قالت وزارة التجارة الصينية في بيان اليوم السبت إن بكين معترضة بقوة على رفع الولايات المتحدة لتعريفات جمركية على واردات صينية، وحثت واشنطن على أن تصحح على الفور ما وصفتها بأنها "مخالفات" وتلغي كل الرسوم الجمركية التي فرضتها على سلعها.

وأضاف البيان "ستتخذ الصين الإجراءات الضرورية للدفاع بحزم عن مصالح الشركات الصينية".

يأتي ذلك بعد يوم من إعلان واشنطن فرض زيادات في الرسوم الجمركية على سلع صينية بمليارات الدولارات تصل إلى 100% على السيارات الكهربائية و25% على بطارياتها، على أن تدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوعين.

وكان البيت الأبيض قد أعلن في مايو/أيار عن الزيادة الكبيرة في الرسوم التي تستهدف قطاعات رئيسية بينها المركبات الكهربائية وأشباه الموصلات والبطاريات والألواح الشمسية، مما أثار ردا غاضبا من بكين.

وفي مايو/أيار الماضي أدانت وزارة التجارة الصينية التعريفات الجديدة، واصفة إياها بـ"التلاعب السياسي" وحثت الولايات المتحدة على إلغاء هذه الإجراءات على الفور.

ووصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الإجراء الأميركي حينها بأنه "مثال كلاسيكي على البلطجة" وانتقد الولايات المتحدة لمحاولتها الحفاظ على الهيمنة الأحادية الجانب.

كما دعا وانغ يي المجتمع الدولي إلى معارضة الرسوم الجمركية الأميركية، قائلا "يجب على المجتمع الدولي أن يطلب من الولايات المتحدة التوقف عن خلق مشاكل جديدة".

وتأتي خطوة رفع الرسوم الجمركية قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل التي يسعى الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء خلالها للتعبير عن موقف متشدد حيال الصين في ظل ازدياد حدة المنافسة بين البلدين.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي إن الزيادات النهائية "ستستهدف سياسات وممارسات جمهورية الصين الشعبية الضارة التي تؤثر على العمال والشركات الأميركية".

وفضلا عن زيادة الرسوم الجمركية اعتبارا من هذا العام، أكّد مكتب الممثلة التجارية الأميركية أيضا أن فرض رسوم نسبتها 50% على أشباه الموصلات (في زيادة كبيرة عن السابق) سيدخل حيّز التنفيذ عام 2025.

اتُّخذت هذه الإجراءات بعد مراجعة للرسوم التي فُرضت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعلن عن رسوم على منتجات صينية بقيمة 300 مليار دولار تقريبا.

التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة تؤثر على ما يقرب من 18مليار دولار من الواردات الصينية السنوية (رويترز) تأثير التعريفات الجمركية

وتؤثر التعريفات الجمركية على ما يقرب من 18 مليار دولار من الواردات الصينية السنوية، بما في ذلك القطاعات الرئيسية مثل أشباه الموصلات والخلايا الشمسية والمعادن الحيوية.

وتشمل التغييرات التفصيلية في التعريفة ما يلي:

السيارات الكهربائية: سترتفع التعريفات الجمركية من 25% إلى 100%، مما سيؤدي فعليا إلى مضاعفة التكلفة 4 مرات. الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات: مضاعفة الرسوم الجمركية من 25% إلى 50%. البطاريات والمكونات المتقدمة: سترتفع التعريفات إلى 25%. بعض منتجات الصلب والألمنيوم: زيادة الرسوم الجمركية 3 مرات من 8.3% إلى 25%.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز الصناعات الأميركية وحماية الوظائف على ما فسره مسؤولون بإدارة بايدن. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين -خلال مقابلة تلفزيونية سابقة- "لا أعتقد أن المستهلكين الأميركيين سيشهدون أي زيادة كبيرة في الأسعار التي يواجهونها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التعریفات الجمرکیة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

الحرب التجارية تعود بين أمريكا والصين.. كيف ستتأثر السيارات الكهربائية؟

حرب تجارية قد تندلع ما بين الولايات المتحدة والصين، بسبب السيارات الكهربائية الصينية الواردة لأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، ومع زيادة صادرات تلك السيارات إلى الولايات المتحدة، قررت الأخيرة فرض رسوما جمركية زائدة على الواردات الصينية من تلك السيارات بلغت زيادة 100% على المركبات الكهربائية و25% على البطاريات المشغلة لها، وسيدخل القرار الأمريكي الجديد حيز التنفيذ في غضون أسبوعين.

وعلى الجانب الآخر، ردت وزارة التجارة الصينية على القرار الأمريكي الأخير موضحه اعترضها بقوة على رفع الولايات المتحدة للتعريفة الجمركية على الواردات الصينية، كما حثت وزارة التجارة الصينية واشنطن على تصحح ما وصفته بـ«مخالفات»، مطالبة الولايات المتحدة إلغاء كل الرسوم الجمركية التي فرضتها على السلع الصينية.

أستاذ قانون تجاري: الرسوم الجمركية هامة لعدم تغول واردات دولة على دولة أخرى

تعليقا على ذلك، يقول الدكتور مجيد بودن، أستاذ القانون التجاري من باريس، إن الرسوم الجمركية التي تفرضها الدول على الواردات من الدول الأخرى تم إقرارها من أجل تنظيم العلاقات التجارية حول كل دول العالم، وتحكمها الاتفاقيات الخاصة بمنظمة التجارة الدولية، وهذه المنظمة التي تفرض على كل المساهمين فيها بأن تكون الاتفاقيات بنفس التعامل بالمثل، على أن يكون هناك نفس الامتيازات الجمركية، حتى لا تستغل أحدى الدول تلك التعريفة لدعم صناعاتها أو أن يكون لها التفوق التجاري على دولة أخرى، وتقوم هي بتسويق بضائعها بكلفة أقل.

