استشاري تعديل سلوك: ألعاب العنف خطر على الأطفال
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
قال الدكتور نور أسامة، استشاري تعديل السلوك، إن المحتوى المنشور على الإنترنت لا يخضع للرقابة في أي دولة من دول العالم، مشيرًا إلى أنه لا بد من تحصين الأبناء من مخاطر الإنترنت، لما له من تأثير سلبي خطير على الأبناء.
وأضاف «أسامة»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن الطفل حتى 9 سنوات لا يملك أي نوع من التفكير في كل ما يشاهده خلال الإنترنت، وأنه قد يتعرض لبعض مشاهد العنف والقتل ويستجيب لها.
وأوضح استشاري تعديل السلوك، أن ألعاب العنف تؤثر على الأطفال بشكل سلبي، إذ أنه يتكون لديه فكرة أن العنف هو النظام السائد، مشددَا على أهمية مراقبة الآباء لأبنائهم، متابعًا: «في حالة الإدمان السلوكي للإنترنت على الآباء إيجاد بديل مناسب له، إلى جانب تقليل أوقات الفراغ التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال».
إدمان الإنترنتولفت إلى أنه يمكن تجنب إدمان الإنترنت بإنشاء قائمة بالمهام والمتطلبات اليومية للأطفال سواء كانت متعلقة بالمدرسة أو التمارين أو ورش خاصة بتعليم مهارة معينة، كون أن استثمار وقت الأطفال يقلل من إدمانهم للإنترنت، ولكن لن يمنعهم من استخدامه، بل يتم استخدامه بالحد المعتدل وليس كروتين أساسي، إلى جانب أنه يمكن معاقبة الطفل بمنعه من الهاتف في حالة عدم إنجازه للمهام المطلوب.
جدير بالذكر أن الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أكد أن إدمان الإنترنت يعتبر مرضًا معترفًا به دوليًا، ويشكل تهديدًا كبيرًا للصحة الجسدية والعقلية.
وأضاف "فرويز"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هذا الصباح" المذاع عبر فضائية "اكسترا نيوز"، اليوم السبت، أن إدمان الإنترنت ليس مجرد مشكلة سلوكية، بل يسبب مخاطر صحية متعددة تشمل ضعف البصر، السمنة، واضطرابات الأكل التي قد تؤدي إلى زيادة أو نقص الوزن.
ونوه استشاري الطب النفسي، إلى أن الاستخدام المفرط للإنترنت يمكن أن يؤدي إلى تآكل القشرة المخية، مما يتسبب في ضعف التركيز والانتباه، ويؤدي إلى تآكل الخلايا العصبية، وبالتالي يسبب مشاكل عصبية ونفسية خطيرة.
جدير بالذكر أن الدكتور محمود الصبروط وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية،أكد طبقا لاستراتيجية وزارة الشباب والرياضة برعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضه، بتوعية النشء والشباب، موجهاً أن مواجهة إدمان الإنترنت تتطلب جهودًا مشتركة ومستمرة من جميع أفراد المجتمع. مع الالتزام بالبرامج الوقائية والتوعوية، يمكن تحقيق توازن صحي بين الاستفادة من التكنولوجيا والابتعاد عن مخاطرها، مما يسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على تحقيق التقدم في بيئة صحية وآمنة.
أدار اللقاء الدكتورة هند حيث تناولت أثناء اللقاء عدة محاور رئيسية تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمدارس والمجتمع المدني لتنظيم فعاليات وأنشطة تساهم في التوعية بمخاطر إدمان الإنترنت، ودور الأسرة في متابعة سلوك الشباب وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، دعم المبادرات الشبابية التي تهدف إلى تقديم بدائل إيجابية عن استخدام الإنترنت المفرط، مثل النوادي الرياضية والمراكز الثقافية، تعزيز الوعي بين الشباب وأولياء الأمور حول مخاطر الإدمان لاستخدام الانترنت، تشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية، تنظيم ورش عمل وتدريبات للشباب حول كيفية إدارة الوقت واستخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول، إدراج موضوعات تتعلق بسلامة الإنترنت والإدمان الرقمي ضمن المناهج الدراسية لتعزيز الوعي من سن مبكرة.
كما تناولت الدكتورة سارة الحوار عن العديد من التداعيات السلبية لإدمان الإنترنت، والتي تشمل التأثيرات النفسية من الاكتئاب والقلق إلى العزلة الاجتماعية وفقدان الاهتمام بالأنشطة الواقعية، والتأثيرات الجسدية مشاكل في النظر، وآلام في الرقبة والظهر، بالإضافة إلى اضطرابات النوم، التأثيرات الأكاديمية حيث تراجع الأداء الدراسي بسبب إضاعة الوقت على الإنترنت بدلاً من الدراسة، كما تحدثت عن عدة عوامل تسهم في تفاقم مشكلة إدمان الإنترنت بين الشباب والمراهقين، ومنها البحث عن الترفيه والهروب من الواقع حيث يلجأ الكثير من الشباب إلى الإنترنت للترفيه والهروب من ضغوط الحياة اليومية، والشبكات الاجتماعية والألعاب الإلكترونيةحيث توفر هذه المنصات تجربة تفاعلية جذابة تجعل من الصعب تركها، نقص الوعي يسهم فى عدم إدراك الشباب لمخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت وتأثيراته السلبية على حياتهم.
تأتي فعاليات الندوة برعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وبتوجيهات الدكتور محمود الصبروط وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، ضمن جهود وزارة الشباب والرياضة لتوعية النشء والشباب، في إطار تفعيل دور مراكز الشباب باعتبارها مؤسسات خدمية تسعى لجذب كل الفئات العمرية للمشاركة في الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية وتعزيز دور الشباب في بناء مستقبل مصر وزيادة الوعى لديهم وتحفيزهم على الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مخاطر الإنترنت إدمان الإنترنت بوابة الوفد الوفد أهمية الإنترنت وزارة الشباب والریاضة إدمان الإنترنت
إقرأ أيضاً:
من الصيد إلى الشطرنج.. الترفيه والرياضة في قصور الخلافة العباسية
منذ قديم الزمان، والملوك يقضون أوقات الفراغ بألعاب تجمع بين الترفيه وتنمية المهارات، يرضون بها عقولهم وأبدانهم. وقد اختلفت الألعاب باختلاف الأمم، فكانت لكل أمة ألعاب تلائم عاداتها وتقاليدها وتنسجم مع أخلاق أهلها.
وقد كان لبعض ألعاب الخلفاء أصول قديمة تعود إلى الجاهلية، في حين اقتبس بعضها الآخر من الأعاجم والأمم المجاورة كالفرس والروم. ومن بين الدول الإسلامية التي أولت اهتماما بالغا بهذه الألعاب، وكان لها السبق في ذلك، برزت الدولة العباسية، لا سيما في عهد الخليفة هارون الرشيد.
حيث تنوعت أنشطة الترفيه بين الصيد، وسباقات الخيل، والألعاب الذهنية مثل الشطرنج، وغيرها من الرياضات التي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية في قصور الخلفاء.
كان الصيد معروفا منذ الجاهلية، لكن أدواته كانت قاصرة على النبل أو الفخ. ومع ظهور الإسلام وتمدن العرب واحتكاكهم بالحضارات الأخرى، مثل الفرس والروم، توسعت وسائل الصيد وأصبحت أكثر تطورا، فاستعانوا بالجوارح المدربة كالباز والشاهين والعقاب والصقر، لصيد الطيور، وبالكلاب والفهود ونحوها في صيد الخنازير والغزلان وحمر الوحش.
وكان يزيد بن معاوية أول من اهتم بالصيد من الخلفاء الأمويين، فقد كان صاحب مزاج وهوى بالصيد، شغوفا بهذه الهواية، واتخذها وسيلة للهو أكثر منها للرياضة. ويروى أنه بالغ في تدليل كلابه، فألبس كلابه أساور من ذهب وجعل لكل كلب عبدا يقوم بخدمته. وبشكل متفاوت، تابع غيره من خلفاء بني أمية الاشتغال باللهو والصيد.
