لجريدة عمان:
2024-09-18@11:39:37 GMT

العدو الحقيقي للعرب..

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

علينا أن نعرف عدونا الحقيقي بعد أن أسْلمنا إليه مقاليد حياتنا الاقتصادية والسياسية وكان سببا لكل ما حل بأوطاننا من أهوال، لم تكن القضية الفلسطينية وحدها هي الموضوع الرئيس الذي انخرطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية لكي يتبين لنا أننا لا نواجه إسرائيل وحدها بل المواجهة الحقيقية كانت مع من يدعمها بالسلاح والأموال والتكنولوجيا، ولم تكن فلسطين القضية الوحيدة التي أعلن قادة الولايات المتحدة الأمريكية وآخرهم الرئيس بايدن أن إسرائيل وُجدت لتبقى، ولو لم تكن موجودة فمسؤوليتنا أن نسعى إلى وجودها وأن ندافع عنها وأن نحميها من أعدائها، علينا أن نستوعب خلال العقود الأخيرة ما أصاب العرب وأوطانهم من فوضى وانقسامات بين أبناء الوطن الواحد، لقد آن الأوان لكي نتعرف على عدونا الحقيقي الذي كان وراء كل ما حل ببعض أوطاننا في العراق وليبيا واليمن وسوريا ولبنان والصومال وأخيرا السودان، ولا نعرف غدا ماذا سيحدث لباقي أوطاننا العربية.

لعل القضية الفلسطينية هي الدرس الأكبر، فطوال ما يقرب من عام والقصف متواصل بكل الأسلحة الفتاكة التي تهدم البيوت وتحصد الشهداء من الرجال والنساء والأطفال، بينما رئيس الولايات المتحدة ووزير خارجيته يعلنان كل يوم أنهما يخوضان مفاوضات مستمرة بهدف وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عدوانها على غزة والضفة الغربية بأحدث الأسلحة الأمريكية الفتاكة التي تحيل المباني الآمنة إلى أكوام من الأنقاض، لم يُستثن منها المدارس والمستشفيات والمؤسسات المدنية الخدمية، ولا يمكن لعاقل أن يقنع بأن أمريكا تقوم بدور الوسيط بهدف وقف إطلاق النار، والعمل على حل القضية حلا سياسيا بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وفقا لقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومن الطبيعي أن تواصل إسرائيل عدوانها لكي تقضي على ما تبقى من بشر وحجر وشجر، في سبيل جعل غزة مكانا مؤهلاً لإعادة احتلاله، لكي يكون ومعه الضفة الغربية جزءا من إسرائيل الكبرى التي لم تحدد حدودها بعد.

مساء ٩ سبتمبر ٢٠٢٤ ، أقام نائب وزير الخارجية الأمريكي مؤتمراً صحفياً ضاعف من قناعتنا بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي العدو الحقيقي بصرف النظر عن تصريحات الرئيس بايدن ووزير خارجيته، وقد صرح في كل المناسبات بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدة على وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين، والسعي لحل القضية بما في ذلك إقامة دولتين متجاورتين، وهي تصريحات تتعارض مع السياسات العملية على الأرض، والتي كشفها بوضوح نائب وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي، وقد راح الصحفيون يلاحقونه بأسئلة صريحة من قبيل: ماذا فعلتم بشأن إطلاق النار على مواطنة أمريكية من أصل تركي (عائشة نور)، والتي كانت تمارس عملها في إحدى المنظمات الأهلية بالضفة الغربية، وقد أطلق عليها جندي إسرائيلي النار فأرداها شهيدة؟ أجاب نائب الوزير: علينا ألا نتعجل نتائج التحقيق، وقد ردت عليه إحدى الصحفيات قائلة: لقد شاهد الجميع الجندي وهو يطلق النيران من فوهة بندقيته ومن مسافة قريبة من الضحية. أجاب الرجل بكل بجاحة: هل لديكم دليل على أن القاتل من الجانب الإسرائيلي. وعندما راح الصحفيون يلاحقونه بالأسئلة من قبيل ماذا فعلتم بشأن مقتل الصحفية (شيرين أبوعاقلة) وهل توصلتم لنتائج بشأنها؟ وكان الصحفيون على درجة عالية من الشجاعة حينما قال له بعضهم إن ما يعنيكم هو هوية القاتل وليس هوية المقتول!

