يمانيون../
استجابةً لله ولدعوة سماحة السيد القائد العلم عبد الملك بدرالدين الحوثي، يَشُدُّ الملايينُ من أبناء الشعب اليمني، اليوم الأحد، 12 ربيع الأول، رحالهم صوب ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية الميادين في المحافظات الحرة؛ إحيَـاء لذكرى ميلاد خير البرية الرسول الأعظم محمد “صلوات الله عليه وعلى آله”.

وبحسب التعميم الرسمي الصادر عن اللجنة التحضيرية للاحتفالات، فَــإنَّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيقام في أكثر من 60 ساحة وميدانًا، حَيثُ تم تخصيص 28 ساحةً للنساء في أمانة العاصمة والمحافظات، مع تجهيزها بكافة الخدمات اللازمة لاستقبال ضيوف رسول الله من مختلف المناطق.

وجاء توسيع نطاق الاحتفال هذا العام بشكل أكبرَ من الأعوام الماضية؛ مِن أجلِ تعزيز مشاركة جميع فئات المجتمع، وتذكير أبناء اليمن بمواقف الأجداد من قبيلتَي الأوس والخزرج، الذين ناصروا رسول الله في بداية دعوته إلى الإسلام، وكيف أثَّرَ دخولُهم في نشر هذا الدين، كما أنها تهدف إلى استعادة هذا الدور الذي غُيِّب بفعل الأنظمة الحاكمة الفاسدة، التي خضعت للوصاية الخارجية والقوى المعادية للإسلام.

وكانت العاصمة صنعاء والمحافظات الأُخرى قد شهدت تحضيرات مكثّـفة منذ شهر صفر الماضي، برعاية حكومية، حَيثُ شاركت كافة مؤسّسات الدولة المدنية والعسكرية، إلى جانب مكونات المجتمع المدني.

وشهدت جميع المديريات والأحياء والحارات في عموم المحافظات اليمنية حضوراً فاعلاً هذا العام لإحيَـاء مناسبة المولد النبوي الشريف بزخم شعبي ورسمي منقطع النظير، حَيثُ تم تزيين المباني والمساجد والأحياء بالأضواء والأعلام الخضراء، فضلًا عن اللوحات والعبارات المرسومة على السيارات والجدران، وحتى على الصخور في قمم الجبال والقوارب على الشواطئ؛ ما شكّل لوحةً فنيةً عبَّرت عن فرحة اليمنيين وابتهاجهم بمولد خير البرية.

دعوة رسمية للمشاركة الفاعلة في إحيَـاء ذكرى المولد:

وفي السياق دعا وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري، الدكتور خالد الحوالي، السبت، كافة قيادات وكوادر وموظفي ومنتسبي وحدات الخدمة العامة بالدولة بجميع المستويات والسلطات المركزية والمحلية للاحتشاد والحضور المشرِّف في الاحتفال بذكرى المولد.

وأكّـد الحوالي أن الحضور والمشاركة لمنتسبي وموظفي مختلف مؤسّسات وأجهزة ومصالح الدولة المركزية والمحلية في الفعالية الكبرى، إنما هو تعبير عن تمسكنا وتوحدنا خلف راية نبينا المصطفى “عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم”.

وَأَضَـافَ أن المشاركة المليونية في إحيَـاء ذكرى المولد اليوم إنما هي رسالة يطلقها موظفو جهاز الخدمة العامة في الجمهورية اليمنية أمام العالم أجمع، بأنه مهما تحالف ضدنا المتحالفون ومهما أجمع على حصارنا وقطع مرتباتنا وتدمير البنى التحتية لمؤسّساتنا الوطنية ونهب خيرات وموارد بلادنا وأمتنا وشعبنا، فلن يزيدنا ذلك إلا إصراراً وتماسكاً والتفافاً حول نهج مسيرتنا ومنهج نبينا وقائدنا وقدوتنا رسول الله الخاتم للبشرية محمد “صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله”.

العاصمة.. تسابق رسمي وشعبي للاحتفاء بـ “محمد”:

وفي ختام الفعاليات الرسمية والشعبيّة التي تتزامن مع الاحتشاد المليوني المركزي اليوم الأحد، أحيا صندوق مكافحة السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام، والقطاع النسائي بصندوق النظافة والتحسين في أمانة العاصمة، السبت، ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم السلام.

