يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

ما إن أطل هلال سبتمبر على سماء اليمن- هذا العام- إلا وهلَّت الأفراح في قلوب اليمنيين وبدأت أهازيج سبتمبر تعلو في كل مكان.

زخمٌ شعبي كبير يحتفل باكرًا بهذه المناسبة العظيمة ما يعكس مدى اهتمام الشعب ومحبته لهذه الثورة المقدسة وتمسكه العظيم بروح النضال ضد مليشيا الحوثي التي بدورها تشعر بالقلق الكبير إزاء ذلك.

حب واحتفاء كبير من اليمنيين بهذا اليوم المجيد الذي طوى فيه اليمنيون حقبةً كبيرة من الحكم الإمامي البغيض، الذي يقوم على فكرة ولاية البطنين، تلك الفكرة التي تناقض النظام الجمهوري ومعطيات العصر الحديث، وتعمل على قمع الحرية والعمل على إذلال الشعب.

حالة من الاستنفار والترقب المليئ بالخوف والحذر تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين منذ اليوم الأول من هذا الشهر، وتعزيزات أمنية مكثفة تعمل على قمع التجمعات ومصادرة الأعلام الوطنية في أسلوب واضح وغيور على الإمامة الماضية وقلق على مستقبل الحوثيين.

تعميمات بمنع الحديث عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في الإذاعات المدرسية بين الطلاب ما يوضح أكثر قلق الحوثي من الجيل السبتمبري القادم؛ خاصة وأن الجموع الغفيرة التي اختفت بهذه المناسبة العام الماضي كانت من فئة الشباب الحازم الذي لم ترهبه البندقية ولم يؤثر فيه القمع.

تمسك الشعب بثورته

بهذا الشأن يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي” كانت الاحتفالات بثورة السادس والعشرين من سبتمبر   تقتصر على الجانب الرسمي فقط، من حيث استعراض منجزات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وغيرها، لكنه وبعد انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة تغيرت هذه الاحتفالات وأصبحت تأخذ بعد شعبيا بشكل كبير وأصبحت تحمل زخمًا شعبيًا منقطع النظير وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمسك الشعب اليمني بثورته الأم ورفضه التام لهذه المليشيات وما تقوم به من قمع واستعباد”.

وأضاف الفاتكي لموقع” يمن مونيتور” تتعدد الاحتفالات بهذه الثورة العظيمة لتشمل الداخل والخارج، من هم في اليمن ومن هم خارجها، اليوم توقد شعلة سبتمبر فوق سطع كل منزل وترفع الأعلام الوطنية في كل مكان، ويتم تلوين المركبات بألوان العلم الوطني بالإضافة إلى التغني بالأغاني الوطنية التي تمجد هذه الثورة المباركة”.

وأشار الفاتكي إلى أن” يوم السادس والعشرين من سبتمبر يمثل خصما لدودًا لمليشيا الحوثي ولهذا هي ترى فيه خطرا كبيرا على مشروعها الكهنوتي الإمامي؛  فهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة على وأد الاحتفال بهذه الثورة العظيمة وقد حرصت طوال الفترة الماضية على تنميط المجتمع اليمني وإظهاره على أنه قد دان لسلطتها ولمشروعها، لكن الجماهير اليمنية أظهرت عكس ذلك تماما”.

وأكد” عندما خرجت الجماهير الحاشدة في مناطق سيطرة المليشيات- العام الماضي- بكل عفوية وحب تبتهج بذكرى هذه الثورة العظيمة ولم تكترث للقبضة الحوثية ولا لسطو البندقية التي حاولت أن تقمع الاحتفال، فاحتفالات العام الماضي في مناطق سيطرة المليشيات وجهت رسائل للرأي العام الداخلي والخارجي، وأظهرت أن الحوثيين عبارة عن عصابات ومليشيات تريد أن تفرض مشروعا دخيلا على الشعب اليمني تنفذ من خلاله أجندة إيران”.

حالة من الاستنفار

وبيَّن” اليوم وبمجرد دخول شهر سبتمبر تستنفر المليشيات الحوثية قواتها؛ لأن حلول هذا الشهر يمثل لها حالة طوارئ فيلاحظ الانتشار الأمني الكثيف في الكثير من الوحدات الأمنية في شوارع وأحياء المدن الواقعة تحت سيطرتها؛ لأنها تنظر للاحتفال بالسادس والعشرين من سبتمبر على أنه احتجاج شعبي عارم وبمثابة استفتاء شعبي واحتجاج سلمي يناهض هذه المليشيات”.