وعلى منوال من سبقهم، سار الخلفاء العباسيون، فكانوا يصطادون السباع والخنازير، فضلا عن الغزلان والطيور وحمر الوحش ونحوها. وكان أكثرهم حبا للصيد الخليفة المهدي، فكان يخرج إلى الصيد في مواكب كبيرة ومعه الوصفاء والحرس وبعض حاشيته. ويروى أن "علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي" (ت178هـ/ 794م) خرج معه يوما، فعرض لهما ظبي، فرماه كل منهما بسهم، فأصابه المهدي، وأما علي بن سليمان فأصاب كلبا، فأنشد الشاعر أبو دلامة شعرا وصف فيه الموقف فقال:
قد رمى المهدي ظبيا .. شكَّ بالسهم فؤاده
وعليُّ بن سليمان .. رمى كلبا فصاده
فهنيئا لهما كل .. امرئ يأكل زاده
وشُغِف بالصيد كل من جاء بعد المهدي من الخلفاء، ولا سيما الرشيد وأبناؤه، فقد عرف ابنه صالح بصيد الخنازير، في حين اشتهر ابنه الأمين بصيد السباع، وسميت الجماعة التي كانت تقوم بصيدها باللبابيد. أما المعتصم، فكان من المتحمسين للصيد، فابتكر الحيل، ووضع الشراك للإيقاع بالفريسة.
اهتمت جميع الأمم القديمة والحديثة بالسباق، وكان للسباق مكانة خاصة في تاريخ الشعوب ولا سيما اليونان والرومان والفرس، وقد تفاخر العرب في الجاهلية بالتسابق على الخيول.
إعلانولما تحضر العرب بعد الإسلام، قاموا باتخاذ الميادين وفي استكثار الخيل. وفي الأثر: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل".
وعندما جاءت خلافة بني أمية، مضى خلفاؤها في إعداد الحلبة وميادين السبق، فكان لمعاوية بن يزيد بن أبي سفيان (ت64هـ/ 684م) حلبة للسباق، فمن كان يحصل على قصب السبق ينال جائزة، وقصب السبق هي قصبة يغرسونها في آخر حلبة السباق، فيكون الفائز من يصل إليها أولا ويقوم باقتلاعها.
وكان ليزيد بن معاوية الخليفة الأموي، قرد يكنى أبا قيس، فكانوا يلبسونه ملابس من الحرير ويجلس على متكأ مخصص له، ويشارك في سباقات الخيل. وكان لهشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية (ت125هـ/ 743م) رغبة في السباق وفي جمع الخيول، وكان له فرس يدعى (الزائد). كذا كان الوليد بن يزيد مغرمٌ بخيل السباق وكان له فرس يدعى (السندي)، وكانت الرصافة في تلك الفترة تمثل ميدان السباق.
أما العباسيون، فكان السباق عندهم من أهم وسائل الترويح عن النفس واللعب، لا سيما في عهد الخليفة هارون الرشيد. ونظمت آنذاك سباقات الخيل وسباقات الحمام الزاجل. فتعددت واتسعت ميادين السباق، وكان أهمها "الرقة"، وهي مدينة مشهورة على الفرات، و"الشماسية"، وهي مدينة تقع أعلى بغداد في العراق".
ولإثبات الهيبة والسلطان في قلوب الرعية، اهتم الملوك والخلفاء بالحيوانات، ولا سيما القوية منها كالأسود والفيلة والنمور.
وأول من اهتم بذلك كان بنو العباس، إذ كثرت عناية الخليفة المنصور بجمع الفيلة، لإضفاء التعظيم والهيبة على مكانته. وعلى نفس النهج، كان الرشيد يجمع الأسود والنمور وغيرها داخل أقفاص.