لم يكن باستطاعة إسرائيل ورئيس وزرائها نتنياهو إلا مواصلة الكذب والتضليل الذي تمارسه إسرائيل وقادتها العنصريون المتشددون، وكان نائب وزير الخارجية الأمريكي يجيب على أسئلة الصحفيين ليس باعتباره دبلوماسيا أمريكيا بل واحدا من رجالات الدولة اليهودية، فلم يعط اهتماما بأسئلة الصحفيين وهم يلاحقونه بالأسئلة عن هدم المنازل على ساكنيها وسقوط الشهداء بالمئات كل يوم وفتح جبهة جديدة في الضفة الغربية وتزويد المستوطنين الإسرائيليين بالأسلحة، والاستيلاء على أراضيهم عنوة وإطلاق النار على السكان الآمنين. كان هذا المؤتمر الصحفي نموذجا للفشل وضعف الحجج التي يرددها الساسة الأمريكيون، وجميعها تعدّ دليلا واضحا على أن أمريكا ضالعة في كل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.

اللافت للنظر مقدرة رئيس وزراء إسرائيل (نتنياهو) على الكذب والتلفيق، والإصرار على مواصلة القتل والتدمير، لدرجة أن الحياة في غزة لم تعد تطاق بشهادة كل المراقبين الدوليين، وفي مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي قبل أسبوعين راح يقدم مبررات واهية لمواصلة الحرب والدمار، رغم أن قادة جيشه وأجهزته الأمنية قد نصحوه بأنه لا أمل في استعادة الأسرى إلا بالتفاوض، ورغم ذلك فالرجل يُصر على مواصلة القتل والدمار، وفي محاولة لاستمالة مشاعر الشعب الإسرائيلي لموقفه راح يقدم ما أسماه بالوثائق التي قال بأن أجهزته الأمنية قد وجدتها على أحد المواقع الإلكترونية، وهي مكتوبة باللغة العربية، وقد راح الرجل يعرضها في مؤتمره الصحفي باعتبارها وثيقة بخط يد قائد حماس (يحيي السنوار) أو أحد رجالاته، والتي تنص على ضرورة قتل الأسرى أو العمل على إخراجهم إلى مصر أو إيران، وهو كلام لا دليل عليه ولا تحمل الأوراق اسم السنوار أو أحد رجالاته وإنما الهدف هو شحن الرأي العام الإسرائيلي وإحراج المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تعترض على سياسات نتنياهو، وخصوصا فيما يتعلق بمعبر فيلادلفيا الذي احتلته إسرائيل مخالفة في ذلك اتفاقية كامب ديفيد وملحقاتها، لعلها تهدف إلى إحراج مصر وإدخالها في أتون الحرب.

كيف لإسرائيل أن تعيش وسط هذا المحيط العربي الغاضب، الذي يصعب السيطرة عليه من شعوب عربية أصابها اليأس والمرارة وهم يرون أهلهم في غزة والقطاع يستشهدون كل يوم ولا تحرك حكوماتهم ساكنا، وإذا كان ما أقدم عليه أحد المواطنين الأردنيين من قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وفي اليوم التالي أقدم أحد الجنود المصريين على مداهمة تجمع عسكري إسرائيلي بسيارته نجم عنه عدد من القتلى والجرحى، وسوف يستمر هذا العمل ما بقيت إسرائيل تواصل عدوانها على شعب أعزل لا يملك أبسط وسائل الدفاع عن نفسه، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الراعي والكفيل الحقيقي لإسرائيل أن تُقدم على موقف سياسي إنساني يُخرج المنطقة من هول ما يمكن أن تواجهه إسرائيل، لأن الكيل قد زاد عن حده، ومن المتوقع أن تضرب الشعوب العربية عرض الحائط بسياسات حكامها، وتواجه بصدورها العارية هذا العدوان، ساعتها سوف تتحول كل الحدود الإسرائيلية إلى نيران لا تبقي ولا تذر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

وكالة أمريكية: ما هو التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)

أوردت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عدة تساؤلات عن التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي في اليمن على دولة الاحتلال الإسرائيلي في إطار تصعيد الأولى واستهدافها العمق الإسرائيلي بصاروخ قالت إنه "فرط صوتي".

