الفضاء الرقمي بين التفاهة والمسؤولية ورهان المعالجة
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
يشهد الفضاء الرقمي اليوم زيادة ضخمة في حجم المحتوى بمختلف أنواعه وأشكاله، حيث يمكن من خلاله لأي شخص الوصول إلى جمهور واسع بسرعة وسهولة، دون الحاجة إلى معرفة عميقة أو خبرة كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار المحتوى السطحي على منصات التواصل الاجتماعي، مما يثير تساؤلات حول العوامل التقنية، الاقتصادية، القانونية، والاجتماعية التي تعزز هذه الظاهرة.
تأثير دانينغ-كروجر ودور الاقتصاد الرقمي
للإحاطة بهذه الظاهرة، يمكن الإشارة إلى تأثير « دانينغ-كروجر »، وهو مفهوم يوضح كيف يميل الأشخاص الذين يمتلكون معرفة محدودة إلى المبالغة في تقدير قدراتهم. هذه الثقة الزائدة تدفعهم إلى نشر محتوى رقمي سطحي وغير مستند إلى أسس معرفية متينة، في المقابل، يميل الأشخاص الأكثر معرفة إلى الشك والتدقيق، مما يقلل من تواجدهم الرقمي.
من جهة أخرى، يلعب الاقتصاد الرقمي دورًا رئيسيًا في هذه الظاهرة، حيث تعتمد منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الربح السريع من خلال الإعلانات، وهذا يدفع صناع المحتوى، في بحثهم عن دخل مادي، إلى إنتاج مواد تجذب المزيد من المشاهدات والتفاعل، حتى وإن كانت ذات جودة ضعيفة، هذا التركيز على الانتشار الواسع والسريع غالبًا ما يأتي على حساب المحتوى المفيد والمثمر.
الفضاء الرقمي كامتداد للفضاء العام
وفي نفس السياق نحتاج لفهم الفضاء الرقمي، وذلك بالرجوع إلى مفهوم الفضاء العام الذي طرحه الفيلسوف يورغن هابرماس. في الأصل، كان الفضاء العام يمثل الساحة التي يجتمع فيها الناس لمناقشة القضايا العامة بشكل عقلاني ومنظم ويشكل دائرة تتوسط السلطة والمجتمع، تأثر مع مرور الوقت لعوامل اقتصادية وسياسية. لكن اليوم، في عصر الأنترنت وما تلاها من تطورات تكنولوجية، امتدت هذه الساحة التقليدية إلى فضاء جديد للتواصل والتفاعل وصياغة الرأي العام، وبدوره أصبحت الساحة الرقمية خاضعة لتأثيرات أخرى، مثل الخوارزميات والمصالح الاقتصادية.
هذه الخوارزميات، التي تدير منصات التواصل الاجتماعي، تفضل المحتوى الذي يولد أكبر قدر من التفاعل، بغض النظر عن جودته. وبالتالي، نجد أن المحتوى السطحي والمثير هو الذي يهيمن على هذه المنصات، في حين يتم تجاهل المحتويات التي تقدم معلومات معرفية أو نقاشات هامة، مما يساهم في تشكيل مزاج ورأي عام بطرق غير صحيحة تعتمد على الإثارة أكثر من المعرفة.
أهمية التنظيم التقني ودور التأهيل والتكوين
وللحد من هذه الظاهرة، هناك حاجة ملحة لتطوير إطار تنظيمي وتقني يحكم الفضاء الرقمي، بجعل هذه الفضاءات شفافة الخوارزميات وتُوجه نحو تشجيع المحتويات ذات الجودة وتثري الفضاء، بدلًا من تلك التي تركز فقط على الانتشار الواسع والسريع دون قيد ولا شرط.
إلى جانب التنظيم التقني، يبقى التأهيل والتكوين أمرًا أساسيًا لتحسين جودة المحتوى الرقمي، ويحتاج صناع المحتوى إلى تطوير مهاراتهم الفكرية والرقمية، ليكونوا قادرين على إنتاج مواد ذات قيمة حقيقية، كمايشمل التأهيل أيضًا تعلم مهارات التفكير النقدي وفهم أخلاقيات الإعلام الرقمي والحقوق والواجبات في هذا الفضاء.
