قال تحليل غربي إن مشهد الصراع في اليمن متجذر بعمق في صراعات القوة الإقليمية، وهو ما أصبح واضحا بشكل خاص منذ سيطرة التمرد الحوثي على العاصمة صنعاء في عام 2014.

 

وبحسب التحليل الذي نشرته صحيفة " jurist news" المهتمة بالقانون وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" فإن التدخل اللاحق بقيادة السعودية أدى إلى تحويل الصراع إلى ساحة معركة بالوكالة بين المملكة وإيران، مما زاد من تعقيد جهود السلام.

 

وأضاف أن "الأزمة التي اجتاحت اليمن تنبع من حرب أهلية مطولة، تفاقمت بسبب الاضطرابات الاقتصادية التي دفعت دولة ضعيفة بالفعل إلى مزيد من اليأس".

 

وأكد أن الحصار البحري الذي فرضته السعودية أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تواجه شرائح كبيرة من السكان انعدام الأمن الغذائي الشديد والوصول المحدود إلى الخدمات الصحية.

 

وأضاف "لقد تفاقم هذا الوضع بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي، وخاصة من خلال الانخفاض الحاد في قيمة العملة اليمنية، مما أدى إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق.

 

وأشار إلى أن تورط الولايات المتحدة، في المقام الأول من خلال عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم الدولة الإسلامية، يؤكد على مصلحتها الراسخة في استقرار اليمن.

 

وتابع "ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الجهود، تعمقت الأزمات الإنسانية والأمنية، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تدخلات دبلوماسية وميدانية أكثر فعالية".

 

وطبقا للتحليل فإن "الآمال المعلقة على المشاركات الدبلوماسية الأخيرة، مثل المحادثات السعودية الإيرانية التي توسطت فيها الصين، تشير إلى أن الإجماع الإقليمي قد يوفر الزخم اللازم لحل الصراع المتعدد الأوجه في اليمن، إلى جانب غياب خطوات ملموسة، قد تظل هذه الغزوات الدبلوماسية مجرد نوبة أخرى من التفاؤل غير المحقق".

 

وبشأن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر تابعت الصحيفة "في ظل هذه الخلفية، تستمر التوترات في التراكم على طول الخطوط الأمامية اليمنية، مع تزايد الأنشطة العسكرية مع تكثيف الاستعدادات للصراع المحتمل. وعلى الرغم من الطبيعة المحدودة نسبيا للعنف مقارنة بمستويات الهدنة قبل عام 2022، فقد أبرزت التصعيدات الأخيرة تقلبات الوضع وإمكانية العودة الكاملة إلى الحرب، مما دفع إلى دعوات عاجلة لإيجاد حلول".

 

وأوضح التحليل أن التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تفاقمت بسبب الصراع تزيد من تفاقم أزمات اليمن، وبالتالي فإن الوضع في اليمن يسلط الضوء على التحديات المتعددة الأوجه ــ تصاعد التوترات العسكرية، وعدم الاستقرار الإقليمي، والأزمات الإنسانية، والصعوبات الاقتصادية.

 

ويرى أن الصراع المستمر في اليمن بعض تداعياته الأكثر كثافة حول الديناميكيات المتغيرة بين القوى المحلية والإقليمية. وعلى الرغم من انخفاض الأعمال العدائية المباشرة بين المتمردين الحوثيين والتحالف السعودي، إلا أن التوترات تظل مرتفعة بسبب الهجمات الحوثية المتكررة على طرق الشحن في البحر الأحمر، وهي الاستجابة التي تحركها في المقام الأول أعمال العنف المتصاعدة بين إسرائيل وحماس.

 

وزاد "إن محاولات الحوار التي تيسرها عمليات التطبيع بين السعودية وإيران، تقدم بعض الأمل ولكنها لم تحقق سوى القليل من التقدم الملموس، ومع تعثر المفاوضات، أدى العنف المتقطع إلى تعقيد آفاق السلام، ويتفاقم ذلك بسبب دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم إماراتيا) لإنشاء دولة جنوب يمنية مستقلة، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى حالة المفاوضات الهشة بالفعل".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية ايران الحوثي صراع اقليمي فی الیمن

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد: قيم التعايش والأخوة التي تجسدها جائزة زايد للأخوة الإنسانية سبيلنا لدعم الاستقرار والسلم

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، اليوم الثلاثاء، المكرّمين بـ"جائزة زايد للأخوة الإنسانية" في دورتها السادسة لعام 2025 وأعضاء لجنة تحكيمها، إضافة إلى عدد من ضيوف الدولة المدعوين لحضور مراسم حفل التكريم.

وهنأ رئيس الدولة خلال اللقاء الذي جرى في قصر البحر في أبوظبي ، الفائزين بالجائزة مشيداً بمبادراتهم وإسهاماتهم في خدمة الإنسانية جمعاء، كما شكر سموه أعضاء لجنة تحكيم الجائزة مثمناً جهودهم في اختيار المكرّمين وفق معايير دقيقة.
وأكد رئيس الدولة أنّ قيم التعايش والأخوة التي تجسدها الجائزة هي سبيلنا لدعم الاستقرار والسلم داخل المجتمعات وتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والازدهار إضافة إلى تعزيز التضامن الإنساني في مواجهة التحديات المشتركة.
من جانبهم عبر المكرّمون بالجائزة وأعضاء لجنة التحكيم عن شكرهم للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مشيدين بنهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ ودورها في دعم الحوار والتعاون لمصلحة الجميع على المستويين الإقليمي والدولي.
حضر اللقاء الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.

مقالات مشابهة

  • رئيس منتدى دافوس: الذكاء الاصطناعي يزيد تعقيد صراعات العالم
  • إسرائيل تعلن العثور على مجمع أثري في صحراء النقب عمره 2500 عام.. مصدره الوحيد اليمن وسلطنة عمان (ترجمة خاصة)
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • أفراح ناصر: اليمن ضحية التعامل الانتقائي للمجتمع الدولي واعتباره وسائل الإعلام المحلية غير موثوقة (ترجمة خاصة)
  • مجلة غربية: الحوثيون يمتلكون وجهة نظر عنيفة ومتطرفة ضد النساء في اليمن خاصة الناشطات (ترجمة خاصة)
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
  • مركز عين الإنسانية يصدر إحصائية “3600 يوم” من “حرب التحالف” على اليمن
  • إيمان فضل: الصحفيون في السودان يتعرضون لانتهاكات خطيرة والرقابة على الصراع ضرورة
  • محمد بن زايد: قيم التعايش والأخوة التي تجسدها جائزة زايد للأخوة الإنسانية سبيلنا لدعم الاستقرار والسلم