ما أسباب توقيف عشرات المنتسبين لحركة النهضة بتونس؟
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
تونس- اعتبر قياديون بحركة النهضة التونسية أن حملة التوقيفات التي طالت عشرات المنتسبين لها مظلمة مسلطة ضد أبنائها واستهداف لها ولكل القوى المعارضة للحكم الفردي، منددين بتوسيع دائرة التضييق ضد نشاط الحركة مع استمرار إغلاق مقراتها واعتقال قادتها.
وكشفت الحركة عن توقيف نحو 80 منتسبا لها منذ الاثنين الماضي بعد حملة مداهمات وصفت بأنها "مروعة وغير مسبوقة"، وأكدت أن أغلب الموقوفين من كبار السن ومُنعوا من مقابلة محاميهم ومن الحصول على أدويتهم رغم أنهم يعانون من أمراض مزمنة.
ومن بين الموقوفين عضو المكتب التنفيذي للحركة المكلف بالعدالة الانتقالية محمد القلوي الذي تعرض للسجن خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات بسبب انتمائه لها ونشاطه السياسي بالجامعة، وأُطلق سراحه بعد الثورة التونسية بموجب العفو التشريعي العام.
تجريم العمل السياسيوقال الناطق الرسمي باسم الحركة عماد الخميري إن أغلب الاعتقالات شملت قواعد الحركة من مختلف مناطق البلاد، مشيرا إلى أن "أغلبهم من ضحايا الاستبداد والتعذيب خلال فترة حكم نظامي الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ومن المدافعين عن العدالة الانتقالية".
وندد بحملة المداهمات والتوقيفات التي قال إنها روعت أهالي الموقوفين دون أن يتمكنوا حتى من معرفة أسبابها، معتبرا أنها تندرج ضمن حملة لتجريم العمل السياسي والمدني والتضييق على حرية التنظيم رغم أن البلاد تتجه لتنظيم انتخابات رئاسية.
وطالب الخميري بإطلاق سراح الموقوفين الذين قال إنهم ينشطون في الدفاع عن مسار العدالة الانتقالية وكشف الحقيقة والمظالم التي وقعت في الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة بعد الثورة. فيما يطالب أنصار حركة النهضة بإعادة الاعتبار لهم والتعويض عن الأضرار والانتهاكات.
وبعد الثورة، أدلى العديد من الأفراد المنتمين لحركة النهضة بشهاداتهم في إطار مسار العدالة الانتقالية حول تعرضهم للتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان بسبب انتمائهم "لجهة سياسية محظورة هي حركة الاتجاه الإسلامي والتي أصبحت لاحقا حركة النهضة".
استهدافمن جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي للنهضة بلقاسم حسن -للجزيرة نت- إن حملة التوقيفات ضد عشرات منتسبيها تعد مظلمة جديدة واستهدافا صارخا ضد الحركة "كحزب سياسي وطني وضد أبنائها وضد النشاط الحزبي والحياة الديمقراطية".
وحسب حسن، شملت التوقيفات منتسبين لجمعية الكرامة وجاءت على خلفية اجتماع عن بعد لهؤلاء النشطاء الذين "يسعون لإعادة مسار العدالة الانتقالية المتعثر للواجهة"، معتبرا أن نشاطهم قانوني ولم يرتكبوا أي جريمة تستحق ملاحقتهم وتوقيفهم.
وقال "عِوضًا عن تقديم بشائر انفراج مع قدوم الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل نلاحظ العكس تماما"، مستنكرا ما اعتبره توسيعا لدائرة التضييق ضد نشاط الحركة مع استمرار إغلاق مقراتها واعتقال أبرز قادتها على غرار زعيمها راشد الغنوشي.
ويقبع العديد من قيادات النهضة في السجن مثل رئيس الحكومة السابق علي العريض ووزير العدل السابق نور الدين البحيري على خلفية تهم تتعلق بقضايا "التآمر على أمن الدولة وقضايا إرهابية"، بينما تنفي الحركة صلتهم بذلك.
