آخر جمعة من محرم .. وزير الأوقاف من الإمام الشافعي|لا ولاية بلا علم وعمل أو خلق .. أداء الفرائض وأكل الحلال أهم مفاتيح باب الولاية .. والولي الحق يعمِّر الدنيا بالدين
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد "الإمام الشافعي" بالقاهرة :لا ولاية بلا علم ولا ولاية بلا عمل ولا ولاية بلا خلقأداء الفرائض وأكل الحلال أهم مفاتيح باب الولايةالولي الحق هو من يعمِّر الدنيا بالدينمن أخذ بالأسباب وأحسن التوكل على الله فقد آوى إلى ركن شديد
أدى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، صلاة آخر جمعة من محرم، بمسجد "الإمام الشافعي" (رحمه الله) بالقاهرة، تحت عنوان: "اسم الله الولي"، بحضور الدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ جمال إسماعيل مدير إدارة أوقاف جنوب القاهرة، والشيخ علاء الدين سليمان مفتش بإدارة أوقاف جنوب القاهرة، والشيخ فوده السيد أحمد فوده إمام وخطيب المسجد، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي خطبته أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن ولينا هو الله (عز وجل) فنعم الوليُّ ، وكفي بالله وليًّا وكفي بالله نصيرًا ، هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير، هو يطعمنا، ويسقينا، ويشفينا، ويحفظنا، ويسترنا، ويحمينا، فله الفضل وله النعمة وله الحمد والثناء الجميل، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يركن إلى ربه سبحانه وتعالى ، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"، وهذا سيدنا يوسف (عليه السلام) يقول القرآن الكريم على لسانه: " رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، وهذا صاحب هذا المقام الإمام الشافعي (رحمه الله) يقول :
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَة
ويقول سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، فإذا كنت مع الله كان الله معك ، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك وبمن معك.
وإذا العناية لاحظتك عيونُها
نم فالمخاوف كلّهنَّ أمانُ
كما أكد وزير الأوقاف أن من أخذ بالأسباب وأحسن التوكل على الله فقد آوى إلى ركن شديد، حيث يقول سبحانه: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" ، وقد قالوا: من اعتمد على ماله قلَّ، ومن اعتمد على عقله ضلَّ، ومن اعتمد على جاهه ذلَّ، ومن اعتمد على الناس ملَّ، ومن اعتمد على الله (عز وجل) فلا قلَّ ولا ملَّ ولا ضلَّ ولا ذلَّ، هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
فما أعظم أن تدخل في ولاية الله، وما أعظم أن يكون الله وليك، والسبيل إلى ذلك بينه القرآن الكريم وبينه نبينا (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول الحق سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ"، والتقوى هي الخوف من الجليل، والرضا بالقليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، ويقول سبحانه على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"، فباب الولاية ومفتاحها أداء الفرائض وأكل الحلال، فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، فكيف يكون من أكل الحرام وليًّا من أولياء الله (عز وجل)، مؤكدًا أنه لا ولاية بلا علم ، ولا ولاية بلا عمل .
وشدد أن الولي الحق هو من يعمر الدنيا بالدين، ومن يعرف أمور دينه فيتعلمها ويعمل بها، فمن تعلم ثم عمل بما تعلم ثم علَّم الناس فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات، وفي الحديث القدسي: "مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"، فلا ولاية بلا تقوى ، ولا ولاية دون أداء الحقوق لأصحابها، ولا ولاية بلا أكل حلال، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يكثر من دعائه: "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا"، وفي دعاء القنوت كان يقول (صلى الله عليه وسلم): "اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت ، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت ، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت"، فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الاوقاف خطبة الجمعة الإمام الشافعي صلى الله علیه وسلم وزیر الأوقاف
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يحضر أول جمعة بمسجد مصر الكبير.. والمفتي خطيبًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وكبار رجال الدولة شعائر أول جمعة تُقام تحت إشراف وزارة الأوقاف في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد نقل تبعيته إلى الوزارة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطوة تؤكد اهتمام القيادة السياسية بدعم البنية الدعوية والعلمية في مصر وتعزيز دور المسجد عالميًا.
