بوابة الوفد:
2025-04-07@16:33:45 GMT

الردع الفاشل

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

نظرية «الردع» فى العلم العسكرى الجديد «هو إلحاق أكبر ضرر ممكن بالخصم المطلوب ردعه وذلك لتفادى قوته» وقد حلت فكرة الردع مكان فكرة النصر التى فى العادة تنتهى بمرحلة التوفيق ووضع الضمانات اللازمة لعدم تكرار الاعتداء على الرادع، والردع لا يتحقق إلا بعد إكراه الخصم وترهيبه وتدميره. 

ورغم محاولات إسرائيل على مدار عام تقريبًا فى القضاء على طموح المقاومة فى غزة ومحاولة إدخالها حظيرة التطبيع والسكون، إلا أن المقاومة تزداد عناداً، ولم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى نتائج الردع الاستراتيجى الذى يعلن فيه القضاء على المقاومة، ولا أحد يعلم حتى الآن من أين تأتى تلك المقاومة بهذه القوة التى انقلب فيها السحر على الساحر وأصبحت هى التى ترهب العدو.

فى الوقت الذى لا تنقطع فيه جسور البر والجو فى تزويد العصابة الإسرائيلية بكل أنواع السلاح لتضع المقاومة مفهوماً جديداً للقوة التى تعتمد على قوة الإرادة وليس قوة السلاح، لتؤكد المقاومة أن السلاح لا يرهب أصحاب الحق المدافعين بكل صدق عن قضيتهم، الثابتين فوقه الحافظين للعهد الوافين بالوعد. الخلاصة إن صاحب الحق لا يخشى قوة السلاح، فكثير من الأسلحة غير النارية فى أيدى اُناس ليسوا أصحاب حقوق.

لم نقصد أحدًا!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى فكرة الردع

إقرأ أيضاً:

اليمن يقلب المعادلة: إخفاق استخباري أمريكي وضربة استراتيجية تُربك هاري ترومان

في قلب البحر الأحمر الذي يعج بالأساطيل والمدمرات الغازية، لم يكن أحد ليتوقع أن يتحول "اللاعب الضعيف" في المعادلة –اليمن– إلى كاسرٍ لمعادلة التفوق الجوي والبحري الأمريكي. فالضربة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية للطائرة E-2 Hawkeye، التابعة لحاملة الطائرات "هاري ترومان"، لم تكن مجرد استهداف تكتيكي، بل تمثل فضيحة استخبارية من الطراز الثقيل، وهزّة استراتيجية لموازين الردع التي ظنتها واشنطن ثابتة.

فشل استخباري واضح

ما لم يُقال في الإعلام، هو أن الضربة اليمنية سبقتها أيام من الرصد، والتشويش، والتلاعب بسيناريوهات التضليل الإلكتروني. أجهزة الاستخبارات الأمريكية، برغم تقنياتها المتقدمة، لم تستطع كشف نية الهجوم، ولا تحديد مسار السلاح المستخدم، ولا حتى منع تنفيذ الضربات من بينها التي تطال عمق العدو الصهيوني.

هذا الاخفاق يكشف أن الغطرسة التكنولوجية قد تصبح عبئًا حين تُركن إليها الجيوش دون تطوير منظوماتها المفاهيمية والفكرية. فغياب الإنذار المبكر عن ضربات بهذه النوعية، يشي بأن منظومات الاستكشاف المبكر والمراقبة الفضائية والاعتراض، قد تعطّلت أو تم تجاوزها بأساليب مبتكرة، ما يُعد إشارة خطيرة لثغرات في بنية ومنظومة الدفاع الأمريكي.

ضربة في العصب 

حاملة الطائرات "هاري ترومان" لم تكن هدفًا مباشرًا، لكنها فقدت ما يُعتبر "عقلها المدبر" في السماء، الطائرة E-2 Hawkeye، المسؤولة عن تنسيق العمليات، التحكم في المجال الجوي، وقيادة الأسلحة الذكية على متن الطائرات والسفن. الضربة اليمنية جعلت الحاملة –عمليًا– عمياء، تدور حول نفسها في قلب البحر دون قدرة على اتخاذ قرارات ميدانية دقيقة.

ولأن نظم القيادة والسيطرة ترتبط بوحدات الإنذار والسيطرة المحمولة جوًا، فإن خسارة هذه الطائرة يعني ببساطة أن الحاملة باتت عرضة لأخطاء التقدير، والهجمات المباغتة، والعجز عن إدارة الهجوم والدفاع في آن واحد.

العشوائية العملياتية

فيما تبالغ القنوات الغربية، والتابعة لها الفضائيات العربية بـ"نجاحات" العمليات البحرية الأمريكية ضد أهداف يمنية، تبيّن أن معظم تلك الضربات عشوائية، موجهة ضد منشآت اقتصادية ومدنية، وهو ما يؤكد تخبط القيادة الأمريكية بعد فقدان أداة التنسيق الرئيسة. الضربات لم تطل البنية التحتية العسكرية اليمنية الفعلية، ما يعني أن بنك الأهداف فقد دقته، أو أن المعلومات الاستخبارية باتت مضللة، أو الإثنان معًا.

كل ما يُروج عن "نجاحات دقيقة" في الإعلام، هو في حقيقته غطاء سياسي لمحاولة إنقاذ ماء وجه البنتاغون، الذي وجد نفسه أمام فشل مركب: استخباري، تكتيكي، واستراتيجي.

البعد الإقليمي والدولي

ضربات الردع اليمني في استخدام المسيرات والصواريخ الاستراتيجية وضعت الجيش اليمني في مصاف الجيوش القادرة على التأثير في العمق العملياتي لأعتى الأساطيل العالمية. ولم تعد المسألة مجرد حرب محلية ضد تحالف إقليمي، بل تحولت إلى مشهد استراتيجي يعاد تشكيله، حيث يظهر اليمن كطرف قادر على تهديد المصالح الأمريكية، في نقطة التقاء بحرية حيوية باب المندب وخليج عدن،  (شريان التجارة العالمية).

وإذا كانت واشنطن تسعى إلى ترهيب اليمن وردعه عبر استعراض القوة، فإن الرد اليمني أتى مغايرًا، مسددًا نحو أهم مفصل في منظومة الحرب البحرية الأمريكية، ليقول إن ميزان الردع لم يعد أحادي الاتجاه.

التحقيقات الجارية في البنتاغون لن تكون كافية ما لم تُراجع العقيدة العملياتية البحرية الأمريكية سلوكها، خصوصًا فيما يتعلق بالحروب غير المتكافئة. فالحرب مع اليمن لا تشبه النزاعات التقليدية، وقد كشفت هذه العملية أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، وأن الردع لا يُبنى فقط بالسفن والطائرات، بل بالقدرة على استيعاب أساليب الحرب المرنة والمباغتة.

الحاملة "ترومان"، قد تستعيد عافيتها التقنية لاحقًا، لكن الهيبة الاستراتيجية للبحرية الأمريكية تلقّت ضربة موجعة، مما جعلها تتراجع وتغير مواضعها في كل مرة لتحاشي أو تقليل مخاطر النيران التي تصلها، وتضرب مفاصل قطع الحماية التي تحرسها، وتؤمن وجودها.

 من باب المندب إلى المحيطات المفتوحة

الضربة اليمنية التي أربكت حاملة الطائرات "هاري ترومان"، لا يمكن قراءتها في معزل عن السياق الأوسع لصراع القوى الكبرى على البحار والمضائق الاستراتيجية. فالمعركة لم تعد تدور فقط حول اليمن، بل باتت تتصل عضوياً بمعركة الهيمنة على طرق التجارة العالمية، والتحكم بمسارات الطاقة، وموازين الردع البحري في زمن التحولات الكبرى. إذ يشكّل مضيق باب المندب أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبره يومياً قرابة 6 ملايين برميل من النفط، إلى جانب عشرات السفن التجارية.

ومع تصاعد قدرات القوات اليمنية، بات هذا الممر الحيوي مهدداً في حال اتخذت صنعاء قراراً بتوسيع نطاق ردعها إلى المحيط الهندي وإلى البحر المتوسط، وإلى استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.

