بغداد اليوم - بغداد 

أكد أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، اليوم السبت (14 أيلول 2024)، ان بقاء القوات الأمريكية في إقليم كردستان، اذا ما اعلنت الانسحاب من باقي المدن العراقية امر طبيعي، فيما بين سبب ذلك.

وقال العرداوي، لـ"بغداد اليوم"، انه "من السابق لأوانه الحكم على نجاح الحكومة العراقية بإخراج الوجود العسكري الامريكي من العراق ما لم تضمن واشنطن ان الفراغ الذي يمكن أن تتركه قواتها لن يتم ملئه من قبل طهران ووكلائها، فشعورها بتهديد مصالحها في العراق سيعني وضع عراقيل امام الاتفاق المعلن، بل وربما خلق مشاكل سياسية وأمنية تحول دون تطبيقه، لاسيما وأن بدأ الانسحاب لن يتم الا بعد سنة من الان".

وبين، إن" بقاء قوة أمريكية في إقليم كردستان، فهذا طبيعي، لأن واشنطن ترى الكرد أقرب حلفائها في العراق، وهي منذ اتفاق السلام بين حزبي اليكتي والبارتي الذي رعته سنة 1998 تعهدت بحماية إقليم كردستان من اي اعتداء يتعرض له، وهذا الامر كان معلوما لجميع القوى المشاركة في مؤتمر لندن سنة 2002، ولا اعتقد ان حكومة بغداد قادرة على تغيير هذه المعطيات وفرض واقع جديد على الكرد، وأن العلاقات بين بغداد واربيل في الوقت الحاضر غير مستقرة، وقد تزداد تعقيدا مستقبلا".

وأضاف العرداوي، انه "في حال انسحاب الأمريكان من العراق عموما، وبقائهم في الإقليم فأن ذلك قد يتخذ ذريعة لتأزيم العلاقة مع الكرد، لاسيما من قبل فريق الصقور من السياسيين الشيعة، ولكن هذا التأزيم لن يصب في مصالح الطرفين، وسيكون سببا لمزيد من التدخل الخارجي في الشأن العراقي".

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية، اليوم السبت (14 أيلول 2024)، عن خطط لدى البنتاغون لبقاء قوة عسكرية في كردستان لحماية الاقليم من الفصائل.

قالت الصحيفة في تقرير، إن "الاتفاق المبدئي بين واشنطن وبغداد بشأن تواجد القوات الأمريكية سيتضمن ترك قوة صغيرة في إقليم كردستان مهمتها توفير ضمان أمني للأكراد ضد الفصائل المدعومة من إيران".

واضافت أنه "وكما هو الحال مع الخروج الأمريكي الأول في عام 2011، فإن الانسحاب الأميركي من المحتمل أن يترك وراءه عراقا مثقلا بنقاط ضعف أمنية كبيرة وانقسامات طائفية وفساد وهي المشاكل التي ساعدت في ظهور تنظيم داعش في حينه".

وبينت نقلا عن مسؤول عسكري عراقي قوله، إن "من المتوقع أن تبقي الولايات المتحدة قوة عسكرية صغيرة في الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي".

من جانبه، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حسين علاوي، إنه "سيكون هناك قريبا إعلان مشترك حول الانسحاب المزمع"، مؤكدا أن "بغداد تريد أن تعود العلاقة مع الولايات المتحدة إلى ما كانت عليه قبل عام 2014".

 واشار علاوي أن "الحاجة إلى التحالف الدولي انتهت بهزيمة تنظيم داعش، والآن القوات العراقية قادرة تماما على التعامل مع الملف الأمني بكفاءة".

وترى مديرة أبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دانا سترول، أن "عودة القوات الأمريكية قبل عقد من الزمن أصبحت ضرورية عندما انهارت قوات الأمن العراقية إلى حد كبير وسط هجمات داعش"، مبينة "أشك في أن أي رئيس أمريكي سيرسل قوات مرة أخرى إذا لم يتخذ القادة العراقيون خطوات لإعطاء الأولوية لمهمة مكافحة الإرهاب".

وتتابع أن ذلك يجب أن "يشمل منع البلاد من أن تصبح ملعبا لإيران، ومعالجة الفساد المستشري وتزويد قوات الأمن الرسمية بالموارد والتمكين وضمان استجابة الحكومة لاحتياجات جميع العراقيين".

وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات السرية أبلغت الصحيفة فإنه جرى إطلاع بعض المشرعين الأمريكيين على خطط الانسحاب.

ومن بين هؤلاء النائب آدم سميث، وهو أبرز عضو ديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، حيث وصف الوجود المستقبلي للقوات الأمريكية بأنه تحد سياسي كبير بالنسبة للقادة العراقيين.

وقال سميث في مقابلة مع الصحيفة إن "الشعب العراقي يفضل ألا تكون هناك قوات أمريكية، كما أنهم يفضلون ألا يكون هناك تنظيم داعش أيضا، وهم يدركون أننا نساعد في حل هذه المشكلة".

وأضاف سميث أن "العراقيين يريدون منا الرحيل، ويريدون معرفة كيفية تحقيق ذلك. وهذا ليس بالأمر السهل".

بدوره قال السيناتور الديموقراطي جاك ريد، الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن القضية تجمع بين مجموعة من المصالح المعقدة لكلا البلدين.

وأضاف أن "العراقيين يدركون أن وجودنا يوفر استقرارا، لكن هناك أيضا خطرا على قواتنا".