واعتبر المشاركون، ذكرى المولد النبوي مناسبةً جامعةً للأُمَّـة، موضحين أن الشعب اليمني كان له السبق في إحيائها على نطاق واسع وعلى كافة المستويات، معلنين جهوزيتهم للمشاركة الواسعة في الفعالية المركزية بميدان السبعين اليوم الأحد، لإيصال رسالة محبة وسلام للرسوم الخاتم.

وأشاروا إلى أهميّة إحيَـاء هذه المناسبة الدينية الجليلة التي تأتي واليمن يعيش مرحلة جديدة من التغيير والبناء، معتبرين إياها فرصة للتزود من عطاء وأثر وبركة هذه المناسبة العظيمة، لافتين إلى أن الشعب اليمني يجعل من هذه المناسبة محطة سنوية لاكتساب الوعي وشحذ الهمم واقتباس النور وتعزيز الولاء للرسول، حَيثُ قدم اليمنيون أنموذجاً مشرِّفاً ليس له مثيل بين الدول العربية والإسلامية في إحيَـاء ذكرى المولد.

وتطرقوا إلى بركات ذكرى المولد التي يبرز فيها دور اليمنيين المشرّف في نصرة القضية الفلسطينية في وقت تتخاذل أغلب الشعوب العربية والإسلامية عن دعم مقاومتها الباسلة.

حارة عمر المختار بشعوب تحتفي بمولد خير البرية:

وفي إطار الفعاليات المحمدية التي تشهدها مديرية شعوب بالعاصمة صنعاء، أحيت حارة عمر المختار، حفلاً فنيًّا وخطابيًّا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وفي الفعالية التي حضرها جمع غفير من الأهالي، أكّـد الشيخ أحمد راجح الزبيري، عاقل حارة عمر المختار، على عظمة هذه المناسبة الدينية الجليلة، وذلك لارتباط اليمنيين بالرسول الأعظم “صلى الله عليه وعلى آله”، منذ بداية الدعوة الإسلامية قبل 1400 عام.

وتطرق الشيخ الزبيري، إلى محطات من حياة وسيرة الرسول الأعظم العطرة قبل وبعد البعثة النبوية وما رافقها من صعوبات وتحديات كادت تطيح بها لولا تضحياته وصبره وجهاده وثباته في مواجهة الطغاة ومعه الأنصار من الأوس والخزرج الذين آمنوا به وعزروه ونصروه.

ودعا إلى الاستفادة من تلك الدروس المحمدية ومواصلة الاقتدَاء بنهجه والسير على خطاه والتأسي به في كُـلّ الأعمال، مشدّدًا على ضرورة التحشيد والمشاركة الفاعلة في الفعالية الكبرى بميدان السبعين اليوم الأحد؛ لما من شأنه أن يغيظ الأعداء وإرسال رسائل للعالم أن الشعب اليمني متمسك بالنبي الأعظم محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”.

ولفت عاقل حارة عمر المختار، إلى أهميّة تعظيم وإحيَـاء ذكرى مولد خير البشرية ومخرج الناس من الظلمات إلى النور النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وتعزيز الارتباط بالقُدوة الحسنة قولاً وعملاً، معتبرًا المناسبة محطة تعبوية إيمَـانية هامة للسير على النهج المحمدي والعودة للقيم والمبادئ الإيمانية وترسيخ الصفات والأخلاق العظيمة في النفوس.

الضالع تستنفرُ ليوم الحشد الأكبر:

أما في محافظة الضالع، فقد نظَّمت السلطة المحلية والتعبئة العامة أُمسيةً خطابية بذكرى المولد النبوي الشريف “على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم”.

وفي الفعالية، أكّـد القائم بأعمال المحافظ عبد اللطيف الشغدري، أهميّةَ المناسبة وإحيَـائها بشكل يليق بعظمة صاحبها وحاجة الأُمَّــة للعودة إلى الرسول الأعظم والتأسي به والسير على نهجه، معتبرًا ذكرى المولد النبوي محطة للتذكير بسيرة وقيم ومنهج النبي الكريم -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- واستلهام الدروس والعبر من سيرته.

