الفلاحي: المقاومة في الضفة قادرة على الاشتباك وإيلام الاحتلال
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
رغم التضييق الأمني الكبير والحصار الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق شمال الضفة الغربية، فإن المقاومة الفلسطينية هناك تقوم بعمليات مثل الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال وتدمير جرافات، كما يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي.
جاء ذلك في سياق تعليق العقيد الفلاحي على المشاهد التي عرضتها "قناة الجزيرة "اليوم السبت لتفجير مقاتلي سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة في جنين شمالي الضفة الغربية، ولاشتباكات مسلحة بين عناصر السرايا وجنود الاحتلال شمالي الضفة.
وخاضت فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة خلال هذه الفترة اشتباكات مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في مناطق شمال الضفة، وقال العقيد الفلاحي إن التكتم كان يسري على هذه العمليات، مشيرا إلى أن الاحتلال كان يحكم سيطرته على مداخل ومخارج شمال الضفة، وكان يستخدم الطائرات المسيّرة في قصف أهداف محددة، ويقوم بمداهمات وبتدمير للبنى التحتية.
وقال إن الصورة لم تنقل كاملة بشأن العمليات التي تقوم بها المقاومة ضد قوات الاحتلال، خاصة في المناطق التي حددها جيش الاحتلال كأهداف لعملياته العسكرية، حيث قام بمحاصرتها ومنع الدخول والخروج منها وإخلاء بعض المنازل.
وركز العقيد الفلاحي على الإستراتيجية التي اتبعها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حيث قام بعدة إجراءات أمنية تعسفية، منها السيطرة على أراضي الفلسطينيين والاعتقالات والتضييق الأمني وتوزيع الأسلحة على المستوطنين، وهي الإجراءات التي تشكل ضغطا على سكان الضفة الغربية، وقال إن ما يقوم به الاحتلال موجّه للسكان المحليين وليس لفصائل المقاومة.
وكانت قوات الاحتلال بدأت عملية واسعة شمالي الضفة بذريعة تفكيك خلايا للمقاومة، ومنذ ذلك الوقت يتصدى لها مقاومون بالعبوات الناسفة والرصاص وأوقعوا عددا من جنودها قتلى وجرحى.
وبشأن مصادر السلاح التي بحوزة المقاومة في الضفة الغربية، يلفت العقيد الفلاحي إلى مزاعم الإسرائيليين القائلة إن هناك مصانع لتصنيع العبوات الناسفة، بالإضافة إلى زعمهم بوجود عمليات تهريب للسلاح تجري من جهة الأردن باتجاه الضفة الغربية، ومن قطاع غزة باتجاه الضفة، وهي مزاعم تهدف لتبرير عدوانهم وعملياتهم العسكرية.
وأشار إلى أن الاحتلال يعتمد على إستراتيجيتين، الأولى خاصة بالجيش وبجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والقوات الخاصة، وتعمل على منع المقاومة في مناطق الضفة، وإستراتيجية الحسم التي يتبناها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وتدعو للسيطرة على أراضي الفلسطينيين في الضفة، ولذلك جرى توزيع ما يقارب 200 ألف قطعة سلاح في هذه المناطق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العقید الفلاحی الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
“جيروزاليم بوست”: إسرائيل تنفذ أكبر عملية تهجير بالضفة الغربية 1967
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصاعدت عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد مدن الضفة الغربية، حيث شن عمليات اقتحام وقصف وتدمير واسعة منذ دخول الهدنة فى غزة حيز التنفيذ خلال يناير الماضى.
وفى هذ السياق، قالت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، إن مستوى التصعيد الإسرائيلى فى الضفة الغربية لم نشهده منذ الانتفاضة الثانية فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، حيث أُجبر عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم، وهو أكبر تهجير فى الضفة الغربية منذ عدوان يونيو ١٩٦٧.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس إنه لن يُسمح بالفلسطينيين الذين هجروا بالعودة، وللمرة الأولى منذ عقدين من الزمان، وأرسلت القوات الإسرائيلية دبابات إلى مدينة جنين وأنشأت موقعًا عسكريًا فى مدينة أخرى، طولكرم.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أنه يبدو أن تل أبيب تضع الأساس لوجود عسكرى طويل الأمد فى الضفة المحتلة، ويحذر المسئولون الفلسطينيون من "تصعيد خطير" يهدد بجيل جديد من التهجير وإعادة أجزاء من الضفة الغربية إلى السيطرة العسكرية.