وتابع” المليشيات الحوثية ترى نفسها بأنها امتداد للفكر الإمامي الذي ثار عليه الشعب في ستينيات القرن الماضي، فقد كانت في السابق تستعمل نوعا من المخادعة والمقاتلة؛ لكنها في الفترة الأخيرة كشفت عن عوارها وغادرت مربع المقاتلة والنفاق الذي كانت تدعيه، وواجهت الشعب اليمني وحاولت محو التأريخ اليمني ومحو الاحتفال بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر واستبدال هذه الذكرى بذكرى انقلاب هذه المليشيات على الدولة”.

وواصل”  المليشيات تفاجأت بوعي الشعب اليمني وتفاجأت بجيلٍ سبتمبري قادم سيقتلع هذه المليشيات من جذورها، لا سيما وأن أغلب من يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة هم من جيل الشباب من طلاب المدارس والجامعات وبالتالي هي تعمل بكل ما أوتيت من قوة باستخدام سياسة الترهيب وسياسة القمع في محاولة مستميتة منها لثني اليمنيين عن الاحتفال بهذه المناسبة”.

في السياق ذاته يقول الصحفي والناشط السياسي، وليد الجبزي” عندما يحل شهر سبتمبر من كل عام  يبتهج اليمنيون جميعا بهذا الشهر العظيم الذي ارتبط اسمه بأعظم ثورة في تاريخ اليمن الحديث وهي الثورة التي  قضت على الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض والذي كان يمثل قيدا على رقاب اليمنيين”.

وأضاف الجبزي لموقع” يمن مونيتور” اليوم  الإماميون الجدد لا يختلفون عن  القدامى؛ بل هم أشد خطرا منهم،  وقد رأينا مليشيات الحوثي كيف شنت حملة اعتقالات واسعة بحق المحتفلين بعيد ثورة الـ26  من سبتمبر العام الماضي في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة هذه المليشيات؛ وذلك بهدف منع الشعب من الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة والعزيزة على قلوب اليمنيين”.

ولدت روحا ثورية جديدة

وأردف” الحملات والاعتقالات التي شنتها المليشيات الحوثية العام الماضي  على المحتفلين بثورةالـ26 من سبتمبر ولدت لدى أبناء الشعب اليمني روحًا ثورية جديدة؛ إذ  بدأ الجميع يحتفل بهذه المناسبة منذ اليوم الأول من شهر سبتمبر  فقد تغنوا بهلال سبتمبر؛  فهم ينتظرون قدومه كما ينتظرون قدوم هلال رمضان فذاك موسم ديني وهذا موسم وطني”.

وأكد” اليوم نحن  نرى الجميع يرفع شعارات ثورة الـ26  من سبتمبر المجيدة وقادة تلك الثورة العظيمة وذلك للتذكير بعظمة سبتمبر وثورته كما أن المدارس في مدينة تعز تعمل على إقامة إذاعات ومهرجانات طلابية احتفالا بهذه المناسبة منذ اليوم الأول من هذا الشهر فتعز هي  المدينة التي تحمل المشروع الوطني لكل أبناء اليمن”.

وأشار الجبزي في حديثه  لموقع” يمن مونيتور” زاد القلق والتوتر والخوف لدى مليشيا الحوثي من هذه المناسبة والتي لا شك أن تلك المليشيات تخاف من فقدان السيطرة على المواطنين الذين يرون الاحتفال بثورة 26 سبتمبر حقًا  من حقوقهم، فقامت  مليشيا الحوثي بإصدار تعميم على مدراء المدارس في محافظة إب بعدم السماح للطلاب إقامة إذاعات مدرسية تتحدث عن ثورة 26 سبتمبر

وكما عمدت تلك المليشيات على ملاحقة الناشطين والإعلاميين في محافظات أخرى خوفا من أحياء مناسبة الـ 26 من سبتمبر”.

واختتم”: ليعلم الإماميون  الجدد أن ثورة الـ26 من سبتمبر ستظل شعلة تحرق كل من يحاول أن يطفئها وأن اليمنيين ولدوا أحرارا وليسوا  عبيدا لسيد أو إمام، وكما انتهى عهد الإمامة سينتهي عهد الحوثي ولو بعد حين”.

من جهته يقول الناشط السياسي والإعلامي، عبد الحميد المجيدي” إن” اليمن قاطبة تعيش اليوم زخمًا ثوريًا منقطع النظير منذ بداية شهر سبتمبر المجيد ابتهاجا بعظمة سبتمبر الثورة والجمهورية؛ فلم تكن ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م ثورةً عادية ولكنها كانت ثورة عظيمة بكل المقاييس إذ قضت على الإمامة  التي جعلت  اليمن يعيش حياة الجهل والتخلف والاستبداد والظلم الكبير”.

وأضاف المجيدي لموقع” يمن مونيتور” معروف أن الإمامة كانت تمارس القمع ضد كل من يرفع رأسه وينتقد الأوضاع وسوء الحال فقد جعلت القيد رفيق من يحاول ذلك والسجن ملجأه وتعمل على إهانة كرامته بطرق شتى، وقد كان الثوار يتعرضون لأبشع الجرائم،  حتى أنهم يُنقلون من سجون مدنهم إلى سجون مدن أخرى بعيدة عليهم لإذلالهم، وغير ذلك من أساليب التعذيب النفسي والجسدي”.

وأردف” جاءت ثورة سبتمبر المجيدة وأشرقت معها مدراس العلم وتخرج العلماء ونبضت الحياة في مجالات الفكر والسياسة والاقتصاد والصحة ولو على المستوى البسيط لتلك المجالات التي كانت منعدمة تماما أيام الحكم الإمامي البغيض، لكنه ومع الأسف الشديد  فإن شجرة الإمامة قُطعت قطعًا ولم تُقتلع اقتلاعا بجذورها المسمومة اللعينة مما جعل تلك الشجرة الخبيثة  تعود بصورة أخرى أشد وأكثر خبثا وحدية مما كانت عليه وذلك  لتثبيت تلك السلالة الخبيثة التي رفضها اليمن سابقا  ويرفضها اليمنيون اليوم”.

وتابع” جاء الحوثي بانقلاب واضح في 21 من سبتمبر عام 2014 م محاولا- عبثًا-   أن يمسح أو يطمس ضوء  الـ 26 من  سبتمبر

لكنه ورغم المحاولات الخبيثة والدسيسة التي تسعى لطمس ملامح هذه الصورة المجيدة فإنه قد فشل أمام وعي مجتمعي أدرك تلك المؤامرة القذرة رغم كل المحاولات الحوثية لإلغاء ثورة سبتمبر وشيطنة ثوارها الأبطال”.

وأكد” سيطرت مليشيا الحوثي الإرهابية على أجزاء كبيرة من الوطن وأخضعت الناس وأجبرتهم على طقوسها المفتعلة وملازمها المسمومة، غير أن المجتمع اليوم ونتيجة للتعليم وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع استطاع أن يواجه تلك الألاعيب حتى ولو لم يتم القضاء على الانقلاب في الوقت الحالي، فالشعب يقض”.

الحوثي يعيش حالة من الرعب

وأشار المجيدي إلى أن” الحوثي اليوم يعيش حالة من الرعب  التي تسيطر عليه نتيجة أصداء وأضواء   سبتمبر الثورة والجمهورية فهو يحاول حجب وإخفاء نور سبتمبر الذي سطع ويسطع  على اليمن عامة، يحاول أن يمنع  الاحتفالات فمنع شعارات سبتمبر التي كسرت قيود الإمامة غير أن تلك المحاولات في قمع الناس من الخروج إلى الميادين أو الاحتفاء  الظاهري  بالألعاب النارية  ورفع العلم الوطني والأغاني السبتمبرية  إلا أن كل تلك المحاولات وتلك الجهود لن تجدي نفعا بمنع قلوب الشعب من  الابتهاج والفرح بسبتمبر”.

وواصل” القمع والاستبداد والظلم  والظلام مهما طال فلا بد أن تشرق شمس الحرية وسوف يتنفس الشعب اليمني الحرية كاملة دون انتقاص منها وسيلفظ تلك المليشيات السلالية الكنهوتية إلى مزبلة التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى، وكما جاء يوم السادس والعشرين من سبتمبر سيأتي يوم شبيه له لينهي عهد الحوثي الظلوم”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن ثورة سبتمبر الملیشیات الحوثیة الثورة العظیمة هذه الملیشیات ملیشیا الحوثی بهذه المناسبة هذه المناسبة العام الماضی الشعب الیمنی یمن مونیتور شهر سبتمبر هذه الثورة هذا الشهر سبتمبر ا ا الحوثی حالة من

إقرأ أيضاً:

هل عادت …!

هل عادت …!

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

هل زوجته منتقبة؟ هل هي الوحيدة أم هو متزوج من أكثر من واحدة؟ أمثلة بسيطة على الأسئلة التي شغلت بال بعض الجهابذة مؤخراً منذ ظهور الرئيس #أحمد_الشرع كقائد للمرحلة الانتقالية في #سوريا، في نموذج يدعو إلى الدهشة أمام وجود تحديات هائلة بانتظار الرئيس الشرع وكل من سيتصدر العمل العام في سوريا الحرة في قادم الأيام، فمعظم الشعب السوري الذي دفع أغلى الأثمان وعانى كل أنواع القمع والظلم والإجرام وكتم الأنفاس سنوات طويلة حتى وصل إلى لحظة الحرية والعزة والكرامة ليس في أول اهتماماته مثل هذه الأمور الشخصية للرئيس وعائلته، بل يتوق إلى التمتع بالخيرات التي تنبض بلاده بها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وأمعن في نهبها واستباحتها كثير من داخل سوريا وخارجها، ثم أن الإدارة الجديدة في سوريا تنتظرها تحديات أكبر مما يتصور البعض بكثير، تأتي في صدارتها فرض الأمن والاستقرار في عموم أنحاء سوريا، وهو أمر في غاية التعقيد مع وجود فلول هاربين من مجرمي النظام السابق ومعهم كل منتفع من تلك الفترة ممن ليس في مصلحته استقرار البلاد مع الإدارة الجديدة لأي سبب كان، وتقع في صميم مصلحتهم اثارة البلبلة والفوضى بين كل حين وآخر لنزع الشرعية وثقة الناس في الإدارة الجديدة وتدمير أي استقرار في البلاد، عملا بمبدأ (الأسد أو نحرق البلد)، وهم صحيح أن مركز قوتهم تقع في مدن الساحل مسقط رأس العائلة الحاكمة في النظام السابق، إلا أن هذا لا ينفي احتمالية وجود آخرين منهم في أنحاء أخرى كثيرة متفرقة من عموم سوريا، ثم يأتي التحدي في دمج مكونات الشعب السوري ممن كانوا يعانون في هذا الأمر في العهد السابق، وعلى سبيل المثال لا الحصر الكردي الذي كان لا يحق له إصدار بطاقة هوية سورية  ولا جواز سفر سوري أو العمل في الوظائف الحكومية وغيرها من التحديات الخاصة بهم كقومية، ومعهم القومية الدرزية في جنوب سوريا ودمجها في الدولة السورية الواحدة الموحدة، خصوصاً مع تدخل الاحتلال الإسرائيلي السافر في شؤونهم بحجة أن معظم سكان الجولان المحتل من الدروز، ومن هنا يبرز التحدي الأكبر في لجم استباحة الاحتلال الإسرائيلي لعموم الأراضي السورية منذ أول لحظة لسقوط النظام السابق والإمعان في التدخل في شؤون البلاد، ذلك الاحتلال الذي بالطبع لا يريد رؤية سوريا موحدة ولا قوية، ولكن قبل هذا التحدي هناك أمر لا بد أن تتوقعه الإدارة الجديدة في حال استقرت لها الأمور بالبلاد وسيطرت على كامل التراب السوري، وهو التمكن من دمج كل هذه الفصائل المسلحة ذات الأفكار والأيدولوجيات المختلفة إسلامية وعلمانية وقومية وغير ذلك  تحت مظلة دولة واحدة بمؤسسات موحدة، فعلى سبيل المثال يجب على الإدارة الجديدة (ذات المرجعية الإسلامية المعروفة) تحضير إجابات لكثير من الأسئلة من أقرب رفقاء مسيرتها في الثورة والجهاد بعد استقرار الأوضاع في البلاد، مثل لماذا لم تطبق الشريعة الإسلامية؟ أو حتى لماذا لم تعلن الخلافة الإسلامية؟ وغيرها من الأسئلة المشابهة، في المقابل نعود للتحديات الحالية والتي من أولها ظهور نتائج لجنة التحقيق في أحداث الساحل والتي كادت أن تعصف بالبلاد في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وهنا سيكون أول اختبار حقيقي للإدارة الجديدة أمام أتباعها قبل أعدائها في جدية محاسبة المخطئ أياً كان، ثم تأتي أمور أخرى مثل تطلع الشعب إلى إعلان الحكومة الجديدة التي ينتظرها منذ بداية الشهر الحالي، ومدى نجاح تطبيق اتفاقات الحكومة التي أعلنت مع الأكراد والدروز في الأيام الماضية، ونجاح الإدارة الجديدة في إزاحة الحصار الاقتصادي عن البلاد لتوفير لقمة العيش للشعب السوري بعزة وكرامة، ومدى مصداقية الإدارة الجديدة في تطبيق الإعلان الدستوري الجديد بمرحلته الانتقالية ذات السنوات الخمس وتنظيم انتخابات نزيهة بعدها في البلاد لاختيار قيادة تمثلها دون محاولة فرض لون واحد على الشعب السوري، أو حتى نزع حق أي مكون من مكونات الشعب في العيش بحرية وكرامة ومساواة، ولأجل كل ذلك كنا قد سألنا قبل حوالي شهرين بعد خمسة أيام فقط من سقوط النظام السابق ماذا بعد؟ ترى ماذا بعد كل هذه التضحيات؟ وهل سنرى بالفعل سوريا الجديدة التي تزينت بعلم الاستقلال وهي تتزين بالشرفاء والمخلصين من أهلها للقيام على بناء دولة العدل والمساواة والمحبة والأمان لكل أهلها بكل أطيافهم وألوانهم وأعراقهم، مجسدين لوحة بلاد الشام الضاربة في تاريخ البشرية وشعار (الشعب السوري واحد) على الأرض السورية.

ونطرح اليوم سؤالاً يدور في خلد كل محب للشام وأهله، ترى هل عادت بالفعل أنفاس الحرية لترفرف وتظلل الشعب السوري؟ والذي ستكون إجابته من خلال الوقوف في وجه التحديات التي ناقشناها في السطور السابقة، والتي تنتظر هذا الشعب وقيادته في الأيام القادمة وتتطلب جهد كل سوري مخلص محب لدينه وبلده وأهله لمعالجتها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بدلاً من انشغال البعض بلون شعرات ذقن الرئيس الشرع أو تسريحة شعره ولون بدلته.

مقالات ذات صلة لماذا باع البنك المركزي الأردني 3 طن من الذهب؟ 2025/03/12

وفي الختام لا يمكن لنا الا ان نرفع أيدينا بالدعاء في هذه الأيام الفضيلة ان يفرج كرب أهلنا في سوريا ويعيد الأمن والأمان لعموم سوريا، ومعهم الأهل والأحباب في غزة خاصة وفي الضفة والقدس وكل فلسطين وأن يرفع عنهم ما أصابهم من كرب وبلاء وحرب إبادة مازال يمعن فيها الاحتلال المجرم، وأن يعوض الله صبرهم أجمل العوض وهم الذين مازالوا يقدمون للعالم بأسره دروس صناعة معاني الحياة من قلب الموت.  

مقالات مشابهة

  • الحوثي يدعو لخروج شعبي مليوني غداً الاثنين في صنعاء والمحافظات
  • لأول مرة بعد سقوط الطاغية… السوريون يحتفلون بذكرى انطلاق الثورة في ساحة الأمويين
  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • أهالي دوما بريف دمشق يحتفلون بذكرى ثورة الشعب السوري المباركة، وصور الشهداء تزين ساحة الحرية وسط المدينة.
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • احتفالاً بذكرى الثورة السورية… جامعة حلب تقيم فعالية ثقافية متنوعة
  • في ذكراها الرابعة عشرة، ثورة الشعب السوري انتصرت… حشود الأهالي تكتب حكاية الصبر في إدلب
  • مبادرات متنوعة في شهر الخير تعين الفقراء:الأسر اليمنية… تكافل وبذل وطقوس روحانية أصيلة
  • ترتبط بتشجيعه أستون فيلا… الأمير ويليام يكشف عن الخرافات التي يؤمن بها
  • هل عادت …!