قال الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو المسؤول الرئيسي عن الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن عددا من رؤساء وزراء إسرائيل ووزراء الحرب ومسؤولي الأجهزة الأمنية يتحملون معه هذه المسؤولية، لأنهم لم يعملوا في السابق على إسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة قبل طوفان الأقصى.

وفي إطار الجدل والتلاوم بين الإسرائيليين حول سبب الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والفشل في التصدي له، قال رامون في مقال له بصحيفة معاريف الإسرائيلية "سنحتفل قريبا بمرور عام على يوم السبت الأكثر سوادا في تاريخ الصهيونية وأفظع حدث مرّ بالشعب اليهودي منذ المحرقة، وقد شهدنا محاولات من جميع المشاركين في التصور تجاه نظام حماس في قطاع غزة، ومن مؤيديهم، لإعادة كتابة التاريخ من أجل إنكار التنصل من مسؤوليتهم. ويشمل ذلك جميع رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع منذ صيف عام 2007، وجميع كبار مسؤولي الدفاع، والغالبية العظمى من العاملين في مجال الإعلام".

وبدأ بتوجيه اللوم للمؤسستين العسكرية والأمنية، قائلا "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشرح كبار ضباط الاحتياط ورؤساء الشاباك المتقاعدون باستمرار في أستوديوهات الأخبار والمؤتمرات والمقالات مدى إساءة فهم نوايا حماس، لكن الحقيقة هي أن المؤسسة الأمنية بأكملها أيدت مفهوم احتواء حماس، ومن أبرز مؤيديها: عاموس يدلين وتامير هايمان (هما رئيسان سابقان لجهاز الاستخبارات العسكرية أمان)، وغادي شيماني (القائد السابق لفرقة غزة)، ودان هارئيل (الرئيس السابق للمنطقة الجنوبية)، وعاموس جلعاد (رئيس سابق للدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الحرب الإسرائيلية)، ويسرائيل زيف (الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي)، ويورام كوهين (رئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي الشاباك)".

وأضاف "منذ المجزرة، ظهر رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان لإلقاء اللوم على نتنياهو على مفهوم ردع حماس، ويقول إنه لم يعتقد أبدا أن حماس قد ردعت.. يبدو أن ذاكرة أرغمان تخونه، لأنه في بداية ولايته في عام 2016 قدر أن حماس لا تزال مردوعة وغير مستعدة لحرب أخرى ضد إسرائيل". وفي خطاب استقالته في أكتوبر/تشرين الأول 2021، قال إن إستراتيجية حماس هي "الهدوء في قطاع غزة وتنفيذ عمليات في إسرائيل ويهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) فقط!".

وقال الوزير السابق إن شخصيات رفيعة في وزارة الحرب دعمت الاغتيالات المستهدفة لقادة حماس، إلا أنهم عارضوا بشدة العمل على إسقاط نظام حماس في قطاع غزة، مذكرا بموقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي عندما أمره رئيس الوزراء نفتالي بينيت بتنفيذ عملية لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار بأنه قال "إذا كنت تريدني أن أدفع بخطة لاغتيال السنوار، عليك أن تقنعني أولا بأن الأمر يستحق الحرب التي ستشن بعد هذا الاغتيال، لأنني الشخص الذي سيتعين عليه أن يشرح لاحقا للجنود وللأمهات الثكالى".

مسؤولية نتنياهو

وبينما اعتبر أن جميع رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع الذين خدموا بين صيف 2007 و7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تبنّوا مفهوم عدم المجازفة بشن هجوم شامل على حماس، ولكنهم الآن ينكرون ذلك، فقد تطرق رامون على وجه الخصوص إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي وصفه بأنه "جد مفهوم التعايش مع حماس".

وأشار إلى أن باراك لم يكن الوحيد الذي يروّج لهذا المفهوم، مشيرا إلى مواقف كل من رئيسي الوزراء السابقين نفتالي ويائير لبيد، ووزراء الحرب السابقين أفيغدور ليبرمان وبيني غانتس، فضلا عن موقف وزير الحرب الحالي يوآف غالانت.

ثم انتقل إلى تسليط الضوء على نتنياهو، قائلا "قد يكون للفشل الرهيب العديد من الآباء، لكن نتنياهو هو الجاني الرئيسي"، وقال "دعم السياسيون وكبار مسؤولي الدفاع والشخصيات الإعلامية هذا المفهوم، لكنه كان هو الذي قرر جعله حجر الزاوية في سياسته".

وإذ تجاهل، كما يفعل غيره من المنتقدين لنتنياهو، أن أموال المساعدات التي دخلت إلى غزة كانت لمجرد تخفيف معاناة الفلسطينيين من الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل عليهم، فقد قال إن "نتنياهو، الذي عاد إلى السلطة في عام 2009 على وعد بالإطاحة بحماس، كان هو الذي سمح بذهاب مليارات الدولارات إلى حماس، ومن ثم أصبحت أسلحة وقتلت منذ ذلك الحين جنودا إسرائيليين. وهو الذي سمح لمئات الآلاف من الأطنان من مواد البناء بالدخول إلى قطاع غزة وتحويلها إلى أنفاق حيث تقتل حماس المختطفين، وهو الذي منع أي خطة عسكرية أو سياسية كان من الممكن أن تسقط نظام حماس وتمنع مذبحة 7 أكتوبر".

وختم بالقول إن "نتنياهو هو المسؤول في المقام الأول عن الفشل الذي أدى إلى المجزرة. إنه يتحمل المسؤولية الوزارية عن إغفال خطط حماس، ولهذا كان عليه الاستقالة أو الدعوة إلى انتخابات، على الأقل. وفي الوقت نفسه، هذا الفشل الكبير والرهيب يبقي اللوم على جميع السياسيين وكبار المسؤولين الأمنيين والمعلقين والمراسلين الذين دعموا مفهوم التعايش مع حماس، ويجب أن يختفوا جميعا من الساحات العامة والتفسيرية والسياسية. إنه الرأس وهو مذنب، لكنهم مذنبون أيضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول فی قطاع غزة هو الذی

إقرأ أيضاً:

قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب

بحث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة".

وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إن رئيس الوزراء وزير الخارجية، تلقى اتصالا هاتفيا من غوتيرش، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع.

كما بحث الجانبان، بحسب البيان، مسألة إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع، بالإضافة إلى مناقشة آخر المستجدات في المنطقة.

على صعيد متصل، قالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفلد، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن قطاع غزة، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وقطر لإيجاد طريقة للمضي قدما في مفاوضات تكون مقبولة من الطرفين.

كما أكد ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الاثنين، أن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة، خاصة مصر وقطر، لتقديم مقترح معدل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف للصحفيين أنه ليس لديه جدول زمني لطرح هذا المقترح المتوقع منذ عدة أسابيع، مضيفا أن واشنطن تحاول التأكد من أن المقترح يمكن أن يدفع إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق نهائي.

ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، في حين تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.

وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير في غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.

وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • نائب سابق:الكتل السياسية تتحمل مسؤولية القوانين التي صدرت في زمن المندلاوي
  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • مسؤولون عسكريون إسرائيليون: نتنياهو يعطل الاتفاق ونخسر الحرب والأسرى
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • إعلام الاحتلال: حزب الله حاول اغتيال رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو
  • تقدير إسرائيلي بصعوبة الانتصار على حزب الله في الحرب الواسعة