سواليف:
2024-09-18@09:57:03 GMT

انقلاب لهذه الأسباب

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

انقلاب لهذه الأسباب _ #ماهر_أبوطير

لأول مرة منذ عام 1989 نسترد الثقة بالانتخابات النيابية، وما من انتخابات سابقة، إلا لحقها طعن واتهامات بالعبث والتزوير، ومحاولات إنجاح وإفشال أسماء محددة.

ما ثبت يوم العاشر من أيلول مهم، إذ إن الأحزاب التي ادعت أنها “مدعومة من فوق” لم تحصل إلا على ما تستحقه فعلا، في أول انتخابات تخوضها، ولم نشهد عمليات “ترفيع تلقائي” على ذات طريقة المدارس الابتدائية كما كان متوقعا أو شائعا، بما يقول إن بعض هذه الأحزاب مارس التوهيم لربط نفسه بمراكز القرار، وإعلان النتائج قبل وقتها، وهي قصة سادت من خلال خدمة مبتكرة وهي “خدمة الفرز المسبق” قبل إجراء الانتخابات لدى بعض الأحزاب، بما أدى إلى لطم الكثير منها على وجهها.

الأحزاب التي قيل إن الدولة تريد إفشالها في الانتخابات، مثل حزب جبهة العمل الإسلامي اكتسحت النتائج في القائمتين الوطنية والمحلية، حين يحصل الإسلاميون على ما يزيد على 30 مقعدا، وتتماسك كتلتهم التصويتية التي تقترب من نصف مليون وتصوت لهم، وتخيلوا لو كانت نسب الاقتراع مرتفعة في المدن الرئيسة، بما يقول إن هذه نسبة محملة بدلالات حساسة كثيرة.

مقالات ذات صلة أحزاب غزة تفوز وأنصار فلسطين يكتسحون 2024/09/12

ما يمكن قوله هنا إن هذه مرحلة حساسة جدا، فالحركة الإسلامية عليها في هذا التوقيت أن تقف إلى جانب الدولة، في ظل مهددات خطيرة من اليمين الإسرائيلي، لأن التوقيت ليس توقيت مناددة ولا صراعات ولا ممارسة أي شكل من التحدي والغضب، ومن المؤكد هنا أن هذه النسبة ستؤدي إلى توكيل النواب لممارسة أدوار كثيرة، بشكل دستوري نيابة عن الشارع وهذا هو الأصل، بدلا من ترك التعبيرات للشارع، وما يدخل عليه من فوضى، وأجندات مختلفة.

السماح ببروز هذا اللون له توظيفات سياسية أقلها القول للإسرائيليين إن حرب غزة تركت أثرا حادا على البنية الأردنية، وإن مناخات العداء المرتبطة بالسياسة الإسرائيلية قاسم مشترك في التعبيرات الشعبية الأردنية، بما فيها تلك الحزبية، وحرب غزة كانت حاضرة في صناديق الاقتراع بسبب الصلة المباشرة بين الإسلاميين في الأردن، وحركة حماس من ناحية فكرية، على الأقل، وعلينا أن نحلل مسبقا قراءة العواصم الغربية لنتائج هذه الانتخابات، وما الذي تعنيه على مستويات مختلفة، على مستوى الأردن، وكل الإقليم أيضا، فهي انقلاب سلمي في التوقعات.

الشارع الأردني يميني بطبيعته الاجتماعية ويميل إلى الحركات السياسية الدينية أو الأحزاب العقائدية، او الانتخاب على اساس عائلي، مع تغييب أي خيارات ثانية، يسارية أو ليبرالية، أو من أي اتجاه برامجي، وأغلبنا يميل إلى اليمين المتحفظ في حياتنا، ومن الطبيعي أن تنحصر خيارات الناس بين الاتجاهين السابقين، وحتى أولئك الذين ترشحوا تحت مسميات حزبية مختلفة، وظفوا اسم العائلة، ومكانتهم العائلية في الحملات الحزبية، وكنا نشهد سابقا المزاوجة بين الحزبية والعائلية لكنها تكرست أكثر هذه المرة، بمعنى استقطاب الأقارب للتصويت تحت مسمى الحزب وقائمته المحلية أو العامة، بدلا من الاسم مباشرة.

أي مخالفات وقعت يتوجب الوقوف عندها للتعلم منها، وقد شهدنا في كل انتخابات حدوث مخالفات، وما هو أهم عدم حدوث عبث بالنتائج، أو تزوير، بينما قصة المال السياسي توجب مراجعة مختلفة، بعد قصص كثيرة تم تداولها، وأدت إلى تشويه سمعة الانتخابات قبل عقدها، فيما النتائج جاءت مغايرة، وما دمنا أمام #انتخابات_شفافة، فمن الأفضل دوما إغلاق الباب في وجه أي مخالفات على صلة بالمال، أو #تضليل #الناخبين بقصص كثيرة من بينها أن المرشح مطلوب منه الترشح من جهات سياسية أو أمنية، أو أن هذا الحزب أو ذاك تم توليده رسميا.

