الحرب ستقف عندما يسترد المواطن السوداني بيته وكرامته
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
من أهم ما قاله حاكم دارفور أركو مناوي في مقابلته في قناة الجزيرة مع أحمد طه قبل أيام ، تقليله من ثأثير ما وصّت به لجنة تقصي الحقائق بنشر قوات محايدة للفصل بين الأطراف المتنازعة في السودان ، الشيء الذي وجد ترحيبا من المليشيا و ذراعها السياسي بأنه الحل الذي يُبقيهم في المشهد في ظل “تعنت” قادة القوات المسلحة و رفضهم للتصالح مع المليشيا و إعادتها كشريكة في حكم البلاد.
محاولة إقناع المواطن أن السلام سيأتي مع القوات الدولية هو مجرد سراب كاذب آخر ، فقد قال مناوي ( أن الأمم المتحدة نشرت 50,000 عسكري في دارفور و لسنوات عدة فيما عُرف ببعثة اليوناميد ، لكنها أخفقت في إيقاف القتال كما عجزت عن حماية المواطن و عن إعادة النازحين من المعسكرات إلى قراهم ).
وإذا نظرنا في تاريخ البعثات الدولية في دارفور فقد بدأت بعد عام واحد من إنفجار حرب دارفور في العام 2003 . حيث نشر الاتحاد الأفريقي بعثة عسكرية في العام 2004 ، و لما عجزت بعثة الاتحاد الأفريقي عن فعل أي شيء تم ترفيعها الى بعثة مشتركة من الأمم المتحدة بداية من 2007 مما عرف “بالهجين” ، حيث بدأت أكبر بعثة للأمم المتحدة في تاريخ الحروب في دارفور في العام 2007 إلى نهاية ديسمبر 2020. و كانت مفوضة بالمبادرة بإطلاق النار لحماية المدنيين. لكن لم يكن لها أثر كبير على الصراع في دارفور . بل قويت قوات الجنجويد وتمت شرعنتها و تدفق لها السلاح و اللوجستيات كما سيطرت على كثير من والأراضي و القرى و مناجم الذهب في دارفور . كانت اليوناميد فشلا واضحا للمجتمع الدولي و خذلاناً لمواطن دارفور الذى عانى من سياسات النظام الحاكم و تحكّمات الحركات المتمردة.
و دخلت البعثة أسوا فصولها عندما من طالبت إدارة ترمب بإنهاء بعثة الأمم المتحدة للسودان في النصف الأول من عام 2017 نسبة لضخامة الميزانية المدفوعة و محاولة الولايات المتحدة تقليل إلتزاماتها الدولية في ولاية ترمب : أمريكا أولاً. و طالبت بتخفيضها وصولا الى سحبها نهائياً في 31 ديسمبر 2020 .
فالمجتمع الدولي شاهد جنين الجنجويد ينمو منذ 2004 وصولا الى ذروة قوته و إنقلابه على البشير في نهاية عام 2020. و خرجت هذه القوات من دارفور فقط ليتم محاولة استدعائها الآن و نشرها في كامل التراب السوداني بعد سنوات قليلة.
و يتم الآن دعوة مجتمع دولي يبدو أكثر إنشغالا و انقساما و تقشفاً من مثيله في 2004 .
إن الذي تسوّق له قحت و تبشر به و تدعو له من نشر القوات الدولية ؛ لن يبدو صعباً و مكررا فقط، بل سيعجز عن تحقيق أهدافه في إيقاف الحرب لصالح حماية أحد أطرافها و تمكينه من لقط الأنفاس و إعلان الدولة أو إدارات مدنية ذات وجود و تأثير على الأرض ، كما دعت قحت و اتفقت في ذلك مع مليشيا الدعم السريع . فالحرب ستقف عندما يسترد المواطن السوداني بيته و كرامته ، و حتى ذاك الوقت ، يجب على السياسيين المعارضين للحرب دعوة المليشيا الى الخروج من بيوت المدنيين بدلاً من إحضار قوات دولية لتمكينها على البقاء فيها .
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی دارفور
إقرأ أيضاً:
السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي
أعلن الجيش السوداني اليوم الاربعاء فرض سيطرته على محاور استراتيجية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وقطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع داخل القصر الرئاسي في الخرطوم، في تطور ميداني بارز يعزز تقدمه في المواجهات الدائرة.
ووفقًا لبيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة، تمكنت القوات السودانية من إحكام قبضتها على مواقع مهمة في الفاشر، مؤكدة استمرارها في التقدم العسكري بالولاية.
وفي كلمة أمام قوات الجيش في مدينة الدَبة بالولاية الشمالية، شدد ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش، على أن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى تحرير كامل أراضي السودان.
من جانبه، أكد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، أن القوات المسلحة السودانية ستمضي في عملياتها حتى الوصول إلى مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، داعيًا الأطراف التي تدعم مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها إلى التوقف فورًا عن ذلك.
وفي العاصمة، أفادت مصادر بأن الجيش السوداني نجح في قطع الإمدادات عن قوات الدعم السريع المحاصرة داخل القصر الرئاسي، عقب استعادة السيطرة على محيط القصر.
كما شن الجيش هجومًا من مواقعه في أم درمان على تجمعات الدعم السريع بالخرطوم، بعد إعلانه إكمال السيطرة على حي كافوري، أحد أهم معاقل قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري.
ويأتي هذا التصعيد وسط معارك متواصلة بين الطرفين، حيث يسعى الجيش السوداني إلى إضعاف قوات الدعم السريع واستعادة السيطرة على المدن والمواقع الاستراتيجية في أنحاء البلاد.