بقاء الجيش في رأس السيادة .. هو عين الصواب
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
لا حرج البتة في مطالبة الجيش بالاستمرار في رأس السيادة لفترة التأسيس ثم الإنتقال، وإلى حين استقرار النظام السياسي في السودان.
أنا “الصغيروني” دا، إذا طلب مني مهمة أو ملف أتحدث فورا عن الصلاحيات المطلوبة وربما الموقع، وأحيانا التكلفة، وليس هذا طمعا شخصيا لأنني أضع خيارات متنوعة، لكن في النهاية أهلنا قالوا (مافي كلف بلا علف) يعني تنفيذ الواجب لديه متطلبات واقعية ملموسة قبل التحرك، وليس من ضمنها العشم والمدح والوعود، هذه تصلح مع المرضى النفسيين والنرجسيين.
في حالة الجيش، دا مصير 45 مليون مواطن، لا يعقل أن نطلب من الجيش تحمل مسئولية استقرار الأمن والنظام السياسي وحماية القرار الوطني .. دون دور سياسي واضح ومحسوم ومتفق عليه بين القوى الوطنية (ما عدا غطاء المليشيا السياسي) .. وهم من سيحددهم القضاء الوطني فقط لا غير.
قحت في الحقيقة دايرة (العسكر للثكنات والجنجويد للمنتجعات في سويسرا والمفاوضات والمحاصصات معها) وآخر طموحاتهم وعمالتهم هي أن كل البلد كلها تحولت الى ثكنات ومناطق عمليات. قحت مجموعة من العملاء يستغلون أحلام الشباب في تحول السودان الى الدنمارك باعتبار أن أحد قياداتها يسوق عجلة مثل الوزير الدنماركي، بينما هو لديه إنفنتي وأموال من الجنجويد للعمل ضد الجيش والصف الوطني بل ضد قحت ذاتها، لقد كانت تجربتهم قمة في الكذب على الشعب، والندالة والحقارة والوسخ تحت شعار (العسكر للثكنات).
يجب أن يكون النقاش حول دور الجيش ومجلس القوات المسلحة ودور القوات النظامية الأخرى .. وحول التفاصيل والجدول الزمني .. ويجوز النقد والمراجعة حول (الغفلة من المليشيا) لمن يريد التوازن بين دور الجيش ونقده ويعمل شوية نجومية .. ولكن أصل المقترح ببقاء الجيش في رأس السيادة .. هو عين الصواب.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش
“تم تعذيبي من قبل الدعم السريع بالسياط بواقع 250 جلدة بحجة تعاوني مع الجيش، وكسروا أصابعي. وعند سيطرة الجيش على الكدرو، اتهمني أفراد القوات المسلحة السودانية بتبعيتي للمعسكر الآخر وكادوا أن يقوموا بتصفيتي، ونجوت بأعجوبة”.
الخرطوم: التغيير
بهذه الكلمات، ابتدر أشرف محمد خير حديثه لـ (التغيير) بعد شهور من التعذيب والاتهامات التي قضاها في ضاحية الكدرو بالخرطوم بحري. أشرف، الذي ظهر في مقطع فيديو متداول قبل فترة، بدا هو وأفراد أسرته في حالة صحية حرجة، حيث برزت عظامهم من فرط الجوع.
يحكي محمد خير مأساته التي بدأت في 24 أبريل 2024، عقب دخول الدعم السريع منطقة الكدرو، كاشفًا أنه تم اتهامه بالتعاون مع الجيش وجرى تعذيبه حتى كُسرت أصابعه، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله.
إقامة جبريةمكث أشرف في الإقامة الجبرية حتى دخول الجيش في سبتمبر 2024. وبعد سيطرة القوات المسلحة على المنطقة، تنفس أشرف الصعداء وجرى إسعافه بمستشفى أم درمان، حيث خضع لفحوصات عامة كشفت عن ضعف حاد وفقدان جزئي للنظر.
يقول أشرف محمد خير لـ (التغيير): “خلال الفترة الأولى من دخول الدعم السريع، انعدمت الخدمات. كنت أضطر للمشي لمدة ساعتين لأجد أقرب سوق أبتاع منه المستلزمات. في إحدى المرات، استيقظت عقب صلاة الفجر قاصدًا منطقة السامراب وأنا أحمل بعض القمح، لأتفاجأ بأن الطاحونة لا تعمل بسبب انقطاع الكهرباء. عدت بخفي حنين وقطعت ذات المسافة في ساعتين”.
وأضاف: “كان أفراد الدعم السريع يزورونني بين الحين والآخر برفقة أسرتي ويوزعون لنا بعض الزيت والدقيق والبصل”.
وتابع: “بعد دخول الجيش، كاد أفراده أن يقوموا بتصفيتي بعد اتهامي بأنني (دعم سريع)، وفي لحظة خاطفة سحب جندي سلاحه وصوّبه نحو رأسي، لكن القائد تدخل وأمر بالتحري أولًا”.
واردف: “مكثت ثلاث ساعات تحت رحمة الجنود حتى تأكدوا من هويتي، ونجوت بأعجوبة. بعض الأهل فقدوا الاتصال بي وبأسرتي واعتقدوا أننا في عداد الأموات. كانت تجربة قاسية ومريرة”.
انعدام العلاجوأشار أشرف إلى أن والدته لم تتلقَّ علاجاتها خلال تلك الفترة، وهي تعاني من مشاكل في القلب، ولم تحصل على أدوية تنظيم ضربات القلب، أو أدوية الغدة، أو قطرات العيون لمدة خمسة أشهر، حتى تم إسعافها بالفيتامينات والمحاليل الوريدية.
وكشف محمد خير أنهم عاشوا بدون كهرباء أو ماء خلال تلك الفترة. وأضاف: “كنت أرتدي قميصًا واحدًا طوال هذه الفترة لأن أفراد الدعم السريع أمروني بعدم تبديله حتى يتسنى لهم التعرف عليّ”.
وتابع: “بعد جلدي 250 جلدة وتعذيبي، فقدت الوعي مما جعلهم يهربون ويتركونني مغمًى عليّ لمدة يومين. كنت مقيدًا من رجلي ومعصوب العينين”.
وختم حديثه بالقول: “لا زلنا في منطقة الكدرو ببحري، حيث توافدت بعض الأسر وبدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيًا، لكن ما عايشته من آلام ومآسٍ لن يُمحى من ذاكرتي”.
الوسومآثار الحرب في السودان الكدرو انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الدعم السريع ولاية الخرطوم