في المجمل أثبت #الأردن قدرته على إجراء انتخابات نيابية، وظهر مستقرا وثابتا، برغم كل أزمات الجوار والحرائق، وهذه ميزة للأردن، يتوجب المراكمة عليها خلال الفترة المقبلة، من خلال ترتيب كل أوراق الداخل الأردني، على مستوى أداء البرلمان، والحكومة، وبقية المؤسسات، حتى لا نخسر قيمة هذه الخطوة على صعيد التحديث السياسي، وهي خطوة زاد من قيمتها العمل الحرفي للهيئة المستقلة للانتخابات، والشفافية الجريئة، إضافة إلى دور كل المؤسسات في هذا المشهد، الذي أعاد الثقة إلينا بكوننا قادرين على التغيير.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: انتخابات شفافة تضليل الناخبين الأردن

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الأميركية.. حزب واحد شرير بأسماء مختلفة

هذا الخريف، ستغمر الجامعات الأميركية بما أطلق عليه هوارد زن "جنون الانتخابات". سيكون هذا الجنون ركنًا أساسيًا من ثقافة الحرم الجامعي. ستستضيف الجامعات حفلات لمشاهدة المناظرات الانتخابية. وسيقوم الجمهوريون والديمقراطيون في الجامعات بتنظيم طاولات عرض في مراكز الطلاب للتنافس على استقطاب الأعضاء، وتنظيم الفعاليات. سيحث الأساتذة الطلابَ على حضور البرامج الجامعية المتعلقة بالانتخابات. وستروج حملات تسجيل الناخبين لدوافع غير حزبية؛ لتشجيع مشاركة الطلاب في السباق الرئاسي المقبل.

هؤلاء الطلاب ليسوا غرباء عن "جنون الانتخابات". لقد تعلموا منذ فترة طويلة أن التصويت هو تجسيد للسياسة الأميركية في أبهى صورها. حتى في فصول التعليم ما قبل الجامعي (K-12)، تم غرس هذا الفهم فيهم. التصويت إذن: هو واجب مدني مقدس. جنبًا إلى جنب مع الكتابة إلى المسؤولين المنتخبين أو التحدث في الفعاليات المحلية أو تقديم التماسات إلى الكونغرس، تعلموا أن هذا هو الطريق الأمثل لممارسة السياسة في الولايات المتحدة.

ولكن في هذه اللحظة، يعاني الحس الانتخابي الأميركي من أزمة. إذا كانت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بي مؤشرًا، فإن طلاب اليوم قد تأثروا بشدة بمناخ القمع الذي واجه الاحتجاجات المناهضة للإبادة الجماعية في العام الماضي. انتهى العديد من هذه الانتفاضات بتدخل الشرطة، وفرض عقوبات أكاديمية على منظمي الطلاب.

هؤلاء الطلاب كانوا شهودًا على مناخ مكارثي، حيث طُرد أساتذتهم أو تم توبيخهم أو معاقبتهم، وكلهم بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية. هؤلاء الطلاب يشكّون في أن النظام الأكاديمي سيفعل شيئًا لتعزيز نموهم السياسي أو الفكري. يرون هذا الواقع منعكسًا في النظام الانتخابي.

يرون القليل من الفرق بين موقفي الحزبين الرئيسيين تجاه الإبادة الجماعية. في تجمع لكامالا هاريس في أغسطس/آب، هتف المحتجون: "كامالا، كامالا، لا يمكنك الاختباء.. نحن نتهمك بالإبادة الجماعية". كان ردها: "إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فقولوها. وإلا، فأنا أتحدث". غطت هتافات التأييد لهاريس على أصوات المحتجين.

أما بالنسبة لترامب، فقد قال: إنه سيعطي نتنياهو كل الأدوات التي يحتاجها "لإنهاء ما بدأه".

المطلب الأساسي للمعارضين الأميركيين للحرب في غزة، وهو إنهاء شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، خارج نطاق ما يمكن أن يتقبله المسؤولون المنتخبون. إنه ببساطة – ووفقًا لمنطق بناء الإمبراطورية الأميركية – لا يمكن أن يكون مطروحًا على بطاقات الاقتراع.

