واصل الجيش الروسي تقدمه في منطقة شرق أوكرانيا، معلنا اليوم السبت سيطرته على إحدى البلدات هناك. الأمر الذي أقرت به كييف مجددة مناشدتها الحلفاء الغربيين للسماح لها بضربات أعمق في روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها "حررت بلدة جيلانوي بيرفوي بفضل العمليات النشطة والحاسمة لوحدات تجمع الجنوب".

وتقع هذه البلدة الصغيرة -ويسميها الأوكرانيون جيلاني بيرشيـ في منطقة بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.

وسجل الجيش الروسي تقدما سريعا بمنطقة دونيتسك الأسابيع الأخيرة، وهو يعلن بانتظام سيطرته على بلدات صغيرة. وأكد قبل 4 أيام سيطرته أيضا على مدينة كراسنوغوريفسكا بالمنطقة نفسها.

إقرار أوكراني

من جهته ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تليغرام اليوم أن روسيا شنت مرة أخرى هجمات، بطائرات مسيرة الليلة الماضية، على أهداف بمختلف أنحاء البلاد.

وأضاف زيلينسكي أنه تم استهداف مناطق تشيركاسي وجيتومير وفينيتسا وأوديسا وسومي ودنيبروبيتروفسك وبولتافا وخيرسون وخاركيف ودونيتسك بالإضافة إلى منطقة كييف الكبرى، مشيرا إلى أنه تم صد معظمها.

وتم الإبلاغ عن أضرار بمنطقة أوديسا في البحر الأسود ومنطقة إسماعيل مركز شحن الحبوب، حيث تعرضت مباني تخزين للقصف.

وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 72 من 76 مسيرة روسية، تم إطلاقها الليلة الماضية، بدون أن يقدم تفاصيل حول أضرار أو خسائر بشرية محتملة.

الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ستارمر في واشنطن (رويترز) إذن الحلفاء

وفي ظل تواصل الهجمات الروسية، وجهت أوكرانيا نداء جديدا اليوم للغرب للسماح لها بضربات أعمق في روسيا بعد يوم من اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم ينتج عنه أي تحول واضح في سياستهما بشأن استخدام الأسلحة بعيدة المدى.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أندريه يرماك اليوم "يبدأ الإرهاب الروسي في مستودعات الأسلحة والمطارات والقواعد العسكرية داخل الاتحاد الروسي" معتبرا أن "الإذن بضرب عميق في روسيا سيسرع الحل".

ودعا المسؤولون الأوكرانيون الحلفاء مرارا إلى إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة طويلة المدى التي يوفرها الغرب لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.

وحتى الآن، سمحت الإدارة الأميركية لكييف باستخدام الأسلحة التي توفرها لها فقط في منطقة محدودة داخل حدود روسيا مع أوكرانيا.

وكان من المعتقد أن المناقشات -بشأن السماح بضربات بعيدة المدى- على طاولة بايدن ستارمر عندما التقيا في واشنطن أمس، ولكن لم يتم الإعلان عن أي قرار على الفور.

وكان الرئيس الأوكراني يضغط على الولايات المتحدة وحلفاء آخرين للسماح لقواته باستخدام الأسلحة الغربية، لاستهداف القواعد الجوية وإطلاق المواقع البعيدة حيث كثفت روسيا هجماتها على شبكة الكهرباء والمرافق الأوكرانية قبل الشتاء.

وتجنب زيلينسكي اليوم التعليق على الاجتماع لكنه كتب على وسائل التواصل الاجتماعي "نحن بحاجة إلى تعزيز دفاعنا الجوي وقدراتنا بعيدة المدى لحماية شعبنا، نحن نعمل على هذا مع جميع شركاء أوكرانيا".

وفي الوقت نفسه، تواصلت التحذيرات من أن الضربات بعيدة المدى من شأنها أن تثير المزيد من التصعيد بين روسيا والغرب.

وتتماشى هذه التصريحات مع الرواية التي روج لها الكرملين منذ وقت مبكر من الحرب، متهما دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالمشاركة الفعلية في الصراع، وهدد بالرد.

وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي -لوكالة أنباء تاس الرسمية اليوم- إن الحكومتين الأميركية والبريطانية "تدفعان الصراع نحو تصعيد خارج السيطرة".

