لبنان ٢٤:
2025-03-16@19:07:31 GMT

أزمة التيار العميقة.. داخلية وسياسية

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

أزمة التيار العميقة.. داخلية وسياسية

يكثف رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل اطلالاته الاعلامية في المرحلة الحالية بالتوازي مع الازمة الداخلية التي انفجرت داخل "التيار" بعد فصل كل من النائبين الياس بو صعب وألان عون واستقالة النائبين سيمون ابي رميا وابراهيم كنعان، وفي ظل الحديث عن ان امتعاض النواب والقياديين لم ينتهِ بعد، بل لا يزال هناك عدد من القياديين وبعض النواب غير راضين عن اداء باسيل الداخلي والاداء السياسي العام للتيار، وعليه فإن الازمة العونية مستمرة، وهي في تفاعل وتطور مستمر وليس الى انحسار، خصوصاً ان حضور الرئيس السابق ميشال عون يعطي شرعية اضافية لباسيل ويخفف من حدة الانشقاقات، لكن غيابه سيفتح الباب امام انقسام داخلي وشعبي كبير في البيئة العونية.



الازمة الحزبية ليست تنظيمية فقط، بل سياسية ايضاً اذ ان اجنحة التيار باتت متباعدة للغاية، حتى ان المقربين من باسيل باتوا على طرفي نقيض، فمنهم من يؤيد التحالف الكامل مع "حزب الله" داخلياً وفي القضايا الكبرى والاستراتيجية وتغطية سلاح المقاومة، وبعضهم الآخر يرفض هذا التحالف ويرفع خطاب التقسيم والانفصال ويهاجم الحزب ودوره العسكري وحتى سلاحه.
وعليه فإن الجمهور العوني وجمهور التيار بات تائهاً بين الخطابين حتى ان الخلافات التي تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي تتركز في المرحلة الحالية بين العونيين انفسهم الذين يهاجمون خيارات بعضهم البعض وتوجهاتهم السياسية، وهذا ما لم يستطع باسيل حتى اليوم ايجاد حلول له، لذلك يخرج الى العلن ليتحدث بخطاب متناقض خصوصاً في ما يتعلق بالحزب.

كما يعاني "التيار" ورئيسه جبران باسيل تحديداً من ازمة تحالفات، فبالرغم من التواصل البارد مع "حزب الله" الا ان العلاقة مع حليفه السابق والذي امن له رافعة سياسية كبيرة في السنوات العشرين الماضية، لم تعد كما كانت وتعرضت لضربات كبرى، وعليه فإن خسارة الحزب يعني خسارة الحليف شبه الوحيد في الداخل اللبناني، اذ وبالرغم من محاولة باسيل تحسين علاقته مع قوى سياسية اخرى من بينها حركة "امل" والرئيس نبيه بري، الا ان هذه العلاقات لن ترتقي لدرجة التحالف لاسباب كثيرة منها عدم وجود اي ثقة بسلوك باسيل السياسي، خصوصاً ان التجارب معه كان مخيبة للآمال ولا يمكن البناء عليها للبدء بتجارب اخرى انتخابية او غير انتخابية.

حتى ان البعض، وتحديداً القوى المسيحية المعارضة، ترى ان الذهاب الى تحالف واسع مع باسيل ليس في مصلحتها، لان الرجل يتعرض لخسائر شعبية منذ عدة سنوات وتحديداً في الشارع المسيحي وليس هناك اي ضرورة لتعويمه في المرحلة الحالية. ولعل انتهاء التقاطع الرئاسي من دون توسعه ليصبح تحالفا كامل الاوصاف خير دليل على عدم رغبة لدى معظم القوى بالتحالف مع رئيس التيار، مما يجعله شبه معزول في الحياة السياسية، وهذه العزلة ستظهر بشكل اوضح خلال الانتخابات النيابية المقبلة.

يبحث "التيار" اليوم عن قضية يستطيع من خلالها اعادة شد العصب العوني حولها، وتوحيد الرؤية الشاملة للقاعدة الشعبية الداعمة له، ولعل الذهاب نحو الاستفادة من توقيف رياض سلامة، للحاكم السابق لمصرف لبنان، بالرغم من ان لا علاقة للتيار بهذا التوقيف، ليس سوى محاولة للتمسك بأي حدث يمكن ان يكسبهم شعبيا، وانهاء جانب من ازمتهم الداخلية.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا لأستاذ الفلسفة السياسية والقانون الدستوري بجامعة حيفا، أوري سيلبرشايد، جاء فيه أنه: "رغم التوافقات الاسرائيلية بشأن تعيين رئيس الأركان الجديد لجيش الاحتلال، آيال زامير، باعتباره الخطوة المنطقية الوحيدة التي اتخذتها الحكومة منذ اندلاع الحرب على غزة، فإن هناك مخاوف في الوقت ذاته".

وتخوّف سيلبرشايد، في مقال ترجمته "عربي21"، من أن: "تكون سياسته العسكرية منسجمة مع استراتيجية المستوى السياسي ممثلا برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي اختاره لهذه المهمة، خاصّة وأن خطاب تنصيبه ركّز على مواصلة الحرب ضد حماس، وإعادة جميع الأسرى".

وأكد أن "تعيين زامير جاء بناءً على طلب نتنياهو، الذي يُعزز قبضته الديكتاتورية على الدولة بدعم من وزير الحرب "المُطيع"، يسرائيل كاتس، وقد علمنا من نتنياهو ذاته أن زامير، سكرتيره العسكري بين 2012-2015، كان مرشحه المفضل في الماضي لمنصب رئيس الأركان".

"تعيينه الآن في هذا المنصب يعني أن وقته قد حان، لكن حديث نتنياهو في حفل تنصيب زامير كان لافتا حين دعا لإبعاد السياسة عن الجيش، وإخراجه من السياسة، مع العلم أن هذه المطالبة ليست صحيحة" تابع أستاذ الفلسفة السياسية والقانون الدستوري بجامعة حيفا.

وأضاف: "إفراغ المؤسسة العسكرية من السياسة مطلبٌ من سمات الأنظمة الديكتاتورية، بل وحتى الفاشية، ونتنياهو ذاته يريد الجيش أداة منضبطة تحت تصرّفه، للقيام بأي مهمة لا علاقة لها بالدفاع عن الدولة، مع العلم أن حدود طاعة الجيش للقيادة السياسية في الأنظمة السوية ضيقة في واقع الأمر، خشية ان تكون الحروب في خدمة خطط النظام الدكتاتوري، وهنا تنتهي حدود الطاعة، وهو ما يجب أن يفهمه زامير جيدا".


وأوضح أنّ: "فهم الحياة السياسية أمر صعب للغاية، لأن الشخصيات السياسية، خاصة عندما تكون خططها غير سويّة، تسعى لإخفاء جوهر أفعالها عن الإسرائيليين العاديين، ومن هنا تنبع الخلافات الكثيرة بين المستويين السياسي والعسكري في الدولة".

وأبرز: "تجلّى ذلك بشكل واضح حين ضغط نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ولايته الأولى، للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بعكس توجهات المؤسسة العسكرية، لأن الخطوة سمحت لها بأن تصبح دولة نووية حدودية".

وأشار إلى أنّ: "نتنياهو وإيران يخوضان سباق تسلح نووي، ولا يمكن التكهّن بمصير خط المواجهة التالي، وتحالف ترامب ونتنياهو حافظ على ديكتاتورية الأخير لاستمرار الحرب في غزة، فيما يعمل ترامب على منع تجديدها من خلال عمل مبعوثه ويتكوف على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة، وآخرها "مخطط ويتكوف"، الذي يعمل نتنياهو على إحباطه".

وأبرز بأنّ: "ترامب قادر، لو أراد، على إجبار نتنياهو على وقف الحرب فورًا، وإعادة جميع الأسرى"، مؤكّدا أنّ: "خطة نتنياهو تسعى لتجديد الحرب على غزة بضراوةٍ بالغة، من خلال تحويل الإغلاق الإنساني عليها إلى حصار مطبق، وبعده يفكر بشنّ هجوم مُدمر للغاية، سينجم بالتأكيد عن تشويه سمعة دولة الاحتلال أخلاقيًا وقانونيًا كدولة، وربما يُشوّه سمعة اليهود كشعب، فيما سيُترك الأسرى ليموتوا".


وختم بالقول إنّ: "هذا التوجه الذي لا يخفيه نتنياهو، يستدعي من زامير أن يقف أمامه، ويقول له أن الجيش لن يفعل هذا، لأن هذه ليست حربًا للدفاع عن الدولة، بل حربٌ ستُدمر الحلم الصهيوني".

واستطرد: "صحيح أنه قد يُعزل قبل أن يُكمل بضعة أشهرٍ في منصبه، لكنه سيُنقذ الدولة من ديكتاتورية قائمة على جيش لا أخلاقي، ومجتمعٍ مُشوهٍ رغمًا عنها، وإن لم يفعل، فسيُخلع من مصبه".

مقالات مشابهة

  • باسيل في المؤتمر السنوي للتيار: نحذّر من المس بقانون الإنتخاب
  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • وزير داخلية تركيا: سيبدأ عهد جديد ضد تجار المخدرات!
  • باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة
  • محللون: سوريا تواجه تحديات داخلية وتدخلات خارجية
  • أستاذ علوم سياسية: التقارب والتنسيق يصل إلى حد التحالف بين روسيا والصين
  • باسيل في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر: نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية
  • كرتونة رمضان في مصر تواجه أزمة غير مسبوقة بعد ارتفاع أسعارها 100%
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نحن في بغداد في لحظة نجدد فيها وحدة الصف بين سوريا والعراق والتأكيد على الروابط العميقة بين البلدين الشقيقين
  • لاعب الأهلي السابق: 3 حلول لنهاية أزمة مباراة القمة