الجزيرة:
2024-09-18@10:51:38 GMT

حريق كنيسة القيامة عام 1808 وعصيان الانكشارية

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

حريق كنيسة القيامة عام 1808 وعصيان الانكشارية

عام 1808م نشب حريق في كنيسة القيامة في القدس على إثره اندلعت خلافات بين الطوائف المسيحية من جهة، مردها صراع على النفوذ داخل الكنيسة، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى، لكن سرعان ما عاد جو التسامح السائد في المدينة، والذي كان جزءا من السياسة العثمانية العامة. وأعيد بناء الكنيسة وانتهت أعمال الترميم عام 1810م.

الظروف التاريخية

في 30 سبتمبر/أيلول 1808م شب حريق في كنيسة القيامة أكل قبة الضريح المقدس "الروتوندا" وهي القبة الرئيسية للكنيسة، وقبة وسقف الكاثوليك، أما أشد الأضرار فوقعت في القسم الغربي من الكنيسة.

وبدأ الحريق في المنطقة المخصصة لطائفة الأرمن فاتُّهموا بالمسؤولية عن اشتعاله. ونصب رؤساء الطوائف المسيحية الخيام في ساحة الكنيسة لحراستها من النهب والاعتداءات. وتذكر بعض المصادر أن كبار علماء القدس المسلمين وأعيانها شاركوا في الحراسة، وكان بين هؤلاء مفتي الحنفية حسن أفندي الحسيني ونقيب الأشراف عمر أفندي الحسيني وغيرهما.

مشهد من داخل كنيسة القيامة في القدس (الجزيرة)

طلب رؤساء الطائفة الأرثدوكسية من السلطان العثماني محمود الثاني أن يسمح لهم بترميم الكنيسة وإعادة بنائها، فحصلوا على فرمان يأذن لهم بذلك في أوائل سنة 1809م. ولما باشروا العمل في مايو/أيار من السنة نفسها عارضهم رؤساء طائفتي الأرمن والكاثوليك.

كما أنهم حرضوا بعض المسلمين على منع بناء الكنيسة، فتوقفت أعمال الترميم وسادت القدس أجواء مشحونة بالتوتر الطائفي وانفلات زمام الأمور من أيدي الحكام. وبعد مدة وجيزة، تغلب الأرثوذكس على المعارضة المحلية وحاولوا متابعة العمل في الكنيسة، لكن رجال الانكشارية (قوات مشاة وفرسان من النخبة في الجيش العثماني) اعترضوا العمال بسلاحهم ومنعوا استمرار العمل في الكنيسة على الرغم من فرمان السلطان وأوامره.

ولما حاولت الدولة التدخل ثانية وفرض استمرار أعمال الترميم أعلن جنود الانكشارية الثورة على المتسلم وطردوه من المدينة وسيطروا عليها وعلى قلعتها. وبعد أن أوقفوا أعمال الترميم بقوة السلاح، توجهوا إلى رؤساء الطائفة الأرثوذكسية ليتوسطوا لهم لدى والي الشام من أجل قبول مطالبهم المتمثلة في نقل الحامية العسكرية الموجودة في القلعة إلى خارج المدينة، وعزل متسلم اللواء مصطفى آغا، وتعيين آخر مكانه.

لم تستقطب حركة العصيان التي قادها الانكشارية تأييد الأغلبية، فأرسل والي الشام وطرابلس يوسف كنج باشا فرقة عسكرية بقيادة ضابط مغربي لإخماد العصيان.

الإصلاحات والتجديدات

تجددت أعمال ترميم الكنيسة وإعادة بنائها في بداية عام 1810م، وانتهت في سبتمبر/أيلول من السنة نفسها.

وبعد يومين من فحص الكنيسة أعيد افتتاحها وعادت إلى طبيعتها ومهمتها بعد توقفها عامين منذ اندلاع الحريق فيها. وعاد جو التسامح الذي كان سائدا بين المسلمين والمسيحيين في المدينة، إذ لم ينجح الانكشارية في كسب تأييد العلماء والأعيان في عصيانهم.

وشارك المسلمون في إعادة افتتاح الكنيسة، كما شاركوا سابقا في حراستها بعد الحريق، واستفاد عدد من العائلات المقدسية ماديا من حماية أبنائها للمؤسسات المسيحية، ومن زيارة الحجاج للأماكن المقدسة وعلى رأسها كنيسة القيامة.

ومن بين الإصلاحات التي جرت على الكنيسة إقامة جدران على جانبي صحن الكنيسة الصليبي أو "الجوقة" لدعم الأقواس التالفة والقبة الجديدة أعلاه. وقد حولت هذه الجدران الصحن فعليا إلى كنيسة منفصلة داخل الكنيسة الأكبر.

وتحت القبة الجديدة "الروتوندا" بني الضريح ليحل محل القبة التالفة بسبب الحريق، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1555م.

وأخيرا أقام الأرثوذوكس الدرج المؤدي إلى مصلى الجلجثة في الطابق العلوي، خلف البوابة الشرقية للكنيسة التي كانت مغلقة لفترة طويلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کنیسة القیامة أعمال الترمیم

إقرأ أيضاً:

الأنبا بولا يترأس القداس الإلهي بكنيسة سيدة مصر بكندا ويلتقي شمامسة الكنيسة

 

ترأس، نيافة الأنبا بولا شفيق، مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، والزائر الرسولي على كندا وأمريكا، صلاة القداس الإلهي، بكنيسة السيدة العذراء سيدة مصر، بمونتريال، بكندا.

جاء ذلك بمشاركة القمص أغابيوس باخوم، راعي الكنيسة، حيث ألقى صاحب النيافة عظة الذبيحة الإلهية بعنوان "العتاب الشيطاني".

تضمن القداس الإلهي أيضًا احتفال الزائر الرسولي بتخرج دفعة جديدة من الشباب الخدام، عقب بعد دورة تكوينية، استمرت لمدة سنتين، حيث قام نيافته بتقديم شهادات التقدير لكل واحد منهم، رفقة صليب مُصغر لصليب قداسة البابا فرنسيس، مقلدًا إياهم بوشاح أبيض، رمزًا للعهد بين الكنيسة، والخدام، مشجعًا إياهم على استمرار تسليم ونقل الإيمان من جيل إلى جيل.

وفي الختام، بارك الأب المطران أبناء الكنيسة، مشيرًا بوجه خاص إلى مجهود مؤسسى هذه الكنيسة من قدامى المصريين، الذين نزحوا إلى كندا منذ أكثر من أربعين أو خمسين عامًا، وكيف أن ما يحدث الآن هو أكبر هدية، وتقدير لصبرهم وصمودهم في طريق الإيمان.

وعقب القداس الإلهي، التقى نيافة المطران مجموعة من شمامسة الرعية، بحضور القمص أغابيوس باخوم، حيث أثنى الأنبا بولا على مجهودهم، خلال القداسات الإلهية، ممتنًا لهم، لاحتفاظهم بتقليد الطقس القبطي.

ومن جانبهم، قام الشمامسة في الاجتماع بالتناقش مع صاحب النيافة حول الصعوبات التي تقابلهم ومن أهمها: قلة مَقدرة الجيل الناشئ على قراءة اللغة العربية، رغم تَحدُث أكثريتهم بها، الأمر الذي يتطلب منهم، ويضطرون معه لكتابة الألحان بالحروف اللاتينية.

 

مقالات مشابهة

  • يستعيد تجربة شمشون.. ضياء رشوان: “نتنياهو” يستبق القيامة بطريقة تفكيره المتطرفة دينيا
  • إخماد الحريق الذي اندلع في قرى زمرين ومتن الساحل بريف محافظة طرطوس
  • بطل الإيمان الأرثوذكسي.. الكنيسة القبطية تحيي ذكرى وفاة "البابا ديسقورس"
  • الصين تطلق سراح قس أمريكي بعد 15 عام في السجن بتهمة جمع الأموال لصالح كنيسة
  • الكهرباء تؤكد: الإطفاء احترازي نتيجة الحريق والمحاولات مستمرة للسيطرة عليه
  • توضيح تفاصيل الحريق في محطة توليد جنوب بغداد
  • الأنبا بولا يترأس القداس الإلهي بكنيسة سيدة مصر بكندا ويلتقي شمامسة الكنيسة
  • نائب محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير وتجميل ميدان النصر بوسط المدينة
  • استخدام النيتروجين في نظام مكافحة الحريق بالخط الرابع للمترو لأول مرة
  • السيطرة على الحريق الحراجي المندلع بريف اللاذقية ودخوله مرحلة التبريد والمراقبة