مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية الأخيرة، أثار فوز الإسلاميين جدلاً واسعاً بين المراقبين؛ حيث تباينت الآراء التي رصدتها "عربي21" بخصوص هذا الفوز، بين من يرى أنه مفاجأة كبيرة، وبين من يراه بترتيب رسمي، ويهدف لتوجيه رسائل متعددة للداخل والخارج. 

وحصل حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن على نحو نصف مليون صوت لقائمته العامة، محرزاً 31 مقعدا من أصل 138.



وبين الرأيين، يقف الإسلاميون معلنين ثقتهم في قوتهم المتجددة وتأثيرهم الكبير على الساحة السياسية الأردنية، إذ صرح القائم بأعمال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، وائل السقا: "إذا كان نجاحنا يشكل ضغطاً على أي تهديد خارجي، فنحن كنّا وسنبقى في صف الوطن وحمايته واستقراره".

وتابع السقا، في حديثه لـ"عربي21": "إن كان الهدف يتعلّق برسائل يريد توجيهها صاحب القرار، فهذا يعني أننا قوة مؤثرة داخلياً وخارجياً، وهذا مبعث فخر لنا".

وبرزت محاولات لفهم الصورة بشيء من التفصيل، حيث يقول الكاتب والسياسي، خالد حسنين، لـ"عربي21" إنه "رغم التدخلات السياسية من بعض أجهزة الدولة إلا أنه كان هناك عدة عوامل فوز الإسلاميين".

ويوضّح: "أولاً، كانت الدولة الأردنية قادرة على ضبط العملية الانتخابية، ولكن يبدو أنها اختارت عدم التدخل في القوائم الوطنية، على عكس الدوائر المحلية التي شهدت تدخلات واضحة من الأجهزة الأمنية والسبب وراء هذا الحياد النسبي قد يكون رغبة الدولة في معرفة الوزن الحقيقي للأحزاب الجديدة، وخاصة أن هذه الانتخابات هي الأولى بعد تطبيق القانون الانتخابي الجديد".

ويشير حسنين إلى أن سلوك جماعة الإخوان، في السنوات الأخيرة، كان حذرًا، حيث أظهرت مرونة في التعامل مع الدولة، وتجنبت المواجهة المباشرة في العديد من القضايا مثل نقابة المعلمين، ما جعل الدولة ترى فيهم شريكًا غير مهدد لبنيتها.

كما أن الدعم الشعبي الكبير لحركة  المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في الأردن، وخاصة بعد معركة "طوفان الأقصى"، عزّز من تأييد الناخبين للإخوان ورفع من شعبية الحزب في الشارع الأردني.

ووفقاً لحسنين: "قد تكون الدولة الأردنية رأت في تعزيز ورقة الإخوان المسلمين، فرصة استراتيجية لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمستقبل غزة والمفاوضات مع القوى الدولية".


من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية، أريج جبر، لـ"عربي21" أنه "تم إقصاء أي محاولة للتأثير أو التدخل في سير العملية الانتخابية وتمت بكامل الأطر الديمقراطية ومبرر ذلك يمكن فهمها محليًا ضمن مسارين".

وتابعت: "أولهما: محاولة احتواء جبهة العمل الإسلامي خلال الفترة المقبلة خاصة مع ما تتعرض له المملكة من ضغوط دولية وعربية حيال القضية الفلسطينية، فالاحتواء والمشاركة تضمن التأثير على نبض المواطن وحراك الشارع فيبقى ضمن المتوقع ويمكن توجيهه، عوضًا عن التأزيم والتصعيد وخلق أو فتح بوابة صراع جديدة".

"ثانيها، محاولة تقاسم التأزم السياسي والاقتصادي مع الإخوان وهم اختيار الشعب، وإجهاض هذه التجربة في ظل التحديات القائمة على المسارين المحلي والخارجي، والقول بأنهم أحزاب وصولية تسحب مع التيار ومع المصالح الذاتية المغلقة أسوة بغيرها من الأحزاب والمقاعد" أضافت المتحدثة نفسها.

ورغم تباين الآراء، إلى أنه من المتفق عليه من كثير من المراقبين أن عملية الانتخاب كانت نزيهة وشفافة بمعزل عن سؤال هل تفاجأ النظام وفشلت الأحزاب المستحدثة والمقربة من عباءته من كسب ثقة الناخبين أم هل رتب النظام لذلك عبر وقوفه على الحياد وإدراكه لقوة حزب الجبهة والتي تبقى ضمن المسار الموضوع بحيث لا تصل لأغلبية متحكمة بالقرار.

