خبراء ألمان يحذرون من انقراض مهنتي المزارع وعامل البناء بسبب الروبوتات
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
تتردد تحذيرات منذ عقود بشأن إمكانية أن تحل الروبوتات محل البشر الذين يعملون في قطاعي الصناعة والزراعة. ومؤخرا، تزايدت المخاوف بشأن إمكانية أن يقوم الذكاء الاصطناعي بنفس عمل كبار الموظفين الإداريين، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
وقد أفاد الاتحاد الدولي للروبوتات بأن استخدام الروبوتات تزايد، حيث يوجد 3.
يذكر أن الاتحاد الدولي للروبوتات منظمة مهنية غير هادفة للربح تأسست في عام 1987 في فرانكفورت، بألمانيا؛ لتشجيع وتطوير صناعة الروبوتات في جميع أنحاء العالم. ويهدف الاتحاد إلى تعزيز سبل البحث والتطوير والاستخدام والتعاون الدولي في مجال الروبوتات.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن يستمر عدد الروبوتات في الارتفاع في حال تم إنتاج روبوتات" مماثلة للبشر" تعمل بالذكاء الاصطناعي، وذلك وفقا لما قاله بنك مورجان ستانلي، الذي تكهن بأن "الاتجاهات التقاربية" يمكن أن تؤدي لاستخدام نموذج لغوي كبير وذكاء اصطناعي توليدي مماثل لأسلوب برنامج "شات جي بي تي" في الروبوتات التي تتخذ شكل البشر.
وقال آدم جوناس، رئيس الإدارة البحثية للسيارات والتنقل المشترك في مورجان ستانلي: "في ظل استمرار انخفاض نمو تعداد سكان البشر في عمر العمل، فإن الروبوتات المماثلة للبشر ربما تثبت أهميتها للصناعات التي تواجه بالفعل صعوبة في جذب عمالة كافية لكي تستمر في الإنتاج".
وقدر بنك الاستثمار أن الولايات المتحدة يمكن أن يكون لديها أكثر من 60 مليون روبوت مماثل للبشر بحلول منتصف القرن؛ وهو أمر من "المحتمل" أن يؤثر على 75% من الوظائف و40% من العاملين.
مع ذلك، فإن مثل هذا التحول قد يثير الانقسام سياسيا واجتماعيا. وقال جوناس: "تسويق الروبوتات المماثلة للبشر سوف يواجه عدة تحديات، بصورة أساسية تتعلق بالقبول الاجتماعي والسياسي في ظل الاحتمالية الكبيرة بأن يؤثر على قطاع كبير من القوة العاملة"، محذرا من أن نحو 7 من بين كل 10 وظائف في قطاعي البناء والزراعة قد تتأثر سلبا.
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة من حيث الصناعات التي تستخدم الروبوتات، بحسب الاتحاد الدولي للروبوتات، بواقع 285 لكل 10 آلاف عامل. وجاءت كوريا الجنوبية في المرتبة الأولى، بواقع روبوت لكل 10 عاملين، وحلت سنغافورة في المرتبة الثانية وألمانيا في المرتبة الثالثة بواقع أكثر من 400 روبوت لكل 10 آلاف عامل.
ويقول مؤيدو استخدام الروبوتات إنها يمكن أن تقلص من تأثير النقص الحاد للعمالة في الدول الغربية، التي سهلت الهجرة من المناطق الأكثر فقرا، حيث تحاول بذلك جزئيا مواجهة التأثير الاقتصادي لتقلص أعداد السكان وارتفاع أعمارهم. وقال سيث كاربينتر، كبير الاقتصاديين في مورجان ستانلي: "الهجرة يمكن أن تعوض انخفاض أعداد السكان".
وكانت شركة "أنجلو سكوتش فينناس" قد ذكرت في مايو/أيار الماضي أن من أبرز التحديات المتعلقة بإدارة الآفات هي التنبؤ بمكان موعد ظهورها. وأوضحت الشركة أن الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحلل البيانات الماضية بشأن سلوك الآفات وأنماط الطقس والعوامل ذات الصلة الأخرى من أجل تشكيل نماذج تنبؤ، يمكنها أن تساعد المزارعين في توقع موعد ظهور الآفات واتخاذ إجراءات حمائية للحد من الضرر الذي قد تسببه للمحاصيل.
من ناحية أخرى، فإن الانتشار السريع حاليا للذكاء الاصطناعي المتزايد في التطور أدى لظهور تحذيرات يمكن أن يثبت أنها لا تمثل فقط تهديدا على الوظائف، حيث حذر بعض من أبرز رموز الصناعة العام الماضي من "خطورة الانقراض" بسبب روبوتات الدردشة.
