طلاب الجامعات الأهلية يبدأون «جني الثمار»
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بحضور عدد من الوزراء والمحافظين، خلال الأيام الماضية، حفل تخرج الدفعة الأولى من طلاب الجامعات الأهلية 2024 (الملك سلمان الدولية، العلمين الدولية، الجلالة)، وهى أول 3 جامعات أهلية دولية، تم إنشاؤها فى مصر.
وجاء هذا الحفل ليتوج 4 سنوات مرت على إنشاء تخصصات علمية فريدة تتماشى مع متطلبات سوق العمل إقليمياً ودولياً، وتلبى احتياجات وظائف المستقبل، لما تتمتع به من قدرات علمية وبشرية وبنية تحتية، بدأت الدراسة بها عام 2020 بمختلف التخصصات واستطاعت فى فترة زمنية بسيطة أن تتبوأ مكانة متميزة فى عدد من التصنيفات العالمية.
وكانت القيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لديها رؤية واضحة فى إنشاء جامعات من الجيل الرابع لتتماشى مع مقومات المدن الذكية التى تم تدشينها خلال السنوات القليلة الماضية، كالجلالة والعلمين والمنصورة الجديدة، والتى ارتبط وجودها بوجود جامعات متقدمة تتمتع بنظم دراسة عالية تسهم فى إخراج كوادر تلبى احتياجات سوق العمل.
واحتفلت وزارة التعليم العالى بتخريج أول دفعة من هذه الجامعات الأهلية الدولية بأكثر من 500 طالب بمختلف البرامج الدراسية كالنانو تكنولوجى والذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى والفنون والتصميم.
«عاشور»: 20 جامعة أهلية تضم 200 كلية تقدم برامج تعليمية متطورة تشمل أكثر من 410 برامج بينيةقال الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى، إن فكرة إنشاء الجامعات الأهلية تعود إلى عام 1908 مع تأسيس جامعة الملك فؤاد الأول، التى أصبحت جامعة القاهرة الحالية، وبيّن أنه تم إحياء هذه الفكرة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأصبح لدينا 20 جامعة أهلية وأهلية دولية وأهلية مُنبثقة عن جامعات حكومية، مع 200 كلية تقدم برامج تعليمية متطورة، تشمل أكثر من 410 برامج بينية، وبرامج تقليدية.
زيادة عدد الجامعات الأهلية إلى 27 جامعة بحلول 2025 لتعزيز التنمية بالمدن الجديدةوأوضح أن هذا العام تمت الموافقة على إنشاء 7 جامعات أهلية جديدة عن جامعات حكومية، سيبدأ العمل بها عام 2025-2026، ما سيرفع عدد الجامعات الأهلية إلى 27 جامعة بحلول عام 2025، واستفادت هذه الجامعات الأهلية من الموارد البشرية والمادية للجامعات الحكومية، ما يجعلها تجربة رائدة تساهم فى نقل الجامعات إلى مختلف أنحاء مصر.
وأكد «عاشور» أن رؤية الوزارة فى تطوير منظومة التعليم العالى ترتكز على تعزيز البرامج البينية فى الجامعات الأهلية، وهذه البرامج تتيح تعليماً متميزاً لتخصصات متداخلة، لمواكبة تحديات الحاضر، وتغيرات سوق العمل، مشيراً إلى أنه تماشياً مع برنامج عمل الحكومة، تم تجهيز الجامعات الأهلية، ليس فقط من الناحية المادية، بل من ناحية تدريب أعضاء هيئة التدريس على تصميم البرامج البينية بالتعاون مع خبراء دوليين.
وأوضح أنه فى إطار تدويل التعليم، وهو أحد أهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى، تسعى الجامعات المصرية، وخاصة الأهلية منها، لإقامة شراكات مع العديد من الجامعات العالمية، مؤكداً أن الجامعات الأهلية لديها شراكات مع جامعات (لويفيل، جان مولين، ويست فرجينيا، جيمس ماديسون، هيروشيما، أريزونا)، والوزارة تواصل تنفيذ المبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية» التى تهدف إلى ربط مُخرجات الجامعات بالكيانات الاقتصادية فى كل إقليم، مشيراً إلى انضمام الجامعات الأهلية لفرق التصنيف؛ استعداداً لإدراجها فى التصنيفات الدولية، مع تدريب الكوادر؛ لضمان تحقيق هذا الهدف، ما يعكس التزام الدولة بجودة التعليم العالى، ويُعزز من مكانة الجامعات دولياً.
