يمانيون:
2024-12-26@21:49:29 GMT

رسالة السنوار للسيد حسن نصر الله.. الأبعاد والدلالات

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

رسالة السنوار للسيد حسن نصر الله.. الأبعاد والدلالات

يمانيون/ تقارير في رسالةٍ حملت عدةَ أبعادٍ استراتيجيةٍ ودلالاتٍ مهمة؛ عكست قوةَ وثباتَ المقاومة الإسلامية في غزة وصمودها لما يقارب العامَ من معركة “طوفان الأقصى” البطولية؛ ومستوى التضامن والوَحدة في مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني.

رسالة القائد “يحيى السنوار”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، جاءت كردٍّ على رسالة تهنئة وتعزية أرسلها السيد نصر الله بعد استشهاد القائد “إسماعيل هنية”، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، الذي استشهد في طهران في 31 يوليو الماضي.

في رسالته، شكر “السنوار” السيد “نصر الله” على دعمه ومساندته لحماس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأكّـد أن دماءَ الشهداء، بما في ذلك دماء القادة مثل إسماعيل هنية، ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وأشَارَ إلى أن هذه التضحيات ستزيدُ من صلابة وقوة المقاومة في مواجهة الاحتلال.

وأكّـد “السنوار” أن حركةَ حماس ستظل ثابتةً على مبادئها، والتي تشمل وحدة الشعب الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأُمَّــة في مواجهة المشروع الصهيوني، حتى تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

رسالةٌ للتأكيد على الوَحدة والتضامن والاستمرارية:

في هذا الإطار؛ يعكسُ شكرَ القائد “السنوار” في الرسالة السيد “نصر الله” على دعمه؛ وَحدةَ الصف بين حماس وحزب الله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويقرأ فيها ما يعزز فكرة التضامن بين مختلف فصائل الجهاد والمقاومة في عموم محور الجهاد والمقاومة.

كما أن الرسالة تشير إلى التأكيد على استمرارية المقاومة، إذ يشدّد القائد “السنوار” على أن دماء الشهداء، بما في ذلك القادة، ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني، وأن هذه التضحيات ستزيد من عزيمة المقاومة، وتعكس التزام حماس بمواصلة العمل المقاوم حتى تحقيق أهدافها.

هذه الرسالة -بحسب مراقبين- تؤكّـد على ثبات حماس على مبادئها، مثل: “وحدة الشعب الفلسطيني وخيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأُمَّــة في مواجهة المشروع الصهيوني”؛ وهذا يعكس الرؤية الاستراتيجية لفصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية طويلة الأمد.

كما أن جوهرَها يتضمَّنُ الرَّدَّ على التحديات، في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها حماس، بما في ذلك الاغتيالات والضغوط الدولية، وتأتي هذه الرسالة كإشارة إلى أن الحركة لن تتراجع وستظل متمسكة بمواقفها ومبادئها مهما كانت تلك التحديات.

رسالة إظهار الثبات والقوة للمقاومة:

في السياق، وفي قراءةٍ متصلة يرى عدد من الخبراء أن الرسالة عكست مستوى التحالف العالي بين حماس وحزب الله؛ ما يعزز من قوة المحور المقاوم في المنطقة، وهذا التحالف يمكن أن يكون له تأثير كبير على التوازنات الإقليمية، خَاصَّة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والدولية، من خلال التأكيد على الاستمرار في المقاومة وعدم التراجع.

وترسل حماس رسالة إلى أعدائها وحلفائها على حَــدٍّ سواء بأنها لا تزالُ قويةً ومتماسكة، في تأكيدٍ على التمسك بالمبادئ الأَسَاسية؛ ما يعزز من شرعية حماس بين أنصارها وحاضنتها الشعبيّة، مؤكّـدةً التزامها بأهدافها الطويلة الأمد.

وفي إطار الرد على اغتيال “إسماعيل هنية”، يؤكّـد مراقبون أن الرسالة تأتي كإشارة إلى أن هذه الاغتيالات لن تضعف الحركة بل ستزيدها إصرارًا على مواصلة النضال، كما أنها ترسلُ رسالةً إلى المجتمع الدولي، من خلال التأكيد على وحدة الأُمَّــة في مواجهة المشروع الصهيوني، تسعى إلى كسب دعم أوسع من الدول والشعوب التي تتعاطف مع القضية الفلسطينية.

بشكلٍ عام، فهذه الرسالة تعكس استراتيجية حماس في تعزيز تحالفاتها، وإظهار قوتها وثباتها، والتمسك بمبادئها، والرد على التحديات بصلابة.