ودعا الشغدري الجميعَ إلى الحشد المشرِّف في الفعالية المركزية اليوم الأحد، بما يليق بعظمة ذكرى مولد خير البشرية مخرج الناس من الظلمات إلى النور والاستفادة من هذه المناسبة في تحفيز الجهاد لمواجهة قوى الشر والاستعمار.

تهامةُ تجسِّدُ عظمةَ الرسول الأعظم:

وفي ختام الفعاليات بمحافظة الحديدة، نظمت شعبتا التوجيه المعنوي في الدفاع الساحلي والكلية البحرية ونقابة النقل الثقيل، أمسية احتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

تناولت الأمسية التي حضرها وزير النقل والأشغال العامة، محمد قحيم، عظمة هذه المناسبة ومكانتها المتأصلة في وجدان الشعب اليمني الذي يحتفل بها جيلاً بعد جيل؛ إجلالاً وتكريماً لصاحبها الذي أرسله الله رحمة للعالمين -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.

وألقيت في الاحتفاليات، العديد من الكلمات التي تطرقت إلى الدلالات الإيمانية لإحيَـاء ذكرى المولد النبوي كمحطة سنوية لتزكية النفوس والرجوع إلى سيرة الرسول الأعظم محمد والتأسي بمناقبه والاقتدَاء بنهجه القويم.

وأكّـدت على عظمة وأهميّة هذه المناسبة التي تتعزز من خلالها علاقة اليمنيين بالرسول الأعظم، الذي خَصَّهم بمنزلة عظيمة لمواقفهم المشرِّفة في خدمة الدين الإسلامي.

وأشاروا إلى ما يمثله يوم 12 ربيع الأول من أهميّة في حياة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ كون صاحبه يوحدهم جميعاً، كما أن الزخم الواسع وغير المسبوق لإحيَـاء المناسبة هو تجسيدٌ لمكانة الرسول الأعظم والمحبة والولاء والهُــوِيَّة اليمانية الإيمانية؛ باعتبَار الذكرى محطة تربوية تعبوية للسير على نهج المصطفى.

عمال اليمن.. حاضرون في ذكرى ميلاد النبي الأعظم:

عمال اليمن هم أَيْـضاً كانوا حاضرين بقوة في رحاب الحبيب محمد، حَيثُ نظمت المؤسّسة العامة لصناعة الغزل والنسيج بالعاصمة صنعاء، السبت، فعالية احتفائية بذكرى المولد النبوي الشريف.

وفي الفعالية، أشار رئيس مجلس إدارة المؤسّسة، المهندس أحمد عبد اللطيف المأخذي، إلى أن “الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يدل على عمق المحبة وَتعظيمنا لنبي الرحمة وسيد البشرية”، داعياً إلى استذكار القيم النبوية والمبادئ المحمدية ومواصلة الاقتدَاء بنهجه والسير على خطاه والتأسي به في كُـلّ الأعمال.

وأوضح الماخذي إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف فرصة مهمة لتجديد العهد للسير على نهجه ورسالته العظيمة التي جاء بها ومحطة تربوية لتزكية النفوس وتقويم السلوك وتعزيز العطاء والتضحية والثبات والصمود وإحيَـاء الشعور بالمسؤولية في مقارعة قوى الكفر والنفاق والطغيان والاستكبار العالمي.

بدوره قال الدكتور يوسف الحاضري: إن “ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة إيمانية لتعزيز الصلة بالرسول الكريم وتجسيد ارتباط أبناء اليمن به والاقتدَاء بسيرته العطرة”، مبينًا أن الاحتفاء بهذه المناسبة يَدُلُّ على عمق العلاقة والارتباط الوثيق بالنبي والتعظيم والتقديس له والاعتزاز به وبرسالته وتعبير عن الولاء والمحبة الصادقة وَالراسخة في وجدان وقلوب اليمنيين.