لقد أجريت أبحاثًا لسنوات حول الدورات الانتخابية الأميركية، وخاصة أنماط تصويت المسلمين الأميركيين. وخلال عملي الميداني، لاحظت إحباطًا مشابهًا بين المسلمين الواعين سياسيًا في الولايات المتحدة. كيف يمكن للمرء أن يشارك في دورة انتخابية عندما يضمن كلا الطرفين توسيعًا متزايدًا للعسكرة والشرطة، الحرب والمراقبة؟ كيف، كما سألني بعض معارفي، في العمل الميداني، يمكن للمرء أن يقرّ بوجه الإمبراطورية المزدوج؟

اليوم، يواجه العديد من طلاب الجامعات لحظة حاسمة. مرة أخرى، يصبح التصويت "اختبارًا متعدد الخيارات ضيقًا ومغشوشًا، لدرجة أن أي معلم يحترم نفسه لن يقدمه للطلاب"، كما قال هوارد زن.

يرون ما أطلق عليه "عجاز أحمد" "الاحتضان الحميم بين الليبرالية واليمين المتطرف". يشاهدون المشاغبين في المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهم يتعرضون للانتقاد والصمت. يرون أنصار الأحزاب الثالثة يتعرضون للعار لرفضهم مرشحي المؤسسة. ويرون المرشحَين الرئيسيَين يدعمان سياسات صارمة ضد المهاجرين، دون أن يذكر أي منهما الدمار الذي أحدثته الولايات المتحدة في البلدان التي يهاجر منها هؤلاء الناس.

لا عجب أن هؤلاء الطلاب يشعرون بالإحباط. إنهم يرون القليل من الأمل في صناديق الاقتراع لأولئك الأميركيين الذين يرغبون في ممارسة حقهم السياسي. لقد تم تعليمهم أن صناديق الاقتراع هي مركز وكالتهم السياسية، ولذا فإن كلمات W.E.B Du Bois تبدو حقيقية بالنسبة لهم: "ليس هناك سوى حزب شرير واحد بأسماء مختلفة، وسوف يُنتخب رغم كل ما يمكنني فعله أو قوله".

المناخ السياسي اليوم يكذب الوعد بـ "لن يتكرر ذلك أبدًا". في حين أن أعلى مستويات السلطة تدعم أكبر الجرائم، فيشعر الشباب بالاغتراب العميق.

بالنسبة للمربين النقديين، يشكل هذا الظرف تحديًا كبيرًا، ولكنه أيضًا فرصة للتعليم. من جهة، نواجه مهمة شاقة تتمثل في مواجهة الفهم الأميركي العام حول التصويت، تلك العبارات التي تعلمناها منذ أول دخولنا فصول الدراسات الاجتماعية: أن الناس ماتوا من أجل حقنا في التصويت، وأن الإدلاء بصوتنا هو واجب مدني مقدّس، وأن أحد هذَين المرشحين الاثنين يجب أن يكون أقل الشرَّين.

ومن جهة أخرى، تُتاح لنا الفرصة لتعليم الطلاب تاريخًا غنيًا غالبًا ما يُهمل في مناهجنا الدراسية؛ تاريخًا يوضح كيف أن التغيير الجوهري لم يتحقق عبر صناديق الاقتراع، بل من خلال الجماهير المنظمة والمثقفة التي تطرح مطالب غير قابلة للتفاوض من الطبقة الحاكمة.

إنها فرصة لتعليم كيف أن صناديق الاقتراع أصبحت، على عكس الحكمة المتعارف عليها، أداة للسيطرة، عظمة تُلقى للجمهور الثائر لتهدئة اضطرابه، لتعزيز وهْم المشاركة المدنية. إنها فرصة للخوض مع طلابنا في دراسة الإجراءات المضادة للديمقراطية التي تُكرس في السياسة الأميركية.

المربون يدركون جيدًا أن زعزعة الأطر الفكرية هي جزء أساسي من التفكير النقدي، وأن تمزق وجهة نظر ما يوفر تربة خصبة للتعليم التحويلي. كانت هذه اللحظة واحدة من تلك اللحظات المزعزعة للمنظومة. ولهذا، يجب أن نكون مستعدّين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تقرير دولي يحذر من ضعف الديمقراطية في أوروبا
  • خبير مقدسي: لهذه الأسباب تستهدف الجمعيات الاستيطانية جبل الزيتون
  • انتخابات البلديات في شرق سوريا.. لماذا لا تدعمها واشنطن؟
  • هل تنجح المعارضة في الدفع إلى انتخابات مبكرة في تركيا؟
  • الرئيس السنغالي يحل البرلمان ويعلن عن انتخابات مبكرة
  • الانتخابات الأميركية.. حزب واحد شرير بأسماء مختلفة
  • أي مشهد سياسي بتونس قبل أسابيع من الاقتراع الرئاسي؟
  • نائب كردي يطالب عدم التساهل مع الأحزاب الرئيسية في الإقليم بشأن الانتخابات
  • أردوغان يرفضها بشدة.. لماذا تسعى المعارضة بتركيا لانتخابات مبكرة؟
  • الغندور: هدف النصر صحيح لهذه الأسباب .. فيديو