كما رفضت هيئة الانتخابات ملف القيادي المستقيل من الحركة المترشح للانتخابات الرئاسية عبد اللطيف المكي بدعوى "عدم استيفاء الشروط"، رغم أن المحكمة الإدارية قضت بإرجاعه مع مرشحين اثنين للسباق المقرر يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
حملة انتخابية للرئيسمن جهته، يرى القيادي بحزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني أن الاعتقالات الأخيرة في صفوف حركة النهضة تأتي في إطار "تصفية الحسابات السياسية والتغطية على الفشل في تحقيق إنجازات، وفي سياق الحملة الانتخابية للرئيس الحالي قيس سعيد".
وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف أن تلك التوقيفات ليست بمعزل عن المناخ العام المتسم بالتخويف؛ لضرب كل تعبئة للمسيرات الاحتجاجات السلمية؛ لتخفيض نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة من أجل "تعبيد الطريق أمام الرئيس سعيد".
ويسعى سعيد لتجديد ولايته من 5 سنوات ويتنافس ضده في انتخابات الرئاسة المقبلة أمين عام "حركة الشعب" زهير المغزاوي ورئيس "حركة عازمون" العياشي زمال الموقوف بتهمة "تزوير تزكيات ناخبين" التي ينفيها حزبه ويعتبرها "مكيدة لإزاحته من السباق".
وأمس الجمعة، خرج المئات من المتظاهرين ضد الرئيس سعيد وسط تعزيزات أمنية مكثفة بالعاصمة تونس للتنديد بما اعتبروه "حكما فرديا وتضييقات على المرشحين للانتخابات الرئاسية وبالملاحقات القضائية في حقهم، والمطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين وسجناء الرأي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العدالة الانتقالیة حرکة النهضة
إقرأ أيضاً:
وفد الحزب الكردي يزور حزب الحركة القومية
أنقرة (زمان التركية) – يواصل وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي سلسلة زيارات الأحزاب السياسية التركية الأخرى عقب الدعوة التاريخية التي أطلقها زعيم تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، للتنظيم بحل صفوفه وتسليم السلاح.
وفي ثاني محطات زياراته، أجرى وفد الحزب الكردي اليوم زيارة إلى حزب الحركة القومية الذي أطلق رئيسه، دولت بهجلي، الدعوة لحل الأزمة الكردية التي أفضت للإعلان التاريخي.
وشارك في وفد الحزب الكردي كل من الرؤساء المشاركين للحزب، تولاي حامد أوغولاري وتونجر بكرهان وسري قرية أوندر، ونائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، جولستان كوتشييت.
وفي المقابل، ضم وفد حزب الحركة القومية نواب رئيس الحزب، سامح يلشين وفتي يلديز وإسماعيل فاروق أكسو.
وسيشهد اللقاء بحث ما يمكن للأحزاب السياسة تحقيقه داخل البرلمان لتحقيق هدف “تركيا بدون إرهاب” في ضوء إعلان أوجلان يوم السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي حل التنظيم.
وكان بهجلي قد شدد في تصريحاته يوم أمس على ضرورة تجنب شتى التصريحات التي قد تؤجج المناخ الهش وتعززه.
ومن المنتظر أن يتوجه وفد الحزب الكردي عقب اللقاء إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تمام الساعة الثانية من ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، لمقابلة كل من رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، عبد الله جولر، ونائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، أوزلام زنجين، نائب رئيس الحزب، أفقان آلا، والمتحدث باسم الحزب، عمرو شاليك.
هذا وقم يجري وفد الحزب الكردي خلال هذه المرحلة زيارة رابعة لإوجلان داخل سحن إمرالي.
Tags: تنظيم العمال الكردستانيحزب الحركة القوميةحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبحزب العدالة والتنميةعبد الله أوجلان