مرصد الأزهر: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مظاهر شكر الله
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة يستذكر فيها المسلمون مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أضاء برسالته السماء والأرض، ويمثل هذا الاحتفال فرصة للتعبير عن المحبة والاحترام لشخص النبي الكريم، وتذكير الأجيال بقيمه السامية وتعاليمه الإنسانية، وهو ما أكده مرصد الأزهر الشريف.
وأوضح مرصد الأزهر الشريف، أن فضل الاحتفال بالمولد النبوي يتمثل في تعزيز الوحدة بين المسلمين، وتقوية الروابط الاجتماعية والدينية، يشهد الاحتفال أنشطة متنوعة تشمل تلاوة القرآن الكريم، ذكر الأحاديث النبوية، وتنظيم المحاضرات والندوات التي تركز على سيرة الرسول وتفاصيل حياته العطرة على مستوى الجمهورية، ويُعد هذا اليوم فرصة أيضًا لتعزيز العمل الخيري ومساعدة المحتاجين، اتباعًا لنهج النبي في الرحمة والعطاء.
مرصد الأزهر يوضح حكم حلوى المولد النبويوأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة المولد، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [ أخرجه مسلم]
وأوضح المرصد في بيان له أنه إذا ثبت ذلك، وعُلِم؛ فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا، وقد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِهِ ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ.
ومن يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقًا؟!، والله تعالى يقول:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ…} [الأعراف: 32]
وما وجه الإنكار على إعلان يوم مولده شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التى حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ ﷺ.
كما شدد المركز على أنه لا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه ﷺ للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف المولد النبوي مرصد الأزهر الاحتفال بالمولد النبوی مرصد الأزهر الله تعالى
إقرأ أيضاً:
النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له
أحدث ما قرأت كتاب أهدانيه مؤلفه أ. د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والكتاب صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان: «محمد صلى الله عليه وسلم النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له»، ويقع فى 160 صفحة من القطع الصغير الذى يسهل حمله وقراءته فى أى مكان.
الكتاب يتناول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كنموذج يحتذى به في الأخلاق والسلوك، مع تسليط الضوء على شهادات مفكرين ومؤرخين غير مسلمين عن عظمته وإنجازاته. ويعرض فى سطور مختصرة سيرة الحبيب المصطفى، فيذكر مولده ونشاته وهجرته وأسمائه وزوجاته وأبنائه وأحفاده ثم وفاته عليه أفضل صلاة وأتم تسليم.
يركز المؤلف فى الفصل الأول على سمات النبي الأخلاقية والإنسانية، مثل الصدق، الأمانة، التواضع، والرحمة التي جعلته محبوبا من أتباعه وحتى من أعدائه. ثم يناقش كيف انعكست هذه الأخلاق على حياته اليومية وتعاملاته مع الناس، مما جعله نموذجا لكل إنسان يسعى للعيش بقيم سامية، وفى الفصل نفسه يوضح المؤلف كيف نجح النبي في الجمع بين الحكمة في اتخاذ القرارات الشجاعة في المواقف الصعبة، والعدل في إدارة شؤون الناس.
ومن أبرز فصول الكتاب، الفصل الخاص بشهادات غير المسلمين له، حيث يركز على استعراض شهادات مفكرين ومؤرخين عالميين غير مسلمين، الذين أبدوا إعجابهم بشخصية النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتأثيره العميق في التاريخ. وفيه يسعى المؤلف إلى توضيح أن شخصية النبي محمد ليست موضع تقدير للمسلمين فقط، بل إن كثيرا من الشخصيات البارزة عالميا من غير المسلمين، عندما درسوا سيرته بحيادية، أعربوا عن احترامهم وإعجابهم به كقائد ومعلم وصاحب رسالة إنسانية عالمية.
ومن الشهادات البارزة التي تناولها الكتاب ما قاله مايكل هارت الذى اعتبر النبي محمد في على رأس أعظم مائة كأكثر شخصية مؤثرة في التاريخ، واعتبر هارت أن النبي محمد هو الوحيد الذي نجح في الجمع بين القيادة الدينية والسياسية على أعلى المستويات، مما أحدث تأثيرًا لا يزال مستمرًا حتى اليوم.
وعبر المهاتما غاندي عن إعجابه بأخلاق النبي محمد، خاصة تواضعه ورحمته مع الفقراء والضعفاء، ورأى غاندي أن النبي استطاع تحويل مجتمع جاهلي إلى مجتمع متحضر، معتمدا على قوة الإيمان والتسامح.
أما المستشرق الفرنسي لامارتين فى كتاب "تاريخ تركيا"، يقول: "إن النبي محمد هو أعظم إنسان عرفه التاريخ، حيث جمع بين الحكمة، البلاغة، والإصلاح الاجتماعي"، ويضيف لامارتين: "إذا كانت عظمة الغاية وقلة الوسائل والنتائج المدهشة هي معايير العبقرية، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أي عظيم في التاريخ بمحمد؟".
واعتبر برنارد شو أن النبي محمد لو عاش في زمننا الحديث، لحل مشاكل العالم بطريقة تجلب السعادة والسلام، ويرى أن تعاليم النبي محمد تمثل قمة الأخلاق والعدل، وأنه شخصية لا يمكن إلا أن تُحترم.
ويعرض المؤلف الدكتور محمد مختار جمعة هذه الشهادات وغيرها كوسيلة للرد على الافتراءات والاتهامات التي رُوّجت ضد النبي محمد في الغرب، مؤكدا أن الحقيقة تظهر لكل من يدرس سيرته بإنصاف، وأن هذه الشهادات تثبت أن الإسلام ونبيه محمد يمثلان رسالة إنسانية تهدف إلى إصلاح العالم وإقامة العدل، وأن شخصية النبي محمد تقدم نموذجا عمليا لكل إنسان في القيادة، الأخلاق، والإصلاح الاجتماعي.
وتبرز هذه الشهادات أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، بعيدا عن الصور النمطية، وفى خاتمة الفصل يؤكد المؤلف أن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تزال تلهم البشرية بأسرها، وأن شهادات غير المسلمين هي دليل حي على عظمة هذا الإنسان الذي حمل رسالة سماوية تهدف إلى الارتقاء بالبشرية جمعاء.