بوابة الوفد:
2024-09-18@11:50:37 GMT

عذرًا يا رسول الله

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

هل يحتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم لمقال نكتبه عنه فى ذكرى مولده نمجد فيه مآسره ونذكر فيه محاسنه ونعدد فيه مناقبه؟

 ماذا لو عاد رسول الله، وماذا تبقى لدينا مما أخذناه وتعلمناه من الهدى النبوى وما زال بيننا متمسكون به حتى الآن؟

الإجابة ليست صعبة، واكتشاف ما آل إليه حالنا السيئ لا يحتاج إلى مجهود أو تركيز وتفكير فى حال أمة الإسلام فى عهد الرسول وحالنا الآن بعد أكثر من 14 قرنًا من الزمان.

المقارنة بالطبع صعبة ولن تكون فى صالحنا لأننا نسينا الله وظلمنا أنفسنا ظلمًا بينًا، أغلبنا يحمل من الإسلام اسمه فقط، مجرد كلمة فى خانة الديانة نزين بها هويتنا، مظهر بلا جوهر وشكل بلا عقيدة، أما جوهر الدين فهو ليس موجودًا بيننا.. ولو رجعنا للسؤال الجوهرى ماذا لو عاد رسول الله، هل سيعجبه ما آلت إليه أحوالنا؟.

الوضع الواهن الذى تعيشه أمة الإسلام المترامية الأطراف فى جميع أنحاء العالم حتى زاد عددنا إلى أكثر من مليارى مسلم، فى ضعف وشتات، يدفعنا للتساؤل، أين ذهب الإرث الذى تركه لنا رسول الله وشدد عليه فى خطبة الوداع قائلًا «إنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعده: كتاب الله وسنتى».

الحقيقة أننا ينطبق علينا الآن الشق المتعلق بالضلال وهذا يعنى ببساطة أننا لم نتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى!

أما كتاب الله فبات فى أغلب صدور المسلمين كلامًا محفوظًا تنطقه ألسنتهم قولًا لا عملًا وتتزين به أرفف مكتباتهم للتبرك وقد لا تلمسه أيديهم ولا يحكم بينهم أو ينظم حياتهم وأمورهم الدنيوية ولا يحكمونه فى دساتيرهم لضمان آخرتهم.

تجاهلنا كنوزًا ثمينة تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنته الكريمة وهديه، وحال الأمة الذى يدعو إلى الغمة يكشف ما آلت إليه أحوال المسلمين، تلك الأمة الواحدة التى تركنا عليها الرسول.

إن الدستور الإسلامى الحقيقى لا يطبق فى غالبية بلاد المسلمين، وتحكمنا دساتير تحكمت فيها أهواء البشر وأغراضهم الدنيوية، بعيدة عن الدستور والقانون الإسلامى المشرع فى كتاب الله، لا يقيمون حدوده ولا يأتمرون بأوامره ولا ينتهون بنواهيه ولا بما جاء به من آيات وأحكام فاصلة ودستور ينظم الحياه الدنيا والآخرة.

حال الأمة الإسلامية اليوم يدعو إلى الحزن والإحباط على ما وصلت إليه أحوال البلاد والعباد، وما تتعرض له دول من وطننا الأكبر لاحتلال الأعداء وسفك الدماء وهتك الأعراض وما تتعرض له المقدسات الإسلامية من تدنيس وما تتعرض له الأقليات المسلمة فى دول العالم من مجازر ومحارق وما يتعرض له الأشقاء فى الأراضى المحتلة من عمليات إبادة جماعية.

بلاد الإسلام يا رسول الله ضاع فيها العدل والحق والنخوة والكبرياء وحدود الله والصدق والكرامة والعزة وتحول الأشقاء إلى الإخوة الأعداء، فتقاتلوا وتناحروا ونصروا الظالم وتحالفوا مع الشيطان.

عذرًا سيدى رسول الله، فى يوم مولدك نتوارى منك خجلًا، فما وصلت إليه أمة الإسلام من ضعف وهوان وانقسامات وانشقاقات ونزاعات وحروب أمر يندى له الجبين وتسقط معه هيبة الأمة وكرامتها بين الأمم.

ما أحوجنا إلى العودة لكتاب الله وسنة نبيه المصطفى لننعم بالدارين.. وتبقى ذكرى مولدك سيدى يا رسول الله أجمل الأعياد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار رسول الله صدور المسلمين رسول الله

إقرأ أيضاً:

عمر هاشم: الله أمرنا بالفرح بميلاد النبي

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن المولد النبوي الشريف، ذكرى عطرة تعتبر "فرحة عظمى" لكل المسلمين في شتى أنحاء العالم، موضحا أن فرحة المسلمين تتجلى في كل ربيع أول، عندما تتفاعل أصداء ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع قلوب المؤمنين، وتجعلهم يتذكرون فضل الله العظيم في بعثته.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، خلال احتفالية الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف، ونقلتها فضائية "الناس"، اليوم الأحد: "هكذا تكون الفرحة العظمى بهذه الذكرى العطرة، التي كلما أشرق ربيع الأول، تجاوبت أصداؤها مع كل القلوب في الأرض، حين أقبلت، يا ربيع المكرم، أقبلت ذكرياتنا تتبسم وتتهادى، وأمنياتنا تتكلم، وحديث الإيمان يرتفع مع الروح، فأصبح وجودنا يترنم بتلك الذكرى، فقف بنا، هل رأيتم مثل أيامها؟ أجل، وأكرم تلك الذكرى هي ميلاد خير البرايا، وعليه صلى الله عليه وسلم".