المقاربة القانونية بين الحرية والمسؤولية
كما يحتاج الفضاء الرقمي إلى إطار قانوني ينظم السلوك الرقمي بنفس المقاصد التي تنظم الفضاء العام التقليدي. اذ لا يمكن السماح للممارسات غير الأخلاقية أو المحتويات التي تتسبب في إلحاق الضرر أو التي تحمل مخاطر للأفراد أو المجتمع بأن تكون شائعة في الفضاء الرقمي في حين أنها مجرمة في الفضاء العام. لذلك، هناك حاجة لوضع قوانين تنظم هذه المحتويات بهدف الحفاظ على سلامة الجميع. فالعديد من الدول شرعت في تطوير تشريعات تهدف إلى مكافحة انتشار الأخبار الزائفة والمحتويات المسيئة لعقلنة وتنظيم الفضاء الرقمي. هذه القوانين يجب أن تكون مرنة لتواكب التطورات التكنولوجية السريعة، وأيضًا أن تكون صارمة في التعامل مع التهديدات الرقمية الجديدة.
في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها الفضاء الرقمي، تبرز الحاجة إلى تنظيم تقني وقانوني يوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية. وذلك بتضافر جهود الحكومات، الشركات الكبرى للتكنولوجيا، وصناع المحتوى وفعاليات المجتمع المدني من أجل تعزيز الشفافية في عمل الخوارزميات، والتأهيل المستمر لصناع المحتوى، وتطبيق قوانين صارمة لحماية المتلقي، لجعل الفضاء الرقمي ساحة مثمرة للنقاشات الجادة والمعرفية، تعزز جودة التفاعلات ومساهمة في صياغة حقيقية للرأي العام ودعم لمجتمع المعرفة، وليس فقط ساحة مليئة بالفوضى والإثارة والانتشار الواسع والسريع للتفاهة.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الفضاء الرقمی الفضاء العام هذه الظاهرة
إقرأ أيضاً:
GeForce RTX تدعم صناع المحتوى واللاعبين
في نهاية هذا العام يحصل صناع المحتوى واللاعبون على فرصة ذهبية لتحديث أجهزتهم بأجهزة جديدة تحمل كروت شاشة NVIDIA GeForce RTX 40، سواء نتحدث عن أجهزة اللابتوب الرفيعة وذات التصميم المميز مع الأداء الرسومي المميز الى أجهزة الكمبيوتر المكتبية ذات الأداء المرتفع جدًا، مرورًا بشاشات G-Sync وكروت شاشة RTX 40 المُدعمة بالذكاء الإصطناعي، كل ذلك لتقديم
رسومات مميزة واستجابة تجعلك تفوز في أصعب الألعاب، كل هذا مثالي من اجل تحسين تجربة اللعب والإبداع والإنتاجية والتطوير، كل هذه التقنيات
المتقدمة تمت هندستها لنقل الأداء الى مستوى آخر، وتحويل كل هذه التقنيات
الى ضروريات يجب أن يحصل عليها أي مستخدم قبل العام الجديد.
كروت شاشة NVIDIA GeForce RTX 40 هي أكثر التقنيات المتقدمة التي تقوم بتزويد أسرع أجهزة اللابتوب وأجهزة الكمبيوتر في العالم بالطاقة لخدمة اللاعبين وصناع المحتوى، وبفضل المعالجات المُخصصة لتقنية الذكاء الإصطناعي، انت تحصل على أداء مرتفع يقوده الذكاء الإصطناعي على نظام ويندوز على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، سواء احتجت هذا الأداء في الألعاب
او الدراسة او صناعة المحتوى والترفيه، اعتبر ان الذكاء الإصطناعي هو مُساعدك الشخصي المتوفر عندما تحتاجه في أي وقت، والمُستعد دائمًا لمساعدتك، باستعمال كروت شاشة GeForce RTX المُقواة بالذكاء الإصطناعي يمكنك الدخول الى أصعب المهام بسهولة، وزيادة إنتاجيتك ورفع من مستوى
إبداعك وألعابك، مما يُحررك من التفكير في تحسين نفسك بل تنتقل الى
التركيز فيما هو أهم؛ تحويل مغامراتك وأفكارك الى واقع وبث الحياة بهم.
أفضل تجربة ألعاب مع الذكاء الإصطناعي
اللاعبون يمكنهم الاستمتاع بأفضل أداء ممكن وأفضل جودة صورة مع تقنية
NVIDIA DLSS الحصرية التي يقودها الذكاء الإصطناعي
تجربة إبداعية مُسرعة بالذكاء الإصطناعي المتقدم على لابتوب RTX وأجهزة الكمبيوتر المكتبي يمكن للمُبدعين تقوية عملهم الإبداعي عن طريق استغلال قوة كروت شاشة RTX،
والتي تُسرع أداء أكثر من 120 تطبيق شهير من التطبيقات الإبداعية وذلك
بفضل الأداء المُقوى بالذكاء الإصطناعي، المُبدعون الذين يستعملون كروت
شاشة من سلسلة RTX 40 يحصلون على المزيد من الأداء مع إمكانية الوصول الى تطبيقات NVIDIA Studio الحصرية والمجانية، والتي تم تمصميها لتُلهم وتزيد من قوة إبداعهم، هذه التطبيقات مثل Canvas للرسامين المحترفين في مجال الرسم الرقمي، وOmniverse لصناعة المحتوى ثلاثي الأبعاد، مع NVIDIA
Broadcast لمن يحبون الخروج في بث مباشر، في النهاية سواء كنت من محبي الرسم او من محبي المؤثرات الحركية والأنيميشن او من محبي تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد وتصميم المشاهد المعمارية المُذهلة او تحب الخروج في بث مباشر، فتطبيقات RTX ومصاتها تضمن لك مزيدًا من الوقت في تحويل أفكارك الى واقع ووقتًا أقل في الإنتظار.
الذكاء الإصطناعي يُساعدك في الإبداع والترفيه
مع مميزات RTX المُزودة بالذكاء الإصطناعي فكل ما تقوم به من استعمالك للتطبيقات الى مُشاهدة برامج التلفاز يُصبح أذكى، وأسرع وأكثر متعة ، على سبيل المثال تطبيق Chat RTX يُعطيك إجابات مُخصصة من ملفاتك الخاصة،
يمكنك بسهولة البحث في ملاحظاتك وملفاتك وصورك باستعمال الكتابة او البحث باستعمال الصوت وذلك باستعمال روبوت المحادثات الخاص بك، بالإضافة الى امكانية استعمال RTX Video لزيادة جودة ودقة فيديوهات الإنترنت الى جودة 4K النقية والمميزة من الجودات المنخفضة باستعمال الذكاء الإصطناعي، كما يمكنك تحويل غرفتك الى استوديو منزلي مع NVIDIA Broadcast ومميزاته المتقدمة.
ذاكر وانهي واجباتك بشكل أسرع
مع كروت GeForce RTX 40 سواء على أ جهزة اللابتوب او الكمبيوترات
المكتبية تحصل على أداء مُسرع لأكثر تطبيقات STEM شهرة، مما يعني ان
الطلاب يمكنهم الحصول على كل ما يحتاجون من معامل الكمبيوتر الخاصة
بمدارسهم ليستطيعوا الإنتهاء من مذاكرتهم بشكل أسرع على عتاد RTX الخاص بهم في منازهم، مع كروت GeForce RTX ستكون جاهزًا للواجبات الصعبة والسهلة في نفس الوقت، ستتمكن من العمل أسرع وان تأخذ واجباتك معك اينما كنت، مما يعطيك فرصة أفضل في استكشاف المواضيع التي تهمك.
الأكثر كفاءة والأعلى أداء والأقل صوتًا
مع تقنية Max-Q الحصرية على والمُدعمة بالذكاء الإصطناعي من NVIDIA ستحصل على المزيج الأمثل بين الأداء المُحسن وأجهزة اللابتوب هادئة الصوت، مع زيادة عمر البطارية المُصممة لتظل جاهزًا طول الوقت، سواء كنت تلعب او تعمل في إبتكار جديد او تعمل خارج المنزل.
في موسم الأجازات الحالي يمكنك تطوير تجربة الألعاب والإبداع وصناعة
المحتوى مع لابات GeForce RTX 40 وأجهزة الكمبيوتر المكتبي الحاملة لهذه
الكروت، أسرع وأقوى عتاد في العالم كله، سواء كنت لاعبًا تبحث عن الأداء
الأسرع والأفضل، او كنت مُبدعًا تبحث عن مساحة عمل أسرع وأكثر إبداعية او
كنت طالبًا تريد ان تُنجز مذاكرتك بشكل أكثر كفائة فالاجهزة التي تستعمل
سلسلة RTX 40 تُقدم أداءًا لا مثيل له وكفائة واعتمادية لا تنتهي، لا
تضيع فرصتك واحصل على عروض مميزة في موسم الأجازات الحالي.