تحديات أمنية: فراغات الموت في المناطق المتنازع عليها
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
14 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: تشهد المناطق المتنازع عليها في العراق، وخاصة في ديالى وكركوك، تحديات أمنية كبيرة بسبب الفراغات التي خلفتها انسحابات البيشمركة بعد استفتاء استقلال كردستان في 2017.
وهذا الفراغ الأمني أثار مخاوف من استغلاله من قبل تنظيم داعش الذي استغل تلك المناطق كملاذات له، مما زاد من التوترات وأدى إلى اشتباكات متواصلة تهدد الاستقرار الأمني في هذه المناطق.
وبعد سنوات من الإعداد العسكري واللوجستي، جاءت خطة التنسيق الأمني المشترك بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان كخطوة رئيسية لمعالجة هذه التحديات. وبحسب التصريحات، خطة التنسيق هذه تركز على مسك الفراغات الأمنية وفتح مراكز تنسيق مشتركة، بالإضافة إلى نصب نقاط تفتيش وعمليات توسعية للقضاء على بقايا داعش.
وتشير تصريحات اللواء مردان جاوشين، قائد المحور الثاني للبيشمركة، إلى أن التهديد الأكبر من داعش يأتي من الجبال والمناطق الحدودية بين كردستان ومحافظتي ديالى وصلاح الدين فيما فلول التنظيم لا تزال تبحث عن أماكن اختباء آمنة بعيدًا عن الملاحقات الأمنية.
التحليلات تشير إلى أن التنسيق الأمني بين الجيش العراقي والبيشمركة يعد ضروريًا لضمان الاستقرار في تلك المناطق، خاصة مع تعقد المشهد الأمني بسبب وجود التنظيمات الإرهابية والفراغات الأمنية الكبيرة.
والمناطق المتنازع عليها في العراق هي مناطق جغرافية تقع بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، وتُعد موضع نزاع بين الطرفين على السيطرة والإدارة، و تتضمن أراضٍ خارج الحدود الرسمية لإقليم كردستان ولكنها تتبع إدارياً للحكومة المركزية في بغداد.
والأكراد يعتبرون هذه المناطق جزءاً من إقليم كردستان، فيما تعتبرها بغداد مناطق تابعة للحكومة المركزية.و أهم هذه المناطق هي:
كركوك: تعتبر كركوك من أبرز المناطق المتنازع عليها، وهي غنية بالنفط والموارد الطبيعية، مما يجعلها محل نزاع كبير بين بغداد وأربيل.
ديالى: هناك بعض المناطق في محافظة ديالى، خاصة المناطق الشمالية منها، تُعد محل نزاع بين الجانبين.
نينوى: بعض الأجزاء الشمالية والغربية من محافظة نينوى، وخاصة قضاء سنجار ومناطق زمار وربيعة، تعد من المناطق المتنازع عليها.
صلاح الدين: بعض المناطق الواقعة في شمال المحافظة تعتبر محل نزاع بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: المناطق المتنازع علیها إقلیم کردستان
إقرأ أيضاً:
العراق في مواجهة سياسة الصدمة.. تحديات المرحلة المقبلة في ظل إدارة ترامب
بغداد اليوم - بغداد
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يترقب العراق تغيرات كبيرة في العلاقة مع واشنطن وسط تحذيرات من اتباع الإدارة الأمريكية الجديدة سياسة الصدمة، التي تعتمد على اتخاذ قرارات مفاجئة دون تمهيد مسبق. هذا النهج يثير مخاوف واسعة، خاصة مع تصاعد الحديث عن إمكانية تأثيره بشكل مباشر على الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق.
أمريكا أولا
مقرر مجلس النواب الأسبق، محمد عثمان الخالدي، أكد في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أن سياسات ترامب تختلف تمامًا عن نهج سلفه جو بايدن، إذ يعتمد الرئيس الأمريكي الجديد على مبدأ "أمريكا أولًا"، مما يعني أن جميع قراراته ستكون مبنية بشكل مباشر على المصالح الأمريكية دون اعتبار لأي عوامل أخرى. ويضيف الخالدي أن ترامب ينتهج أسلوب القرارات المفاجئة والصادمة، وهو ما بدا واضحًا في تعامله مع ملفات حساسة مثل أوضاع أمريكا الشمالية وقناة بنما، ما يعكس طريقة جديدة في إدارة العلاقات الدولية تهدف إلى تحقيق مكاسب سريعة دون الالتفات إلى التداعيات طويلة الأمد.
الانقسامات الداخلية "فرصة لواشنطن"
العراق قد يكون أحد الدول الأكثر تأثرًا بهذا النهج، خاصة في ظل الانقسامات السياسية الداخلية التي قد تتحول إلى ورقة ضغط بيد واشنطن. هذه الانقسامات قد تمنح الإدارة الأمريكية فرصة لفرض شروطها أو اتخاذ قرارات قد تؤثر على المشهد السياسي العراقي. في الوقت ذاته، من المتوقع أن تستمر السياسة الأمريكية في تعزيز نفوذ حلفاء واشنطن الإقليميين، وهو ما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة بحق العراق، سواء من خلال الضغوط الاقتصادية أو إعادة النظر في طبيعة الوجود الأمريكي في البلاد.
الفصائل والملف الاقتصادي
على الجانب الاقتصادي، يشير المراقبون إلى أن العراق قد يواجه مزيدًا من الضغوط المالية، خاصة فيما يتعلق بالتحكم في تدفق الدولار إلى الأسواق العراقية، وهو ملف حساس قد يؤثر على الاستقرار الاقتصادي. إلى جانب ذلك، قد تشهد المرحلة المقبلة تصعيدًا في المواقف تجاه بعض الفصائل المسلحة، ما قد يخلق توترًا إضافيًا في الساحة الأمنية، خصوصًا إذا قررت واشنطن فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات مباشرة ضد بعض الأطراف الفاعلة في المشهد العراقي.
ولتجنب أي تداعيات خطيرة، يشدد الخالدي على ضرورة دعم حكومة محمد شياع السوداني من خلال التركيز على سياسة متوازنة وغير منحازة لأي طرف، والعمل على بناء قاعدة اقتصادية متينة تقلل من التأثيرات الخارجية، إضافة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع وقوع العراق في دائرة الصراعات الدولية. كما أن توحيد الموقف الداخلي سيكون عنصرًا أساسيًا في مواجهة أي ضغوط محتملة، حيث تحتاج بغداد إلى تقديم خطاب سياسي موحد يعبر عن مصلحة العراق أولًا، بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية والدولية.
كيف سيتعامل العراق؟
وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل العراق مستعد للتعامل مع سياسة الصدمة التي قد يتبناها ترامب؟ الإجابة تعتمد على قدرة الحكومة على صياغة استراتيجيات استباقية، قادرة على التعامل مع أي قرارات مفاجئة قد تصدر من واشنطن. ورغم أن المرحلة المقبلة قد تكون صعبة، إلا أن العراق يمتلك فرصًا كبيرة للمناورة إذا ما أحسن إدارة ملفاته الداخلية والخارجية بمرونة وحكمة. في النهاية، ستحدد الأسابيع والشهور المقبلة ما إذا كان العراق قادرًا على احتواء تداعيات هذه السياسة الجديدة أم أنه سيجد نفسه مجددًا في مواجهة تحديات قد تعيد خلط الأوراق في المشهد السياسي والاقتصادي للبلاد
المصدر: بغداد اليوم + وكالات