قنوات ART تنعي الفنانة ناهد رشدي: ستظل في قلوب الجماهير
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
نعت قنوات راديو وتلفزيون العرب ART وجميع العاملين بها الفنانة الكبيرة ناهد رشدي، التي رحلت عن عالمنا في ساعة متأخرة من مساء أمس بعد رحلة فنية مهمة ومؤثرة مع كبار النجوم، قدمت خلالها عشرات الأدوار الناجحة التي ستظل في قلوب الجماهير.
جدير بالذكر أن الفنانة ناهد رشدي، اشتهرت بدور "سنية" ابنة الحاج عبد الغفور البرعي، من خلال المسلسل الشهير "لن أعيش في جلباب أبي" مع النجوم نور الشريف وعبلة كامل عام ١٩٩٦.
كما شاركت الفنانة الراحلة في بطولة العديد من الأعمال الفنية المهمة التي عشقها الجمهور المصري والعربي منها مسلسلات "أرابيسك" و"ساكن قصادي" و"الزيني بركات" و"هوانم جاردن سيتي" و"الفرار من الحب" و"تمضي الأيام" و"واحة الغروب" و"الاختيار" و" سره الباتع" و"سفاح الجيزة" و"بدون ذكر أسماء " و"أبو جبل" و"شقة فيصل".
بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من الأفلام منها "الطريق إلى إيلات" و"أبناء وقتلة" و"الكف" و"الحب فوق هضبة الهرم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناهد رشدى سنية عبد الغفور البرعي لن أعيش في جلباب أبي نور الشريف عبلة كامل وفاة ناهد رشدى ناهد رشدی
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (2)
مُزنة المسافر
كان مشهدًا درامتيكيًا، كنَّا نرقص بطريقة أفقية، رأسية دونما توقف، لم يوقفنا شيء، واللحن بدء بالصعود أكثر نحو السقف الذي يمتلئ بالغضب، وأي غضب هذا، كان حقدًا دفينًا لم ننجو منه.
إنِّه حقد المنتقدين لرقصنا، من هم يا ترى؟ أتساءل دومًا، وأسأل عمتي ماتيلدا التي ترفض قول أسمائهم أو البوح بأهدافهم، إنهم فقط بين المتفرجين، بين المتوددين لنا، إنهم يأتون ليصنعوا لنا تصفيقًا مزيفًا، مهددًا بانطفاء أنجمنا من أعلى سماء.
الفرجة لا تكفيهم، دومًا عمتي تقول هذا، لابد أن نقدم الأفضل، وأن يكون رقصنا الأعظم.
ماتيلدا: ارقصي يا ابنة أخي، إنك ترقصين كأرنبة برية تنط دون توازن.
ارقصي مثل الغزالة.
جوليتا: لكنهم ضباع يا عمتي.
ماتيلدا: وإن جاء الشياع، ستكوني جاهزة للهرب، إنْ أحدٌ فيهم اقترب.
يهددونا، ويسلبوننا من الحرية، ويجردوننا من الحكي، ويفرضون علينا ضرائب كثيرة، ويتهموننا بالهرطقة، والزندقة، والسحر، وأحيانًا ينعتوننا بالغجر يا لهم من بشر.
لكننا راقصون محترفون، متمكنون من الرقص على أي مسرح.
جوليتا: وجاء أحدهم يدعي الرقص، ويريد الانتقاص من موهبتي.
وكان شابًا حذقًا يصرف بعملة أجنبية، ووضع النقود على طاولة أمام مرأى من عيناي.
الشاب: علميني الرقص كما ترقصين.
إنك تسلبين المتفرجين إلى عالم ليس فيه يقين.
طلبت أن يتحدث إلى عمتي ماتيلدا، إنها الأعلم بيننا بأمور الناس، إنها تفهم بواطنهم، ردد أنه أجنبي، لكنه يود تعلم رقصنا، وأن رقصنا هذا يجلب المال والمتفرجين.
طردته عمتي، وطلبت منه أن لا يظهر أمامها حين تدخن التبغ.
رأته يتعثر في كل حركة، إنه يجلب النحس وليس البركة.
هكذا قالت عنه عمتي، كان يأتينا أناس شتى، يحاولون القول والفعل أمام عمتي، حتى سئمت ذات يوم وقالت لا وجود للمتسلقين فوق ظهورنا، لقد بدأت أكبر يا جوليتا، أنا لا أتحمل رؤية السخف بوضوح.
جوليتا: إنه وضوح تام يا عمتي، لمستوى رقصنا.
إننا لا نرقص جيدًا.
إن كان رقصنا الذي تعلميني إياه يجلب الحظ الرائع.
لن نرى هؤلاء.
وصدتْ بابًا أمامي، وطلبتْ مني أن لا أظهر أمامها، حتى تنهي كل سيجارة في علبة صغيرة مُزيَّنة بصورة لها حين كانت شابة، قدمها لها أحدهم في شبابها، كان معجبًا شديدًا برقصها المتواصل.
لكن مستقبلي ليس واضحًا لها، إنها تفكر في مجد منسوب إليها فقط، وأنني لا أحصد الشهرة، لها كنية خاصة، وغرفة تبديل خاصة، وحتى علبة تبغ تخصها وحدها.
رغم أنني لا أدخن، ولا أعني بالتوباكو، لكنني استنشقه كما تستنشق هي آلامها البعيدة، وكأنها تبدو وحيدة.
قررتُ أنا حين أفتح النافذة، أن أُغني للناس، وأن أجعل غنائي هذا طُعمًا لهم، قبل أن يأتي موسم المسارح، ويكون فيها كل منا سارحًا في الحركة والرقص.
فتحتُ نافذة الشقة المتهالكة التي أعيش فيها وحيدة دونما عمتي؛ فهي تسكن في المسرح الآن، وصرتُ أُغني من النافذة للعابرين والمارة، وأقول لهم بكلماتٍ مُغناةٍ أخبارًا سارة.
التفتوا لي بكل حواسهم وأعصابهم، ونظروا نحوي في كل رحلة إلى مدرسة، أو مشفى، أو بقالة، أو عابرٍ يود أن يلحق بقطارٍ بطيء، إنني ألفت الانتباه أكثر، وأحصد المتفرجين من الأطفال، الذين تركوا ذويهم، ليبقوا أسفل نافذتي من الطابق الأرضي ليسمعوني وأنا أغني.
وأُرددُ الأغاني الجميلة، أقولها في نفس الوقت والساعة.
وتُشعرهم حروفي بالراحة.
ويرفعون القبعات لي من أي ساحة.
ويزينون نافذتي بالورود، ويتركون الباقات والبطاقات.
وأحيانًا البندورة، وعلب الفاصوليا.
وكل أنواع العطايا التي لا يلتف حولها دخانٌ يخص التوباكو.