وسعى باحثون في جامعة باث في بريطانيا وجامعة دارمشتات الفنية في ألمانيا لتهدئة مثل هذه المخاوف، حيث نشروا ورقة بحثية منتصف أغسطس/آب الماضي قالوا فيها إن الذكاء الاصطناعي والنموذج اللغوي الكبير" لا يمكن أن يتعلما بصورة مستقلة أو أن يكتسبا مهارات جديدة، وهذا يعني أنهما لا يمثلان تهديدا وجوديا على البشرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یمکن أن
إقرأ أيضاً:
لغز طلاسم مسلسل المداح يشعل الجدل.. وخبراء يحذرون من تداعياتها
أثار مسلسل (المداح) الذي يُعرض حالياً خلال الموسم الرمضاني جدلاً واسعاً في مصر، نظراً لتناوله موضوعات مرتبطة بالجن والعالم السفلي، واستخدام الطلاسم السحرية في سياق أحداثه.
وعلى الرغم من أن المسلسل تمكن من جذب انتباه الجمهور منذ حلقاته الأولى، إلا أن الانتقادات والتحذيرات ظهرت بشكل سريع، حيث تزايدت المخاوف من تأثيره على المشاهدين، لا سيما فئتي الشباب والأطفال.
تحذيرات دينية وثقافية
بين أبرز الأصوات المنتقدة للمسلسل، جاءت تصريحات الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير في جامعة الأزهر، التي حذّرت من خطورة استخدام الطلاسم السحرية في الأعمال الدرامية.
وذكرت أن هذه المشاهد قد تُترك أثراً سلبياً في نفوس المتابعين، وخاصّة الأطفال الذين قد يسعون لتقليد ما يشاهدونه على الشاشة دون تقدير لخطورته.
وأوضحت عوف أن الفن يحمل رسالة ثقافية واجتماعية، ومن الضروري أن يلتزم القائمون عليه بالقيم التي ينقلها.
كما أشارت إلى أن بعض الأعمال يمكن أن تؤثر في العقل الباطن للمتلقي بطريقة غير ملحوظة.
المخاوف من التقليد والممارسات الخاطئة
من جانبه، أكد الناقد الفني أحمد سعد الدين أن المشكلة الأساسية تكمن في إمكانية استعانة المسلسل بطلاسم مستوحاة من مصادر حيوية، مما قد يدفع البعض لمحاولة تقليدها.
وأفاد سعد الدين قائلاً: (إذا كانت هذه الطلاسم مستمدة من كتب السحر الحقيقية، فلربما تُستخدم بشكل غير واعٍ من قِبل بعض المشاهدين، مما يشكل خطراً حقيقياً).
وأشار إلى استخدام عناصر الغموض والإثارة يعد أمراً مشروعاً في الدراما، لكن يجب التعامل معه بحذر، خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوعات قد تدفع بعض الأفراد لتجربة ما يواجهونه على الشاشة.
كما شدد الناقد على أهمية دور الرقابة في مراجعة مثل هذه المشاهد، مشيراً إلى أن الرقابة قد لا تمتلك دائماً الخبرة الكافية للتفريق بين الطلاسم الدرامية الحقيقية والمزيفة.
تفاعل الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي
على منصات التواصل الاجتماعي، شهدت الآراء انقساماً بين مؤيد ومعارض.
فبينما امتدح بعض المشاهدين المستوى الفني للمسلسل وأداء أبطاله، أبدى آخرون قلقهم من تأثير المشاهد المتعلقة بالسحر على فئات معينة من الجمهور.
من بين التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل، كان أحدها: (المسلسل ممتع، لكني قلق من أن يقلد الأطفال الطلاسم دون فهم لما تعنيه) بينما قال آخر: (الموضوع مبالغ فيه، فالمسلسل مجرد دراما خيالية ولا ينبغي تحميله أكثر مما يحتمل)
المداح بين النجاح والانتقادات
على الرغم من الجدل، حقق المسلسل نجاحاً ملحوظاً، حيث يحظى بمتابعة واسعة داخل مصر وخارجها. ويعزى ذلك إلى طبيعة موضوعه الغامضة التي تجذب شريحة كبيرة من الجمهور المتعطش لمثل هذه الأعمال.
واضاف سعد الدين أن الجمهور العربي يميل دائماً إلى القصص التي تتناول المجهول، وهذا يفسر الشعبية الواسعة لمسلسلات وأفلام الرعب والإثارة لكنه شدد على أهمية تحقيق التوازن بين الترفيه والمسؤولية الاجتماعية.
يبقى مسلسل (المداح) واحداً من أكثر الأعمال إثارة للجدل في الموسم الرمضاني الحالي، حيث تستمر مناقشات حول تأثيره بين الترفيه والتأثير السلبي.
وفيما يواصل الجمهور الاستمتاع بمشاهدته، تزداد الدعوات للاهتمام بالقيم الثقافية والمجتمعية في الأعمال الدرامية، لضمان أن يبقى الفن رسالة نبيلة لا تثير المخاوف أو تحفز على ممارسات قد تكون خطيرة.