تكتيك أوكراني جديد لتجنب الألغام والطائرات الروسية
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تحت جنح الظلام، زحف 15 جندياً أوكرانياً بمحاذاة صف من الأشجار نحو طرف قرية يحتلها الروس في جنوب شرق أوكرانيا وشنوا هجوماً بعيد الفجر. وعندما أطلق الأوكرانيون النار، ردت القوات الروسية بوابل من الأسلحة الرشاشة.
تسير الفرق الهجومية مسافات طويلة كي تتفادى الانكشاف
وقصفت المسيّرات والمدفعية الأوكرانية المواقع الروسية.
وفي تحقيق عن لجوء القوات الأوكرانية إلى مجموعات صغيرة للهجوم على المواقع الروسية على طول الجبهة، كتب مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أوكرانيا جيمس مارسون، أن المحاولات الأوكرانية التي بدأت في أوائل يونيو (حزيران) بهدف اختراق الجبهات الروسية عبر تشكيلات كبيرة مدرعة تم تدريبها من قبل الغرب، توقفت أمام حقول ألغام روسية عميقة وقوة جوية. وهكذا تعين على أوكرانيا العودة إلى تكتيك المجموعات الصغيرة التي حققت نجاحات في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ 17 شهراً.
وهذا النوع من العمليات هو من اختصاص وحدة سكالا الخاصة، وهي مجموعة تضم 170 رجلاً يشكلون طليعة الحملة الأوكرانية هنا. وهؤلاء هم جنود قادمون من خلفيات مدنية متنوعة بالإضافة إلى تمتعهم بخبرة عسكرية، يقودهم الميجر يوري هاركافي، الذي أكسبته بنيته الضخمة لقب سكالا، أو الصخرة.
ومن مقر قيادته قرب أوريخيف، يرسل سكالا فرق استطلاع مع مسيّرات لتحديد المواقع والأسلحة الروسية ومن ثم يستدعي تدخل نيران المدفعية. وهو يرسل فرقاً هجومية راجلة بمحاذاة صفوف من الأشجار قبل شن الهجوم.
وتتبعت "ول ستريت جورنال" رجال سكالا لمدة سنة، عندما استعادت المجموعة أجزاء من شمال شرق أوكرانيا، وعانت من خسائر بعد وقوعها في حقل ألغام، وسحقت مقاتلي الميليشيا الروسية من مجموعة فاغنر في مدينة باخموت بشرق البلاد. وهم يقاتلون الآن لاستعادة روبوتيني على الطريق جنوباً نحو هدف الهجوم المضاد، أي الوصول إلى بحر آزوف لشطر القوات الروسية المحتلة إلى شطرين.
ووصل رجال سكالا إلى المنطقة مطلع يوليو. وأمضى الروس أشهراً في تجهيز خطوط دفاعية في جنوب شرق أوكرانيا، إلى جانب أميال من الخنادق العميقة وآلاف الألغام. وقد تمكنوا من صد المحاولات الأوكرانية الأولية للتقدم بأرتال كبيرة من الدبابات وناقلات الجند.
وقرر القادة الأوكرانيون أنه من أجل التحرك في منطقة من الحقول المسطحة التي تفصلها صفوف رفيعة من الأشجار، يتعين عليهم الحصول على فرق استطلاع ومشاة للمساعدة في تنظيف الطريق.
وتحرك سكالا إلى منزل مهجور محاط بأشجار التوت إلى الشمال من روبوتيني. ومعظم الرجال معه سبق أن قاتلوا منذ الأيام الأولى للحرب مع استراحات قصيرة، ومعظمهم مدرب على العمل. والمتطوعون الجدد تم اختيارهم في مراكز تدريب تابعة مباشرة لقيادة أركان سكالا.
وقبل شن الهجمات في المنطقة، تطلق فرق المسيّرات التابعة لسكالا طائراتها ليل نهار، ملتقطة صوراً للمواقع الروسية وتطلب من المدفعية الأوكرانية استهداف هذه المواقع. وتسير الفرق الهجومية مسافات طويلة كي تتفادى الانكشاف، وأحياناً يتسلح أفرادها ببنادق من العهد السوفياتي بحيث يمكنهم التزود بالذخيرة من الروس الذين يقتلون، بدل حمل البنادق الطويلة الغربية الصنع.