 

وذكرت الوكالة في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إنه بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المسلحة، انضم المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على شمال غرب اليمن".

 

وقالت "بدأ الحوثيون، الذين هم مثل حماس معادون لإسرائيل ومدعومون من إيران، في تعطيل حركة المرور في البحر الأحمر من خلال مهاجمة السفن هناك، مما أثار رد فعل عسكري بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما بدأ المتمردون في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، التي تفصلها عن اليمن حوالي 1500 كيلومتر (932 ميلاً) في أقرب نقطة".

 

وأضافت "لقد سجلوا بضع ضربات. في 19 يوليو، ضربت إحدى طائراتهم بدون طيار مبنى في وسط تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة العديد من الآخرين. وفي 15 سبتمبر، وصل صاروخ أطلقوه إلى وسط إسرائيل، التي قال جيشها إن صواريخه الاعتراضية أصابت المقذوف لكنها لم تدمره.

 

من هم الحوثيون؟

 

تقول الوكالة الأمريكية "إن الحوثيين متمردين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، وأطلقوا حربًا أهلية مستمرة حتى يومنا هذا. الحوثيون جزء من عشيرة تنحدر من محافظة صعدة شمال غرب اليمن، وهم أتباع الفرع الزيدي من الإسلام الشيعي، والذي يمثل ما يقدر بنحو 25٪ من سكان البلاد.

 

وذكرت "بعد توحيد شمال اليمن وجنوبه في عام 1990، شن الحوثيون سلسلة من التمردات قبل الاستيلاء بنجاح على العاصمة. الحوثيون معادون للغرب ومعادون لإسرائيل".

 

يقول المحللون إنهم يحصلون على التدريب والخبرة الفنية والأسلحة المتطورة بشكل متزايد - بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة - من إيران وحزب الله، الجماعة الشيعية اللبنانية المسلحة.

 

وتابعت "ألغت الولايات المتحدة في عام 2021 تصنيفها للحوثيين كجماعة إرهابية خوفًا من أن هذا التصنيف من شأنه أن يضر بقدرة اليمنيين على الوصول إلى الأساسيات مثل الغذاء والوقود؛ وتمت استعادة التصنيف في فبراير".

 

لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟

 

تضيف الوكالة "في بيان متلفز في أكتوبر/تشرين الأول بعد محاولات شن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل، قال المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع إن الحركة تستهدف البلاد "دعماً لإخواننا المضطهدين في فلسطين" وقال إن العمليات ستستمر "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

 

وأردفت "شنت إسرائيل حملة عسكرية في قطاع غزة رداً على مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول التي ارتكبها مقاتلو حماس المتمركزون في غزة ضد الإسرائيليين. وتكرس الجماعة نفسها لتدمير إسرائيل وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية".

 

ماذا يحدث في البحر الأحمر؟

 

وأوضحت أن الحوثيين استخدموا الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة السفن المارة عبر البحر الأحمر. يقولون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكن السفن التي لا تربطها مثل هذه الصلات تعرضت للضرب.

 

واستدركت "لقد حاولوا الصعود إلى بعض السفن والسيطرة عليها، ونجحوا في الاستيلاء على سفينة مملوكة بشكل مفيد لوحدة من مجموعة راي للشحن التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجار في نوفمبر/تشرين الثاني. في مارس/آذار، قُتل ثلاثة بحارة في هجوم، وتوفي آخر في يونيو/حزيران في هجوم على السفينة "توتور"، وهي السفينة الثانية التي أغرقها الحوثيون بعد "روبيمار".

