«حكماء المسلمين» يدعو لتعزيز الحوار الإسلامي بـ«بغداد للكتاب»
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
بغداد (وام)
نظم جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض بغداد الدولي للكتاب، أولى ندواته، التي جاءت بعنوان «دور الزيارات المتبادلة بين علماء الأزهر وحوزة النجف في تعزيز الحوار الإسلامي- الإسلامي»، وقدَّمها الدكتور عمار عبودي نصار، أستاذ التاريخ والفكر الإسلامي في كلية الآداب بجامعة الكوفة، والدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام.
حضارة عميقة
في بداية الندوة، قال الدكتور سمير بودينار، إن العراق بلد التاريخ والحضارة، ومثال للوحدة والتعاون، حيث أسهمت هذه الروح الجماعية في بناء حضارة عميقة وشاملة تركت بصمتها على العالم أجمع وأسهمت في تطور الحضارة الإسلامية، مشيراً إلى أنه مع مرور الزمن، ورغم التحديات التي واجهها العراق لكنه لا يزال يحتفظ بمكانته التاريخية والثقافية بوصفه رمزاً للحضارة والإنجازات الإنسانية. ولذلك، اختار مجلس حكماء المسلمين أن تكون مشاركته الأولى في معرض بغداد الدولي للكتاب ذات طابعٍ يعزز الحوار الإسلامي - الإسلامي، وذلك من خلال عقد سلسلة من الندوات والعروض المميزة التي تحمل عنوان «وحدة الأمة والحوار الإسلامي-الإسلامي»، وتقديم العديد من الإصدارات، بهدف تعزيز الحوار وتأكيد أهمية الوحدة بين مكونات الأمة الإسلامية.
مرحلة جديدة
وأضاف بودينار أن مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يولي اهتماماً كبيراً لتعزيز الحوار الإسلامي -الإسلامي، لتأسيس مرحلة جديدة من التفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية، وذلك استجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر خلال ملتقى البحرين للحوار عام 2022، بضرورة تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، وتأكيد أن الأخوَّة الدينية هي الباعثة للأخوة الإنسانية. وقد حظيت هذه الدعوة بأصداء واسعة من مختلف مكونات الأمة، لافتاً إلى أن المجلس يعمل على تنفيذ مجموعة من الفعاليات والمبادرات، وذلك ضمن التحضيرات لانعقاد مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، الذي من المقرر أن تستضيفه مملكة البحرين في بداية العام المقبل.
دور الأزهر
من جانبه، أشاد الدكتور عمار عبودي نصار، بالجهود الرائدة التي يقوم بها مجلس حكماء المسلمين من أجل تعزيز الحوار الإسلامي - الإسلامي، وبناء جسور الحوار والتفاهم والتعاون بين كافة الطوائف الإسلامية، مشيراً إلى أن مختلف مكونات الشعب العراقي تتطلع إلى زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى العراق. كما أعرب عن تقديره لدور الأزهر الشريف في نشر الوسطية والاعتدال، مؤكداً أن الأزهر كان ولا يزال محوريًّا في الحفاظ على تماسك الأمة، هذه المؤسسة العلمية التي تعد منبراً للاعتدال والتسامح.
وأضاف نصار أن النهج الوسطي والمعتدل القائم على أساس التآخي والتفاهم بين المذاهب، الذي طبقه شيوخ الأزهر عبر التاريخ، أسهم في تعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية، حيث شهد التاريخ تبادلًا للزيارات والمعرفة بين علماء الأزهر وعلماء النجف، استفاد فيها علماء النجف من علوم الأزهر، وتوثقت هذه العلاقة من خلال الإجازات العلمية والروايات المتبادلة.
تواصل وتعايش
يذكر أن مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاص للمرة الأولى في معرض بغداد الدولي للكتاب، انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعايش بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم.