حلاوة المولد| حضري أقراص الكاجو اللذيذة للمولد النبوي

وأَضاف: "أمرنا ربنا أن نفرح بهذه الذكرى حين قال: 'قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون'، وفُضِل الله تجلى بمنته ونعمته بميلاده وبعثته صلى الله عليه وسلم، لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، أنعم بهذه النعمة، فهي نعمة وفضل ورحمة، لأنه قال: 'وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين'، وهو قال عن نفسه: 'إنما أنا رحمة مهداه.'

وتابع: "بين موقفه من إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين، قال صلى الله عليه وسلم: 'مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فجمله وزينه إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فَأَنَا اللُّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ.'

واستكمل: "وبين حبه لنا، لأمته، وشفقته ورحمته كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر، قال: 'تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إبراهيم في قومه: {ربّ إنهنّ أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم}، وقول عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}، فرفع كف الدعاء إلى ربه وقال: 'يا رب أمتي أمتي'، وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل الله تعالى جبريل عليه السلام ليقول للنبي: 'ما يبكيك؟' وهو أعلم ما يبكيك، فاجتهد وأخبره: 'يا محمد، إن رب العزة قال: سأرضيك في أمتك ولا نسوك'، فكانت هذه بشرى لنا، يا أمة الإسلام، حق لنا أن نفرح بهذه الذكرى العطرة".

وشرح: "هذه الذكرى التي نسعد فيها بتدارس أشرف سيرة في الوجود لصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم، تعرب عن فرحنا برسولنا، والفرح بالرسول له فضله وأثره، حسب ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي لهب، وهو كافر وفي النار، ومع ذلك عندما ولد الرسول فحملت جاريته ثويبة نبأ ميلاد الرسول ففرح واعتق، فلما التقى العباس بعد ذلك في الرؤية قال له: 'ماذا أنت؟' قال: 'وصلتني رحمة بسبب عتقي لثويبة وفرحي بمحمد بن عبد الله.'

وأشار إلى أن  أحد العارفين قال: 'إذا كان هذا كافراً، جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلداً، ومع ذلك يخفف عنه يوم الاثنين دائماً للسرور بأحمد، فما الظن بالعبد الذي عاش أمره بأحمد مسروراً ومات موحداً؟'

وأَضاف: "يا أمتنا الإسلامية في كل مكان، اجعلوا من هذه الذكرى دافعاً لكم أن تتمسكوا بهديه، وأن تتبعوا سنته، وكونوا يداً واحدة لدرء الأخطار التي تحاول الشغب على الإسلام وعلى رسول الإسلام وعلى سنة رسول الإسلام، أولئك الذين شغبوا على السنة والعلماء وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم، إذا كان الله سبحانه قد كرم هذه الأمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس، فإنما ذلك لأنهم يقومون برسالة رسولهم من بعده.

وتابع: "الأمم السابقة كانوا إذا مات رسولها جاء رسول آخر فنسخ الشريعة السابقة وجاء برسالة جديدة، أما هذه الأمة، فليس هناك نبي بعد رسول الله، فهو خاتم النبيين، الذى قال: 'أنا العاقب، فلا نبي بعدي'، لا رسالة تأتي لتجدد أو تنسخ، ولا كتاب بعد القرآن، من يقوم برسالة الرسول من بعده هم أمته، ومن هنا كان العلماء ورثة الأنبياء، وعلى الأمة أن تحرص على توقيرهم وحبهم، لأنهم ورثة نبيهم وحاملو أشرف تراث في الوجود، فلنحرص على ديننا وسنة نبينا من أولئك الذين شغبوا عليها، بثوا يا رسول الله بعض أسى من جيش افك، لن تهدم صرحها العالي وإن كثروا. ومنزل الإفك سينهدم، لولا حديثك لم نعرف شريعتنا، ولم نصلي، ولم نحج، ولم نعرف أحكام سرعتنا، جاءت مفصلة في القرآن، وتكفل الله بالقرآن يحفظه، وقولك الحق شرح للكتاب".

 

مقالات مشابهة

  • المولد النبوي يوم أسود في تاريخ اليهود وأذناب اليهود
  • د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
  • بحشود غير مسبوقة ملأت الساحات والميادين: حرائر اليمن يتصدرن مشهد الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم
  • بين مولد النبي وبعث الأمة
  • ولاية في الهند تمنع المسلمين من حقهم الانتخابي
  • عمر هاشم: الله أمرنا بالفرح بميلاد النبي
  • أكاديمي عراقي يشيد بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز الحوار الإسلامي- الإِسلامي
  • تامر حسني يهنئ الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف على أنغام "حبييي يا رسول الله"
  • في ذكرى المولد النبوي.. كيف كان رسول الله أبًا؟
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم