إمام مسجد الحسين عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: طقوس وعادات متوارثة
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
تحدث الدكتور مصطفى عبدالسلام، إمام مسجد الحسين بالقاهرة، عن طقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قائلا: «في مصر لدينا طقوس في أيام المولد النبوي الشريف في كل محافظة وقرية وكل عائلة وأسرة، فرحة بمولد سيدنا ومولانا رسول الله، وهذا شيء جميل، وأهل الله يقولون عن سيدنا النبي: من فرح بنا فرحنا به، فالذي سيفرح بميلاد سيدنا النبي سيفرح به ويحبه».
وأضاف «عبدالسلام»، خلال فيديو نشره عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «فخور بأن لدينا هذه الطقوس والعادات الجميلة في أيام المولد النبوي الشريف، وعلى مستوى الإعلام نخصص حلقاتنا عن سيدنا النبي وحياته وميلاده، جميعنا بفضل الله تغمرنا فرحة احتفال واحتفاء بمولد سيدنا النبي».
وتابع: «تعجبني طقوس المولد النبوي الشريف، وبعض الأسر تعد مأكولات معينة مثل الأرز باللبن، وفي بعض المحافظات يتم توزيع الشربات، والاحتفال غير المستحب يدخل بها المنكر والخطأ والذنب، هي بريئة براءة كاملة من طريقة الاحتفال بمولد النبوي الشريف، والاحتفال يكون عبر إقامة الندوات والحفلات والأمسيات الدينية ومطالعة ذكرى ميلاد الرسول وسيرته، لكن بعض الناس تبالغ في الاحتفال بالمولد مثل التي بها اختلاط ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المولد النبوي المولد النبوي الشريف النبوی الشریف سیدنا النبی
إقرأ أيضاً:
لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن من العوارض البشرية "الإكراه من الغير سواء أكان أدبيًّا أو ماديًّا"، لافتاً إلى أن كل هذه العوارض التي تعتري الإنسان تجعل الأصل أنه لا ينسب لساكت قول.
العوارض البشريةولفت علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى أن الناقل قد يقع في شيء من العوارض البشرية، فإذا سكت المنقول عنه لا ينسب له قول ذلك القائل ولابد من التحري، ومن هنا اخترع المسلمون علوم التوثيق في جانب القرآن وضبطوا المسألة غاية الضبط ليس فقط على مستوى الآية أو الكلمة أو الشكلة، بل على مستوى الأداء الصوتي.
وتابع: في جانب السنة أبدعوا أكثر من عشرين علما لضبط الرواية، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هذا فيقول: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [متفق عليه]، وفي جانب العلوم المختلفة أوجدوا أسانيد الدفاتر أي الكتب في العلوم جميعاً، ونراهم في جانب القضاء يؤكدون على العدالة والضبط في الشاهد، فليس كل أحد تقبل شهادته، بل لابد من حالة نأمن فيها تقليل العوارض البشرية وضبط النقل متمثلا بالحديث النبوي الشريف فعن ابن عباس قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة. قال: «هل ترى الشمس»؟ قال: نعم. قال: «على مثلها فاشهد» [البيهقي في الشعب].
واستطرد علي جمعة : أما إذا لم يكن قد صدر عنه القول أو الفعل أصلا فهو أشد من الحالة الأولى، ولا يكلف قطعا برد كل بهتان عليه ويذكر الإمام السخاوي في الضوء اللامع أبياتا عن شيخه يلخص فيها تلك الحالة:
كـم من لئيم مشى بالزور ينقله
لا يتقي الله لا يخشى من العـار
يـــود لـو أنـه للمـرء يهلكه
ولـم ينله سـوى إثـم وأوزارِ
فـإن سمعـت كـلاماً فيك جاوزه
وخـل قائله في غيه ساري
فما تبالي السما يوماً إذا نبحت
كل الطلاب وحق الواحد الباري
وقــد وقـعــــت ببيــت نظمـه درر
قد صاغه حاذق في نظمه داري
لـو كـل كلـب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخـر مثقالاً بدينارِ
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أنه على الرغم من تقرر هذه القاعدة في الشرع نقلا وشهادة وقضاء وعلمًا فإن الشرع استثنى منها شأن كل قاعدة ما يستوجب الاستثناء لغرض صحيح آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْبِكْر تُسْتَأْمَرُ فَتَسْتَحِي فَتَسْكُتُ. قَالَ: سُكَاتُهَا إِذْنُهَا» [أحمد والبخاري]، فأيام ما كانت الناس تستحي وكان الحياء خلقا كريمًا كانت البنت تخجل عندما يتقدم لها خاطب؛ فإذا سألها أبوها استحت فقدَّر الشرع هذا الحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» [المسند المستخرج على صحيح مسلم، ومسند الشهاب] فاكتفى بصمتها عن إذنها، وهي أيضا إذا كرهته أو رفضته لا تخجل من إبداء رأيها والجهر به، ومن هنا جاء في الثقافة الشائعة (السكوت علامة الرضا) وهو علامة قاصرة على البكر التي تستحي فتعميم هذه العلامة ليس بسديد.
وتساءل علي جمعة في ختام حديثه: هل لنا أن نؤصل أصولاً لحياتنا الثقافية نرجع إليها جميعا وتكون بمثابة الدستور أو بمثابة ميثاق الشرف الثقافي أو إننا سنظل هكذا في متاهة حوار الطرشان نسير من غير أصول نسعى في حياتنا الثقافية على غير هدى.