ويبدو أن هناك صفقة تطبخ على نار هادئة بين دولة الاحتلال الإسرائيلى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتشمل أن تكون الضفة الغربية الخطة البديلة لغزة، وذلك بعد أن فشل الاحتلال فى تهجير سكان القطاع.
ويحاول رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشتى الطرق إلى إفشال الهدنة فى غزة وعدم استكمالها، حتى يستطيع أن يسير قدمًا فى تنفيذ مخطط دولة الاحتلال برعاية الأمريكان.
وفى هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن نتنياهو لا يريد أن يكمل المرحلة الثانية والثالثة من الهدنة، حيث تشمل المرحلة الثانية من الهدنة تمثل وقف إطلاق النار بشكل نهائى وانسحاب قوات الاحتلال من كل قطاع غزة، والمرحلة الثالثة هى مشروع سياسى.
ولفت "الرقب"، إلى أن نتنياهو يحتج ويبرر ذلك فى عملية ما يحدث من خلال مراسم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، من خلال هذه الاحتفاليات التى يقول إنها تهين دولة الاحتلال، وخاصة لقطات تقبيل الأسرى لرؤؤس مقاتلى حركة حماس.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن كل ذلك اعتبره نتنياهو حركات استفزازية تهدد الهدنة، ولم يأخذ فى اعتباره الخروقات التى ارتكبتها قوات الاحتلال، يكفى أن أكثر من ١٢٠ شهيدًا فى غزة منذ اتفاق التهدئة استهدفهم الاحتلال بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن حماس كان لديها ضبط نفس فى هذا الأمر.
وتابع: "وهناك عدم التزام من جانب قوات الاحتلال فى عمليات إدخال الخيام والغرف المتنقلة، وكل أشكال المساعدات التى ترسل إلى قطاع غزة، فنتنياهو يريد أن لا يكون هناك التزامًا من قبله، ويتهرب حتى لا يكون هناك استحقاقاً سياسيًا".
واعتبر «الرقب»، أن المشكلة الأساسية هى الضفة الغربية، فكل عمليات الحديث حول غزة هى عمليات تشتيت ولفت أنظار بعيدًا عن المشروع الأساسى الذى يريد الاحتلال تنفيذه وهو تهجير سكان الضفة الغربية، معتبرًا أن ما يقوم به الاحتلال فى قطاع غزة هو تشتيت انتباه ليس إلا، وأن الضفة الغربية هى الهدف الأساسى، وأن إجراءات الاحتلال فى الضفة الغربية تؤكد هذا.
ولفت إلى أن الفترة التى سبقت الحرب على غزة وخاصة شهرى مايو ويونيو من عام ٢٠٢٣، كان هناك استهداف بشكل مباشر لمناطق الضفة الغربية ورأينا ما حدث فى حى الشيخ جراح، والتهجير الكبير.
ويشير إلى أن الاحتلال لديه خطة كاملة حول الضفة الغربية بشكل أساسى، وما نخشاه أن يكون هناك صفقة سياسية تقدم فيها غزة كمشروع سياسى فلسطينى، مقابل أن تصبح الضفة الغربية مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، وذلك بتشجيع من الأمريكان ومباركة هذه الصفقة.
وأشاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، بالموقف المصرى الرافض للتهجير، الذى ساند الموقف الفلسطينى الشعبى والرسمى وجعل فكرة قبول التهجير أمرًا مرفوضًا بكل مكوناته، وبعد ذلك أصبح موقفًا عربيًا مشتركًا بعد انضمام الأردن والسعودية جنبًا إلى جنب الموقف المصرى.