يوفنتوس.. «السلبية الثانية»
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
روما (أ ف ب)
بعدما بدأ حقبة مدربه الجديد تياجو موتا بتفاؤل كبير، نتيجة فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة 3-0، اكتفى يوفنتوس بتعادل ثانٍ توالياً من دون أهداف، بعد أول على أرضه أمام روما، وهذه المرة خارج الديار أمام إمبولي 0-0 في المرحلة الرابعة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
ورغم الوجوه الجديدة العديدة مثل الهولندي تون كومباينرس، والفرنسي بيار كالولو، والبرازيلي دوجلاس لويز، والأرجنتيني نيكولاس جونزاليس، بدا فريق موتا عاجزاً إلى حد كبير عن تهديد مرمى إمبولي، باستثناء بعض الفرص، وأبرزها للصربي دوشان فلاهوفيتش.
ومع الوصول إلى الدقائق العشرين الأخيرة، قرر موتا تغيير خط وسطه بالكامل، بعدما زج بالوافد الجديد الآخر الفرنسي كيفرين تورمام، والبلجيكي الشاب سامويل مبانجولا، والأميركي تيموثي وياه، ونيكولا فاجولي، بدلاً من مانويل لوكاتيلي، والتركي كينان يلديز وجونزاليس ولويز توالياً، لكن شيئاً لم يتغير، بل كان إمبولي أقرب منه إلى التسجيل.
وفي نهاية المطاف، اكتفى يوفنتوس بنقطة وضعته في الصدارة موقتاً أمام إنتر حامل اللقب الذي يحل الأحد ضيفا على مونزا، وكل من تورينو وأودينيزي اللذين يلعبان الأحد أمام ليتشي والاثنين أمام بارما تواليا.
وهذا التعادل يعتبر تحضيراً سيئاً لما ينتظره الثلاثاء على أرضه ضد أيندهوفن الهولندي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا بحلته الجديدة ومن بعده للقائه في تورينو أيضاً مع نابولي في المرحلة المقبلة من «سيري أ».
وبدوره، أفلت بولونيا، خامس الموسم الماضي، من الهزيمة أمام العائد كومو، بعدما حوّل تخلفه أمام ضيفه بهدفين إلى تعادل 2-2 في الوقت القاتل.
وبدا كومو في طريقه لتحقيق فوزه الأول في دوري الأضواء الذي عاد إليه للمرة الأولى منذ 2003، وتكرار سيناريو مواجهته الأخيرة مع بولونيا حين تغلب عليه 5-1 في 23 مارس 2003، وذلك بعد تقدمه بهدفي نيكولو كازالي (5 بالخطأ في مرماه) وباتريك كوتروني (53) الذي بات أول لاعب يسجل للفريق هدفين في أول أربع مراحل من دوري الدرجة الأولى منذ جوليانو جوفيتي موسم 1951-1952 بحسب «أوبتا» للإحصاءات.
لكن البديلين الأرجنتيني سانتياجو كاسترو والوافد الجديد الإنجليزي سامويل إيلينغ-جونيور جنبا بولونيا الهزيمة الثانية للموسم، حين قلص الأول الفارق في الدقيقة 76، قبل أن يدرك الثاني التعادل في الوقت بدل الضائع (1+90).
وبعدما أنهى الموسم الماضي في المركز الخامس، ما أعطاه فرصة المشاركة في دوري الأبطال لأول مرة منذ موسم 1964-1965، يواصل بولونيا بحثه عن الفوز الأول للموسم بقيادة مدربه الجديد فينتشينزو إيتاليانو الذي خلف تياجو موتا المنتقل إلى يوفنتوس.
وبتعادله الثالث في أربع مراحل، رفع بولونيا الذي يستعد لاستضافة شاختار دانييتسك الأوكراني الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، رصيده إلى ثلاث نقاط، فيما حصل كومو بقيادة المدرب الإسباني سيسك فابريجاس على نقطته الثانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإيطالي يوفنتوس تياجو موتا
إقرأ أيضاً:
كريم زيدان…الرجل الذي يواجه معادلة الاستثمار والتنمية في مغرب لا ينتظر
زنقة 20. الرباط – الرحالي عبد الغفور
عندما يتحدث البعض عن الاستثمار، يبدو لهم مجرد أرقام تُضخ، وصفقات تُبرم، واتفاقيات تتوالى على طاولات المسؤولين. لكن الواقع أعقد من ذلك، فالمغرب الذي يخطو بثبات نحو اقتصاد أكثر تنافسية لا يحتاج فقط إلى استثمارات تتدفق، بل إلى رؤية تجعل هذه الاستثمارات ذات معنى، تؤثر في حياة الناس، وتغير واقع المدن والقرى، وتفتح أبوابًا كانت موصدة أمام طاقات لم تجد بعد منفذًا لتحقيق ذاتها.