وقال الدكتور عصام الكردى، رئيس جامعة العلمين الدولية، إن الجامعة تعد من الصروح التعليمية الشامخة التى بدأت الدراسة بها بقرار رئيس الجمهورية فى 2020 لتكون نموذجاً رائداً لجيل جديد وطموح من الجامعات التى تقدم تعليماً عالياً يدعم الإبداع والابتكار من خلال تبنى برامج أكاديمية متميزة وإبرام شراكات وتعاون مع جامعات دولية مرموقة بهدف تحقيق سهولة انتقال المعرفة الحديثة للطلاب المصريين عبر الحدود لتحقيق أكبر استفادة بالتعرف على التطورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة وذلك لتأهيل خريجى الجامعة للمنافسة فى أسواق العمل الحالية والمستقبلية.
وأوضح «الكردى» أن العمل بمختلف قطاعات الجامعة يتم على قدم وساق دون رصد أى مشكلات، وأنها تُعد إحدى جامعات الجيل الرابع التى تسهم فى إثراء المعرفة وتكوين الذات وبناء الشخصية وتأهيل الطلاب لسوق العمل إقليمياً ودولياً.
وأكد الدكتور أشرف سعد، رئيس جامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة (الطور، شرم الشيخ، رأس سدر) أن هناك طفرة حقيقية شهدها التعليم الجامعى المصرى خلال السنوات القليلة الماضية، والجامعات الأهلية الدولية تمنح شهادات مزدوجة فى العديد من المجالات والبرامج الدراسية، بجانب تفعيل التعاون والتكامل بين المجالات والبرامج الأكاديمية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامعات الأهلية تخريج الدفعة الأولى التنمية المستدامة الجامعات الأهلیة التعلیم العالى
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
استضاف صحيفة نيويورك تايمز حوارا عبر الإنترنت مع كتاب أعمدة الرأي، ماشا جيسين وتريسي ماكميلان كوتوم وبريت ستيفنز، حول ما أسموه "الحملة المُدمِّرة" التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤه على التعليم العالي، مستعرضين كيف أضعفت الجامعات نفسها عبر سلوكيات داخلية وتغيرات ثقافية، جعلتها أهدافا سهلة للهجمات السياسية الشرسة.
وافتتح باتريك هيلي نائب رئيس تحرير قسم الرأي بالصحيفة الحوار بحديث دار بينه مع رئيس جامعة أخبره بأنه نُصح بتعيين حارس شخصي، وقال إنه لم ير هذا القدر من الخوف في عالم التعليم العالي من قبل، وأوضح أن العديد من رؤساء الجامعات "يخافون بشدة" من خفض إدارة ترامب لتمويلهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولةlist 2 of 2جدعون ليفي: أنى لرئيس الشاباك أن يقدم دروسا في الأخلاق حتى لنتنياهو؟end of listوأشار رئيس الجامعة إلى ما يطلقه إيلون ماسك، مستشار الرئيس المقرَّب، من هجمات عبر منصته (إكس)، وإلى دخول عملاء دائرة الهجرة والجمارك الأميركية الحرم الجامعي، وإلى رسائل البريد الإلكتروني الغاضبة التي تغمر صناديق بريدهم، وإلى احتجاجات الطلاب على غزة وإسرائيل، والقلق من التعرض للاستهداف بالعنف.
وأضاف رئيس الجامعة أن الرؤساء والأساتذة قد استهانوا بأمور كثيرة، وظنّوا أنه سيُنظر إليهم دائما على أنهم "منفعة عامة" تُفيد المجتمع، لكنهم أصبحوا يُعتبرون نخبويين ومتعالين على الأميركيين العاديين، مذكرا بأن الأميركيين يكرهون بشدة النخب التي تتعالى عليهم، والآن نشهد محاسبة كبيرة للتعليم العالي أيديولوجيا وثقافيا وماليا، يقودها ترامب واليمين.
إعلان
ووجه باتريك هيلي، الذي قال إنه كان مراسلا للتعليم العالي عندما كانت الجامعات قبل عقدين تحظى بإعجاب واسع في أميركا، إلى الكتاب نفس السؤال الذي وجهه إلى رئيس الجامعة، قائلا "ما الخطأ الذي ارتكبه التعليم العالي؟ وكيف أصبحت الكليات فريسة سهلة؟"
انعدام الثقة بالجامعاتاتفق المشاركون في الحوار على أن الجامعات الأميركية، التي كانت تُعتبر يوما ما مصدر فخر للبلاد، تواجه الآن أزمة وجودية، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أن صورة المؤسسات الأكاديمية تغيرت من كونها ذات "منفعة عامة" إلى كونها كيانات تُوصف بالانعزال والنخبوية والاستعلاء.
