بن زهير" و"عبد الله بن رواحة"، فقد كانوا يكتبون الشعر في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم- فكان هذا فن من فنون المحبة والشوق، والشغف بمدح خصائصه وخصائله عليه الصلاة والسلام.
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وآله وسلم- من أحسن الأعمال وأجلّها في النفس ولا يكمل إيمان المرء إلا بها، لأن هذه الشخصيّة حالة فريدة في الإنسانيّة، حيث لم يشهد التاريخ شخصيّة قد امتلكت كلّ هذه السجايا الكاملة، والنَّفس الكريمة، والروح الإنسانية الرفيعة، الرسول الأكرم قد ملك مكارم الأخلاق؛ كما وصفه الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وثقافة السيره ضرورة ملحة لرفع القيم الأخلاقية، فحياته إسوة والتأصيل لمحبة الرسول عليه الصلاة والسلام واجب شرعي، وإظهار الوقار لقدره صلى الله وعليه وسلم وغض أصواتنا وخفضها عندما نزوره أمر رباني، أولئك المؤمنين الذين اختبر الله قلوبهم للإيمان، بل لهم المغفرة وفضل جزيل، فالمفارقة المهمة القابلة للتأمل فى حديث -البخاري- قيل أنه يخفّف عن أبى لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لمّا بشرته بولادة النبي صلى الله وعليه وسلم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المولد النبوي علیه الصلاة والسلام الله تعالى علیه وسلم یوم مولده الله علیه صلى الله

إقرأ أيضاً:

بالسيرة الهلالية والإنشاد.. قصور الثقافة تفتتح ليالي رمضان بالسيدة زينب

افتتحت فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية  بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج وزارة الثقافة، وتستمر الفعاليات حتى 21 رمضان.

وافتتح الفعاليات الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والباحث أحمد عبد العليم رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، وبحضور محمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الشاعر عبده الزراع، مدير عام الثقافة العامة، المخرج محمد صابر، مدير عام الإدارة العامة للمواهب، وأماني شاكر، مدير عام المكتبات، إيمان حمدي مدير عام المهرجانات، تغريد كامل مدير عام التسويق والمبيعات.

تفقد الحضور معرض إصدارات الهيئة، ومعرض الحرف التراثية واليدوية لمنتجات "الجلود، ريزن، الطرق على النحاس، ديكوباج، إكسسوارات وحلي، الخيامية، المكرمية".

عرض السيرة الهلالية بمقهى نجيب محفوظ

واستهلت الفعاليات الثقافية في مقهى نجيب محفوظ بعرض مميز للسيرة الهلالية، قدمته فرقة الفنان عز الدين نصر الدين، حيث تناولت الرواية الملحمية "ناعسة الأجفان".

ودارت أحداث العرض حول قدوم ثلاثة شعراء إلى ديوان السلطان حسن، ملك العرب، الذي استقبلهم بحفاوة وطلب منهم الغناء والإنشاد وإلقاء أبيات من الشعر والفن. وأثنى عليهم بمنحهم الهدايا والدنانير، متسائلًا: "هل قابلتم من هو أكرم مني في البلاد التي زرتموها؟"

أعقبها تقديم أمسية شعرية أدارها الشاعر ياسر خليل وقدم قصيدة بعنوان "ذاكرة"، وشارك بالأمسية نخبة من شعراء محافظة المنيا، حيث ألقى الشاعر عبد العظيم شوقي قصيدة بعنوان "دكة عجوزة"، والشاعر محمد عبد القوي حسن قصيدة بعنوان "مشمش ربيع"، تلاه قصيدة بعنوان "عفر الشوارع" للشاعر عبد الرحمن سلامة.

كما قدم الشاعر أسامة أبو النجا مجموعة قصائد قصيرة، وألقى الشاعر جمال أبو سمرة قصيدة بعنوان "حوار مع حفيدي"، واختتمت بقصيدة بعنوان "فينك يا زمان" للشاعر فتحي عبد الجاد.

وتخلل الأمسية تقديم فواصل وفقرات غنائية للفنان حسن زكي وقدم أغاني "برضاك، والله تستاهل يا قلبي، مضناك، يسعد مساك يا قمر، ماتحزنش".