الطيور والقردة والكلابوغالى الكثير من بني العباس في اقتناء الطيور والقردة والكلاب ونحوها، فقد عرف المهدي بلهوه مع الطيور وتطييرها. وكان لأم جعفر، زبيدة زوجة الرشيد، قرد مدلل يقوم على خدمته 30 رجلا، فكانوا يلبسونه لباس الناس ويقلدونه السيف. وكان الشاعر أبو نواس يلهو ويلعب بالكلاب، مما أتاح له القدرة على وصفها في أشعاره، كما وروي عن لهو "المغني ابن جامع" مع الكلاب، فكان يقول :"لولا أن القمار وحب الكلاب شغلاني لتركت المغنين لا يأكلون الخبز".
إعلان مناطحة الكباش والديوككما انتشرت في الخلافة العباسية، ولا سيما في عهد الخليفة الأمين، ظاهرة اللعب بالكباش والديوك للمناطحة والمصارعة والمهارشة.
ولقد ظهرت في خلافة بني العباس لعبة التنكر والتمثيل، والتي تتم بحضور الخليفة وجمهور من ضيوفه اللاهين، والتي كان يطلق عليها السماجات "التمثيليات الهزلية"، والتي حاكى أصحابها في حركاتهم وملابسهم بعض الناس، مقلدين أصواتهم، مع إشارات ومظاهر مضحكة إيناسا للناس.
أما المأمون، فكان لأحد طباخيه ابن يسمى "عبادة"، عرف بخفة الدم والنادرة، فدرج عليهم ممارسة التمثيل وتقليد الأدوار. وعرف العباسيون لعبة خيال الظل، فقيل إن "دعبل الشاعر بن علي الخزاعي" (ت246هـ/860م)، كان قد هدد ابنا لأحد طباخي المأمون بهجائه، فرد عليه: "والله إن فعلت لأخرجن أمك في الخيال".
مسرح الدمىوتضمنت عروض مجالس اللهو، تقديم فقرة خاصة تشبه مسرح الدمى وتتم باستخدام آلة تدعى الكرج، وهي تماثيل خيل مسرجة من الخشب معلقة بأطراف أقبية على مسمع ونظر الخليفة وضيوفه.
الشطرنج والنردومارس الخلفاء لعبة الشطرنج والنرد، ويقصد بالشطرنج لغة، فارسي معرب، وأصله بالفارسية شترنك، وقيل هو عربي من المشاطرة أو الشطارة أو من التسطير لأنه (يعبأ ويسطر).
وأصلا معناه "ذو 4 أعضاء"، وهو اسم يطلق على الجيش الهندي المكون من 4 عناصر، وهي الفرسان والفيلة والعربات والرجالة.
أما اصطلاحا: فهي لعبة تلعب على رقعة ذات 64 مربعا، وتمثل دولتين متحاربتين، با32 قطعة تمثل الملكين والوزيرين والخيالة والقلاع والفيلة والجنود.
وللشطرنج فوائد جمة أهمها، أنها تعلم الحرب وتشحذ اللب، وتدرب الإنسان على الفكر وتعلمه شده البصيرة، وقد وصفها الشعراء من خلال قصائدهم.
وكانت الدولة العباسية من أوائل الدول الإسلامية التي احتفت بلعبة الشطرنج، بعد أن اقتبستها من الأعاجم، فكان الرشيد أول من لعبها فعمل على تقريب اللاعبين إليه، وإجراء الأرزاق عليهم. وكان الخليفة المأمون يجيد لعبة الشطرنج، رغم قوله بأنه لا يطيب مع الهيبة، وكان يكره أن يقال عن حجارة الشطرنج "نلعب بها، بل نتناقل بها". ولا تكمن خطورة الشطرنج في لهو الخليفة وصرف نظره عن شؤون الرعية فحسب، إنما في مقامرتهم أثناء اللعب، فالمغلوب يدفع للغالب ما كان قد اتفقا عليه سواء كان مالا أو إقطاعا أو غيره.
إعلانوالنرد لغة: فارسي معرب، وهو من الفعل الثلاثي نرد، والنرد مذكر. ويقصد به اصطلاحا، لعبة فارسية وضعها أردشير بن بابك، تعتمد على الحظ، وتتكون من صندوق وحجارة وفصين، وتنتقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به حجر الزهر وتعرف عند العامة بالطاولة.
يقال إن واضع لعبة النرد أراد أن يمثل الحياة من خلال تفاصيلها، فرقعتها تقابل الأرض المبسوطة لسكانها، ومنازلها الأربع تقابل الطبائع الأربع، كذا تقابل خطوطها الـ24 ساعات الليل والنهار، وحجارته (بيادقه) الـ30 تقابل عدد أيام الشهر، وأما اختلاف ألوانها بين الأبيض والأسود فيقابل اختلاف الليل والنهار، ويقابل فصاه (الزهر) القضاء.
وتعد لعبة النرد من الألعاب التي اقتبست عن الأعاجم، وقد انتقلت للعباسيين عن طريق مخالطتهم للفرس، وكان الرشيد أول من لعب النرد من بني العباس، كما كانت من الألعاب المحببة للخليفة الواثق، وكان لهذه اللعبة عند الشعراء نصيب في وصفها، وقد يقامر الخصمان على شيء ما، مثل ما كان يفعل الخليفة الرشيد.
وكان من الألعاب المعروفة لدى الخلفاء ألعاب الرمي، وكان أبرزها لعبة الصولجان وهو لغة: فارسي معرب، من الفعل الثلاثي صلج، والصولج والصولجان: العود المعوج، أما اصطلاحا: فهي عصا معقوف طرفها، يضرب بها الفارس الكرة ويكون الفرسان على ظهور الخيل.
وهي لعبة فارسية لم يعرفها بنو أمية، وأول من لعبها بنو العباس، وأسبقهم إليها الرشيد، وتتم طريقة لعبها من خلال إلقاء كرة مصنوعة من مادة خفيفة مرنة على الأرض، ويكون المتسابقون على ظهور الخيل فيتنافسون نحو التقافها بعصا عقفاء يسمونها الصولجان أو الجوكان، فيرسلون بضرباتهم الكرة في الهواء وكان الخليفة الأمين من عشاق هذه اللعبة، وقد أمر في ثاني أيام خلافته ببناء ميدان جوار القصر للعب بالكرة، كذا كان الخليفة المعتصم من الشغفين بلعبها.
إعلان لعبة الطباطب والنشابوعرفت أيضا لعبة الطباطب والنشاب وتعني لغةً: جمع طبطابة، طبطب الوادي إذا سال وسمعت لصوته طباطب، والطبطبة شيء عريض يضرب بعضه ببعض، والطبطبة صوت الماء ونحوه، وتعني اصطلاحا: خشبة عريضة يلعب بها، أو يلعب الفارس بها، أما النشاب لغةً: مفردها نشابة والجمع نشاشيب، وتعني اصطلاحا النبل، والسهام، والنشاب: فهو صانع النشاب، وكان الرشيد أول من لعب بالطباطب (الكرة)، وأول من رمى بالنشاب من بني العباس.
لعبة البندقوعرفت لعبة البندق وهي فارسية بلفظها واستعمالها ويسمونها الجلاهقات جمع جلاهق، وتعني لغةً: الجلوز (شجر) ومفردها بندقة، وقيل البندق الذي يرمى به وجمعها بنادق. وتعني اصطلاحا: كرات تصنع من الطين أو الرصاص أو الحجارة أو غيرها، وكان الفرس يرمونها كما يرمون النبال.
وقد عد ظهورها عند العرب في المدينة منكرا في بادئ الأمر، وقد اقتبس العرب هذه اللعبة في أواخر أيام عثمان بن عفان "بن أبي العاص بن أمية، ذي النورين (ت35هـ/ 656م)" لكن سرعان ما اعتادوا عليها مشكلين فرقا خاصة من الجند يرتدون زيا موحدا.
وشكل رماة البندق في العصر العباسي طائفة كبيرة، يخرجون إلى ضواحي المدن يتسابقون في رمي البندق على الطير ونحوه، لذلك غلب على رماة البندق الاشتغال بتطيير الحمام، وكانت لدى الرشيد فرقة يقال لها (النمل) ترمي البندق على من يقف في طريق موكب الخلافة.