ماذا وراء طلب أوكرانيا في الحصول على صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي؟
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
تستمر الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تصاعدها، حيث يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تعزيز قدرات بلاده العسكرية عبر الضغط على حلفائها الدوليين للحصول على صواريخ طويلة المدى، هذا السعي يعكس حاجة كييف الملحة لتحقيق استراتيجيات هجومية أكثر فعالية ضد روسيا، ولكن تحقيق هذا الهدف يواجه مجموعة من التحديات السياسية والتكتيكية التي قد تؤثر بشكل كبير على موازين القوى في النزاع المستمر.
ففي الأشهر الأخيرة، تصاعدت مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على صواريخ طويلة المدى، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على ضرب الأهداف الاستراتيجية داخل الأراضي الروسية.
يعكس هذا الطلب رغبة كييف في تغيير معادلة الصراع على الأرض، وذلك عبر استخدام أسلحة تمكنها من استهداف المواقع الحيوية التي تسهم في دعم العمليات العسكرية الروسية.
ورغم الجهود الدؤوبة التي بذلها زيلينسكي، بما في ذلك الضغوط المتزايدة على الولايات المتحدة وبريطانيا، لم يتم حتى الآن إصدار قرار رسمي يتيح لأوكرانيا استخدام صواريخ ATACMS الأميركية.
جاء هذا بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر في واشنطن، والذي لم يسفر عن تأكيد حول هذا الطلب.
وكشف دبلوماسيون أوروبيون عن أن أوكرانيا قدمت قائمة مفصلة بالأهداف المحتملة داخل روسيا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.
هذه القائمة تشمل مراكز القيادة العسكرية ومستودعات الوقود والأسلحة، بالإضافة إلى تجمعات القوات الروسية.
وتأمل كييف في استخدام صواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ "ستورم شادو" البريطانية لتعزيز قدرتها على تحقيق ضغوط هجومية فعالة.
كما أن إضافة طائرات إف-16 إلى ترسانة أوكرانيا تمثل جزءًا من استراتيجيتها لردع التفوق الجوي الروسي.
ومع ذلك، يواجه هذا الطموح الأوكراني مجموعة من العقبات، فقد أوضح مسؤولون في البنتاغون أن غالبية الطائرات الروسية التي تمثل تهديدًا كبيرًا لأوكرانيا تتمركز في مطارات تقع على بعد 300 كيلومتر على الأقل من الأراضي التي تسيطر عليها كييف، وهو ما يتجاوز نطاق صواريخ ATACMS.
إضافة إلى ذلك، فإن صواريخ الكروز مثل "ستورم شادو" و"SCALP"، التي ترغب أوكرانيا في استخدامها، لها مدى يصل إلى نحو 250 كيلومترًا فقط، وهو ما قد يحد من فعاليتها في الوصول إلى الأهداف البعيدة.
وتبقى الإدارة الأميركية في موقف حذر بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام هذه الصواريخ في الهجمات على الأراضي الروسية، وذلك بسبب المخاوف من ردود فعل روسية محتملة قد تؤثر على المصالح الأميركية في مناطق أخرى، مثل الشرق الأوسط.
وحذرت وكالات المخابرات الأميركية من أن موسكو قد ترد على هذا التحرك بدعم إيران في استهداف القوات الأميركية في سوريا والعراق، مما يضيف تعقيدًا إضافيًا إلى الأبعاد الجيوسياسية للنزاع.
ومع استمرار النقاشات والمفاوضات بين الأطراف الدولية، تظل مسألة توفير الصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا واحدة من القضايا المحورية التي قد تؤثر بشكل كبير على مسار الصراع والنتائج المترتبة عليه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اهداف الاستراتيجية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا الاشهر الأخيرة التحديات السياسية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الطائرات العمليات العسكرية الروسية المواقع الحيوية النزاع المستمر الولايات المتحدة صواريخ طويلة المدى ضد روسيا
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تتفق مع أوكرانيا على قضايا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
كشف المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا وروسيا، كيث كيلوغ، الأربعاء، عن توصل كييف وواشنطن إلى اتفاق بشأن 22 خطة عمل لإنهاء الحرب المتواصلة مع روسيا، وذلك على وقع تواصل المساعي الأمريكية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال كيلوغ في لقاء مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن الاتفاق جرى عقب مفاوضات السلام التي احتضنتها العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي.
وكانت مباحثات في لندن ضمت دول مجموعة "إي 3"، المكونة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مع ممثلين عن الولايات المتحدة وأوكرانيا، بحثت سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة للعام الثالث على التوالي.
وأضاف المبعوث الأمريكي أنه "بعد محادثات صريحة وصعبة مع الأوكرانيين، توصلنا إلى تفاهم حول 22 خطة عمل ملموسة نعتقد أننا في وضع جيد للغاية".
وأشار كيلوغ إلى أن روسيا لم تنتصر بعد في الحرب المتواصلة في أوكرانيا، معتبرا أن ادعاءات موسكو بشأن النصر "لا تعكس الواقع"، حسب تعبيره.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في تدوينة عبر منصة "إكس" عقب انتهاء المباحثات في لندن، "نأمل أن تفضي هذه الجهود المشتركة إلى سلام دائم".
وقبل أيام، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني خلال مراسم تشييع البابا فرانسيس في الفاتيكان، وذلك لأول مرة منذ المشادة الحادة التي اندلعت بينهما في البيت الأبيض.
وعلق ترامب على اللقاء، موضحا أنه يعتبر نظيره الأوكراني"أكثر هدوءا" وأكثر اهتماما بالتوصل إلى اتفاق سلام، لافتا إلى أن زيلينكسي طلب المزيد من الأسلحة خلال الجلسة التي استمرت 15 دقيقة.
وتعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وقد عقدت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب مفاوضات مع موسكو بهدف بحث سبل إنهاء الحرب وترميم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
والجمعة، أعلن ترمب أن روسيا وأوكرانيا "قريبتان جدا" من التوصل إلى اتفاق، حاضا إياهما على الاجتماع لوضع اللمسات الأخيرة عليه.
ولم تكشف الولايات المتحدة عن تفاصيل خطتها للسلام، لكنها اقترحت تجميد القتال على الجبهات والقبول بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في عام 2014، وهو ما يرفضه زيلينسكي باعتباره "مخالفا للدستور الأوكراني".