زعمَ الكاتب الإسرائيلي آفي أشكنازي أنّ "حزب الله تعرّض لضربات قاسية ومؤلمة في الأيام الأخيرة، كما أدرك الشرخ الذي تعرض له بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت"، على حدّ مزاعمه.

وتحدث أشكنازي في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن حادث الطائرة الإيرانية التي أطلقها الحوثيون في 18 تموز نحو مبنى سكني في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، وبعد أقل من 30 ساعة، انطلقت عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلية من الحدود الإسرائيلية ودمرت منشآت في ميناء الحديدة باليمن، والتي تُعد منشآت حيوية يتم استخدامها لإمداد الحوثيين.

 

استهداف نهاريا ويوم الإثنين الموافق 9 أيلول، ضربت طائرة من دون طيار إيرانية يُحركها حزب الله مبنى في مدينة نهاريا الإسرائيلية، والتي تبعد حوالي 130 كيلومتراً شمال تل أبيب، متسائلاً: "هل سيتم التعامل مع الوضع في نهاريا بنفس الطريقة كما هو الحال في تل أبيب؟ وهل ستأمر القيادة السياسية الجيش الإسرائيلي بنشر نحو 100 طائرة مقاتلة لشن هجوم قوي على ميناء بيروت؟ أو ربما هجمات مباشرة على موقع استراتيجي آخر في لبنان؟ وهل ستتغاضى إسرائيل عن هجوم نهاريا؟".

وإثر ذلك، أجاب أشكنازي إنه على الأرجح "لا"، مضيفاً: "ربما يفضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التغاضي عن الهجوم في نهاريا، وهناك افتراض لدى سكان الشمال بأن ضربات الجيش الإسرائيلي ستستمر في إظهار ضبط النفس، وأن تأثير الحديدة من غير المرجح أن يتكرر في بيروت أو مدينة أخرى في لبنان".

انشغال نتنياهو
وأشار إلى أن نتنياهو لديه أشياء كثيرة على جدوله الفترة المقبلة، من رحلة إلى الأمم المتحدة في نيويورك، والميزانية، إلى محاولة التنقل بين الأعياد اليهودية دون تصعيد المنطقة، موضحاً أن آخر شيء يحتاجه نتنياهو الآن هو حرب عالية الكثافة مع فرع إيران في لبنان. وأضاف أن نتنياهو تورط في مستنقع سياسي وجماهيري يجد صعوبة في الخروج منه، ولكن لحسن حظه، فإن نصرالله هو أيضاً في وضع إشكالي مماثل، ومتورط مع نفسه. 

التحكم في وتيرة الجبهة الشمالية وأشار إلى أنه من "حسن حظ نتنياهو أيضاً أن الجنرال أوري غوردين يقود المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الذي يستطيع كبح جماح النوايا العدوانية، ولهذا السبب تمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة على الاشتباكات بين إسرائيل وإيران وحزب الله وسوريا والعراق على مدى الأشهر الـ11 الماضية"، مستطرداً: "تمكن جوردين من إلحاق الضرر بالجانب الآخر مع منعه من التفكير في نوايا هجومية جامحة". وقال الكاتب الإسرائيلي إن الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل في سوريا الأسبوع الماضي، كانت مهمة لأنها كانت ضربة شديدة للحرس الثوري الإيراني، ولتسليح حزب الله والقوات الموالية لإيران في سوريا، مشيراً إلى أن "حزب الله تعرض لعدة ضربات مؤلمة في الأيام الأخيرة، ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 100 ضربة في لبنان منذ الأربعاء الماضي، كما استهدفت القوات الإسرائيلية بشكل منهجي منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحزب في لبنان، مما تسبب بأضرار جسيمة لمخازن الأسلحة التابعة له". وأوضح الكاتب أنه "بسبب ذلك، تحول حزب الله من جيش منظم ومُدرب جيداً إلى تنظيم يكافح للحفاظ على نظامه"، وأردف: "بعبارة أخرى، أصبح نقل الأوامر من نصرالله إلى الميدان يتم بطريقة غير منظمة ودقيقة. إن أمين عام حزب الله حسن نصرالله أدرك أنه في مأزق، فكيف سيهرب من هذا الوضع دون أن يتعرض لأذى أكبر؟".