يقدم جناح المجلس أكثر من 220 إصداراً بـ 5 لغات مختلفة، منها 24 إصداراً جديداً، يعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، كما يستضيف الجناح سلسلة من الندوات والمحاضرات المتميزة يشارك فيها نخبة من كبار المفكرين والعلماء والأكاديميين، لمناقشة سُبل تعزيز الحوار والتفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية، وبناء جسور التواصل والسعي نحو مزيد من التعاون والوحدة بين مختلف مكونات الأمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجلس حكماء المسلمين معرض بغداد الدولي للكتاب ندوة مجلس حکماء المسلمین
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يدعو لتأسيس رابطة عالمية للتقريب بين المذاهب
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن الحوار بين طوائف المسلمين لم يكن يومًا نافلة من القول، بل فريضة إيمانية منذ أن أشرق النور الأول لهذا الشرع الحنيف، والسعي للإصلاح بين الإخوة وصيةٌ تُذكِّر بأن المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لافتًا إلى أن الحوار هو جسر الأمة الأمين لجمع كلمتها، واليوم آمال الأمة معقودة على علماء الأمة ومرجعياتها الإسلامية، وعلينا أن نداوي جرح الماضي، وأن نصنع لأبنائنا جسرا يعبرون به إلى بر آمن؛ تُشرقُ فيه شمسُ السلام فوق كل خلاف.
وأكد مفتي الديار المصرية، خلال كلمته التي ألقاها بمؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، المنعقد بالعاصمة البحرينية المنامة تحت عنوان "أمة واحدة ومصير مشترك"، أن غياب مفهوم المواطنة العادلة كان البذرة الأولى التي نبتت منها شجرة التعصب الطائفي الخبيثة، وبسبب التعصبات الطائفية تنقلب الأوطان إلى ساحات من الكراهية والتناحر والقتال ولقمة سائغة للتدخل الأجنبي لتحقيق مآربه؛ داعيا إلى تأسيس رابطة عالمية مستقلة تُعنى بتوحيد جهود المؤسسات العاملة في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية، تهدف إلى تعزيز التفاهم المشترك، ودعم قيم المواطنة، وتطوير آليات التواصل المستدام بين العلماء والمؤسسات.
من جانبه أوضح علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الحوار الإسلامي يجمع بين المتحاورين ولا يفرق بينهم، مؤكدًا أنه لن يصلح أمر هذه الأمة اليوم إلا بما صلح عليه أولها، فقد اعتصم أبناؤها الماضون بحبل الله جميعا ولم يتفرقوا وأصبحوا بنعمة الله إخوانا، وانتهوا عن الخلاف والنزاع فقويت ريحهم وارتفعت رايتهم، وجعلوا لأمتهم المكانة اللائقة بين الأمم حتّى غدوا بحق خير أمّة أخرجت للناس، فالمطلوب منا جميعا أن نبتعد عن كل عوامل الفرقة والانقسام، وأن ندرك أن وحدة الأمة هي من مقاصد شريعتنا السمحاء.
وبيّن عضو مجلس حكماء المسلمين أن التعددية في الرأي نشأت من الدّعوة الصّريحة للتمسّك بالكتاب الكريم والسنّة النّبويّة الشريفة، مشددا أن الاختلاف بين العلماء في الرأي لم يصنع الخلاف، بل الذي صنع الخلاف هو استغلال هذه التعددية الفقهية أسوء استغلال للفرقة والشقاق، بعد أن كانت تلك التعددية مصدراً للثراء الفقهي من خلال مدارسها المتنافسة على العلم والمعرفة تحت راية الإسلام الذي يجمعها كلها بعيدا عن الصراعات، مطالبا بضرورة مواجهة الطائفية الطارئة على مجتمعاتنا وبلادنا.
جدير بالذكر أن المؤتمر يأتي استجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر عام 2022، وبرعاية كريمة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة أكثر من ٤٠٠ شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيَّات الإسلامية والمفكرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، حيث يهدف إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، والتأسيس لآلية حوار علمي دائمة على مستوى علماء ومرجعيات العالم الإسلامي.