وأكّـد الدكتور الحاضري أن الشعب اليمني سيثبت للعالم مدى ارتباطه وحبه للرسول الكريم من خلال المشاركة الواسعة والفاعلة والمشرِّفة في الفعالية المركزية للاحتفال بالمولد النبوي في ميدان السبعين اليوم الأحد، الـ12 من ربيع الأول وفي كُـلّ الساحات بالمحافظات.
——————————————————————————————-
المسيرة نت: هاني أحمد علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بذکرى المولد النبوی الشریف ذکرى المولد النبوی الشریف أفضل الصلاة وأتم أن الشعب الیمنی ة هذه المناسبة الرسول الأعظم العاصمة صنعاء علیه وعلى آله فی الفعالیة الیوم الأحد على صاحبها الله علیه أهمی ة ة التی الله ع ى الله

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

 

أخبار قد تهمك انطلاق منافسات المرحلة الأولى لرالي حائل تويوتا الدولي 2025 بمسافة 442 كلم 31 يناير 2025 - 2:00 مساءً “العصيمي” يحصل على درجة الدكتوراه 31 يناير 2025 - 1:58 مساءً

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام “إِنَّ مِنْ أعظم العبادات وأرجَاهَا، وأجلها وأسماهَا، عِبَادَةَ الشُّكْرِ، فَكم أسبغ الله علينا من نعمة، ومنّ علينا مِنْ مِنَّةٍ، وكشف عنَّا مِنْ كُرَبَةٍ، وَفَرَّجَ عَنَّا مِنْ نِعْمَةٍ، ولو كَشَفَ الله لنا الغطاء عن ألطافه وصنعه بنا لذابت قلوبنا محبة وشكرًا له وشوقًا إليه، فنعمه تترى علينا في كل حين، نتقلب فيها ممسين ومصبحين، {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} .

 

وأكد فضيلته أن أحبُّ خَلْقِ اللهِ إلى الله من اتصف بصفة الشكر وداوم عليها، كما أن أبغض خَلْقِهِ إِليه مَنْ عَطَّلَهَا واتصف بضدها، وقدْ بَلَغَ مِنْ عِظَم منزلة الشكر أنَّ اللهَ تعالى سَمَّى نَفْسَهُ شَاكِرًا وَشَكُورًا، وَسَمَّى به الشَّاكِرِينَ، فَأَعْطَاهُمْ مِنْ وَصْفِهِ، وَسَمَّاهُمْ بِاسْمِهِ، وَحَسْبُكَ بِهَذَا مَحَبَّةٌ لِلشَّاكِرِينَ وَفَضْلًا، فالشكر ثوابه عظيم، وأجره عميم، قال العزيز العليم: { وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ } ، ولم يذكر الله في الآية جزاء الشكر ليدل ذلك على كثرته وعظمته.

 

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الشكر أمان من العقوبات، ونجاة من المكروهات قالَ اللهُ عَزَّ وجلَّ : {مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، فَمَنْ ضَيَّعَ شُكر النعم حلَّتْ بِهِ النقم، ومن لم يُحاسب نفسه قبل يوم القيامة حل به الندم.

 

وذكر الدكتور الدوسري أن نصوص الوحيين دلت على أن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، فيظهر الشكر في القلب إقرارًا بالنعم وإيمانًا، ونسبتها لواهبها تفضلًا منه وإحسانًا، قال تعالى على لسان سليمان عليه السلام: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي } ، وقال: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ» ، كما ظهر الشكر في اللسان حمدًا وثناء وتحدثًا: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدَّثْ، ويظهر الشكر في الجوارح عبادة وطاعة واستعمالًا، فصرف النعم فيما يُرضي الله هو حقيقة الشكر وبرهانه، ويكون الشكر بتسخير النعم في تحقيق الفضائل، فكذلك يكون في التوفي والحذر من أن تكون النعم مطية للمعاصي والرذائل، فالمعاصي نار النعم تأكلها كما تأكل النارُ الحَطَبَ، وبذلك يعلم أنَّ الشكر الله هو الاعتراف بنعم الله، والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم دون معصيته، ولا بد أن يقترن هذا بالخضوع للمنعم ومحبته، فبهذه الأركان يكون الشكر تامًا.

 

وأضاف فضيلته أن العبد مهما أطاع ربه وشكره، وتقرب إليه بأنواع القربات والطاعات، فلن يقوم بالشكر على الكمال والتمام؛ لأن شكره الله هو محض توفيق من الله، وكلما كان العبد أكثر شكرًا لربه فالله أكثر، وسيجزي الله الشاكرين، فاشكروا ربكم على ما حياكم من النعم، وأولاكم من المنن، ودفع عنكم من النقم، وخصكم بجميل العطايا والكرم، وإن أعظم الشكر هو الإيمان بالله تعالى، والمبادرة إلى عبادته وأداء فرائضه وواجباته، والبعد عن محرماته، قال تعالى: { بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، كما أن أعظم كفران النعم هو الكفر بالله، وترك فرائضه وواجباته، وفعل المعاصي.