أما عن اختبار نهاريا، فقال الكاتب إن "نصرالله اعتمد على استمرار نتنياهو في التعامل مع المواقف على طول الحدود الشمالية والجنوبية باعتبارها أقل أهمية من وسط إسرائيل". (24)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

التهديدات الإسرائيلية تتصاعد: دخول بري من 3 محاور.. هذا السيناريو الذي يُخطط له نتنياهو في لبنان

زادت التهديدات الإسرائيلية بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، أمس الاثنين، إذ أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعداد حكومته لتوسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية بهدف إعادة سكان المستوطنات.

ويبدو أن زيارة هوكشتاين كانت "المحاولة الأخيرة" قبل تبدّل المشهد الميداني شمال إسرائيل، وذلك إما بفرض حلّ دبلوماسي يُعيد سكان الحدود من الطرفين، أو فشل مهمته، وبالتالي تُصبح العملية العسكرية البرَية واقعاً.


ما بعد الحرب
وفي السياق، ألمحت مصادر رسمية لبنانية مطّلعة لـ"العربية" إلى "أن العمل الدبلوماسي القائم هدفه التحضير لمرحلة ما بعد الحرب وليس لوقف التصعيد".

كما أكدت المصادر "أن أي حلّ للجنوب اللبناني لن يكون إلا عبر القرار 1701، لكن مع متممات لكيفية تطبيقه، أي وضع آلية لمراقبة تنفيذه، وهذا ما يتم العمل عليه الآن".

إلى ذلك، أوضحت المصادر أن "ترسيم الحدود البرية ليس جديداً ومطروحا منذ فترة، لكن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل ركّزت على الهدنة ومُقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن".

دخول برّي على طول الحدود
من جهته، اعتبر العميد المتقاعد والنائب اللبناني السابق وهبة قاطيشا لـ"العربية" "أن الجيش الإسرائيلي إذا قرر تنفيذ عملية برية باتّجاه لبنان، فإن دخوله سيتم على طول الحدود، أي من القطاعات الثلاثة، الشرقي والغربي والأوسط".

ولفت إلى "أن دخوله سيكون بحدود القرى والمناطق المدمّرة كلّياً والخالية من السكان، والتي هي بحدود 5 إلى 10 كيلومترات، وذلك بهدف مقايضة مسألة انسحابه من هذه القرى بعودة المستوطنين إلى المستوطنات في الجليل بعد وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات".

كما رأى قاطيشا "أن هذا السيناريو لا يزال مستبعداً في ظل الضغط الأميركي على نتنياهو لمنع التصعيد والقبول بمُقترح بايدن".

تصاعد الغارات والقصف
إلا أنه لفت إلى "أن وتيرة الغارات والقصف الإسرائيلي لقرى جنوبية ستتصاعد وستتوسّع بالعمق اللبناني".(العربية)

مقالات مشابهة

  • هذا ما سيشهده حزب الله بعد حادثة البيجر.. تقريرٌ إسرائيليّ يتحدّث
  • تقرير أمريكي يدين إسرائيل في تفجيرات لبنان
  • جيش الاحتلال والشعب الإسرائيلي غاضبون من نتنياهو.. ماذا فعل؟
  • متى اتخذ نتنياهو قرار تفجير البيجر؟ تقريرٌ أمريكي يكشف!
  • أين كان نتنياهو وغالانت لحظة الهجوم على لبنان وكيف تتأهب إسرائيل؟
  • تقريرٌ إسرائيليّ جديد.. إليكم ما قيلَ عن جبهة لبنان
  • متى اتخذ نتنياهو قرار تفجير البيجر؟ تقريرٌ أميركي يكشف!
  • التهديدات الإسرائيلية تتصاعد: دخول بري من 3 محاور.. هذا السيناريو الذي يُخطط له نتنياهو في لبنان
  • عن الحرب مع لبنان.. هذا ما قاله غالانت وهوكشتاين
  • إعلام إسرائيلي: خلاف بين نتنياهو وجالانت بشأن توسيع العمليات العسكرية في لبنان