بوابة الوفد:
2025-02-08@09:42:56 GMT

هيموجلوبين الروح!!

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

تظل الموسيقى أحد أعظم إبداعات الإنسان على مر الأجيال مهما بلغ من تقدم علمى استطاع من خلاله اكتشاف الذرة واختراق الفضاء الكونى وسبر أغوار الأرض والغوص فى أعماق البحار السحيقة.

فقد مثلت الموسيقى دورًا عظيمًا فى حياة البشرية منذ فجر التاريخ، فاعتبرتها أساطير الشعوب المنقوشة على جدران الكهوف هدية من الآلهة للإنسان، حيث أشارت الدراسات الإثنولوجية إلى أن الموسيقى نشأت من خلال محاكاة الإنسان لأصوات الحيوانات والطيور والغناء والدق على الأشياء كالطبل وكانت مرتبطة بالرقص الإيقاعى فى الحروب قبل اختراع الآلات الموسيقية.

وقد امتزجت الموسيقى بالإنسان، حيث غدت جزءًا من كيانه لا يحيا من دونها، فهى تعبر عن سِلمه وصراعاته؛ انتصاراته وانكساراته، فرحه وحزنه، فيما يمثل نتاج إرث طويل تتمازج فيه مكوناته: أرضه، ثقافته، تاريخه، لذا فعندما تستمع لموسيقى شعب ما فإنك تتعرف على ثقافته بل فلسفته أيضًا، فلكل بلد طابعه الموسيقى المميز، بل قل كل إقليم يحظى بـ«بصمته الموسيقية» التى تميزه عن غيره من الشعوب، فالموسيقى الغربية مثلًا تتميز بالإيقاع السريع الذى يتواءم مع ثقافته المادية، بينما نجد الموسيقى الشرقية تنحو نحو الإيقاع الهادئ ذى النغم الرصين المتفق مع عبق الشرق وسحره المميز. وتتميز كل آلة من الآلات الموسيقية بحضورها الفريد، إذ تثير فى النفس لونًا مشاعريًا مختلفًا، فالناى مثلًا يستدعى الأنين، بينما العود يثير الشجن فيما نجد المزمار يثير الحماسة والبيانو النشاط والجدة…إلخ.

ولكل جيلٍ موسيقاه التى تناسب إيقاع عصره التى قد يراها ممن ينتمون إلى الجيل السابق عليه غثًا لا يرقى إلى الذوق الفنى، بينما يرى الجيل الحديث موسيقى الجيل السابق قد عفا عليها الزمن بل وقد يسخر من بطء إيقاعها وطولها غير المعقول بالنسبة له وهكذا تتعاقب الأجيال ويختلف ما يهوى كل جيل من ألوان الموسيقى المختلفة، لكن تظل فى النهاية مناط عشقهم الأوحد مهما اختلفت أشكالها أو إيقاعاتها، فهكذا هو ديدنها عبر الأزمنة.

وشخصيًا فقد حبانى الله بأذن موسيقية تبلغ من التنوع حدًا أكاد أحار فيه، فهى تستمع لشتى صنوف الموسيقى، بدءًا من الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن ورامسكى وتشايكوفسكى، حيث أحلق معها فى عالم الخيال غير المحدودة، مرورًا بأغانى الطرب الأصيل، أم كلثوم وفوزى وعبدالحليم التى تثير فى النفس الشجن والرومانسية وأنعطف أحيانًا على الأغانى الشعبية لعدوية وبهاء سلطان وحكيم وما تمثله من تراثنا المصرى الشعبى وما يزخر به من كلمات تعبر عن الحارة المصرية بكل أصالتها وواقعيتها، ناهيك بشتى صنوف الموسيقى الغربية من الديسكو والراب والجاز.. إلى آخره، وهكذا من الشرق إلى الغرب، من الذوق الكلاسيكى إلى الشعبى يجد المرء نفسه يتراوح بين نغمات «دو رى مى فا صول لا سى»، إنها الموسيقى وسحرها الذى لا يفارق روح الإنسان أينما ذهب ومهما مر من مواقف فى حياته، فاستحقت عن جدارة أن يطلق عليها «هيموجلوبين الروح».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خارج السرب

إقرأ أيضاً:

نورة البكران : الموسيقى تعزز التعددية الثقافية

كتب – عبد الرحمن آل عميقان

أكدت عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الباحثة المختصة في مجال الطفولة خلود البكران أن الموسيقى تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعدُّدية الثقافية لدى الأطفال، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي ومتعدد الثقافات، يحتفي بالإبداع والفنون كجزء من التنمية المستدامة.

وأوضحت البكران في دراستها الحديثة أن الموسيقى تُعد وسيلة فعالة لغرس قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة، مما يسهم في تكوين أجيال أكثر وعيًا وانفتاحًا على التنوع الثقافي. وأضافت أن رؤية المملكة 2030 تدعم الفنون كجزء أساسي من الهوية الوطنية، وتسعى إلى تعزيز الثقافة والفنون في المناهج التعليمية، مما يجعل الموسيقى أداة مثالية لتحقيق هذا الهدف.

اقرأ أيضاًالمجتمعالمسابقة الدولية في حفظ القرآن للعسكريين تواصل فعالياتها

وأشارت إلى أن دمج الموسيقى متعددة الثقافات في البرامج التعليمية والأنشطة المدرسية يعزز الحوار الثقافي بين الأطفال وخاصة أطفال ما قبل المدرسة، ويشجعهم على استكشاف تراثهم الموسيقي بجانب التعرف على ثقافات أخرى، مما يُسهم في تحقيق أهداف الرؤية التي تركز على تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على العالم.

ودعت البكران إلى تفعيل البرامج والمبادرات الموسيقية التي تتماشى مع أهداف رؤية 2030، مؤكدة أن الاستثمار في الفنون والموسيقى يُسهم في بناء مجتمع أكثر إبداعًا وتنوعًا، ويدعم التنمية الثقافية والاجتماعية للمملكة العربية السعودية.

مقالات مشابهة

  • الكاسيت ببغداد.. ماضٍ لا يموت في عصر الموسيقى الرقمية (صور)
  • غياب الروح الرياضية كارثة الألعاب القتالية.. حرب شوارع فى بطولات الجمهورية للملاكمة والمصارعة ببورسعيد والمنوفية
  • حزب الجيل يدعو لعقد قمة عربية طارئة لمواجهة تصريحات ترامب
  • «DoxAI» تنضم إلى مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة
  • أمسية روحانية للإنشاد بمعهد الموسيقى العربية.. الليلة
  • حكم استخدام الموسيقى فى التسويق الإلكترونى؟ أمين الفتوى يحسم الجدل
  • السعادة في العطاء: كيف تُغني مساعدة الآخرين حياتك؟
  • أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الموسيقى في التسويق الإلكتروني
  • أمسية روحانية للإنشاد بمعهد الموسيقى العربية
  • نورة البكران : الموسيقى تعزز التعددية الثقافية