وقد أدى هذا التغير إلى انعدام الثقة بالجامعات من قِبل قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي، وقد استفادت إدارة ترامب من هذه الفجوة المتزايدة بين النخب الأكاديمية والعامة للتحريض عليها تحت شعارات مثل "مكافحة النخب" و"العدل في تمويل الجامعات".
ويرى ستيفنز أن المشاكل بدأت من داخل الجامعات نفسها، حيث أدى الاهتمام المفرط بالتنوّع والهويات إلى تقييد حرية التعبير والتفكير، وضرب مثلا على ذلك بحادثة جامعة ييل عام 2015، التي أظهرت كيف بات الطلاب أكثر حساسية تجاه المواضيع الثقافية، مما يعكس نزعة تعزيز الهوية على حساب الحوار المفتوح.
وقال ستيفنز إنه أدرك في تلك اللحظة أن ثمة خطأ فادحا، واتضح له أن قيمتين من قيم الجامعة الحديثة تتعارضان بشدة، التنوع وحرية التعبير، إذ أصبحت بعض الآراء تمنع لأنها تُسيء إلى جماعة أو تُخالف المعتقدات السياسية التقليدية، أو لأنها تقال من قِبل شخص ينتمي إلى هوية عرقية أو إثنية مختلفة.
ومع ذلك انتقد ستيفنز ترامب، مشيرا إلى أن استغلال الإدارة لهذه القضايا لتحقيق أهدافها السياسية يهدد الأسس الفكرية للجامعات.
وأشارت تريسي إلى أن النقد المحافظ للجامعات غالبا ما يضخم الأحداث الفردية لتبدو وكأنها انعكاس لحالة شاملة، وجادلت بأن العديد من مؤسسات التعليم العالي ليست جزءًا من هذه النخبوية المستهدَفة، بل هي جهات تقدم خدمات تعليمية للمجتمع دون الموارد الكافية.
إعلان الأزمة تتجاوز الجامعاتوخلصت الكاتبة إلى أن المشاكل تتجاوز ترامب، مؤكدة أن هناك أزمة اقتصادية وثقافية أوسع تعاني منها الجامعات، تتمثل في تراجع وعد التعليم العالي بتحقيق الحراك الاجتماعي كما كان في الماضي.
أما ماشا جيسين فوصفت الهجمات على الجامعات بأنها جزء من حملة أوسع ضد كل ما هو فكري وعلمي في المجتمع الأميركي، وهي ترى أن المشكلة لا تنحصر فقط في سياسات ترامب والمحافظين، بل تمتد إلى أزمة اجتماعية أعمق تتعلق بالتفاوت الطبقي والانقسام الثقافي، مؤكدة أن الجامعات شاركت على مدى عقود، في خلق هذه الفجوات الاجتماعية من خلال النخبويّة والانعزال عن عامة الشعب.
ووصل النقاش إلى أن الجامعات أصبحت رمزا "للعدو النخبوي" في الخطاب السياسي، إذ يرى المحافظون أن النقاشات الثقافية داخل الجامعات، مثل قضايا العرق والجندر، تتعارض مع القيم التقليدية، وبالفعل أصبحت سياسات الجامعات المفتوحة على الطلاب الدوليين وموضوعات مثل العدالة الاجتماعية أدوات يستغلها ترامب والمتحالفون معه لتأجيج الانقسام.
وفي هذا السياق، ركز المشاركون في النقاش على قضية اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، منظم المظاهرات المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا، ورأوا أن اعتقاله الذي تم تبريره باعتباره إجراءً قانونيا، كان جزءا من محاولة أوسع لتعزيز الخوف وإخماد المعارضة داخل الجامعات، واعتبرت تريسي وماشا أن القضية لا تتعلق بخليل كشخص، بل هي "اختبار لضبط حدود الخطاب السياسي".
وخلص الحوار إلى أن الهجمات على الجامعات ليست مجرد نزاعات سياسية سطحية، بل هي جزء من معركة أعمق حول الهوية الثقافية والاجتماعية للولايات المتحدة، وهي ليست محصورة في التعليم العالي وحده، بل تمتد إلى أزمة ثقة أوسع في المؤسسات العامة، ولذلك يتطلب الأمر قيادة جريئة من رؤساء الجامعات، وتحركا جماعيا، لمواجهة هذا التهديد الذي قد يعيد تشكيل المجتمع الأميركي لسنوات قادمة.
إعلان