رسالةٌ للردع وتعزيز التنسيق:

ميدانيًّا، رسالة القائد “يحيى السنوار” يمكن أن تُقرأ على عدة مستويات عملياتية، من خلال التأكيد على العلاقة القوية مع حزب الله والتي تشير إلى تعزيز التنسيق العملياتي بين الجانبين، وقد يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتخطيط المشترك للعمليات، وتقديم الدعم اللوجستي.

في السياق؛ يرى مراقبون أنها تحمل رسالة ردع قوية إلى “إسرائيل”، مفادها أن اغتيال القادة لن يضعف الحركة بل سيزيدها إصرارًا، وهذا سيكون له تأثير على حسابات حكومة الكيان في اتِّخاذ قراراتها العملياتية المستقبلية، وقد تضطر إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والعسكرية في التعامل مع حماس.

في إشارة إلى أن حركة حماس لا تزال قادرة على تنفيذ عملياتها ولن تتراجع تحت أي ظرف؛ ما يعكس استعدادها لمواصلة الجهاد وتعزيز تحالفاتها، حتى لو تطلب الأمر تصعيدًا كبيرًا للمواجهات العسكرية.

في رسالة تهدف أَيْـضاً؛ إلى رفع معنويات المجاهدين في الميدان العسكري، والأعضاء السياسيين للحركة؛ ما يعزز من الروح القتالية في الميدان (العسكري والسياسي) ويزيد من استعدادهم للتضحية، وتعزيز وحدة الصف الداخلي.

تأثير رسالة “السنوار” على المستقبل القريب:

في السياق، يجمع كثير من المحللين بأن رسالة “السنوار” قد تؤدي إلى زيادة العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حَيثُ يمكن أن تشجّع المجاهدين على تنفيذ هجمات جديدة كرد فعل على الجرائم اليومية بحق سكان غزة.

الرسالة تشير إلى أن العلاقة مع حزب الله يمكن أن يؤديَ إلى تنسيق أكبر بين الجانبين؛ ما يزيد من فعالية العمليات المشتركة ويعزز من قدرات المقاومة، بعد التأكيد على أن هذه العلاقة قوية؛ ما يعزز من موقف حماس في المفاوضات، حَيثُ يمكن أن تستخدم هذا التحالف كورقة ضغط إضافية.

وفي إطار تعزيز الموقف التفاوضي، يلفت محللون أن الرسالة تضمنت التأكيد على الثبات وعدم التراجع، حَيثُ تسعى حماس إلى تعزيز موقفها التفاوضي، وهذا يمكن أن يجعلها أكثر صلابة في المطالبة بشروطها، مثل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة، ويزيد من الضغط على الوسطاء العرب والدوليين، مثل مصر وقطر وأمريكا، لتقديم ضمانات أكثر جدية لتنفيذ أي اتّفاق يتم التوصل إليه.

وعلى اعتبار أن حركة حماس تطالب بجدول زمني واضح وخطة تنفيذية محدّدة؛ ما قد يعقّد المفاوضات؛ بحسب مراقبين، ولكنه يضمنُ التزامَ الأطراف المختلفة، إذ ترسل حماس رسالةً إلى “إسرائيل” بأن أية محاولات للضغط العسكري لن تؤدي إلى تنازلات في المفاوضات، وهذا يدفع حكومة “نتنياهو” إلى إعادة تقييم استراتيجياتها التفاوضية؛ لأَنَّ المماطلة والتسويف قد يزيد الأعباء والمترتبات الكارثية على الكيان.

ووفقاً للمراقبين، فَــإنَّ الرسالة قد تؤثر على الرأي العام الفلسطيني والعربي؛ ما يزيد من الدعم الشعبي والجماهيري لحماس ويعزز من موقفها في المفاوضات، ويضع ضغطًا إضافيًّا على الأطراف الأُخرى لتقديم تنازلات.

تأثيراتُ الرسالة على جبهة الضفة الغربية المحتلّة:

وفقاً لتقاريرَ ميدانية، فَــإنَّ رسالةَ القائد “السنوار” قد تؤدِّي إلى زيادة التوترات في الضفة الغربية المحتلّة، من خلال تشجيع المجاهدين فيها على تصعيدِ العمليات ضد القوات الإسرائيلية، مع التأكيد على وَحدة الصف الفلسطيني، وتشجيع فصائل الجهاد والمقاومة المختلفة في الضفة المحتلّة على تنسيق جهودها بشكلٍ أكبر؛ ما يزيد من فعاليتها ويعزز من تماسك الجبهة الداخلية فيها.