وأشار ريد إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يكونوا سعداء بأن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، جعل العراق وجهته الخارجية الأولى، حيث استقبله السوداني رسميا يوم الأربعاء.

وقال النائب الجمهوري كوري ميلز، وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق وعضو في لجنتي الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة في مجلس النواب، إنه يشعر بالقلق بشكل خاص بشأن نفوذ إيران والميليشيات التي تدعمها.

وعلى الرغم من أن ميلز لا يعارض الانسحاب من حيث المبدأ، إلا أنه شدد على ضرورة وجود خطة لضمان استقرار العراق، "أعتقد أنك تتحمل التزاما، إذا قمت بزعزعة استقرار دولة ما، بأن تساعدها على الاستقرار مرة أخرى".

ويأتي الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من ستة أشهر بين بغداد وواشنطن بدأها السوداني في يناير وسط هجمات شنتها جماعات مسلحة عراقية مدعومة من إيران على قوات أمريكية متمركزة في قواعد بالعراق بحسب الصحيفة,

 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: إقلیم کردستان

إقرأ أيضاً:

السوداني يؤكد عدم الحاجة لبقاء قوات التحالف الدولي في العراق

قال محمد شياع السوداني، وهو رئيس الوزراء العراقي، الثلاثاء، إن "القوات العراقية باتت قادرة على محاربة فلول تنظيم داعش الإرهابي بمفردها"، مؤكدا في الوقت نفسه ما اعتبره بـ"عدم الحاجة إلى بقاء قوات التحالف الدولي في بلاده".

وأوضح السوداني، خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ": "لا حاجة لبقاء قوات التحالف في العراق، حيث إنه لم تعد هناك مبررات"، مضيفا: "انتقلنا من مرحلة الحروب إلى الاستقرار، ولم يعد داعش يشكل تحديا حقيقيا للعراق".

وخلال المقابلة نفسها، أكد السوداني أن "دور القوات العراقية في مثل هذه الغارات هو مواجهة تنظيم داعش بمفردها"، مبرزا أن "القوات العرقية؛ يطاردون هؤلاء الأشخاص، ويعثرون عليهم ويقتلونهم. هذا هو النصر الذي حققناه، وهذا دليل على أن الأجهزة الأمنية وصلت إلى مستوى من القدرة التي كان يسعى إليها كل من الأمريكيين والعراقيين".

كذلك، أشار السوداني إلى أنه "يخطط من أجل الإعلان، في وقت قريب، عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق"، فيما أردف بأنه: "ناقش هذه المسألة مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عندما التقيا في واشنطن، خلال نيسان/ أبريل الماضي، وأن البلدين قد توصلا إلى تفاهم بشأن الانسحاب".

وفي السياق نفسه، أكد السوداني، أن "العراق والولايات المتحدة سوف يواصلان التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية حتى بعد انسحاب قوات التحالف" مشيرا إلى أن "نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لن تغير هذا التعاون".

وأضاف رئيس الوزراء العراقي: "سنتعامل مع أي إدارة أمريكية؛ وأن حكومته تحاول استخدام علاقاتها الوثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة، من أجل تحسين العلاقات بينهما"، غير أنه لم يوضح كيف سيتم ذلك.

إلى ذلك، قال ثابت العباسي، وهو وزير الدفاع العراقي في حكومة محمد شياع السوداني، عبر عدد من التصريحات المتلفزة، خلال الشهر الجاري، إن "القوات سوف تنسحب بحلول عام 2026".


من جهتها، تقول الولايات المتحدة إن "المحادثات مع العراق بخصوص انسحاب قوات التحالف، لا تزال جارية"؛ إذ أكد متحدث للخارجية الأمريكية، هذا الشهر، أن "حكومتي البلدين تعملان على انتقال منظم نحو شراكة أمنية ثنائية دائمة".

تجدر الإشارة إلى أنه قبل نحو أسبوعين، قال الجيش الأمريكي إن "قوات تابعة له وأخرى عراقية، قد نفّذت غارة مشتركة، ضد عناصر داعش، غرب العراق أواخر آب/ أغسطس الماضي، حيث قتلت 14 مسلحا، بينهم قادة كبار"؛ فيما أفادت، وقتها، وكالة "أسوشيتد برس" أن "7 أمريكيين أصيبوا في العملية".

وفي سياق متصل، تحتفظ الولايات المتحدة، بحوالي 2500 جندي في العراق، ممن يعتبرون بقايا تحالف دولي شكلته وقادته منذ عام 2014 من أجل محاربة تنظيم داعش.

مقالات مشابهة

  • عبدالله شكر للعراق المساعدات الطبية
  • ائتلاف المالكي يوضح طبيعة وجود مكاتب لحماس والحوثيين في بغداد.. رسالة الى واشنطن - عاجل
  • ما مستقبل العراق بعد الانسحاب الأميركي؟ خبراء عسكريون يجيبون
  • العراق: لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية بعد هزيمة «داعش»
  • واشنطن عن نشاط حماس والحوثيين في بغداد: يدفع العراق إلى صراعات إقليمية أعمق
  • السوداني يؤكد عدم الحاجة لبقاء قوات التحالف الدولي في العراق
  • السوداني: القوات الأميركية في العراق لم تعد ضرورية
  • رئيس وزراء العراق: لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأمريكية
  • تظاهرات بوقت واحد في البصرة وذي قار وبغداد.. هل التزامن مقصود؟ - عاجل
  • تسليح البيشمركة خارج سيطرة بغداد: هل تتحول كردستان إلى جيش مستقل؟