وتجاهل بايدن أمس تعليقات مماثلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال الخميس "إن السماح بضربات بعيدة المدى سيعني أن دول الناتو والولايات المتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا". وعندما سُئل عن رأيه في تهديد بوتين، أجاب الرئيس الأميركي "لا أفكر كثيرًا في بوتين".

أسرى حرب أوكرانيون أفرجت عنهم موسكو في صفقة تبادل لدى وصولهم البلاد (رويترز) تبادل أسرى

في غضون ذلك، أعلن مسؤولون روس وأوكرانيون اليوم عن تبادل للأسرى بينهما بوساطة إماراتية، وشمل 206 أسرى من كلا الجانبين، بما في ذلك الروس الذين تم أسرهم في توغل أوكرانيا بمنطقة كورسك. وهذه المرة الثامنة من نوعها منذ بداية عام 2024.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 103 من جنودها موجودون في بيلاروسيا لتلقي "دعم نفسي وطبي ضروري" قبل العودة لوطنهم.

وقال الرئيس الأوكراني -عبر تطبيق تليغرام- إن روسيا أفرجت عن 82 جنديا و21 ضابطا، بينهم أفراد من الجيش وخفر الحدود والشرطة.

وقال زيلينسكي إن كثيرا من الأسرى الروس كان تم أسرهم خلال الهجوم الأوكراني المفاجئ عبر الحدود في كورسك.

وجاءت عملية تبادل الأسرى الأحدث بعد يوم من إعلان زيلينسكي عن مبادلة أخرى تشمل 49 أوكرانيا.

يذكر أن أوكرانيا وروسيا تبادلتا أسرى الحرب في أكثر من 50 مناسبة منذ بدء الحرب بين الجارتين في فبراير/شباط 2022.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بعیدة المدى

إقرأ أيضاً:

بوتين: الضربات بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع أدخلت ملامح صراع عالمي في أوكرانيا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الضربات بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع على الأراضي الروسية أدخلت ملامح صراع عالمي على الصراع في أوكرانيا.

وأضاف بوتين: "أنه منذ هذه اللحظة، كما أكدنا مرارا وتكرارا، اكتسب الصراع في أوكرانيا، الذي أثاره الغرب، عناصر ذات طبيعة عالمية".. حسبما ذكرت وكالة أنباء /تاس/ الروسية.

وقال الرئيس الروسي إن الدفاعات الجوية الروسية صدت جميع الهجمات والصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع أطلقت على منشآت عسكرية في منطقتي كورسك وبريانسك.

وتابع بوتين، أن المنشآت العسكرية الموجودة على أراضي منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين تعرضت للهجوم في 19 نوفمبر بستة صواريخ تكتيكية من طراز ATACMS المصنعة في الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق في 21 نوفمبر، خلال هجوم صاروخي مشترك نفذته أنظمة Storm Shadow المصنعة في المملكة المتحدة.

وأكد أن الدفاعات الجوية الروسية صدت جميع الهجمات.

اقرأ أيضاًبعد قرار بوتين بتعديلها.. ماهي العقيدة النووية لروسيا؟

بوتين يؤكد هاتفيًا لشولتس: روسيا لم ترفض أبدًا تسوية الصراع مع أوكرانيا

الكرملين: لا يوجد شيء ملموس حتى الآن بشأن مكالمة هاتفية محتملة بين بوتين وترامب

مقالات مشابهة

  • فرنسا تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخها بعيدة المدى ضد روسيا
  • لا خطوط حمراء.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة المدى على روسيا
  • أنباء عن إطلاق أوكرانيا 5 صواريخ «أتاكمز» بعيدة المدى باتجاه كورسك الروسية 
  • بوتين: روسيا أطلقت صاروخا باليستيا جديدا غير نووي على أوكرانيا
  • الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ رسائل الترهيب
  • بوتين: استخدام كييف لصواريخ بعيدة المدى لن يؤثر في العملية العسكرية
  • بوتين: الضربات بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع أدخلت ملامح صراع عالمي في أوكرانيا
  • الرئيس الروسي: الصراع الأوكراني اكتسب طابعا عالميا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على بلادنا
  • بوتين: استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا يتطلب خبراء أجانب
  • روسيا ترفض التعليق على إطلاق صاروخ عابر للقارات على أوكرانيا..وكييف تكشف تفاصيل جديدة