إرث مهسا أميني.. إيرانيات يتحدين السلطات بلا حجاب
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
في شوارع المدن الإيرانية، أصبح من الشائع رؤية امرأة تمر دون الحجاب الإلزامي، مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني والاحتجاجات الجماهيرية التي أشعلتها.
لا يوجد مسؤول حكومي أو دراسة تعترف بهذه الظاهرة، التي بدأت مع دخول إيران أشهر الصيف الحارة وأصبح انقطاع التيار الكهربائي أمرا شائعا. ولكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومقاطع الفيديو لأشخاص يصورون شوارع الحي أو يتحدثون فقط عن يوم عادي في حياتهم، يمكن رؤية النساء والفتيات يمشين وشعرهن على أكتافهن دون حجاب، خاصة بعد غروب الشمس.
يأتي هذا التحدي على الرغم مما يصفه محققو الأمم المتحدة بأنه "تدابير وسياسات قمعية موسعة" من قبل الثيوقراطية الإيرانية لمعاقبتهم، وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك حدث مثل وفاة أميني لتحفيز المتظاهرين.
قام الرئيس الإصلاحي الجديد في البلاد مسعود بيزيشكيان بحملته الانتخابية على وعد بوقف التحرش بالنساء من قبل شرطة الآداب. لكن السلطة النهائية للبلاد لا تزال للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاما.
بالنسبة لبعض النساء المسلمات الملتزمات، فإن غطاء الرأس هو علامة على التقوى أمام الله والحياء أمام الرجال خارج أسرهم.
توفيت أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر 2022 في المستشفى بعد اعتقالها من قبل شرطة الآداب في البلاد بزعم عدم ارتدائها الحجاب حسب القوانين المفروضة.
وبدأت الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني أولا بهتاف "النساء، الحياة، الحرية". ومع ذلك، سرعان ما تحولت صرخات المحتجين إلى دعوات مفتوحة للثورة ضد خامنئي.
وأسفرت حملة أمنية استمرت شهورا عن مقتل أكثر من 500 شخص واعتقال أكثر من 22 ألف شخص. واليوم، يرى المارة في شوارع طهران، سواء كانت ضواحيها الشمالية للأثرياء أو أحياء الطبقة العاملة في المناطق الجنوبية للعاصمة، النساء بشكل روتيني بدون الحجاب.
يبدأ ذلك بشكل خاص عند الغروب، وحتى خلال النهار في عطلات نهاية الأسبوع يمكن رؤية النساء بشعرهن مكشوف في الحدائق الكبرى.
ويظهر في مقاطع الفيديو على الإنترنت والتي تعرض جولات سير على الأقدام في شوارع المدينة وفي المناطق الريفية نساء بدون حجاب.
وقالت طالبة تبلغ من العمر 25 عاما في جامعة طهران شريف،"شجاعتي لعدم ارتداء الحجاب هي إرث مهسا أميني وعلينا حماية هذا باعتباره إنجازا "
والعصيان لا يزال يأتي مع المخاطر، إذ بعد أشهر من توقف الاحتجاجات، عادت شرطة الآداب الإيرانية إلى الشوارع.
وكانت هناك مقاطع فيديو متفرقة لنساء وفتيات صغيرات يتعرضن للخشونة من قبل الضباط، وفي عام 2023، أصيبت فتاة إيرانية مراهقة في حادث غامض في مترو طهران بينما لم تكن ترتدي الحجاب وتوفيت لاحقا في المستشفى.
وفي يوليو، قال نشطاء إن الشرطة فتحت النار على امرأة فرت من نقطة تفتيش في محاولة لتجنب حجز سيارتها لعدم ارتدائها الحجاب.
وفي الوقت نفسه، استهدفت الحكومة الشركات الخاصة حيث تشتغل النساء بدون حجاب. وتبحث كاميرات المراقبة عن النساء غير محجبات في السيارات لتغريمهن وحجز سيارتهن.
وقالت الأمم المتحدة إن الحكومة ذهبت إلى حد استخدام طائرات بدون طيار لمراقبة معرض طهران الدولي للكتاب لعام 2024 وجزيرة كيش لرصد النساء غير المحجبات.
في حين أن الحكومة لا تعالج بشكل مباشر الزيادة في عدد النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، إلا أن هناك علامات أخرى على الاعتراف بأن المشهد السياسي قد تغير.
وفي أغسطس، فصلت السلطات أستاذا جامعيا بعد يوم من ظهوره على التلفزيون الحكومي، وأشار باستتخفاف إلى أن قضية أميني على أنها "نعيق". وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "هام ميهان" تقريرا في أغسطس عن استطلاع غير منشور أجري تحت إشراف وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية وجد أن الحجاب أصبح أحد أهم القضايا في البلاد، وهو أمر لم تشهده من قبل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من قبل
إقرأ أيضاً:
العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية
18 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تشهد السياسة الأمريكية تجاه إيران تحت إدارة الرئيس جو بايدن تطورات لافتة، حيث تتخذ الإدارة خطوات حاسمة لتعزيز الحصار الاقتصادي على طهران وضرب حلفاءها في اليمن.
وتأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة بعد التقارير التي تفيد بتوسع إيران في استخدام “أسطول الظل” لنقل النفط والمنتجات البترولية بشكل غير قانوني إلى وجهات عديدة، بما في ذلك العراق.
وتمخضت التقارير الأخيرة عن تفاصيل جديدة حول “أسطول الظل” الإيراني، وهو مجموعة من السفن التي تعمل بشكل سري لنقل النفط الإيراني إلى أسواق عالمية عبر طرق ملتوية. وتشير تقديرات حديثة إلى أن إيران نجحت في تصدير ما يقارب 1.5 مليون برميل يومياً من النفط خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بالاعتماد على هذا الأسطول الذي يعمل خارج الرقابة الدولية.
وتشمل هذه العمليات واجهات عراقية، حيث يتم إعادة تصدير النفط الإيراني تحت غطاء عراقي.
ورداً على هذه التحركات، أعلنت الولايات المتحدة عن توسيع نطاق عقوباتها لتشمل ليس فقط السفن الإيرانية المعروفة، بل أيضاً شركات وشبكات نقل تدعم “أسطول الظل”. وجاء في بيان لوزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الخطوات تهدف إلى قطع الطريق على إيران في تمويل أنشطتها الإقليمية، بما في ذلك دعم الجماعات المسلحة في العراق واليمن.
ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوات الأمريكية تعكس رؤية استراتيجية أوسع لمواجهة إيران، لكنها قد تزيد من حدة التوترات في المنطقة. ومن المتوقع أن تستمر إيران في البحث عن طرق جديدة لتفادي العقوبات، بينما ستواصل الولايات المتحدة تعزيز إجراءاتها لضمان فعالية الحصار الاقتصادي.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية الدور العراقي كحلقة وصل بين طهران وواشنطن، حيث يمكن أن يكون العراق مسرحاً للتصعيد أو الحوار، حسب تطورات الأحداث.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts