إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بعدد من الولايات
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
أحيت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الداخلية احتفالا بمناسبة بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، أقيم بحديقة البلدية بولاية منح.
وتضمّن الاحتفال عرضا مرئيا عبّر عن الأخلاق العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم ومدى حب أمته له، وألقى الواعظ الديني محمد بن سعيد آل ثاني قصيدة شعرية في مدح الرسول الكريم، وتضمن الحفل فقرات إنشادية نالت استحسان محبي النشيد، بالإضافة إلى مسابقات ترفيهية هادفة جمعت بين المعرفة والبهجة مما أضفى على الحفل جوًا من السعادة والمرح بين الحضور.
وصاحبت الفعالية أركان متعددة حول المناسبة، نُظمت من قبل الكوادر النسوية بمركز التعليم والإرشاد النسوي، كما تم تنظيم "طبق خيري" بالتنسيق مع فريق منح للأعمال الخيرية، في إطار تعزيز قيم المشاركة الاجتماعية والعمل الخيري.
وفي ولاية الحمراء احتفل فريق الصمود الرياضي الثقافي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وذلك بجامع قلعة المصالحة.
وشهدت الأمسية حضورًا مميزًا من المهتمين بالفعاليات الثقافية والاجتماعية، وبدأت الأمسية بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، تلاها عمر بن مبارك الهطالي، ثم فقرة شعرية ألقاها عمر بن عبد اللطيف الهطالي، عبّرت القصيدة عن مكانة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه الحميدة التي لا تزال تضيء دروب المؤمنين.
وعقب ذلك تم تقديم فقرة "هل تعلم؟" قدمها إلياس بن يوسف الهطالي، تضمنت معلومات مفيدة عن حياة النبي، بدءًا من ولادته في مكة المكرمة، وكيف نشأ بين قومه بإرادة الله، ليصبح رمزًا للرحمة والهداية، وتناولت الفقرة قصصًا عن الصبر والثبات في وجه التحديات التي واجهها النبي خلال دعوته، وكيف استطاع أن يُشكل مجتمعًا قائمًا على العدل والمساواة.
واستمع الحضور إلى محاضرة لفضيلة الشيخ القاضي محمد بن سعيد الهنائي، خصصها للحديث عن السيرة النبوية العطرة، وركّز خلالها على سرد أخلاق الرسول، مشيرًا إلى أهمية القيم النبيلة في تعزيز العلاقات الإنسانية، وتناول قصصا من حياة النبي تعكس صبره وثباته في مواجهة التحديات، مثل ما تعرض له من أذى في مكة المكرمة، وكيف واجه هذا الأذى بالحكمة والصبر، مؤكدًا أن الأمسية تسعى إلى تعزيز القيم النبيلة التي دعا إليها النبي، مثل الرحمة، التسامح، والعدالة، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك يسوده الحب والسلام.
وعلى هامش الاحتفالية قُدمت بعضًا من المناشط والفعاليات التفاعلية كالمسابقات الثقافية التي أضافت روح المنافسة والتفاعل بين الحضور.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع النبي فلا نناديه باسمه مجردا
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الدعاء ورد في القرآن الكريم بأكثر من معنى، والمعنى اللغوي له هو الطلب، موضحا أن هذا الطلب إن جاء من الأعلى للأدنى يكون أمرا، وإن جاء من الأدنى للأعلى يكون التماسا، أما إن جاء بين متناظرين، أو من عبد إلى عبد آ خر، فيكون التباسا.
ولفت شيخ الأزهر، في الحلقة السادسة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب"، إلى أن صيغة الدعاء في كل الأحوال هي الأمر، حتى وهي موجهة من الأدنى للأعلى، ومن ذلك قوله تعالى: " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا" وقوله تعالى: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً"، فالأفعال "اغفر وآتنا" هنا أفعال أمر من حيث الصيغة والشكل، إلا أنها تقتصر على ذلك لفظا، ويتحول المعنى في فعل الأمر هنا إلى معنى الدعاء أو الالتماس، والعكس صحيح إن كانت من الأعلى إلى الأدنى تكون أمرا.
وأضاف شيخ الأزهر، أنه إن كان ذلك بين النظيرين أو المتساويين، فإنه لا يكون أمرا، فالأمر الحقيقي لا يأتي إلى من الأعلى إلى الأدنى بمعنى أنه لا يكون إلا من الله تعالى إلى العبد، وبذلك يكون الأمر بين المتناظرين التباسا.
وبين الإمام الطيب، أن معنى الدعاء في قوله تعالى: "لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ"، هو النداء، حيث كان بعض الصحابة، ينادونه صلى الله عليه وسلم باسمه، فأوضح لهم الله تعالى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" له حرمة، ويجب أن نتأدب معه، فهو صاحب الوحي مصداقا لقوله تعالى: "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي"، والوحي هنا يرفعه صلى الله عليه وسلم إلى درجة الإنسان الكامل، لافتا إلى أننا حين نستقرئ حياته الشريفة، نوقن أنه لا يحتملها البشر العادي، ولا يجود بما جاد به هذا النبي الكريم، لأن الله تعالى هو الذي أدبه ورباه على هذه الفضائل، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، فشخصية بهذه المواصفات يجب أن يعرف من حوله قدره حين ينادونه، فلا ينادونه إلا بـ "يا رسول الله" أو "يا نبي الله".
وشدد فضيلة الإمام الطيب، على ضرورة مراعاة أخلاق الإسلام في مناداة الكبير بشكل عام، فلا ينادى مجردا باسمه، بل لا بد وأن يسبق اسمه بـ"حضرتك"، أو غيرها من كلمات التقدير والاحترام، لافتا أنه قد حدث هبوط مفاجئ على مستوى التربية في البيت ودور التعليم، وعلى مستوى ما يتلقاه الطفل من الإعلام بشكل عام، بجانب ما يتلقاه أبناؤنا اليوم من الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي بدأت تعبث بفطرتهم وتشوهها وتفرض عليهم سلوكيات لا تناسب تقاليدنا ولا أخلاقنا الإسلامية، إلا أن الله تعالى، ورغم كل ذلك، يبعث لهذه الأمة من يحميها من هذه الغيوم السوداء الداكنة التي تتدفق علينا من الغرب.
وحول سبب نزول الآية الكريمة في قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، قال الإمام الطيب إن هذه الآية قد نزلت لتجيب على تساؤل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين سألوه "أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه"، وقريب هنا ليست قرب مكانة ولا قرب ذات، وإنما قرب علم وسمع ورحمة، مضيفا الله تعالى يحب منا أن نتوجه إليه دائما بالدعاء، فهو تعالى لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، ولكن صفات الذات الإلهية كالإكرام والعفو والغفران تتطلب من العبد الاتجاه إليه تعلى بالدعاء دائما طلبا للرحمة والعفو والغفران.
واختتم بالإشارة إلى أن الفارق بين الدعاء والتسبيح، أن الدعاء من ذكر الله أما التسبيح فهو ثناء وإجلال وتنزيه لله سبحانه وتعالى، لافتا أن الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح مصداقا لقوله صلى الله عليهوسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، فيكون الدعاء من الولد الصالح هنا صدقة جارية يحصل ثوابها للمدعو له، سواء كان الأب أو الأم، موصيا من يتوجه إلى الله بالدعاء بالثقة في الله وأن يكون الحال عنده أن لا ليس له ملجأ إلا هذا الذي يدعوه وأن الباقي كلهم عباد مثله لا يضرونه ولا ينفعونه.