ورش فنية وثقافية وعروض فنية متنوعة

وفي ركن الورش الفنية والثقافية، أقيمت مجموعة متنوعة من الورش الإبداعية، حيث قدمت رانيا شلتوت ورشة لصناعة فوانيس النصر باستخدام ورق الأورجامي، بينما نفذت شيرين عبد المولى مجلة بعنوان "فرحة الانتصار وأجواء رمضان"، تضمنت صورا للطائرات والدبابات، وأسباب اختيار العاشر من رمضان لبدء الحرب.

كما قدمت د. أميرة سعد ورشة فانوس الموزاييك، بينما أشرف سهام محمد وهاني ناجح على ورشة فرع زينة رمضان مع الأطفال.

ونفذت ناريمان نبيل ورشة لصناعة مجسم فانوس رمضان بورق الفوم، وقدمت فاطمة شعبان ورشة كروت تهنئة لشهر رمضان باستخدام ورق الكانسون، بينما صممت وفاء أبو الفضل أشكال الهلال والنجمة بورق الفوم. 

بدورها، نفذت مروة محفوظ ورغدة كمال ورشة حظاظات صوف على شكل علم مصر، إلى جانب ورشة تلوين علم مصر بألوان الفلومستر، ومسابقة ثقافية بعنوان "أسماء وألقاب"، وورشة تلوين قدمها أشرف عبد الشافي.

وشملت الفعاليات أيضا ورشا متخصصة، حيث قدمت د. إيمان نوار ورشة وحدات النجمة الإسلامية باستخدام تقنيات تداخل الألوان والطباعة والعجائن، بينما نفذت غادة عبد النبي ورشة تقبيب شرائح الألومنيوم وتنفيذ وحدات زخرفية نباتية، وقدمت سارة علي ورشة لصناعة ميدالية فانوس رمضان.

إلى جانب ذلك، أُقيمت ورش أشغال المكرمية مع المدربة شيرين عفيفي، وشنط الخرز بإشراف إنشراح محمد، والاكسسوار للمدربة سماح فاروق، والسجاد مع بيومي فوزي، وأشغال الجلود بقيادة نسرين مجدي.

العروض الفنية

على مسرح الحديقة، تألقت فرقة بورسعيد للفنون الشعبية بقيادة الفنان محمد أبو صالح، حيث قدمت عروضا استعراضية من التراث البورسعيدي، منها: "الصياد، آه يا لالي، السمسمية".

كما قدمت فرقة البحيرة للإنشاد الديني بقيادة المنشد أسامة علام مجموعة من الابتهالات الدينية، تضمنت: "في هوا خير العباد، ميدلي في حب النبي، يا مواكب النور، ألفين صلاة على النبي، أم النبي، نبينا هدينا، عليك سلام الله".

تنفذ الفعاليات من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وإدارتها التابعة الثقافة العامة والمكتبات والنشر والمواهب والتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة، والإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإداراتها التابعة المهرجانات والفنون الشعبية والموسيقى، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وإداراتها التابعة الطفل والمرأة والشباب والعمال والقرية والقصور المتخصصة وأطلس المأثورات الشعبية، والإدارة العامة للتسويق والمبيعات.

وأعدت هيئة قصور الثقافة برنامجا ثقافيا وفنيا مكثفا بالقاهرة والمحافظات احتفالا بلیالي رمضان الثقافية والفنية، تقدم خلاله أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، وهي: مسرح السامر، الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، قصر الإبداع الفني 6 أكتوبر، قصر السينما، مسرح الطور الصيفي، مسرح 23 يوليو بالمحلة، قصر ثقافة الزقازيق، قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة بورسعيد، قصر ثقافة أسيوط، وقصر ثقافة روض الفرج، بينما تتوزع أكثر من 3000 فعالية أخرى في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات على مدار الشهر الفضيل.

مقالات مشابهة

  • بالسيرة الهلالية والإنشاد.. قصور الثقافة تفتتح ليالي رمضان بالسيدة زينب
  • مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • سُنَن الفطرة
  • 4 أنواع من الجزاء.. عقوبة تارك الصلاة في الآخرة
  • أحمد عمر هاشم: الرسول ﷺ نموذج في الوفاء والتقدير لزوجته خديجة
  • للصائم دعوة لا ترد
  • متى يُستجاب الدعاء؟ وأفضل وقت له
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية.. فيديو
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية