هل تجب الفدية لمن توفِّي وعليه صوم بسبب المرض؟
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
يُصاب الإنسان بالمرض وهو فيه مُسير غير مُخير، واستخرج العلماء القاعدة الفقهية الذهبية التي تقول (أن المشقة تجلب التيسير)، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم( ليس على المريض حرج)، لذا يسر الإسلام على المريض الفروض كالصيام في رمضان أسقطه عن المريض، فما حال من توفي وعليه أيام صيام لم يُدركها بسبب المرض، وهل تجب عليه الفدية؟
قالت دار الإفتاء المصرية أنه من أفطر في رمضان بسبب المرض؛ فعليه القضاء عند زوال ذلك المرض؛ فالمرض من الأعذار المبيحة للفطر إذا كان مؤديًا إلى ضرر في النفس، أو تأخير في الشفاء، فعلى المريض أن يُفطر في هذه الحالة.
وأضافت دار الإفتاء أنه من تمكَّنَ من القضاء بعد شفائه ولكنه لم يقضِهِ حتى توفي؛ وجب إخراج الفدية عنه من الثلُث المخصص للوصايا في تَرِكته إن كان قد أوصى بذلك، فإذا لم يوصِ يكون إخراجها عنه على سبيل الاستحباب والتبرع من أيِّ أحدٍ؛ سواء أكان من الورثة أم غيرهم، ولا تُخرَج من التَّرِكة إلا أن يتَّفق الورثة على إخراجها منها.
من مات وعليه صيام بسبب المرض ولم يتمكن من القضاءوضحت دار الإفتاء أنه إذا كان المرض مما يغلب على الظن الشفاء منه -وذلك بقول أهل الطب المتخصصين- وليس مزمنًا، وأفطر المريض بسببه، على أمل أن يقضيَ الأيام التي أفطرها بعد تمام الشفاء والعافية، ثم شُفِيَ لكنه لم يتمكن من قضاء الأيام التي أفطرها حتى مات، أو مات في مرضه هذا؛ فلا شيء عليه؛ لأنه يُشترَط لوجوب القضاء بلوغُ عدةٍ من أيامٍ أُخَرَ؛ كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]، ولم يبلغها بموته؛ فسقط في حقه القضاء، ولكونه غيرَ مخاطَبٍ بالفدية حال مرضه الذي يغلب على الظن شفاؤه منه بقول أهل الطب المتخصصين، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء.
وانتهت دار الإفتاء إى أن من أفطر في رمضان بسبب المرض الذي يغلب على الظن الشفاء منه بقول أهل الطب المتخصصين، ثم مات في مرضه هذا، أو شفاه الله تعالى منه لكنه مات بعد ذلك مباشرة؛ فلا شيء عليه؛ لعدم تمكنه من قضاء أيام الصوم التي أفطرها قبل موته، ولكونه غيرَ مخاطَبٍ بالفدية حال مرضه هذا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرض صيام لمرض رمضان دار الإفتاء بسبب المرض
إقرأ أيضاً:
دعاء للمريض بالشفاء.. ردده بيقين يشفيه الله
دعاء للمريض بالشفاء.. المرض من أعظم الابتلاءات التى يمكن أن يُبتلى بها الإنسان أو يبتلى بها أحد من أحبته، ولا يملك إلا أن يلجأ إلى الله بالدعاء ليرفع الله هذا المرض وينعم عليه وعلى أحبائه بالصحة والعافية، لذلك سنذكر فى السطور القادمة دعاء للمرض بالشفاء يمنكم الاستعانة به.
دعاء للمريض بالشفاء
(اللهم أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).
- (اللهمَّ عافِه في بدنه، اللهمَّ عافِه في سمعي، اللهمَّ عافِه في بصري).
- (بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ).
- (لا بَأْسَ، طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ).
- قراءة سورة الفاتحة على المريض، قال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
- قراءة المعوذتين على المريض؛ وهي سورة الفلق، قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)
- وقراءة سورة الناس على المريض، قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَٰهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
دعاء لشخص مريض تحبه
- إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يارب العالمين.
- اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية.
- اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلا وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تمنّ علينا بالشفاء العاجل، وألّا تدع فينا جرحاً إلّا داويته، ولا ألماً إلا سكنته، ولا مرضاً إلا شفيته، وألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل، وشافِنا وعافِنا واعف عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير. أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك.
- ربّ إنّه مسّه الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكِ وسائر مرضى المسلمين. اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقماً أبداً.
أيات الشفاء من القرآن
تلقى الدكتور مجدى عاشور، مستشار المفتى السابق، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا مضمونه: “ما هي آيات الشفاء في القرآن الكريم.. وهل لها تأثير في العلاج من الأمراض؟”.
وأجاب مجدي عاشور، عن السؤال عبر صفحته على “فيس بوك”، قائلًا: “إن آيات الشفاء في القرآن الكريم، هى 6 آيات ذكرت فيها كلمة (شفاء)، وتُقرأ على من به مرض، رجاء من الله أن يشفيه”.
آيات الشفاء من القرآن
وأوضح أن هذه الآيات هي:
{وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 14].{قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءً لِمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57].{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80] .{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} [النحل: 69].{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44] .وبين "عاشور" أنه ينبغي على قارئ هذه الآيات أن يتحلى بالإخلاص وصدق النية، ويعلم أن الشفاء بيد الله عز وجل على كل حال.
وأشار إلى أنه لا يمنع الاستشفاء بهذه الآيات من استعمال الدواء لما روى عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود رضی الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ دَوَاءٌ، جَهِلَهُ مِنْكُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَعَلِمَهُ مِنْكُمْ مَنْ عَلِمَهُ" (مسند الإمام أحمد / 4267).
ونوه إلى أن آيات الشفاء في القرآن يرجى عند قراءتها شفاء المريض، مع الأخذ بالأسباب الطبية؛ إذ لا تعارض بينهما.