وتزين الأسلحة الروسية التي غنمها الأوكرانيون جداراً في غرفة عملية سكالا، حيث توجد شاشات تعرض ما تلتقطه المسيرات فضلاً عن وحدة تكييف لمكافحة حرارة الصيف.
والأسبوع الماضي، طرد رجال سكالا الجنود الروس من خندق ودمروا رشاشاً آلياً في مخبأ من الإسمنت غرب روبوتيني. وفي وقت مبكر من الثلاثاء، هاجم الأوكرانيون القرية من أربع جهات. وحقق الفريق الذي هاجم من الشمال أكبر تقدم، إلى مقبرة القرية، بعدما تغلبوا على جندي يدير رشاشاً آلياً في المنزل الأول، بعد قتله بمتفجرات ألقتها مسيّرة.
هجوم معاكس
وشن الروس هجوماً معاكساً بالعربات المدرعة والقنابل اليدوية وقذائف الهاون. وبحلول المساء كان رجال سكالا يحتاجون إلى تعزيزات.
واتصل سكالا بقادة كتيبة مجاورة. وحشدوا متطوعين بينهم حفنة من أحد الألوية و12 آخرين من لواء آخر وأكثر من 20 من لواء ثالث.
وفي صباح اليوم التالي، أعلن سكالا عن عملية ناجحة، على رغم تكبده خسائر، وقد اتخذت التعزيزات مواقع أشد ثباتاً إلى الشمال من روبوتيني. وقال: "لقد وصلوا إلى هناك وبنوا التحصينات...إن الحافز هو كل شيء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تضرب منشأة نووية ومصفاة للنفط في عمق الأراضي الروسية
شنت أوكرانيا هجومًا استهدف مصفاة للنفط اشتعلت فيها النيران في عمق الأراضي الروسية ومنشأة نووية، فيما أفاد مسؤولون روس عن مقتل امرأة وطفلها في هجوم بمسيرة أوكرانية يوم الأربعاء.
يأتي الهجوم الأوكراني على أجزاء من غرب روسيا في إطار تصعيد الطرفين الضربات الجوية التي تستهدف منشآت للطاقة وأخرى عسكرية مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.
أخبار متعلقة واشنطن تأمر موظفيها غير الأساسيين بمغادرة الكونغو الديموقراطيةفي استطلاع للرأي.. أغلبية كاسحة من سكان جرينلاند يرفضون الانضمام لأمريكاوتكثفت الضربات بعدما فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت يسعى الرئيس الجمهوري إلى وضع حد للقتال في أسرع وقت.
صد هجوم بمسيرةذكرت أوكرانيا أنها استهدفت في إحدى الضربات مصفاة للنفط في بلدة كستوفو في منطقة نيجني نوفغورود، على بُعد أكثر من 1000 كيلومتر عن خط الجبهة.
وأفادت روسيا في وقت سابق بأن حطام المسيرة أدى إلى اندلاع حريق في المكان.
وقالت "سيبور"، وهي شركة بتروكيماويات تملك المنشأة، على تليجرام، إن "الشظايا الناجمة عن صد هجوم بمسيرة سقطت على مشروع سيبور-كستوفو ما أدى إلى اندلاع حريق".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } النيران تشتعل في مصفاة النفط الروسية بعد الاستهداف الأوكراني - france24
وأكدت "سيبور" والحاكم الإقليمي عدم سقوط ضحايا فيما يعمل عناصر الإطفاء على إخماد الحريق.
وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق مبان.
استهداف منشآت الطاقة الروسيةذكرت أوكرانيا في وقت سابق أنها تستهدف منشآت الطاقة الروسية لعرقلة الجيش الروسي لوجستيا وحرمانه من العائدات التي تمول جهد موسكو الحربي.
وأفاد حاكم منطقة سمولنسك الروسية فاسيلي أنوخين بإسقاط مسيرة أوكرانية "خلال محاولتها الهجوم على منشأة نووية"، مشيرًا إلى عدم وقوع أضرار أو ضحايا.
ولم يحدد الحاكم عن أي منشأة يتحدث، لكن محطة الطاقة النووية في سمولنسك تقع قرب بلدة ديسنوغورسك.