 

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام “إن النعم نوعان: مستمرة ومتجددة: فالنعم المستمرة شكرها يكون بالعبادات والطاعات، والنعم المتجددة شرع لها سجود الشكر، شكرًا الله عليها، وخضوعًا له وذلًا واعترافًا بفضله وإحسانه، وإِنَّ مِنَ النعم المتجددة ما يعيده الله تعالى على الأمة من مواسم الخيرات في الشهور والأيام، وها قد أظلكم شهر يغفل عنها كثير من الأنام، وهو شهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال، ومما ينبغي على المسلم في شهر شعبان المبادرة إلى قضاء ما فاته من شهر رمضان، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ.

 

وبين فضيلته أنَّ مِنَ النعم الكبرى، والمِنَن العظمى التي تستوجب منا الشكر والامتنان، ما أكرم الله به بلادنا من نعمة الإيمان والأمن والأمان، وما نعيشه في ربوعها مِنْ رَغدِ عيش وسعادة واطمئنان، في ظل قيادتنا الرشيدة، فنسأل الله تعالى أن يجزي ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خير الجزاء وأعظمه وأوفاه، على ما تحققه بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية من نجاحات باهرة، وإنجازات ظاهرة، في جميع الميادين المحلية والإقليمية، والأصعدة الدولية والعالمية، فنسأل الله جل وعلا أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وإيمانها وولاة أمرها، وأمنها ورخاءها واستقرارها، وأن يجعلها شامخة عزيزة إلى يوم الدين.

 

 

 

 

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل.

 

وقال فضيلته: خَلَقَ اللَّهُ تعالى الخَلْقَ لعبادتِه وحده لا شريكَ له، وأمرهم بتوحيدِه، ونهاهم عن الإشراكِ به، وقَرَّرَ هذا الأمرَ وبرهنَ عليه، وضربَ له الأمثالَ لتقريبِ المعاني للأفهام، وعامَّةُ القرآنِ في تقريرِ هذا الأصلِ العظيمِ؛ الذي هو أصلُ الأصولِ، وأوَّلُ الدِّين وآخرُه، وباطنُه وظاهرُه.

 

وأضاف فضيلته: وقد بَيَّن سبحانَه في كتابِه كمالَ صفاتِه؛ لتُصْرَف العبادةُ له وحدَه؛ إذ العبادةُ لا يَستحِقُّها إلَّا مَنْ كان مُتَّصِفًا بصفاتِ الكمال، وأوَّلُ الرُّسلِ نوحٌ عليه السلام نَفَى هذه الثَّلاثةَ عن نفسِه فقال: ﴿ وَلا أَقُولُ ‌لَكُمْ ‌عِنْدِي ‌خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ﴾، وأمر اللَّهُ نبيَّنا مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم أن يَبْرَأ من دعوى هذه الثَّلاثةِ بقوله: (قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )وأمَّا اللَّهُ فعِلْمُه سبحانَه مُحِيطٌ بكلِّ شيءٍ، ويَعلَمُ ما في الصُّدورِ، والمخلوقُ لا يَعلَمُ ما سيكون في الغدِ، ولا يَعلَمُ ما غاب عن بصرِه، ولا يَعلَمُ عدد شَعَرَاتِ رأسِه.

 

وبين الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم أن قدرة الله عزوجل عظيمة فخلقَ كلَّ شيءٍ وحده دونَ كُلِّ آلهةٍ ومَعبودٍ، والخَلْقُ مُتَّفِقون على ذلك، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) ومن كمالِ قدرتِه: تدبيرُ الأمورِ، فبيدِه سبحانه وحده النفعَ والضرَّ، وهو الذي يَهدِي مَن يشاءُ من عبادِه ويُطعِمُهم ويَسقِيهم، ويَشفيهم ويُمِيتُهم ويُحيِيهم، وله المُلْكُ الكاملُ والتَّصرُّفُ المُطلَقُ في السَّمواتِ والأرضِ، بغيرِ شَريكٍ ولا نَديدٍ، يَفعَلُ فيها ما يشاءُ، ولتمامِ قدرتِه سَجَدَ له مَنْ في السَّمواتِ ومَنْ في الأرضِ طَوْعًا وكَرْهًا.