هذا التهديد لم يغب عن أعين القوى الكبرى: فواشنطن ترى في استقرار هذا المضيق شرطاً لبقاء هيمنتها البحرية على الخط الرابط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، بينما تعتبره الصين جزءًا من مشروع "الحزام والطريق"، وتضعه روسيا ضمن استراتيجيتها لكسر الحصار الأطلسي.

حاملة الهيمنة تتراجع

منذ عقود، كانت حاملات الطائرات الأمريكية رموزاً لسطوة واشنطن على البحار المفتوحة، لكن الضربات الأخيرة للجيش اليمني على حاملة الطائرات "ترومان" والقطع التابعة لها، كشفت أن هذه "العماليق الحديدية" لم تعد محصّنة. قدرة طرف إقليمي محدود الموارد على إصابتها في "عقلها التشغيلي"، هو رسالة تحذير لكل من كان يظن أن البحر حكر على من يملكون القوة الصلبة فقط.

التكنولوجيا لم تعد حصنًا مانعًا، فاليمن الذي لا يملك أساطيل، استطاع أن يضرب في العمق. وهو ما يفتح الباب أمام أطراف إقليمية ودولية لإعادة النظر في معادلة الهيمنة البحرية.

الصين تترقب

من الجانب الآخر، تراقب الصين ما يجري باهتمام استراتيجي بالغ. فهي التي تراهن على طريق الحرير البحري، وتستثمر مليارات الدولارات في موانئ جيبوتي وباكستان وسريلانكا، تدرك الآن أن تهديد البحرية الأمريكية في باب المندب قد يخلق فراغاً يسمح لها بتوسيع نفوذها البحري. ولا يُستبعد أن تسعى بكين إلى توسيع وجودها العسكري في القرن الإفريقي بدعوى "تأمين الملاحة الدولية".

أما روسيا، التي تخوض صراعاً متعدد الجبهات مع واشنطن، فترى في تعثر الحاملة "ترومان" فرصة ذهبية لتعزيز خطابها القائل إن العالم بحاجة إلى توازن دولي جديد. فقد سبق لموسكو أن طرحت مشروع "الأمن الجماعي في الخليج"، وها هي تجد في الأحداث الجارية مبرراً إضافياً لطرح نفسها كوسيط بديل وفاعل في معادلات الأمن البحري.

الضربة اليمنية قد تكون أكثر من مجرد اشتباك بحري. إنها لحظة فاصلة تؤذن بانهيار جزئي لمنظومة الهيمنة البحرية الأحادية، وتفتح الطريق أمام واقع جديد، تُقاس فيه القوة لا فقط بعدد الحاملات والطائرات، بل بمدى القدرة على مفاجأة الخصم، وتهديد شرايينه الحيوية، وكسر تفوقه الرمزي.

ولعلّ ما يحدث اليوم في مواجهة اليمن للقوات البحرية الأمريكية يُعيد صياغة معادلة الردع في البحر، ويبعث برسالة إلى كل من واشنطن، وبكين، وموسكو: لم يعد هناك "بحر آمن بالكامل"، ولم تعد المضائق مستباحة لمن يدفع أكثر. بل لمن يُحسن الصبر، والتخفي، ويجيد اختيار لحظة الضربة.

الرسالة الأوضح: أن السماء لم تعد حكرًا على أمريكا، والبحر لم يعد مسرحًا آمنًا لأساطيلها.

 

* نقلا عن عرب جورنال

 

مقالات مشابهة

  • اليمن يقلب المعادلة: إخفاق استخباري أمريكي وضربة استراتيجية تُربك هاري ترومان
  • سلاح المقاومة في غزة
  • قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن
  • خبير عسكري: إسرائيل تتبنى إستراتيجية تقطيع غزة لعزل المقاومة عن المدنيين
  • فعلها الحوثي!
  • سمير فرج: تنويع مصادر سلاح القوات المسلحة المصرية مجنن إسرائيل
  • تنويع مصادر السلاح.. سمير فرج يكشف عن سر رعب إسرائيل من قوة الجيش المصري
  • غازي فيصل: إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح وسط صمت دولي
  • ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟
  • بكرى: إسرائيل قصفت غزة بما يعادل 2.5 قنبلة ذرية