وشهد الاحتفال حضورًا مكثفًا من كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والإسكان، و الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، و الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، و المستشار عدنان فنجري وزير العدل، و المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، و المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، و المهندس محمد إبراهيم شيمي وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد جبران وزير العمل، و الدكتور محمد احمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، و الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، و الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، و محمود الشريف نقيب الأشراف، و عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، و الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، و محمد عادل الشربيني رئيس جهاز العاصمة، واللواء أحمد فهمي مدير عام شركه العاصمة الإدارية، إضافة إلى رؤساء الجامعات، كبار المسئولين.
وبدأت شعائر اليوم بقراءة من الذكر الحكيم للقارئ الدكتور أحمد نعينع، ثم ألقى خطبة الجمعة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بعنوان "التحذير من خطورة التكفير"، فأبان في خطبته أن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، إذ يهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها، فما إن ينبت ذلك الفكر الظلامي في أرض التأويلات الفاسدة والاعتداء على نصوص الوحيين الشريفين، حتى تخرج للدنيا ثماره الفاسدة المخربة، فيهدم الإنسان ويدمر الحضارة.
وأكد أن التكفير في حقيقته سمت نفسي منحرف، ومزاج حاد ثأري عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات، والتعدي على بنيان الإنسان.
وعقب أداء الصلاة، رحب وزير الأوقاف بالحضور، الكرام، ثم أعرب عن شكره العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره الحكيم بنقل تبعية المسجد علميًا ودعويًا للوزارة، مشيرًا إلى الدور الريادي للرئيس في دعم المساجد المصرية، مثل مسجد الفتاح العليم؛ ومسجد المشير، والاعتناء بمساجد آل البيت، إلى جانب افتتاح كاتدرائية ميلاد السيد المسيح ومواقع دينية أخرى، ترسيخًا لرسالة مصر الحاضنة لكل أبنائها، المشعة بنور السلام والمحبة على العالم أجمع.
ولفت إلى أن الوزارة أعدت برنامج عمل مكثف يتضمن فعاليات علمية، ودعوية، ومسابقات وبرامج تدريبية وشبابية لتحقيق رسالة المسجد في نشر قيم النور والعلم والبناء، كما قدم الوزير الشكر لشعب مصر العظيم الذي أسهم في بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم بكل تفانٍ وإخلاص، مشددًا على أهمية عمارة المسجد في رسالته العلمية والدعوية، وأنه سيكون مركزًا لإشعاع القيم الإنسانية والحضارية؛ إذ ستنطلق منه مبادئ التماسك الوطني، و التعايش السلمي بين أبناء الوطن بمختلف شرائحهم.
و تحدث الوزير عن إطلاق مبادرة عودة الكتاتيب لتكون صروحًا تعليمية تربوية، تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الأخلاقية وغرس حب الوطن، وأوضح أن المبادرة ترتكز على خمسة مبادئ، هي: احترام الأكوان، وإكرام الإنسان، وحفظ الأوطان، وازدياد العمران، وزيادة الإيمان، مؤكدًا أن هذه المبادئ تحقق المعنى الحقيقي للإيمان وترسخ مفهوم العبادة الشاملة.
واختتم وزير الأوقاف كلمته بالإشادة بالدور المصري الرائد في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، وشدد على ضرورة التمسك بالأرض الفلسطينية ورفض التهجير القسري، مؤكدًا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة الدولة المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
و أعقب ذلك تفقد وزير الأوقاف، دار القرآن الكريم الملحقة بمسجد مصر الكبير، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم من حيث التصميم والرسالة، واطلع على إمكانياتها المتطورة التي تجعلها مركزًا رياديًا في خدمة كتاب الله حفظًا وفهمًا وتفسيرًا.
وقد رافقه في الجولة عدد من كبار الشخصيات على رأسهم الوزير محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إضافة إلى عدد كبير من طلاب الجامعات والطلبة الوافدين الدارسين في مصر.
وأكد الوزير في جولته أن هذه الدار تأتي استكمالًا لرسالة المسجد في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني والعلمي، موضحًا أنها ستكون قبلة لكل محبي القرآن الكريم وطلابه من مختلف دول العالم، ومنطلقًا لتخريج أجيال تتسم بالعلم الراسخ والخلق الرفيع، بما يسهم في بناء الإنسان والمجتمع.
d6de8a0c-5a77-4ce4-a353-188b15408d78 9f04bca3-580c-4773-a50c-6ba672645001 9f4f65bc-c59d-4302-bd95-4b0cc262f7d8 f4454afc-ebbf-4d47-a6aa-544be50986ca 6c9b56ed-a356-4fa1-bf7c-737d6abf77b6