 

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله الغنيُّ بذاتِه عمَّنْ سواه، العرشُ فما دونَه مُفتَقِرٌ إليه، ومُلْكُه لا يزيدُ بطاعةِ الطائعين، ولا يَنقُصُ بمعصيةِ العاصين ،وبيدِه سبحانه أرزاقَ العبادِ، وكما بَيَّنَ سبحانه كمالَ صفاتِه بَيَّنَ أنَّ الآلهةَ من دونِه لا تَستَحِقُّ العبادةَ؛ إذ ليس فيها من أوصافِ الرُّبوبيَّةِ شيءٌ؛ فهي لا تَخلُقُ ولا تُغَيِّرُ شيئًا ممَّا أرادَه اللَّه، قال إبراهيم للنُّمرود الذي ادَّعى الرُّبوبيَّةَ: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾.

 

وأشار فضيلته إلى أن الآلهةُ من دونِ اللَّه لا تملكُ تفريجَ كروبِ النَّاسِ وقضاءَ حوائجِهم، واللجوءُ إليها كمَنْ يلجأُ إلى أضعفِ بيتٍ وهو بيتِ العنكبوتِ، ومَنْ جعلَ الأمواتَ أو الأولياءَ والصَّالحينَ واسطةً بينه وبين اللَّه في الدُّعاء؛ فقد أضاعَ معنى العبوديَّةِ ومقتضيات الرُّبوبيَّةِ.

 

 

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم مبينًا أن عبادةُ غيرِ اللَّه مبنيَّةٌ على الجهلِ، ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾، ولا برهانَ على عبادتهم مع اللَّهِ غيرَه، قال سبحانه: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ﴾، وإنَّما هو التَّقليد، ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 31 يناير 2025 - 2:06 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد31 يناير 2025 - 1:56 مساءًالقيادة تهنئ رئيس جمهورية ناورو بذكرى استقلال بلاده أبرز المواد31 يناير 2025 - 1:01 مساءًوفاة الفنان السعودي محمد الطويان عن عمر يناهز 80 عامًا أبرز المواد31 يناير 2025 - 12:36 مساءًوزارة الصحة تدعو الأسر لتشجيع الأطفال على النشاط البدني وتقليل وقت الشاشات أبرز المواد31 يناير 2025 - 12:33 مساءًالطاقة الشمسية تهزم الفحم للمرة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي أبرز المواد31 يناير 2025 - 12:19 مساءًوصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة31 يناير 2025 - 1:56 مساءًالقيادة تهنئ رئيس جمهورية ناورو بذكرى استقلال بلاده31 يناير 2025 - 1:01 مساءًوفاة الفنان السعودي محمد الطويان عن عمر يناهز 80 عامًا31 يناير 2025 - 12:36 مساءًوزارة الصحة تدعو الأسر لتشجيع الأطفال على النشاط البدني وتقليل وقت الشاشات31 يناير 2025 - 12:33 مساءًالطاقة الشمسية تهزم الفحم للمرة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي31 يناير 2025 - 12:19 مساءًوصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة انطلاق منافسات المرحلة الأولى لرالي حائل تويوتا الدولي 2025 بمسافة 442 كلم انطلاق منافسات المرحلة الأولى لرالي حائل تويوتا الدولي 2025 بمسافة 442 كلم تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • الأهلي يتعاقد رسميًا مع عيد المولد
  • فضل ختم القرآن في رمضان بالشرع الشريف
  • خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء
  • خطيب المسجد النبوي: ملك الله لا يزيد بطاعة الطائعين ولا ينقص بمعصية العاصين
  • فوائد التحصين بسورتي البقرة وآل عمران وفضل قراءتهما
  • أول الدين وآخره.. خطيب المسجد النبوي: الله خلق الخلق لعبادته وحده
  • امام وخطيب المسجد النبوي: عبادة غيرِ اللَّه مبنيَّة على الجهلِ
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
  • “على بلاطة”