وأكّـد مراقبون أن الرسالةَ رفعت من معنويات المقاومين في الضفة الغربية المحتلّة، مع رصد ارتياح شديد لها؛ ما قد يشير استعدادهم لمواجهة التحديات والمخاطر، وزيادة العمليات الفردية والجماعية ضد الأهداف الإسرائيلية الضفة والداخل المحتلّ.

كما أن الرسالة زادت من الضغط على السلطة الفلسطينية لتبني موقف أكثر صلابة في مواجهة الاحتلال، خَاصَّة إذَا شعرت الفصائل بأن السلطة لا تتخذ خطوات كافية لدعم المقاومة؛ لأَنَّه وفي حال تصاعدت العمليات في الضفة الغربية المحتلّة، يأمل المقاومون من السلطة فك الارتباط بالاحتلال لما يسمى “التنسيق الأمني”، كأقل واجب.

تأثير رسالة “السنوار” على الداخل الإسرائيلي:

وفي السياق؛ أشَارَت تقارير عبرية إلى زيادة القلق الأمني داخل “إسرائيل”، حَيثُ تم تفسير الرسالة على أنها إشارة إلى تصعيد محتمل في العمليات العسكرية من قبل حماس وحلفائها، وهذا ما دفع حكومة الكيان إلى تعزيز الإجراءات الأمنية وزيادة التواجد العسكري في المناطق الحساسة.

كما أن الرسالة -بحسب وسائل إعلام عبرية- قد أثّرت بشكل مباشر على الرأي العام الإسرائيلي؛ ما زاد من الضغط على حكومة “نتنياهو”، وانقسمت آراؤهم إلى قسمَين: الأول والذي يمثله التيار اليميني المتشدّد، يرى ضرورة اتِّخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حماس، وخطوات عسكرية أَو سياسية جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية.

كما يرى تيار اليسار وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة التي تعيش حالة من القلق والضغط الشديدين، وتنظم احتجاجات واسعة في “إسرائيل” للمطالبة بإتمام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد أن تعزز اعتقادها بأن العمليات العسكرية لن تكون كافية لإعادة جميع الأسرى، وتطالب حكومة “نتنياهو” بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى كحلٍ وحيد لإنهاء معاناتهم.

وفي الآونة الأخيرة، شهد الداخل الصهيوني موجة من الاحتجاجات في أكثر من 40 موقعًا، حَيثُ هدّد المتظاهرون بالتصعيد ضد حكومة “نتنياهو” إذَا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل، هذه الاحتجاجات تعكس الضغط الكبير الذي تمارسه العائلات على الحكومة، وتزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في الكيان.

وبحسب تقارير عبرية، فَــإنَّ رسالة “السنوار” زادت من قلق العائلات بشأن مصير أحبائهم، خَاصَّة تضمنها تأكيدات على عدم التراجع عن المطالب، وزاد من الضغط النفسي على العائلات.

وأشَارَت وسائل إعلامية إلى أن “السنوار” في رسالته استخدم العائلاتِ كوسيلةٍ للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتسريع المفاوضات والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وأثار الاحتجاجات والمطالبات باتِّخاذ إجراءات فورية، وزاد من تعاطف الشارع مع مطالب هذه العائلات من قبل المجتمع المدني والسياسيين.

إلى ذلك، يؤكّـد مراقبون أن الرسالة قد تؤثر على مسار المفاوضات، حَيثُ يمكن أن تجعل حكومة “نتنياهو” أكثر حذرًا في التعامل مع حماس، وقد تدفعها إلى تقديم تنازلات لتحقيق صفقة تبادل أسرى.

وبشكلٍ عام، فرسالة قائد بحجم “السنوار” إلى قائد بحجم السيد نصر الله، تعكس استراتيجية المقاومة في استخدام الضغط النفسي والسياسي لتعزيز موقعها وتأكيد ثباتها وصمودها وتواجدها في الميدان وتعزيز موقفها التفاوضي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الضفة الغربیة المحتل ة فی مواجهة الاحتلال الجهاد والمقاومة الشعب الفلسطینی صفقة تبادل أسرى التأکید على ة فی مواجهة أن الرسالة مراقبون أن فی السیاق فی الضفة نصر الله من الضغط یمکن أن یزید من من خلال کما أن إلى أن أن هذه

إقرأ أيضاً:

كيف استطاعت المقاومة في غزة الصمود خلال 2024؟.. أسباب مهمة

تدخل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عاما جديدا في مقارعة قوات الاحتلال والتصدي لعدوانها المتواصل على الأحياء والمخيمات والمدن منذ ما يزيد عن 14 شهرا متواصلة.