في قلب هذه الدينامية، يأتي كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، ليجد نفسه أمام تحدٍّ مزدوج: كيف يجعل من المغرب أرضًا جاذبة لرأس المال، وكيف يضمن أن لا يكون الاستثمار مجرد حبر على ورق، بل محركًا حقيقيًا لاقتصاد يليق بتطلعات وطن يسابق الزمن؟
ما يواجهه هذا الرجل ليس مجرد ملفات تقنية تُناقش في الاجتماعات المغلقة، بل واقع معقد حيث تتداخل العوائق البيروقراطية، والتحديات التمويلية، والرهانات الجيوسياسية. المغرب، رغم تقدمه في المؤشرات الدولية، لا يزال يواجه منافسة شرسة من دول أخرى تقدم بدورها تسهيلات ومغريات لجذب المستثمرين.
وهنا، لا يكفي أن نُعلن عن مشاريع عملاقة، بل يجب أن نوفر بيئة عمل تحفز على الإنتاجية، وتحمي المستثمر من المتاهات الإدارية، وتعطي للفاعلين الاقتصاديين الثقة الكافية في استقرار القوانين والسياسات. فهل يمكن الحديث عن استثمار حقيقي في ظل قوانين تتغير بتغير الحكومات؟
لكن الاستثمار وحده لا يكفي. قد نملأ البلد بالمصانع والمشاريع، ولكن إذا لم تكن هناك سياسة منسجمة تربط بين مختلف القطاعات، فإننا سنجد أنفسنا أمام جزر معزولة، حيث يعمل كل قطاع بمنطق مختلف، وحيث تضيع الموارد بين سوء التخطيط وضعف التنسيق.
كريم زيدان ليس فقط وزيرًا للاستثمار، بل هو أيضًا رجل التقائية السياسات العمومية، أي الرجل الذي يُطلب منه أن يجعل من الحكومة جسدًا واحدًا لا مجموعة أيدٍ تتحرك في اتجاهات متناقضة. وهنا تكمن المهمة الأصعب: كيف يمكن أن نجمع بين الاقتصاد والتعليم، بين الصناعة والبحث العلمي، بين الفلاحة والتجارة، بحيث تكون كل هذه القطاعات متشابكة في نسيج تنموي واحد؟
ثم تأتي المهمة الثالثة: التقييم. في هذا البلد، اعتدنا على إطلاق المشاريع الكبرى، لكننا نادرًا ما نتوقف لنسأل: هل نجحت؟ هل حققت أهدافها؟ هل كانت مجرد إعلان سياسي أم تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس؟ قليلون هم من يتحملون مسؤولية وضع الحكومات أمام مرآة أفعالها، وهنا يبرز رهان التقييم كأحد أعمدة نجاح السياسات العمومية. لكن السؤال المطروح: هل نملك في إدارتنا ثقافة التقييم، أم أننا نفضل الاستمرار في الخطأ على أن نعترف به؟
كريم زيدان لا يقف فقط أمام أوراق الميزانيات والتقارير، بل أمام معادلة أعمق: كيف نجعل من الاستثمار وسيلة لخلق الثروة، ومن السياسات العمومية آلية لتحقيق العدالة التنموية، ومن التقييم أداة لقياس النجاح بدل تبرير الفشل؟ إنها ليست مجرد حقيبة وزارية، بل ورشة مفتوحة على كل احتمالات النجاح والإخفاق. فهل سينجح الرجل في إقناع المستثمرين بأن المغرب هو الوجهة التي لا بديل عنها؟ وهل سيتمكن من جعل الحكومة تتحدث لغة واحدة بدل لغات متفرقة؟ وهل سيجرؤ على كسر ثقافة المجاملة ليضع كل مسؤول أمام مسؤوليته الحقيقية؟ الأسئلة كثيرة، لكن الزمن وحده يملك الإجابة.