ويشير محللون إلى عدة أسباب قد تكون وراء هذا الفوز الكبير للإسلاميين، منها:
دعم غزة والمقاومة؛ إذ لا يمكن إنكار تأثير الأحداث الإقليمية مثل حرب غزة الأخيرة، حيث ظهر الإسلاميون في الشارع الأردني كأحد الداعمين الرئيسيين لغزة والمقاومة، ما يعزز موقفهم وشعبيتهم بين الناخبين.

وكذلك أزمة نقابة المعلمين؛ وشعور قطاع المعلمين ومعه نسبة كبيرة من المواطنين بالمظلومية بسبب ما واجهته النقابة من تضييق أدى لقرار حلها لاحقاً ومنع عودتها رغم وجود قرار قضائي، وقد ساهم وجود نائب نقيب المعلمين وعدد من أعضاء هيئاتها ضمن قوائم الحزب بذلك

كما يرى آخرون أن نسبة من الأصوات كانت تصويتا عقابيا ضد سياسات الحكومة الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك التضييق على الحريات والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مسألة الجسر البري الذي يمر عبر الأردن ويُستخدم لنقل البضائع إلى "إسرائيل".


كما أن هناك تأثيراً لتعديل قانون الانتخاب والتخلص من قانون الصوت الواحد المنتقد، واعتماد قانون انتخاب جديد يتضمن قائمة وطنية على مستوى المملكة، ما تجاوز النظام السابق الذي كان يعتمد على الصوت الوحيد، والذي كان يصب غالباً في صالح مرشحي العشائر والبلدات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الانتخابات البرلمانية الاردن الانتخابات البرلمانية الانتخابات الأردنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المخابرات الأردنية تعلن إحباط مخطط تخريبي بعد حملة اعتقالات واسعة

قالت دائرة المخابرات العامة في الأردن إنها أحبطت "مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة".

وتابع البيان بأن الأجهزة الأمنية التابعة للمخابرات، القت القبض على 16 ضالعا بتلك المخططات مؤكدة أنها كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021.

ولم يحدد البيان أسماء الأشخاص الذين تم اعتقالهم، أو انتماءاتهم.

وبحسب البيان، شملت المخططات قضايا تتمثل بـ: "تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج"، دون أن يحدد الدولة التي يقصدها.




وأحالت الدائرة القضايا جميعها إلى محكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني.

وسبق بيان المخابرات حملة اعتقالات واسعة في الأردن بحق نشطاء، وحزبيين.

واعتقلت السلطات الأردنية فجر الثلاثاء، خالد الجهني، مدير مكتب كتلة جبهة العمل الإسلامي النيابية.

وأكد حزب جبهة العمل الإسلامي اعتقال الجهني من داخل منزله بعد حضور قوة أمنية كبيرة، حيث جرى توقيفه وضبط أجهزته الشخصية.

وقال المحامي عبد القادر الخطيب في تصريحات صحفية، إن قوة أمنية كسرت باب منزل الجهني، وقامت باعتقاله بعد ترويع عائلته، وأوقفت أبناءه أيضا لمدة قبل إطلاق سراحهم.




وشهدت مواقع التواصل حملة تحريض واسعة ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، بسبب دعوتهم للتظاهر قرب سفارة الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الحدود مع فلسطين المحتلة.

وهاجم كتاب وصحفيون الجمعة، وحرضوا الدولة على الإخوان، وبدأوا بترويج شائعات عن قرب اتخاذ قرارات حاسمة ضد الجماعة.

وقبل أيام اعتقلت السلطات الأمنية عشرات المشاركين في الاحتجاجات على الحرب في غزة، خصوصا بعد الدعوة إلى مسيرة باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة.

مقالات مشابهة

  • النيابة الأردنية تتهم موقوفين بتصنيع أسلحة والإخلال بالنظام العام
  • رئيس كتلة الإسلاميين ببرلمان الأردن: الحكومة أحدثت فتنة ولا علاقة للإخوان
  • المصري الديمقراطي لـ صدى البلد: القائمة المطلقة قتلت المنافسة.. والنسبية تحقق العدالة
  • باحث سياسي: الإخوان في الأردن يشكّلون دولة موازية.. وتحركاتهم تخدم سيناريوهات الفوضى (خاص)
  • المخابرات الأردنية تعلن إحباط مخطط تخريبي بعد حملة اعتقالات واسعة
  • وفد تجمع المعلمين زار فرع تعاونية موظفي الدولة في النبطية
  • السلطات الأردنية تعتقل مدير مكتب كتلة العمل الإسلامي النيابية (شاهد)
  • جدل الشريعة الإسلامية يتجدد في برلمان الأردن.. وتحريض واسع ضد الإخوان
  • مركز حقوقيون الأردني يحذر من خطر قانون الأراضي والأبنية
  • مهزلة إخوان السودان في محكمة العدل الدولية