وأضاف «بودن»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن التعريفة الجمركية دائما ما تضمن المساواة بين الدول في التنافس التجاري، حيث أن فرض الضرائب أو زيادتها ظاهريا يكون من أجل إعادة التوازن في الحركة التجارية، وهو ما دفع الولايات المتحدة لفرض ضرائب على السيارات الكهربائية الصينية ليكون هناك توازن، وحتى تتملكن هي ممن صناعة السيارات الكهربائية، وأن تستطيع التنافس بها في السوق المحلي، وكذا الأسواق الصينية.

بودن: الضرائب سلاح تستعمله الدول لعدم اكتساح منتجات دولة أخرى على أراضيها

وأوضح أن مسألة الضرائب تعد سلاحًا تستعمله الدول حتى لا تجعل دولا أخرى تكسح السوق لديها، وحتى تصل لموارد لم تتمكن منها دولة أخرى،، فمثلا في صناعة البطاريات الليثيوم المشغلة للسيارات الكهربائية فتتواجد تلك المواد النادرة والمناجم بنسبة 95% من هذه الموارد في التراب الصيني، وأخرى في إفريقيا، كما تريد الصين أن تضع يدها على تلك الموارد، وباتت هي المتحكمة في السوق.

وأكد أن ما تفعله أمريكا والاتحاد الأوروبي من زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية، جاء لردع الصين من عدم التحكم بشكل كامل في السوق، لأنها لو تمكنت به فبإمكانها رفع الأسعار من ناحية أو وقف تصدير البضائع كالسيارات من جهة أخرى، وبالتالي فسيكون هناك تبعيه من السوق الأمريكي إلى السوق الصيني.

وقد أعلن البيت الأبيض، تطبيقه لزيادة كبيرة في الرسوم التي تستهدف قطاعات رئيسية منها المركبات الكهربائية وأشباه الموصلات والبطاريات والألواح الشمسية، الأمر الذي أثار غاضب العاصمة الصينية بكين.

محلل الشؤون الصينية: أمريكا لا تريد للصين التوسع بمجال السيارات الكهربائية

من جانبه، يقول بيني كوك، محلل الشؤون الصينية من هونج كونج، إنه وفقا للمسؤولين الأمريكيين فإن السياسة الخاصة بفرض التعريفات الإضافية ظهرت بأنها ليس لها مخزى إلا خفض مستوى الصادرات والإضرار بالصناعة الصينية، ذلك لأن صناعة السيارات الكهربائية في الصين باتت متطورة بشكل كبير وأكبرها تقنيا حول العالم، مشيرا إلى أن هذا القطاع من الصناعة في الصين لن يتأثر بتلك الضرائب الجديدة على مستوى القريب، لكنه مع مرور الوقت وعندما يزداد فرض الضرائب والقيود فسيكون هناك تأثيرا كبيرا مع مرور الوقت.

وأوضح «كوك» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الحكومة الصينية أتخذت العديد من الخطوات الهامة من أجل تعزيز تلك الصناعة الهامة بكل الأشكال الممكنة، وبالتالي فسيكون هناك اهتماما كبيرا من قبل القيادة السياسية الصينية لدعم قطاع صناعات السيارات الكهربائية، وحتى يكون رائدا على مستوى العالم وينافس الغرب، خاصة مع تعزيز الصناعات وخفض التكاليف، ووضع الأطر الخاص بتوظيف القوى العاملة، وخفض النفقات، وتسوية بعض المشكلات في هذا القطاع.

كوك: الصين سترد على أمريكا والاتحاد الأوروبي بزيادة التعريفة الجمركية

وتوقع محلل الشؤون الصينية، أن ترد الصين على قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأخير بزيادة التعريفة الجمركية الصينية على السلع والواردات من قبل أمريكا والدول الأوروبية، كما قد تشجع الصين بعض الدمج ما بين الشركات، كما رأينا في عددا من القطاعات الصناعية المختلفة، ذلك لأن الداخل الصيني والحكومة تعزز من الشراكات والدمج بين الشركات.

وأكد أن الحكومة الصينية قد تتخذ إجراءات أكثر عقلانية وسياسات ملائمة كنوعا من الرد على التعريفة الجمركية الأمريكية الأخيرة، وسيأتي ذلك في صالح خفض التكاليف الصينية ودعم القطاع الصناعي للسيارات الكهربائية، مع إجبار وضع بعض الأطر الصناعية الخاصة بهذا القطاع، وفرضها على الشركات.

مقالات مشابهة

  • توماس فريدمان: دور أميركا بالعالم كان صعبا لكنه اليوم أصعب بكثير
  • السفارة الصينية تحتفل بذكرى العلاقات بين الصين واليمن
  • ألمانيا تدعو الاتحاد الأوروبي والصين للاتفاق بشأن السيارات الكهربائية
  • بلومبيرغ: الصين تواصل التقدم رغم القيود الأميركية
  • حملة أميركا على بضائع الصين الرخيصة تفاقم معاناة "تيمو" و"شي إن"
  • اسوشيتد برس: حدثان يوضحان التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والعالم مع الحوثيين
  • مع اقتراب موعد القول الفصل.. تيك توك يخوض معركة مصيرية في أميركا
  • الاتحاد الأوروبي يعلن انتهاء مهلة لشركات السيارات الكهربائية الصينية
  • الرئيس الإيراني يضع شرطا لإجراء محادثات مع أميركا
  • الحرب التجارية تعود بين أمريكا والصين.. كيف ستتأثر السيارات الكهربائية؟