 

واستطردت "يتم إطلاق العديد من الضربات من قرب مضيق باب المندب الذي تمر به السفن لدخول البحر الأحمر من المحيط الهندي. وقد دفع العنف شركات الشحن إلى إعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة".

 

وأشارت الوكالة في تحليلها إلى أن الولايات المتحدة تقود قوة مهام بحرية في البحر الأحمر مكلفة بمنع هجمات الحوثيين. في يناير/كانون الثاني، بدأت القوات الأمريكية والبريطانية في شن غارات جوية على أهداف الحوثيين في اليمن، مما دفع المتمردين إلى القول إن جميع المصالح الأمريكية والبريطانية أهداف مشروعة.

 

ما مدى جدية تهديد الحوثيين لإسرائيل؟

 

تتابع "اعترضت القوات الإسرائيلية والقوات الأمريكية المتحالفة الصواريخ والطائرات بدون طيار التي جاءت من اليمن، باستثناء تلك التي تمكنت من المرور. وأكد هجوم الطائرات بدون طيار الحوثية على تل أبيب، والذي لم يتسبب في أي تنبيهات تحذيرية، على ضعف إسرائيل في مواجهة الطائرات بدون طيار القادمة.

 

وتقول إسرائيل إن الطائرة بدون طيار تم اكتشافها لكنها فشلت في اعتراضها بسبب "خطأ بشري". وردت إسرائيل بعد يوم واحد بقصف ميناء رئيسي في الحديدة، مما أسفر عن مقتل العشرات في أول ضربة مباشرة لها على اليمن.

 

وزادت "بعد أن وصل الصاروخ الحوثي إلى وسط إسرائيل، قالت الشرطة إن الحطام الناجم عن صاروخ اعتراضي تسبب في أضرار طفيفة في المبنى. وقال رجال الإطفاء إن حريقًا اندلع في أرض غابات قريبة تم السيطرة عليه".

 

وطبقا للتحليل فإن التهديد الأكبر لإسرائيل هو احتمال أن تنضم إيران والميليشيات الإقليمية التي تدعمها، بما في ذلك حزب الله، معًا لشن هجوم منسق يمكن أن يطغى على الدفاعات الجوية للبلاد.

 

ما الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية في اليمن؟

 

تشير إلى أنه في عام 2011، أجبرت ثورة الربيع العربي حاكم البلاد، علي عبد الله صالح، على التنحي بعد ثلاثة عقود في السلطة. وبموجب اتفاق انتقالي مدعوم من الولايات المتحدة، حل الرئيس عبد ربه منصور هادي محله، وأعدت المحادثات المسرح لمؤتمر دستوري وانتخابات جديدة.

 

وقالت "مع ذلك، رفض الحوثيون خطة اتحادية نشأت عن تلك المناقشات، في عام 2014، خفضت الحكومة دعم الوقود، مما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات، وطرد الحوثيون حكومة هادي، التي تحتفظ قواتها بالسيطرة على الجزء الشرقي من البلاد. في عام 2015، سيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلاد.


مقالات مشابهة

  • أسوشيتيد برس: إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة ليلة أمس بعد انتهاء عملية البيجر
  • وكالة أمريكية: ما هو التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)
  • اسوشيتد برس: حدثان يوضحان التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والعالم مع الحوثيين
  • «القاهرة الإخبارية»: الخارجية الأمريكية تدرس مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة
  • مباحثات بين وزيري دفاع أمريكا و”إسرائيل” بشأن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • “العنف أصبح سمة أمريكية”.. “الغارديان”: الولايات المتحدة تستعد لانتخابات مشتعلة
  • إسرائيل تخترق أمن الولايات المتحدة.. وأمريكا ترد بعقوبات مشددة
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية
  • عاجل. الرئيس الإيراني: لا عداء مع الولايات المتحدة لكننا لسنا الطرف الذي يقوم بتهديد الآخر وفرض العقوبات
  • “واللا”: الأقمار الصناعية والرادارات الأمريكية والإسرائيلية تفشل في رصد الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”