#تكية_النعيم_ود_حمد
تلقيت مئات الرسائل من أهلي في الجزيرة، تشكو من الحصار الخانق، والغلاء الساحق، ومن العوز وقلة الحيلة، تقلصت الوجبات من ثلاث إلى إثنين إلى واحدة في اليوم، تلقى حق الدقيق ما تلقى حق اللحم، تلقى السكر ما تلقى الشاي، تلقى الطماطم ما تلقى الزيت، وأحياناً حتى الملح بيكون معدوم، ولو اتوفرت كلها ما بتلقى الكاش، الناس أغلبهم مزارعين وعمال يومية فقراء، لا قادرين يطلعوا ولا قادرين يقعدوا، هكذا هو الحال، و”زي الحال دا يوم لا كان لا حصل”، أذكر أنني قبل هذه الحرب عندما كنت أزور أهلي في الجزيرة أتناول وجبة الفطور في بيت والغداء في بيت ثاني، وشاي المغربية في بيت ثالث، عشرات الدواوين مفتوحة، بدون حيشان، زحمة ضيوف جميلة، لأيام وليالي، مافي ولا واحد بيسألهم جيتو من وين ومسافرين متين؟
لكن قدرهم أن تدور رحى الحرب في قراهم وبيوتهم، وتلك الاويضة البارد زيرها، وتضيّق عليهم، ما بين نازح وأسير وصابر ومستجير، الجزيرة عبارة عن سجن كبير، طال انتظارهم، ولا نعرف ماذا نفعل لهم، يطاردني منذ أيام قول المتنبي ” ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ”، وعوض أن ألعن الظلام قررت أن أضيء شمعة، وأستلهم سيرة جدنا ” النعيم ود حمد”، وأطلق تكية باسمه، تجهز الطعام في أماكن محددة، وتوزعه على الناس في بيوتهم، دون صفوف، تحفظ لهم كرامتهم، ونعيد عبرها فتح الدوواين القديمة المغلقة، او التي هجرها أهلها وضيوفها، ومن بينها ديوان ” النعيم ود حمد” ومطمورته الكبيرة في عز أيام الضيق، عندما وصفه الشاعر بابا ود البشاقرة بصوت الراحل خلف الله حمد ” وكت العيش بقى بالقُبضْ ديوان النعيم ولا بنسد”، وسوف أبدأ بنفسي للتبرع لهذه التكية، وأشرف عليها بالتنسيق مع فريق ميداني، في عدد من القرى بمحلية الكاملين في البدء، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وهى صدقة للمرضى ولأرواح أهلنا الذين رحلوا، ونريد أن ندخل بها الجنة، بإذن الله الواحد الأحد، الكريم الرحيم.
عزمي عبد الرازقإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
29 أبريل بدء موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية
يبدأ موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية اعتبارا من 29 أبريل الجاري ويستمر حتى 7 يونيو المقبل وتبدأ الثريا بالاستتار بعد غروب الشمس خلف حمرة الشمس الغاربة في الأفق الغربي مع نهاية أبريل وتظل مختفية داخل وهج الشمس فترة نحو أربعين يوماً وتنتقل بعدها لتظهر فجرا من الجهة الشرقية خلال الأسبوع الأول من يونيو.
وقال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات/وام/ إن كلمة «الكنة» تعني الاستتار أوالغياب ويقال «كنة الثريا» أو«خفوق الثريا» أو«غيوب الثريا» و«كنّة الثريا» تقع ضمن 3 من منازل القمر هي «الرشاء والشرطان والبطين» ومدة كل واحدة منها 13 يومًا فيكون المجموع 39 يوما.
وأضاف أنه على الرغم من أن «عنقود الثريا» لايختفي تماما في الأفق الغربي قبل العاشر من مايو إلا أن الأوائل يعتبرون قرب الثريا من الأفق الغربي أي بمجرد دخوله في الشفق الأحمر اختفاءً حيث تصعب رؤيته إلا في الأجواء المثالية.
لذا ووفقاً لحسابات الطوالع والمنازل فالثريا تختفي نهاية شهر أبريل وتطلع بداية يونيو.
وأشار إلى أن موسم «الكنة» يعتبر من المواسم المهمة عند العرب في الجزيرة العربية فهو أول مواسم الحر وهو مرحلة فاصلة بين بداية الحر وهو الصيف وشدة الحر أو القيظ حيث تسيطر الذراع الصيفية على المنظومة المناخية في عموم الجزيرة العربية.
ومع موسم الكنة تستقر درجات حرارة الهواء العليا نهارا لتتجاوز 38 درجة في مستوياته العليا ويغلب على الجو الجفاف وانخفاض الرطوبة ونشاط الرياح الشمالية والشمالية الغربية «البوارح» الصيفية وتتشكل الموجات الغبارية «الطوز».
وأوضح الجروان أن «السرايات» أوالاضطرابات الجوية الربيعية تأخذ بالانحسار ويطرأ تصادم جبهي بين الجبهات الدافئة الرطبة والباردة فوق الجزيرة العربية أوبين امتداد كتلة دافئة رطبة وكتلة باردة جافة فوق الجزيرة العربية فتتسبب باضطرابات جوية ربيعية تعرف ب «السرايات» التي قد يصاحبها هطول الأمطار بشكل مفاجئ مصحوبة بالرعد والبرق وأحيانًا البرد وهذه الأمطار قد تطيل عمرالأعشاب الحولية التي تظهر وقت الربيع لكنها تفيد الشجيرات المعمرة مثل العرفج والرمث والسدر والعوسج وغيرها.
ونوه إلى أنه يسبق غروب الثريا موجة اضطرابات جوية يطلق عليها «يولات غيوب الثريا» وهي اضطرابات جوية ربيعية تتسم بالقوة والمفاجأة أما «ضربة الثريا» فهي من الضربات المشهورة التي يعرفها بحارة الخليج قديما وتوصف ب «الحالة المدارية» في بحر العرب وبحر عُمان ولها تأثير في البحر حيث يهيج بعنف وتتسبب السيول والعواصف في تساقط الأشجار والنخيل وموعدها نهاية مايو وبداية يونيو قبيل طلوع الثريا.
والثريا هي عنقود نجمي أو مجموعة من النجوم المتقاربة ترى كسحابة من النجوم تبرز منها سبعة نجوم وفي الحقيقة عددها يفوق 600 نجم تشاهد متجمعة في حيز من السماء يقارب حجم القمر.. كما نشاهده في السماء وهي من أشهر النجوم عند العرب وسماها الإغريق الأخوات السبع أو بلياديس وسماها المصريون «نيت» والأتراك «أولكر» والصينيون «ماوتو» واليابانيون «سوبارو» والعبرانيون «كماه».