ولا تُظهر المقاومة في قطاع غزة أي نوع من التراجع أو الانكسار أو الضعف، رغم التحديات والعقبات الجسيمة التي واجهتها بفعل اشتداد العدوان الوحشي، وتواصل الحصار، وانقطاع خطوط الإمداد الداخلية والخارجية.

وشهد العام الجاري الذي يوشك على الانتهاء، عمليات شبه يومية ضد مواقع قوات للاحتلال، خصوصا في مناطق التوغل في شمال وجنوب قطاع غزة،  مثّل بعضها محطات فارقة في جهود المقاومة في مقارعة الاحتلال والتصدي لتوغلاته واجتياحاته المستمرة، بل واعتبر من قبل بعض المحللين صمودا أسطوريا لا مثيل له في العصر الحديث.

واستخدمت المقاومة الفلسطينية خلال معركتها المستمرة منذ عام تكتيكات عديدة في مواجهة جيش الاحتلال لمقاربة معادلة القوى التي لا تقارن بين الطرفين، ولعل ذلك يكشف سببا رئيسيا لفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في غزة طوال 14 شهرا.

ومنذ بداية العملية البرية، تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال، إذ لا يمر يوم إلا وهناك مقاطع مصورة وبيانات عن المعارك الدائرة في مختلف محاور التوغل.


"إرادة أبناء الأرض"
تبرز إرادة القتال والصمود لدى المقاومة الفلسطينية على أرضها، كأحد أهم عوامل الاستمرار في مقارعة الاحتلال، والنيل منه، رغم حجم هائل من الصعوبات والمعيقات التي تحول "افتراضيا" دون استمرار أعمال التصدي والمقاومة في قطاع غزة، إذ كيف لمقاومة محاصرة، لا عمق لها، ولا خطوط إمداد داخلية وخارجية تغذيها أن تستمر؟

يدرك المقاومون في غزة أن المعركة التي يخوضونها، معركة فاصلة ومهمة، إذ يراد لهم أن يسحقوا حتى آخر مقاوم، ليبدأ في غزة عهد جديد ببصمة إسرائيلية صرفة، وإزاء هذا الاعتقاد، وهذه القناعة تواصل المقاومة دورها بعزيمة من حديد، رغم الجراح الغائرة، وحالة الخذلان غير المسبوقة.

العقد والكمائن
عمدت المقاومة لاستخدام أسلوب حرب العصابات، الذي يستند إلى التجربة الفيتنامية في المعارك بعيدًا عن القتال الجبهوي.

ويقاتل أفراد المقاومة في عقد قتالية معدة مسبقة، يشتبكون خلالها مع الاحتلال في الزمان والمكان الذي يختارونه، لتحييد أكبر قدر ممكن من فارق القوى بينهم وبين جيش الاحتلال المجهز بأحدث الأسلحة وأكثرها تدميرا.

كذلك كانت الكمائن المركبة كابوسا للاحتلال، حيث كبدته خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، فضلا عن الكمائن المنفردة وعمليات القنص وتفجير العبوات والأنفاق المعدة مسبقا لاستدراج جيش الاحتلال.


أساليب متطورة
طورت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب من تكتيكاتها بشكل كبير، وبدا ذلك واضحا من خلال استمرارية العمليات وعجز الاحتلال عن السيطرة على منطقة واحدة في القطاع دون أن يتلقى الضربات.

يقول مصدر ميداني مطلع لـ "عربي21" في تصريح سابق، إن "المقاومة عملت في بعض الأماكن على تسيير الاحتلال كما تريد هي، وفقا لخطط معدة مسبقا، كما اختارت هي المكان والزمان للكثير من فصول المواجهة".

وأضاف أن المقاومة سحبت مجموعات وتشكيلات عسكرية من بعض الأماكن، ودفعت بها لأماكن أخرى، بعد دراسة معمقة لطبيعة الميدان في إطار خطة لإدارة والاستفادة القصوى من العناصر المقاتلة على الأرض".

تجنيد وإعادة تدوير
يقول المصدر الميداني، إن المقاومة كيفت نفسها مع حرب طويلة الأمد التي أعدت لها العدة منذ زمن، كما غيرت بعض التكتيكات تماهيا مع المواجهة الطويلة.

وتحدث المصدر عن إطلاق حملة تجنيد واسعة النطاق للشباب في إطار التجهيز لحرب استنزاف طويلة لقوات الاحتلال، مؤكدا أن الفصائل وخصوصاً القسام تمكنت من تجنيد الآلاف خلال الأشهر القليلة الماضية.

من جانب آخر، فقد أظهرت مقاطع مصورة للقسام تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال، من مواد أعيد تدويرها خلال الحرب.

وعن ذلك، يقول المصدر إن المقاومة أعادت تصنيع القنابل التي يطلقها الاحتلال صوب المنازل والأهداف ولا تنفجر، حيث تستخدم خصوصا في إطار عبوات ناسفة جديدة لاستهداف آلياته. إلى جانب استخدام المواد داخل هذه القنابل في الرؤوس المتفجرة والقذائف والصواريخ.


القتال تحت الأرض
في تشرين الأول/ أكتوبر، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول تكتيكات حركة حماس في بناء الأنفاق، مبينة أن التفاصيل ظهرت ضمن دليل إرشادات للحركة، ويعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية في أثناء حرب غزة الحالية.

وقالت الصحيفة، إن دليل القتال تحت الأرض يتضمن تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.

وجاء في وثيقة أنه في "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.

وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية، كما تروي الصحيفة.

وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين.

وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، والذي اغتيل في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية، كما زعمت نيويورك تايمز.

ونقلت عن تامير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، قوله "إن استراتيجية حماس القتالية تعتمد على تكتيكات تحت الأرض. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتهم قادرين على الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي حتى الآن".

الخداع والتخفي
من عيون الأنفاق المفخخة إلى الدمى وأصوات تحاكي أصوات الأسرى وصولا للأسلحة المعدة لجذب الجنود، تفننت المقاومة الفلسطينية في أساليب خداع جيش الاحتلال.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن عسكريين إسرائيليين، ما وصفوه بتكتيكات حماس خلال الحرب البرية في قطاع غزة المحاصر.

وقالت الصحيفة، إن "مقاتلي حركة حماس أعدّوا الكمائن والأفخاخ المتفجرة والدمى للإيقاع بالجنود الإسرائيليين خلال القتال الدائر حاليا في غزة".


وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين، على سبيل المثال، يستخدمون الدمى وحقائب الأطفال مع مكبرات صوت تبث أصوات بكاء قرب مدخل نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة، بحسب جيش الاحتلال لاستدراج الجنود لزقاق ضيق مليء بالأنقاض قرب مخيم جباليا.

ويقول جيش الاحتلال، إنه "جرى وضع هذه الأشياء عمدا بالقرب من مدخل النفق. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي صورا قال إنها لاثنتين من عارضات الأزياء أو الدمى ملفوفة في ملابس أطفال ملغومة بالمتفجرات".

وتنقل الصحيفة عن جيش الاحتلال قوله إن "جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، وهي محاولات، كما يعتقد القادة، لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن رهائن في مكان قريب". 

كما تحدث ضابط برتبة مقدم في وحدة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال عن تكتيكات حماس، تضمنت "أفخاخا متفجرة ودمى وبكاء وأشخاصا يتحدثون العبرية". 

وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بموجب القواعد التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن وحدته أُرسلت مؤخرا لفحص مبنى في وسط غزة، حيث سمع بعض الجنود "تسجيلات بكاء"، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على مصدرها".

وتابع ضابط بالجيش بأن "قنابل كانت معلقة في أكياس رمل على الجدران لتنفجر على مستوى رؤوس الجنود"، وأردف بأنه "من خلال بكاء الأطفال وكل هذه الحيل، تهدف حماس لإيقاع قوات الجيش في الفخاخ".

مقالات مشابهة

  • بوحبيب ينقل رسالة إلى دمشق: لبنان يتطلع لأفضل العلاقات
  • كيف استطاعت المقاومة في غزة الصمود خلال 2024؟.. أسباب مهمة
  • حصاد 2024.. أبرز اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات «حماس» و«حزب الله»
  • محلل سياسي: هجمات الحوثيين على إسرائيل تحمل رسالتان
  • هل يدير شقيق السنوار مفاوضات وقف إطلاق النار؟.. تفاصيل ساعات الحسم.. عاجل
  • ابتهال فاروق وأول رسالة دكتوراه عن مسلسل الاختيار 3
  • إسرائيل تتهم السنوار بعرقلة مفاوضات هدنة غزة.. خلافات حول آلية تنفيذ صفقة التبادل
  • عاجل - شركة أمريكية تتعرض لانتقادات بسبب بيع منتجات تحمل صور السنوار
  • غضب إسرائيلي بعد عرض شركة أمريكية قمصانا تحمل صورة السنوار ( صور)
  • إسرائيل تنفجر غضبا من شركة عالمية تطبع صور السنوار على القمصان